بدأت تشهد موجات عودة كثيفة.. (امدرمان).. الحياة في زمن الحرب!!
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
بدأت تشهد موجات عودة كثيفة..
(أمــــدرمان).. الحياة في زمن الحرب!!
تقرير_ محمد جمال قندول- الكرامة
في طريقنا للعاصمة الوطنية (أمدرمان)، عبرنا بمدينتي عطبرة وشندي. ورغم طول المسافة، إلّا أنّنا لم نشعر بها، فذاكرتي في تلك اللحظات أصابها الحنين، ودار شريط الذكريات مع بعضٍ من الأغنيات التي عظمت العاصمة التاريخية، على غرار رائعة الشاعر عبد المنعم عبد الحي التي تغنى بها أحمد المصطفى: (أنا أمدرمان تأمل في نجوعي.
حياةٌ سهلة
ومع أعتاب المدينة الصامدة في وجه قذائف الجنجويد البربرية، يقابلك أكثر من ارتكازٍ للعبور، مظاهر الحياة كانت حاضرةً بقوة في (سوق الجرافة) الذي يكتظُ بإعدادٍ كبيرةٍ من المواطنين.
ثمّة هدوءٍ وزحام، وأنت تطوف في أحياء المدينة العتيقة خاصةً شارع الوادي، الذي بدا في كامل زينته، حيث هنالك الحياةُ موازيةً تمامًا للحرب من عمرانٍ، وأسواقٍ وزحام، ويبدو واضحًا بأنّه نتاج ثمار التأمين الجيد للقوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى.
هنالك في (الوادي)، تعود بك الذاكرةُ مرةً أخرى وهي تشدو: (أنا أمدرمان إذا ما قلتُ أعني… فما نيل المطالب بالتمني).. فالتمني صاحبه تضحياتٌ جسامٌ لعضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام الفريق أول ياسر العطا وأبنائه بالجيش والأجهزة النظامية والمستنفرين وكذلك جهود الجنرال الماهر نائب مدير جهاز المخابرات الفريق محمد عباس اللبيب واخرين رسموا معالم الانتصار قبل أشهرٍ، وحرروا أمدرمان القديمة، والتقى جيشي (الوادي والمهندسين).
(الكرامة) استطلعت في شارع الوادي عددًا من المواطنين ومن ضمنهم (محمد حسين)، الذي ذكر بأنّه عاد إلى أمدرمان قبل شهرٍ ونصف قادمًا من مصر. وأشار العائد للديار، إلى أنّ الحياة سهلةٌ في الثورات، والسلع متوفرة ومنتظمة بالأسواق والبقالات، وكذلك الخضروات والفواكه، بأسعارٍ أرخص من ولايات السودان المختلفة.
وناشد حسين من هم خارج البلاد، ومن هم من مواطني العاصمة في الولايات، بضرورة العودة لأمدرمان خاصةً مواطني أحياء (الروضة، وأمدرمان القديمة).
مذابح الميليشيا المجرمة
وكان والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، قد التقى وفدًا إعلاميًا زائرًا لأمدرمان برئاسة الأستاذ الهندي عز الدين رئيس تحرير صحيفة المجهر السياسي، والصحفي بابكر يحيى وشخصي، في حضور مدير عام وزارة الثقافة والإعلام والسياحة الناطق الرسمي باسم حكومة ولاية الخرطوم الطيب سعد الدين.
وقدم حمزة تنويرًا ضافيًا عن سير (حرب الكرامة) وتوسع الرقعة الآمنة، مما شجع أعدادًا كبيرةً من المواطنين بالعودة إلى منازلهم.
وقال الوالي إنّ أكبر التحديات التي تواجه الولاية هي الأعداد الكبيرة من الوافدين والناجين من مذابح الميليشيا المتمردة في مناطق الجزيرة ودارفور، مما يتطلب تقديم المزيد من العون الإنساني والإيواء والخدمات، كما أنّ أكثر ما يؤرق حكومة الولاية هو قصف الميليشيا الإرهابية للأحياء السكنية، ووقوع أضرارٍ كبيرة وسط المواطنين.
من جهته، أعرب رئيس الوفد عن تقديرهم لصمود والي الخرطوم، مؤكدًا أنّ هذه الزيارة تأتي دعمًا لهذا الصمود والوقوف على أحوال المواطنين وتوظيف المنابر والمنصات الإعلامية الوطنية لدعم صمود المواطنين، والمساعدة في فضح ممارسات الميليشيا ضد المواطنين العُزل.
امدرمان القديمة
عودة المظاهر الحياة تعد دافعا مهما لعودة المواطنين والتي لم تتوقف حيث بدات أحياء الشهداء والعرضة امدرمان وسوق امدرمان استعادة بريقها مع تدفق الاسر التي هاجرت منها وأن كانت هذه المناطق تحديدا تشهد بط في العودة وبعض أبواب المنازل مغلقة في انتظار ان معانقة ساكنيها .
بدا واضحا جهد الولاية خاصة على مستوى النظافة والبيئة حيث بدأت أحياء امدرمان القديمة (اب روف وود نوباوي ، بيت المال، ود ارو، المظاهر، بانت، المسالمة، حي العرب، العرضة، الملازمين ) أكثر نظافة رغم ما شهدته تلك المناطق من معارك شرسة وان كانت لا تزال بعض من معالمها واضحة في الجدران.
