حماة في قبضة المعارضة السورية.. تعرف على تاريخ المدينة الحديث والمعاصر
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
سيطرت فصائل المعارضة اليوم الخميس على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، بعد أيام على سيطرتها على حلب في إطار هجوم مباغت، ما يضعف أكثر سلطة الرئيس بشار الأسد.
تعد حماة مدينة استراتيجية في عمق سوريا، على ضفاف نهر العاصي، تحمل أهمية بارزة في التاريخ السياسي السوري الحديث والمعاصر.
فيما يلي أبرز المحطات التي مرت بها مدينة حماة في التاريخ السياسي الحديث:
1 ـ فترة الانتداب الفرنسي: 1920 ـ 1946
مركز للمقاومة الوطنية: كانت حماة معقلًا مهمًا للحراك الوطني ضد الاحتلال الفرنسي. شهدت المدينة احتجاجات ومظاهرات متكررة، حيث كان أهلها نشطين في مقاومة الاحتلال.
لعبت العائلات الحموية التقليدية، مثل آل العظم وآل الكيلاني، دورًا محوريًا في دعم الحركات الوطنية.
ثورة حماة 1925:
أثناء الثورة السورية الكبرى (1925-1927)، كانت حماة أحد مراكز المقاومة البارزة، مما أدى إلى قمع فرنسي عنيف شمل القصف والاعتقالات.
2 ـ فترة الاستقلال : 1946 ـ 1970
تحولات سياسية:
بعد الاستقلال، شهدت حماة نشاطًا سياسيًا ملحوظًا، حيث تنافست فيها القوى السياسية المختلفة، بما في ذلك الأحزاب الوطنية التقليدية مثل الكتلة الوطنية، وحزب الشعب.
برزت حماة كمعقل للمحافظين الإسلاميين، مما جعلها مركزًا مؤثرًا في تشكيل الحياة السياسية السورية.
انقلاب البعث 1963:
بعد وصول حزب البعث إلى السلطة، بدأت التوترات بين النظام الجديد والمجتمع الحموي المحافظ بالتصاعد، خاصة مع سياسات التأميم والإصلاح الزراعي.
3. فترة حكم البعث: 1970 ـ 1980
الصراع مع الإسلاميين:
في سبعينيات القرن العشرين، شهدت المدينة تزايد النفوذ الإسلامي، خاصة عبر جماعة الإخوان المسلمين.
تفاقمت التوترات مع النظام البعثي، بقيادة الرئيس حافظ الأسد، بسبب الاختلافات الأيديولوجية والقمع السياسي.
أحداث العنف (1980):
تصاعدت أعمال العنف مع حملة النظام ضد الإخوان المسلمين. في عام 1980، وقعت اشتباكات عنيفة داخل المدينة، حيث أصبحت حماة رمزًا للصراع بين الإسلاميين والنظام.
4 ـ أحداث حماة 1982:
المجزرة:
تعد مجزرة حماة في فبراير 1982 واحدة من أبرز الأحداث الدامية في تاريخ سوريا الحديث. قام النظام بقمع انتفاضة قادتها جماعة الإخوان المسلمين في المدينة.
أسفرت المجزرة عن مقتل الآلاف من المدنيين، وتدمير واسع للأحياء التاريخية. استخدم الجيش القوة المفرطة بما في ذلك القصف المدفعي.
التأثير السياسي:
ساهمت المجزرة في ترسيخ سيطرة النظام، لكنها تركت جرحًا عميقًا في تاريخ المدينة وعلاقاتها مع السلطة.
5 ـ حماة في الثورة السورية 2011 وما بعدها
الثورة السورية:
في بداية الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد، كانت حماة مركزًا رئيسيًا للمظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والإصلاح.
شهدت المدينة احتجاجات ضخمة، عُرفت بسلميتها في البداية، قبل أن تواجه قمعًا أمنيًا شديدًا.
القمع العسكري:
كغيرها من المدن السورية، تعرضت حماة لحصار وقصف، مما تسبب في معاناة كبيرة لسكانها.
الأهمية السياسية والاجتماعية:
تعتبر حماة رمزًا لمقاومة الأنظمة الاستبدادية وسعي الشعب السوري إلى الحرية والعدالة.
مثّلت المدينة نقطة صدام رئيسية بين القوى المحافظة الإسلامية والأنظمة ذات الطابع العلماني، مما جعلها مركزًا للصراع السياسي.
