الناتو يواجه تحديات في اتخاذ قرار بشأن انضمام أوكرانيا وسط معارضة داخلية وغياب التوافق
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
في وقت حساس للغاية بالنسبة لأوكرانيا، يواجه الحلم الأوكراني في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عقبات صعبة، حيث تشير التوقعات إلى أن الحلف لن يستجيب بشكل إيجابي لدعوة كييف للانضمام في الاجتماع المزمع عقده هذا الأسبوع، يأتي هذا في وقت تشهد فيه أوكرانيا صعوبات متزايدة على جبهة القتال، وسط تقدم القوات الروسية، مما يثير تساؤلات حول إمكانية حصولها على دعم سياسي حاسم.
إحباط أوكراني بعد التأجيل المتوقع
أكد دبلوماسيون مطلعون أن من غير المرجح أن يوافق الناتو على تحديد إطار زمني لانضمام أوكرانيا في اجتماع وزراء الخارجية هذا الأسبوع، مما يبدد آمال كييف في الحصول على دفعة سياسية حاسمة.
حيث كانت أوكرانيا تأمل أن يشكل الاجتماع فرصة لتوجيه رسالة قوية ضد التهديدات الروسية ولتسريع انضمامها إلى الحلف.
وفي رسالة إلى نظرائه في حلف الناتو، أكد وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها أن دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الحلف ستعزز الموقف الأوكراني وتلغي إحدى الحجج الرئيسية التي تستخدمها روسيا لتبرير عدوانها العسكري على أوكرانيا.
ومع ذلك، لا يزال التوافق بين دول الناتو البالغ عددها 32 دولة حول قبول العضوية الأوكرانية بعيد المنال، وفقًا للدبلوماسيين الذين تحدثوا عن تحفظات واضحة.
أسباب التأجيل والرهانات السياسية
يعزو الدبلوماسيون التأجيل المتوقع إلى عدم وجود توافق كامل بين الدول الأعضاء في الناتو، بالإضافة إلى أن القرار النهائي سيتأثر بشكل كبير بالسياسة الأميركية، حيث تُعد الولايات المتحدة القوة المهيمنة داخل الحلف.
وفي هذا السياق، أشار أحد المسؤولين الأميركيين إلى أن الاجتماع سيركز في المقام الأول على كيفية تعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا استعدادًا للعام المقبل، وهو ما قد يكون أكثر أولوية في الوقت الراهن.
التحديات الاقتصادية والعسكرية الأوكرانية
يأتي هذا التوجه في وقت حرج بالنسبة لأوكرانيا، حيث يواجه الجيش الأوكراني تحديات متزايدة على الأرض، بما في ذلك تقدم القوات الروسية في شرق البلاد والضربات الجوية الروسية المكثفة على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكة الكهرباء.
ومع اقتراب فصل الشتاء، تأمل كييف أن تعزز عضوية الناتو من قدرتها على مواجهة الضغوط العسكرية والسياسية.
آمال ضائعة
الجدير بالذكر أن تصريح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي اعتبر أن "وضع الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا تحت مظلة حلف الناتو" يمكن أن يوقف المرحلة الساخنة من الحرب، يعكس إصرار كييف على الحصول على ضمانات أمنية قوية من خلال الانضمام إلى الحلف.
ومع عودة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في العام المقبل، تظل المسألة الأوكرانية محط اهتمام عالمي، حيث يسعى ترامب إلى إعادة تشكيل التحالفات السياسية والعسكرية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اجتماع وزراء الخارجية الاقتصاد اقتراب فصل الشتاء التهديدات التهديدات الروسية التحالفات الضربات القوات الروسية المسؤول الوقت الراهن انضمام أوكرانيا تحفظات ترامب هرب جبهة القتال توقعات حلف شمال الأطلسي حلف شمال الأطلسي الناتو حلف الناتو
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تخسر فرصتها الأخيرة.. ترامب يعلّق على هجمات كييف
شنّت قوات كييف هجومًا إرهابيًا بطائرات مسيرة موجهة من طراز (FPV) على عدة مطارات عسكرية روسية في مقاطعات مورمانسك، إيركوتسك، إيفانوفو، ريازان، وأمور، بحسب وزارة الدفاع الروسية التي أكدت صد جميع الهجمات وإخماد الحرائق الناجمة عنها دون وقوع إصابات بين المدنيين أو العسكريين.
