بين العزل والاغتيال.. اتساع رقعة الصراعات داخل أجنحة الحوثي
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
اتسعت رقعة الصراعات في صفوف أجنحة مليشيا الحوثي الإرهابية - ذراع إيران في اليمن، في ظل تصاعد عمليات الاغتيالات التي طالت عدداً من القيادات، وكذا قرارات العزل من المناصب القيادية.
وشهدت محافظات، صنعاء وإب ومأرب، خلال الأسبوعين الأولين من أغسطس، 7 أحداث منفصلة بينها تصفيات بينية، عكست حدة الصراع المحتدم بين أجنحة المليشيات خصوصا بين جناحي صعدة وصنعاء.
وشملت تلك الأحداث، 4 اغتيالات، واعتداء على قيادي واعتقاله في إب، ومحاصرة ثان بصنعاء، ونجاة ثالث من الموت المحقق ومقتل عدد من مرافقيه. ناهيك عن جملة قرارات إقالة وإطاحة أصدرتها القيادات الحوثية المحسوبة على الجناحين خلال الفترة الماضية.
وفي آخر تلك الأحداث، أقدم مسلحون على نصب كمين للقيادي الحوثي "إبراهيم القشار" على خط الحتارش، شمالي صنعاء، وأطلقوا النار عليه، ما أدى إلى مقتله على الفور. والقشار كان مقرباً من القيادي الحوثي يحيى الشامي، والذي توفي هو ونجله زكريا في ظروف غامضة قبل فترة.
والجمعة 11 أغسطس الجاري، اعتدى مسلحون حوثيون على قيادي أمني حوثي يدعى "صخر صادق حمزة" المنتحل صفة مدير أمن مديرية مذيخرة بعد تهريبه مطلوبين. واختطف المسلحون القيادي الأمني وأودعوه سجنًا حوثيا في مركز المحافظة.
وبالتزامن، كشف القيادي الحوثي "إسماعيل الجرموزي"، عن قيام أطقم عسكرية تابعة لما تسمى قوات الأمن الخاصة بمحاصرة منزله بصنعاء، منذ أيام، متهما وزير داخلية الحوثيين، عبدالكريم الحوثي، بإرسال هذه الأطقم على الرغم ان نجله الوحيد "مجاهد" يقاتل في صفوف المليشيا منذ سبع سنوات.
وقال الجرموزي، الذي كان مُعيناً من المليشيا مديراً عاماً للمراجعة الداخلية بوزارة الأوقاف والإرشاد سابقًا، إن الأطقم العسكرية مدججة بالأسلحة، وبحوزتهم أوامر بالقبض القهري عليه، واصفا اياهم بـ"دولة الأوغاد"، على خلفية مطالبته برواتب الموظفين، وتسريبه وثائق تثبت الفساد المهول الذي تمارسه أجنحة داخل الجماعة.
والخميس 10 أغسطس، نجا بأعجوبة قيادي وشيخ قبلي موال لمليشيا الحوثي الإرهابية يدعى "نبيل حسين زوقم" ويكنى بـ"أبو حسين" من محاولة اغتيال من قبل مسلحين مجهولين أثناء مروره في شارع الستين وسط صنعاء، فيما أصيب عدد من مرافقيه والحقت أضرار في سيارته، قبل أن يلوذ الجناة بالفرار الى جهة مجهولة.
المليشيا الحوثية، حاولت تفنيد الحادث على أنه شائعة، نافية وقوعها عبر تصريح أدلى به القيادي الحوثي "زوقم" لمركز الاعلام الأمني التابع لوزارة داخلية الحوثيين، إلا أن ما يؤكد وقوع الحادث استحداثها عشرات نقاط التفتيش في صنعاء عقب الحادث الذي يأتي ضمن الصراعات بين جناحي صعدة وصنعاء. وسبق ان وجه القيادي "زقوم" اتهامات علنية لقيادات حوثية بارزة في المجلس السياسي الاعلى التابع للمليشيا بالفساد.
وقبل الحادث بيومين، اغتالت عناصر الأمن الوقائي التابعة للحوثيين، في ساعات متأخرة من الليل، الشيخ القبلي حسن صالح الراعي، بعد تعقبه، في مديرية بني الحارث شمالي صنعاء. تم نقله بعد الحادث إلى مستشفى "يوني ماكس" التابع لاحد قيادات المليشيا، بعد الترويج ان سبب الحادث إطلاق عيار ناري من سلاحه الشخصي أثناء قيامه بتنظيفه. في الوقت الذي نفى أقارب الضحية هذه المزاعم، مؤكدين انه تعرض لعملية اغتيال آثمة وضلوع قيادات حوثية في مقتله كان على خلاف معها.