الهوية الثقافية والاجتماعية:
إلى جانب دورها السياسي، تتميز حماة بتراثها الثقافي العريق، حيث تشتهر بالنواعير على نهر العاصي وبالطابع الإسلامي المحافظ الذي طبع الحياة الاجتماعية والسياسية فيها.
إقرأ أيضا: المعارضة تدخل حماة وجيش النظام يغادرها.. ماذا عن "إدلب قبل حلب"؟ (شاهد)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حماة سوريا التاريخ المحطات سوريا تاريخ حماة محطات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حماة فی
إقرأ أيضاً:
دعوات متزايدة لاستعادة صنعاء من قبضة «الحوثي»
عبدالله أبوضيف (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةتشهد الساحة اليمنية حالياً دعوات متزايدة تطالب بتكثيف التعاون مع المجتمع الدولي من أجل استعادة صنعاء من قبضة ميليشيات الحوثي، في ظل الأضرار الكبيرة التي لحقت بالعاصمة، جراء الممارسات التخريبية للجماعة الانقلابية، إضافة إلى الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين.
وتُسيطر ميليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء منذ انقلابها على الحكومة الشرعية، في 21 سبتمبر 2014، ومنذ ذلك الحين استخدمت سيطرتها لفرض سياسات قمعية، شملت الاعتداءات والاعتقالات والتنكيل بالمعارضين، مما تسبب في أزمات متتالية لملايين اليمنيين.
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، قد أكد في أحد خطاباته الأخيرة أن استعادة صنعاء باتت أقرب من أي وقت مضى، مما أعاد الأمل لملايين اليمنيين بعودة قريبة لعاصمتهم التاريخية.
وأوضح المحلل السياسي اليمني، عادل المدوري، أن استعادة صنعاء يجب أن تكون أولوية قصوى لكل يمني، نظراً لأنها تمثل قلب الدولة اليمنية من الناحيتين السياسية والإدارية، مؤكداً أن بقاء الحوثيين في صنعاء يعطل العملية السياسية.
وذكر المدوري، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن صنعاء تضم المؤسسات والوزارات السيادية، واستعادتها ستمكن الحكومة الشرعية من إعادة بناء الدولة، وممارسة سلطتها داخلياً وخارجياً، مشدداً على أن سيطرة ميليشيات الحوثي على العاصمة تعزز مشروعها الطائفي المرتبط بأجندات خارجية، وتهدد حركة الملاحة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وأشار إلى أن الحوثيين يمارسون العديد من الانتهاكات والجرائم، مثل الاعتقال والتعذيب وتجنيد الأطفال وقمع الحريات، وهو ما يستوجب إنهاء سيطرتهم من أجل حماية المدنيين، لافتاً إلى أن ممارسات ميليشيات الحوثي جعلت اليمن يعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يواجه الملايين خطر المجاعة في ظل نقص الدعم الدولي، مما تسبب في تفشي أمراض خطيرة، مثل شلل الأطفال والكوليرا والملاريا، إلى جانب وفيات ناتجة عن سوء التغذية.
ونوه المدوري بأن صنعاء تُعد حالياً من أكبر السجون المفتوحة في العالم، حيث تلاحق ميليشيات الحوثي المعارضين، وتنكل بالأسر التي ترفض سياستها، وتفرض عقوبات جماعية شديدة وصلت إلى حد منع الإفراج عن المعتقلين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
بدوره، شدد وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، عصام الشاعري، على أن النساء والأطفال في صنعاء يواجهون أوضاعاً إنسانية مأساوية، حيث يتم تجنيد الأطفال بكثافة، واستغلالهم في القتال، وتُمارس ضغوط شديدة على الأسر لدفع أبنائها للالتحاق بجبهات القتال في صفوف الحوثيين، موضحاً أن الحوثيين توقفوا عن الالتزام بملف تبادل الأسرى منذ أكثر من عام ونصف العام، رغم الجهود الدولية المبذولة.
ودعا الشاعري، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى تكاتف الجهود الداخلية والدولية لإنهاء المأساة التي تشهدها صنعاء، واستعادة العاصمة التاريخية من قبضة الحوثيين، الذين قضوا على جميع معالم الحياة الطبيعية في مدينة كانت مركزاً للحضارة والثقافة في المنطقة العربية.