وأعلنت الوزارة أن الهجوم، الذي وصفته بأنه إرهابي ومنظم، جاء في إطار محاولة نظام كييف تغيير مسار الحرب التي تسير لصالح موسكو، لكنه فشل في تحقيق أهدافه. كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن منظومات الدفاع الجوي أسقطت 5 طائرات مسيرة أوكرانية فوق مقاطعة بيلغورود الحدودية.
في المقابل، أعلن رئيس نظام كييف، فلاديمير زيلينسكي، مسؤوليته عن تنفيذ الهجوم الإرهابي على المطارات العسكرية الروسية.
ردًا على ذلك، أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا إلى إنهاء الصراع الأوكراني عبر التفاوض، مشيرًا إلى أن حل الأزمة يجب أن يكون على طاولة المفاوضات.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن موقف ترامب هذا أعلن عنه علنًا وبشكل خاص، مؤكدًا رغبته في إنهاء الأزمة سلمياً.
وعلى الصعيد الدولي، أشار موقع UnHerd البريطاني إلى أن الهجوم كان آخر محاولة أوكرانية عالية المخاطر لتحسين موقعها على خط المواجهة، لكنه فشل، محذرًا من أن أوكرانيا قد تدفع ثمنًا باهظًا على هذه المغامرة التي قد تضر بموقفها العسكري والتفاوضي، وربما تؤدي إلى فقدان الدعم العسكري الأمريكي.
على صعيد منفصل، شهدت مدينة إسطنبول التركية جولة ثانية من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا استمرت لأكثر من ساعة، حيث أعلن رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي الاتفاق على تنفيذ عملية تبادل أسرى كبيرة خلال الفترة القادمة.
كما أعلنت الدفاعات الروسية عن إسقاط خمس طائرات مسيرة أوكرانية فوق مقاطعة بيلغورود الحدودية، في استمرار لتصعيد العمليات العسكرية.
أوربان: تسوية الصراع الأوكراني ستكون عبر اتفاق شامل بين روسيا والولايات المتحدة
أكد رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان أن حل الصراع في أوكرانيا لن يتم عبر مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، بل سيكون جزءاً من اتفاق شامل بين روسيا والولايات المتحدة.
وأوضح أوربان خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ في بودابست أن السلام ووقف إطلاق النار لن يتحققا إلا من خلال مفاوضات روسية-أمريكية، مشيراً إلى أن هذا هو السيناريو المحتوم بغض النظر عن مواقف الأوروبيين والأوكرانيين.
وأضاف أن التسوية تشمل ليس فقط الحرب والأراضي والحدود، بل تمتد لتشمل التجارة والطاقة والاستثمار وقضايا توسع الناتو، مؤكداً أن الرئيس الأمريكي هو الطرف الوحيد القادر على تحقيق هذه الصفقة الشاملة.
وأشار أوربان إلى أن الأوكرانيين غير قادرين على إبرام اتفاق ينهي الصراع مع روسيا، في ظل تفوق روسيا الميداني، رغم استمرار الدعم العسكري الأوروبي لأوكرانيا.
كما روى أوربان محاولته في يوليو 2024 إقناع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بقبول وقف إطلاق النار، التي قوبلت بالرفض، وموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعتبر أن الوقت كان في صالح روسيا، وهو الأمر الذي تحقق بالفعل.
آخر تحديث: 3 يونيو 2025 - 15:44