وفي 4 أغسطس، أقدمت قيادات حوثية تنحدر من محافظة صعدة (معقل المليشيا الرئيس) على تصفية القيادي الميداني البارز المدعو "ناجي ضيف الله الأمير" المنحدر من محافظة مأرب بعد تصاعد خلافاتها معه بقصف تجمع له مع آخرين بالطيران المسير التابع لها في جبهة الجوبة، جنوبي مدينة مأرب. ورصدت المليشيا تحركات القيادي "الأمير" واستهدفته مستغلة اندلاع معارك عنيفة، بين المليشيات مع القوات الحكومية لتصوير حادثة مقتله كأنها وقعت خلال المواجهات.
وجاءت الحادثة مع أخرى مماثلة في سياق الصراعات الميدانية بين أجنحة مليشيا الحوثي في جبهة مأرب، أودت بحياة القيادي "صالح شملول" المكنى "أبو صالح"، والمنحدر من مديرية المراشي بمحافظة الجوف، في اشتباكات مع قيادي حوثي آخر في جبهة رغوان شمالي غربي مأرب.
وسجل الصراع الداخلي في مليشيات الحوثي، لم يقتصر على الاغتيالات فقط بل شهد تطورا آخر شمل إقالة عدد من قيادات الصف الثاني والثالث من مناصبها في صنعاء وعدة محافظات خاضعة لسيطرتهم. القرارات شملت الإطاحة بقيادات حوثية بارزة في صنعاء وإب وتم إزاحتها من مناصبها لصالح جناح صعدة كان آخرها إقالة "ابو رداد المجهلي"، قائد ما تسمى النجدة بمحافظة صنعاء، و"محمد علي الشامي" مدير الوحدة التنفيذية لكبار المكلفين بمصلحة الضرائب الافتراضية بصنعاء.
تزايد حدة الصراع أصبح مكشوفاً ولم يعد خفياً، وهذا برز بشكل كبير في الخطاب المتلفز الأخير الذي بثه زعيم الميليشيات الإيرانية في اليمن، عبدالملك الحوثي، الذي كشف عن وجود صراع كبير داخل جماعته.
ويسعى جناح صعدة إلى بسط نفوذه وهيمنته على الأموال والمناصب من خلال عمليات التصفية والإقصاء التي تتعرض لها القيادات المحسوبة على الجناح الآخر.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: قیادات حوثیة
إقرأ أيضاً:
شهود عيان فى مصرع يمنية داخل أسانسير بالمعادي: اختل توازنها وسقطت فجأة
اِستمعت نيابة المعادي الجزئية، إلى أقوال شهود العيان في واقعة مصرع فتاة يمنية، إثر سقوط مصعد بها من الطابق الـ 12 داخل عقار سكني بمنطقة المعادي.
وأوضح الشهود أن الفتاة كانت في زيارة لأحد السكان، وأثناء استقلالها المصعد بمفردها، اختل توازنه فجأة وسقط بسرعة متجاوزًا جميع الطوابق حتى ارتطم بالأرض، ولم يتمكن أحد من إنقاذها، ولدى فتح باب المصعد، تبيّن أنها فارقت الحياة.
وانتقلت النيابة لمعاينة موقع الحادث، وأمرت بتشريح الجثمان لبيان الأسباب الطبية للوفاة، والتصريح بالدفن عقب الانتهاء من إعداد التقرير الطبي. كما طالبت بتحريات المباحث حول الواقعة، وندبت لجنة فنية متخصصة لفحص المصعد وبيان حالته الفنية ومدى الالتزام بأعمال الصيانة الدورية، للوقوف على وجود شبهة إهمال من عدمه.
تلقى قسم شرطة المعادى، بلاغًا مفاده بسقوط مصعد داخل عقار سكني ووجود فتاة عالقة بداخله. وبانتقال الأجهزة الأمنية إلى المكان، تبين أن المصعد سقط من الطابقا لـ12 وأسفر الحادث عن وفاة فتاة في العقد الثاني من عمرها، وتم نقل الجثمان إلى ثلاجة المستشفى، وتم اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة.