كيف نتعامل مع شعور الغضب ونستفيد منه؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
والغضب، مثل غيره من المشاعر، لا يمكن اعتباره سلبيا إذا تم استخدامه في سياق مبرر وفي التوقيت المناسب، كما تقول كيلاني، هو شعور يعبر عن رد فعل طبيعي تجاه التهديدات أو التعدي على الحدود الشخصية، لكن طريقة التعبير عنه قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.
وحسب كيلاني فإن الغضب المتراكم يمكن أن يدفع الإنسان إلى الانفجار في مواقف غير مناسبة، مما يؤدي إلى تصاعد المشكلات في علاقاته الشخصية والاجتماعية.
ويُعد الغضب أحد المشاعر المركبة التي تتضمن مكونات نفسية وجسدية، مثل أفكار الشخص، الإحساس بالحرارة، تسارع التنفس، وتعبيرات الوجه، وتؤكد كيلاني أنه عند تعديل أي من هذه المكونات، يمكن أن يتغير الشعور الغاضب.
فمثلًا، إذا كان الغضب ناتجا عن الإحباط، فإن مواجهته بطريقة أكثر توازنا قد يقلل من حدته، كما يشير الباحثون إلى أن الظروف الاجتماعية والبيئية يمكن أن تساهم في تعزيز مشاعر الغضب في مجتمعات معينة، ولكن هذا لا يعني أن الشخص يجب أن يبرر تصرفاته استنادا إلى ما يراه من حوله.
من جانب آخر، يسلط برنامج "أنت" الضوء على التأثيرات السلبية التي قد يسببها الغضب إذا لم يتم التحكم فيه.
ويشرح الدكتور خالد عطاس، مقدم البرنامج، كيف أن الغضب والخوف نابعان من نفس المصدر في الدماغ، لكن الفرق الجوهري بينهما هو أن الغضب يدفع الشخص إلى استعادة السيطرة على المواقف بينما الخوف يعزز الشعور بالعجز.
إعلان مخدر طبيعيويضيف عطاس أنه عندما يتعرض الشخص للغضب، يفرز المخ مادة تسمى "أوبيول" تعمل كمخدر طبيعي. ورغم أن هذا الشعور فطري، فإن الإنسان يمتلك القدرة على التحكم في مشاعره.
وفي حالة الغضب المتراكم، يعتقد عطاس أن الشعور بالذنب قد يكون أحد المسببات الرئيسية، فعندما يشعر الشخص بالذنب نتيجة تصرفاته، يتراكم الغضب داخله مما يزيد من حدة الانفعالات.
لذلك، من الأهمية بمكان أن يتعلم الأفراد كيفية التعامل مع مشاعرهم وحل النزاعات بشكل إيجابي، لأن تجاهل هذه المهارات قد يؤدي إلى تصاعد المشكلات في العلاقات.
وفي إطار عرض البرنامج لتجارب شخصية، تحدث رجل الأعمال سيف الحكيم عن تجربته مع الغضب، حيث يقول إن أول تجربة غاضبة له كانت في فترة دراسته الثانوية عندما أساءت خالته إلى ذكائه، مما أشعل فيه بركانًا من الغضب.
لكن بدل أن يرد بطريقة غير مناسبة، أصر على أن يحقق النجاح. ومع مرور الوقت، أدرك أن استخدام الغضب بطريقة خاطئة يمكن أن يؤدي إلى تدمير فرص الحياة الشخصية والمهنية.
ويخلص البرنامج إلى أن الغضب ليس شعورا بالضرورة سلبيا، لكنه يحتاج إلى ضبط وتوجيه حتى لا يتحول إلى تهديد لعلاقة الإنسان وحياته، وأن فهمه ومعرفة كيفية التعامل معه قد يكونان المفتاح لتحقيق توازن داخلي ومواجهة تحديات الحياة بهدوء.
3/12/2024المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
غضب شعبي يجتاح المكلا.. محتجون يقتحمون مبنى السلطة المحلية احتجاجًا على تردي الخدمات
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / خاص:
تصاعدت وتيرة الاحتجاجات الشعبية في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، صباح اليوم الإثنين، حيث شهدت المدينة تطورًا لافتًا تمثّل في اقتحام العشرات من المحتجين مبنى السلطة المحلية، في خطوة احتجاجية غير مسبوقة جاءت على خلفية الانهيار المتسارع في خدمة الكهرباء وتدهور الأوضاع المعيشية والخدمات العامة.
ًوبدأت الحشود بالتجمع في محيط المبنى منذ ساعات الفجر الأولى، رافعة لافتات غاضبة ومرددة شعارات تطالب بإقالة المسؤولين المحليين ومحاسبة المتسببين في التدهور الذي تشهده المدينة. وأكد المحتجون أن صبر المواطنين قد نفد، وأن السكوت لم يعد ممكنًا أمام تفاقم المعاناة اليومية.
وتمكّن عدد كبير من المتظاهرين من دخول المبنى الإداري بسهولة، في ظل غياب لافت للإجراءات الأمنية، الأمر الذي أحدث حالة من الارتباك داخل المكاتب الحكومية، حيث شوهد موظفون يغادرون المكان بشكل عاجل.
وتعيش المكلا منذ أسابيع أزمة خانقة في الكهرباء، إذ لا يصل التيار الكهربائي إلى المنازل إلا لساعات معدودة، ما زاد من معاناة المواطنين في ظل درجات حرارة مرتفعة، وضغط متزايد على بقية الخدمات الأساسية كالمياه والرعاية الصحية. وقد تسببت هذه الظروف في تأجيج الغضب الشعبي، وسط اتهامات للسلطات بالفشل والفساد.
ويرى ناشطون أن ما حدث اليوم ليس مفاجئًا، بل نتيجة طبيعية لتراكم سنوات من الإهمال والتقصير الرسمي، متهمين السلطة المحلية بعدم الاستجابة للمطالب المتكررة بتحسين البنية التحتية وتقديم حلول حقيقية لمشاكل المدينة المتفاقمة.
وعقب عملية الاقتحام، ألقى ممثلون عن المحتجين بيانًا طالبوا فيه باتخاذ قرارات فورية لإنقاذ الوضع، شملت الدعوة إلى إقالة المسؤولين المقصرين، ووضع خطة إصلاح عاجلة تبدأ بتوفير الكهرباء وتحسين الخدمات العامة وتخفيف معاناة السكان.
وبحسب مصادر محلية، فقد غادرت قيادة السلطة المبنى قبل وصول المتظاهرين، فيما امتنعت قوات الأمن عن التدخل المباشر لفض الحشود، وهو ما أسهم في تجنّب وقوع صدامات أو أعمال عنف حتى اللحظة، رغم التوتر المتصاعد في الشارع.
وتبقى الأوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد، مع استمرار الغضب الشعبي وتوقعات بتوسع رقعة الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة، ما يضع الحكومة والسلطات المعنية أمام اختبار حقيقي لاتخاذ إجراءات فاعلة قبل انفجار أكبر يصعب احتواؤه.