ترامب يهدد «بريكس» برسوم جمركية 100%.. هل يشعل حربًا اقتصادية عالمية؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
هدد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع القادمة من الدول الأعضاء في مجموعة البريكس، وذلك في حال قامت هذه الدول بإنشاء عملة جديدة مستقلة أو دعم عملات بديلة للدولار الأمريكي.
وجاء ذلك في منشور من حساب ترامب علي منصة «تروث سوشيال»، قائلًا فيه: «فكرة أن دول البريكس تحاول الابتعاد عن الدولار بينما نقف مكتوفي الأيدي ونراقب قد انتهت»، مؤكدًا أنه لا مجال لهذه الدول للبيع في الاقتصاد الأمريكي إذا تم الإقدام على هذه الخطوة، وفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية.
رأي الخبراء دوليون أن تهديدات ترامب سيكون لها تأثير بشكل أكبر علي الولايات المتحدة وليس دول البريكس، حيث قال كبير الاقتصاديين الدوليين في نيويورك، جيمس نايتلي: إن التعريفات الجمركية ستؤدي إلى «زيادة محتملة في تكاليف المستهلك والتضخم»، ونتيجة لذلك: «قد يكون لها آثار اقتصادية واسعة النطاق، وخاصة في اقتصاد حيث يشكل الإنفاق الاستهلاكي 70٪ من إجمالي النشاط».
أما الرئيس السابق لقسم الصين في صندوق النقد الدولي، إسوار براساد، عبر عن تهديدات ترامب بأنها: «تبشر بوضوح بفجر جديد من الحماية التجارية الأمريكية التي ستجتاح العديد من شركاء الولايات المتحدة التجاريين».
ما قد يؤدي إلى: «تأثير مدمر على الولايات المتحدة وكذلك التجارة العالمية، حيث تتنافس البلدان في جميع أنحاء العالم لتخفيف ضربة التعريفات الأمريكية على اقتصاداتها ومحاولة إيجاد طرق للتهرب من التعريفات الجمركية».
كما يشير تهديد ترامب إلى «مدى ارتباك الإدارة القادمة بشأن نظام التجارة ورأس المال العالمي»، وذلك وفقًا لمايكل بيتيس، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، الذي كتب على موقع منصة «إكس»: «لا تستطيع الولايات المتحدة خفض عجزها التجاري وزيادة هيمنة الدولار الأمريكي على العالم في الوقت نفسه لأن هذين الأمرين يفرضان شروطًا متناقضة تمامًا“.
دول البريكس تتحدى الهيمنة الأمريكيةوجاء تهديد ترامب في الوقت الذي يسعى فيه بعض القادة في دول البريكس، مثل الرئيس البرازيلي، لويس لولا دا سيلفا، إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي من خلال اقتراح إنشاء عملة مشتركة لدول أمريكا الجنوبية، كما أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن دول البريكس تدرس إمكانية تعزيز التنسيق بين بنوكها المركزية واستخدام العملات الوطنية في التبادلات التجارية.
وتعتبر مجموعة البريكس مهمة بالنسبة لكل من الصين وروسيا، حيث يشكل البريكس قوة لتوسيع نفوذ الصين الاقتصادية والجيوسياسية، وذلك في محاولة لتحدي الزعامة العالمية للولايات المتحدة.
أما بالنسبة لروسيا، فهي تجد في البريكس فرصة لتعزيز علاقاتها مع الدول الكبرى في مواجهة العزلة الاقتصادية والدبلوماسية التي فرضها الغرب عليها بعد الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير 2022، وفي قمة البريكس الأخيرة، أبدى بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج تأكيدًا على أن العالم يقف معزولًا عن الغرب، وأن غالبية الدول تؤيد تحركاتهما لتحدي الهيمنة الأمريكية.
والجدير بالذكر أن مجموعة البريكس تتكون من 5 دول كبرى ذات اقتصادات ناشئة، وهم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ما يمثل 40% من سكان العالم وأكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلى جانب توسع المجموعة لتضم مصر والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا وإيران.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البريكس ترامب تهديدات تعريفات جمركية الولايات المتحدة الصين الولایات المتحدة دول البریکس
إقرأ أيضاً:
المبعوث الأمريكي لسوريا يقترح اتفاقية عدم اعتداء بين دمشق والاحتلال
شدد مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سوريا توماس باراك، الخميس، على أن الولايات المتحدة تريد السلام بين سوريا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق "عدم الاعتداء" في البداية.
وقال باراك الذي يزور دمشق لأول مرة منذ تولي مهام منصبه، إن "ترامب يعتزم رفع اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب"، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي "اتخذ قرارا جريئا بشأن سوريا دون شروط أو متطلبات".
وعين باراك وهو سفير الولايات المتحدة لدى تركيا مبعوثا خاصا إلى سوريا بعد أيام قليلة من قرار ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا خلال عهد النظام المخلوع.
ومنذ لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع مع نظيره الأمريكي في السعودية بعد قرار رفع العقوبات، تشجع الولايات المتحدة الحكام الجدد في دمشق على تطبيع علاقاتهم مع الاحتلال الإسرائيلي، بينما لوحظ تراجع في حدة الهجمات الإسرائيلية على سوريا.
وقال باراك في كلمة له في دمشق، إن "المشكلة بين سوريا وإسرائيل قابلة للحل لكن يتعين البدء في حوار"، مضيفا "أعتقد أننا بحاجة إلى البدء باتفاقية عدم اعتداء فقط، والحديث عن الحدود".
وكانت سوريا وقعت اتفاقية فض الاشتباك عام 1974 مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهي اتفاقية التزمت سوريا بها بينما انتهكتها "إسرائيل" بشدة خصوصا على مدى السنوات الأخيرة.
وبعد سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي، أعلنت دولة الاحتلال انهيار الاتفاقية وشنت مئات الغارات على سوريا بينها محيط القصر الرئاسي، بينما شددت دمشق في أكثر من مناسبة على التزامها باتفاقية فض الاشتباك وعدم تهديدها لأي دولة في المنطقة.
وتشهد دمشق وواشنطن مرحلة غير مسبوقة من التقارب منذ لقاء الشرع وترامب، وقال المبعوث الأمريكي إن "نية أمريكا ورؤية الرئيس هي أنه يتعين علينا إعطاء هذه الحكومة الشابة فرصة من خلال عدم التدخل".
وأضاف أن "جهود الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو تصب في صالح الحكومة السورية الجديدة"، مضيفا في كلمة له بقصر الشعب بحضور الشرع "أنقل لكم التزام الرئيس ترمب وتضامنه معكم".
وفي وقت سابق الخميس، رفع المبعوث الأمريكي علم بلاده في دار سكن السفير الأمريكي بالعاصمة السورية دمشق بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وتطرق المبعوث الأمريكي إلى وجود الولايات المتحدة العسكري في سوريا، موضحا أن 99 بالمئة من مهمة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "أنجز بشكل رائع".
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" كشفت عن عزم الولايات المتحدة على تقليص عدد جنودها في سوريا خلال الأشهر القادمة إلى أقل من 1000 جندي.