وبعد تسعة اشهر من تحرير امدرمان القديمة بدأت هذه الأحياء أكثر نضرة حيث كسرت تلك الأقوال التي كانت تذهب إلى أن تهئية أمدرمان القديمة ستستغرق سنوات وذلك لما جري فيها من خراب ودمار وتكدس للجثث.
اليوم احياء امدرمان القديمة باتت أكثر امانا ونضرة وهي في انتظار الاسرة التي غادرتها فمسيد الشيخ قريب لا زال ينتظر حركة مرتاديه واسواقها في انتظار تجارها
امدرمان اليوم تقف شامخة لسان حالها اليوم كما كتب الشاعر الشهير عبد الله محمد زين
أنا أمدرمان .. أنا السودان أنا الدرة البزيــن بلدي
أنا البرعاك ســـلام و وأمان و أنـا البفداك يا ولدي) إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: امدرمان القدیمة
إقرأ أيضاً:
هجمات بالمسيّرات وتحركات ميدانية كثيفة.. معارك ضارية بين الجيش السوداني و«الدعم» في كردفان
البلاد – الخرطوم
تشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال، جنوب وغرب كردفان) تصعيدًا خطيرًا في المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تزايد الهجمات بالطائرات المسيّرة وتحركات ميدانية لافتة قد تعيد رسم خريطة السيطرة في الإقليم المضطرب.
ومع الساعات الأولى من صباح أمس (الإثنين)، شنّت قوات الدعم السريع هجومًا جديدًا باستخدام طائرات مسيّرة على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان. ويُعد هذا الهجوم الثاني خلال أربعة أيام، بعد هجوم سابق استهدف المدينة في أول أيام عيد الأضحى، حيث تعرضت مرافق مدنية لأضرار، دون صدور بيانات رسمية عن حجم الخسائر حتى الآن.
هذا التصعيد يتزامن مع تحركات عسكرية واسعة للجيش السوداني بعد سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم. حيث اتجهت العمليات نحو ولايات كردفان الثلاث، ما أدى إلى تحول هذه الولايات إلى ساحة جديدة للصراع، تتداخل فيها الأهداف العسكرية مع الأبعاد الجيوسياسية.
يكتسب طريق الإنقاذ الغربي أهمية استراتيجية كبرى، إذ يربط الخرطوم بولايات كردفان ثم إلى إقليم دارفور. ويمثّل هذا الطريق نقطة تنافس حاد بين الجانبين؛ فالجيش يسعى لاستخدامه كممر للتقدم نحو دارفور، فيما تعتبره قوات الدعم السريع خط الدفاع الأول عن الإقليم، بل ونقطة ارتكاز أساسية لطموحاتها في استعادة التوغل نحو العاصمة.
في ولاية غرب كردفان، اشتعلت المعارك في مناطق استراتيجية وحساسة، خصوصًا في ظل وجود معظم حقول النفط السودانية داخلها. تبادل الطرفان السيطرة في مدينتي الخوي والنهود، ضمن معارك كر وفر، انتهت مؤخرًا بسيطرة “الدعم السريع” عليهما. وفي المقابل، تمكّن الجيش السوداني من صد هجوم واسع استهدف مدينة بابنوسة، والتي تضم مقر الفرقة 22 مشاة.
تُعد ولاية شمال كردفان إحدى أهم جبهات المواجهة حاليًا، حيث تسعى قوات الدعم السريع للتقدم نحو مدينة الأبيض، عبر مناطق سيطرتها شمالًا، وخصوصًا مدينة بارا.
الجيش السوداني يُعزز من وجوده في مناطق الجنوب والشمال بهدف إنهاء وجود “الدعم السريع” في الولاية، وبالتالي تسهيل فك الحصار المفروض على ولاية جنوب كردفان المجاورة.
في جنوب كردفان، تواجه القوات المسلحة السودانية جبهتين في آنٍ واحد: قوات الدعم السريع، وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، المتحالفة مع الدعم السريع في هذه المرحلة.
وقد شهدت هذه الولاية معارك عنيفة مؤخرًا، حيث تمكن الجيش من السيطرة على منطقتي الدبيبات والحمادي بهدف كسر الحصار عن الدلنج وكادقلي، إلا أن قوات الدعم السريع عادت واستعادت هاتين المنطقتين.
كما استطاع الجيش تحقيق تقدم شرقي الولاية، واستعاد السيطرة على منطقة أم دحيليب، مما يجعله على مقربة من كاودا، المعقل الأساسي للحركة الشعبية.
الصراع في ولايات كردفان لم يعد مجرّد امتداد للحرب في العاصمة، بل تحوّل إلى جبهة مستقلة ذات حسابات خاصة، فمن جهة، تعني السيطرة على هذه الولايات القدرة على التحكم في طريق الإمداد الرئيسي ونقاط الثروة (النفط والطرق)، ومن جهة أخرى، فإن التوازنات القبلية والسياسية في كردفان تجعل أي تحرك عسكري فيها محفوفًا بتعقيدات كبيرة.
كما أن دخول الحركة الشعبية على خط المعارك، يضاعف تعقيد الصراع ويحوّله إلى نزاع متعدد الأطراف، يُرجح أن تكون له تبعات كبيرة على مستقبل العملية السياسية ومسارات التفاوض، خاصة في ظل الانقسام الجغرافي والسياسي المتزايد داخل البلاد.
المعارك المتصاعدة في كردفان تنذر بتحوّلات كبيرة في مشهد الحرب السودانية، وقد تكون نقطة تحول ميدانية تؤثر على موازين القوى بين الجيش والدعم السريع، وربما على مستقبل السودان بأكمله.