تعد العودة للاستيطان في قطاع غزة من أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام الإسرائيلي في الوقت الراهن، حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة انقساما واضحا بشأن هذه القضية بين معارض ومؤيد، وسط مخاوف من تداعيات هذه الخطوة على الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة، خاصة في ظل التحذيرات المتكررة من الخبراء الأمنيين.

وكشف استطلاع للرأي نشره مقدم البرامج السياسية في القناة 13 الإسرائيلية داني كوشمارو، أن 51% من الإسرائيليين يعارضون العودة للاستيطان في قطاع غزة.

وفي المقابل، أظهر الاستطلاع أن 57% من ناخبي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يؤيدون الاستيطان في القطاع.

وحول تقييم نتائج الحرب في لبنان، أوضح الاستطلاع الذي أجري في نهاية الأسبوع الأول لوقف إطلاق النار، أن نحو نصف الإسرائيليين يعتقدون أنهم حققوا انتصارا، سواء بشكل كامل أو جزئي.

وبينما يرى 31% أن أيا من الطرفين لم ينتصر، عبّر 16% من الجمهور عن عدم رضاهم عن نتائج الحرب.

وضع متوتر

وفي سياق متصل، حذر الخبير في الأمن القومي والجبهة الشمالية كوبي مروم من تصاعد عمليات المقاومة، مشيرا إلى وجود محاولات يومية لتنفيذ هجمات رغم الجهود الأمنية المكثفة من جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي.

وأضاف مروم أن الوضع الراهن يتسم بالتوتر الشديد، خاصة مع استمرار أزمة البؤر الاستيطانية غير القانونية واعتداءات المستوطنين على الجنود وقادة الجيش.

وأشار إلى أن الحكومة تجاهلت تحذيرات رئيسي جهاز الشاباك قبل عدة أشهر، داعيا نتنياهو إلى تبني سياسة أكثر عقلانية وعدم السماح للجناح اليميني بقيادة دفة الأمور.

وفي السياق ذاته، أكد مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13 أورهيلر أن الهجوم الأخير على مستوطنة أرئيل جاء رغم تحذيرات متعددة من الشاباك والجيش، مما يشير إلى تحديات أمنية متزايدة في المنطقة.

وتأتي هذه التقارير في ظل تصاعد التوتر الأمني وتباين المواقف داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن قضايا الاستيطان ونتائج المواجهات العسكرية الأخيرة، مما يضع المزيد من الضغوط على حكومة نتنياهو للتعامل مع هذه التحديات المتعددة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

محللون إسرائيليون: الجيش يطيل أمد الحرب ويعاقب الرافضين العودة لغزة

يحاول الجيش الإسرائيلي إطالة أمد العمليات العسكرية في قطاع غزة على أمل التوصل لاتفاق مع المقاومة، لكنه في الوقت نفسه يعاقب جنوده الذين يرفضون العودة للقتال، وهو سلوك انتقده محللون إسرائيليون يرون أن هؤلاء بحاجة للدعم وليس للعقاب.

فقد أكد محلل الشؤون العسكرية في قناة "24 نيوز"، يوسي يهوشوع، أن الجيش يطيل الوقت ميدانيا لأنه ينتظر ردا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "لأن إسرائيل تريد صفقة بأي ثمن".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خالف كل التوقعات.. لماذا لم يتسبب زلزال كاماتشتكا الهائل في تسونامي كبير؟list 2 of 2مجلة أميركية: العنف بغزة ليس حربا بل تطهير عرقي تمهيدا لطرد السكانend of list

وتحدث يهوشوع عن الخيارات المطروحة حاليا والتي قال إنها "ليست كثيرة، ومنها احتلال مدينة غزة والمنطقة الوسطى"، لافتا إلى أنها "مسألة معقدة، بسبب وجود المخطوفين (الأسرى) فيها، فضلا عن أنها تتطلب تهجير نحو مليون فلسطيني بالمنطقة إلى مكان آخر".

كما عرض رئيس الأركان إيال زامير، خيارا آخر يتمثل في "الحصار والاستنزاف"، وهو أمر يرى يهوشوع أنه لن يلحق الهزيمة بحماس ولن يعيد المخطوفين، ولن يتجاوز كونه ضغطا عسكريا على المقاومة التي قال إنها "لن تطلق سراح الأسرى أبدا (دون صفقة)".

وهناك أيضا خيار ضم الأرض الذي يقول محلل الشؤون العسكرية إنهم لا يعرفون إن كان سيؤلم حماس ويعيدها للمفاوضات أم لا، مضيفا أنه "لا يعتقد أن هذا الأمر سيحقق نجاحا".

أما مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش أمير بار شالوم، فقال إن الجيش حاليا يطالب القيادة السياسية باتخاذ قرار مستقبلي حتى لو كان احتلال القطاع بشكل كامل، مع الأخذ في الاعتبار الأثمان التي ستدفعها إسرائيل نتيجة دخول مناطق لم تدخلها من قبل، ولم يكن قرار عدم دخولها عبثا.

لكن هناك من يرون عدم إمكانية مواصلة هذه الحرب التي جعلت الجنود يفضلون الانتحار على العودة لغزة. ومن بين هؤلاء رجل الأعمال زيف شيلون الذي فقد يده في حرب غزة عام 2002 والذي قال إن إسرائيل وصلت إلى وضع لا يمكن السكوت عليه.

إعلان

وتحدث شيلون عن جنود ينتحرون وآخرين يحاولون الانتحار أو منعزلين في بيوتهم، وقال إن عددا منهم لم يعودوا قادرين على ترميم حياتهم بعد العودة من جحيم المعارك بلغ "مستويات فلكية"، معربا عن اعتقاده بأن المجتمع الإسرائيلي "سيصل إلى وضع سيئ ما لم يعد إلى رشده".

وانتقد محللون سلوك الجيش تجاه من يرفضون العودة للقتال وسعيه لسجنهم بدلا من تقديم الدعم لهم بينما يتم تجاهل من ينشرون فيديوهات تظهر عمليات القتل والتدمير التي يقومون بها في غزة.

معاقبة من يرفضون العودة للحرب

وقد نقلت القناة 13 عن جندي يواجه السجن لأنه رفض العودة للحرب، وأنهم تلقوا أمرا بقتل 3 أشخاص دخلوا "منطقة القتل" الخاصة بهم، ثم تبين أنهم طفلان في العاشرة والـ12 ووالدتهما، لكنهم كانوا مضطرين لقتلهم تنفيذا للأوامر، مما أصاب 3 جنود بأعراض ما بعد الصدمة.

وتعليقا على هذا الأمر، قال الرئيس السابق لشعبة التخطيط في الجيش نمرود شيفر، إن أكثر من 3600 جندي أصيبوا بأعراض ما بعد الصدمة منذ بدء الحرب، وإن إسرائيل سيكون بها 100 ألف معاق بعد عامين ونصف العام حسب تقديرات وزارة الدفاع، نصفهم على الأقل يعانون مشاكل نفسية تم تشخيصها ومعظمهم لم يتجاوز سن الـ30.

وأكدت والدة أحد الجنود ما يقوم به الجيش ضد هؤلاء الجنود، مؤكدة أن ابنها قاتل مئات الأيام في غزة وعندما رفض العودة للمعارك "نظر له قادته نظرة سيئة واعتبروه جبانا رافضا للخدمة وسيرسلونه وزملاءه للسجن بدلا من أن يقدموا لهم الدعم".

ووصف المحلل السياسي في القناة 13 رفيف دروكر، سلوك رئيس الأركان تجاه هؤلاء الجنود بأنه "أسوأ ما يقوم به"، قائلا "إن زامير يرسل الجنود للسجن بعدما لم يعودوا قادرين على الذهاب للحرب، رغم أنهم قاتلوا شهورا وخاضوا أسوأ التجارب وفقدوا أصدقاء لهم، وبينهم جندي عاد للحرب بعدما عولج من إصابة خطيرة".

وهاجم دروكر موقف زامير بقوله إنه يسعى لسجن هؤلاء وينظر لموقفهم بخطورة ويعتبره رفضا للخدمة في زمن الحرب بينما يتجاهل من ينشرون مقاطع التدمير والقتل من باب التفاخر بالمخالفة للأوامر.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: هذه خطة الكابينت بغزة وحماس لن ترفع الراية البيضاء
  • إعلام إسرائيلي: خلافات جدية بين نتنياهو ورئيس الأركان
  • إعلام إسرائيلي يبث فيديو انفجار عبوة ناسفة بقوة راجلة في رفح
  • إعلام إسرائيلي: إسرائيل أصبحت دولة جرباء وهي تعيش انحطاطا غير مسبوق
  • إعلام إسرائيلي: 7 حالات انتحار في صفوف الجنود خلال يوليو الجاري
  • محللون إسرائيليون: الجيش يطيل أمد الحرب ويعاقب الرافضين العودة لغزة
  • إعلام إسرائيلي: اعتراض مسيرة في منطقة غلاف غزة
  • إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
  • ارتفاع حالات الانتحار بالجيش الإسرائيلي منذ حرب غزة
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيحدد مهلة لاتفاق قبل البدء في ضم مناطق بغزة