الفرعونة الصغيرة إيمان فتحي تتصدى للهجوم على الحجاب في إيطاليا
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
في ظل تنامي عدد المسلمين في إيطاليا، والذي تجاوز ثلاثة ملايين نسمة من مختلف الجنسيات والأصول، تسعى الأجيال الجديدة من أبناء المسلمين للحفاظ على هويتهم الإسلامية وسط بيئة غربية مختلفة ثقافيًا.
هذا التحدي أحيانًا يؤدي إلى صدام بين الأبناء، الذين نشأوا في المجتمع الإيطالي، وأسرهم التي تحاول غرس العادات والتقاليد الإسلامية، إحدى هذه القضايا المثيرة للجدل هي الحجاب، الذي تحول إلى محور للنقاش المجتمعي والسياسي في الآونة الأخيرة.
جدل مجتمعي حول قانون الحجاب
دعت بعض التيارات السياسية، لا سيما في إقليم توسكانا شمال إيطاليا، إلى إصدار قانون يمنع ارتداء الفتيات للحجاب قبل سن 18 عامًا ويجرم إجبار الأسر لبناتهن على ذلك.
هذه الدعوة أثارت جدلًا واسعًا ترافق مع حملة شنتها التيارات اليمينية المتطرفة ضد الثقافة الإسلامية، زاعمة أن الفتيات المسلمات يُجبرن على ارتداء الحجاب بالعنف والترهيب.
في خضم هذا الجدل
برزت إيمان فتحي، الإعلامية الشابة ذات الأصول المصرية وأصغر مقدمة برامج إذاعية في إيطاليا، كصوت مدافع عن حقوق المسلمات.
إيمان، التي تقدم برامج اجتماعية موجهة للشباب، استضافها التلفزيون الإيطالي الرسمي في برنامج “دائمًا الورقة بيضاء”، حيث قدمت ردودًا شجاعة على ادعاءات التيارات المناهضة للحجاب.
شجاعة الرد
خلال اللقاء، أكدت إيمان أن الإسلام يدعو إلى الحرية وينبذ الإجبار، موضحة أنها اختارت ارتداء الحجاب في سن الرابعة عشرة بناءً على قناعتها الشخصية دون أي ضغوط من أسرتها.
وعندما حاولت المحاورة الإشارة إلى حالات إجبار العائلات لبناتهن على ارتداء الحجاب، أوضحت إيمان أن هذه الحالات فردية تعكس ثقافات بيئية معينة ولا علاقة لها بالإسلام.
وأضافت: “لا يمكن تعميم هذه الحالات الفردية على جميع المسلمين، وعلى الجميع أن يتحلى بثقافة تقبل الآخر”.
وبدوره، أكد الناشط المصري اكرامي هاشم، على ترحيب الجالية المسلمة
بموقف إيمان حيث لاقت إشادة واسعة من الجالية المسلمة في إيطاليا، التي عبرت عن دعمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أثنى الكثيرون على قدرتها على إيصال رسالة الإسلام بطريقة إيجابية واحترافية، مشيرين إلى أن مواقفها تمثل نموذجًا مشرفًا للشباب المسلم في الغرب.
رسالة للاندماج والتسامح
قدمت إيمان فتحي نموذجًا ملهمًا للشباب المسلم في المجتمعات الغربية، حيث أظهرت أن الاندماج في مجتمع متعدد الثقافات لا يعني التخلي عن الهوية الدينية والثقافية. على العكس، يمكن لهذا الاندماج أن يكون وسيلة لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.
إيمان، المعروفة بلقب “الفرعونة الصغيرة”، أثبتت أن الأجيال الجديدة قادرة على الدفاع عن حقوقها بوعي وحكمة، متحدية التيارات المتطرفة ومقدمة صورة مشرقة عن الإسلام والمسلمين في الغرب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيمان فتحي
إقرأ أيضاً:
فرنسا: مشروع قانون حظر الحجاب في الملاعب: تمسك بالعلمانية أو تمييز ضد المسلمين؟
قبل لحظات من انطلاق مباراة كرة السلة، وبينما كانت اللاعبة المحجبة ساليماتا سيلا (27 عامًا) تستعد لقيادة فريقها في مواجهة نادٍ منافس شمال فرنسا، أُبلغت بأنها ممنوعة من اللعب. اعلان
لا يزال الاتحاد الفرنسي لكرة السلة يمنع آلاف اللاعبات المحجبات من المشاركة في المباريات التي يشرف عليها، بحجة أنه لا يجوز ارتداء ملابس تحمل رموزًا دينية أو سياسية.
حاليًا، يناقش البرلمان الفرنسي مشروع قانون يسعى لإضفاء شرعية على شروط الاتحاد الرياضي، مما سيؤدي إلى حظر الحجاب في جميع المسابقات الرياضية.
بينما يرى مؤيدو المشروع أنه خطوة ضرورية لحماية صورة فرنسا كدولة علمانية، يعارضه آخرون باعتباره قانونًا تمييزيًا يشجع على الإسلاموفوبيا، ويرون فيه انتهاكًا للمبادئ القانونية ولروح العلمانية ذاتها.
في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أعربت ساليماتا، التي طُلب منها قبل عامين خلع حجابها للمشاركة في مباراة ضد نادي إسكودان في الدوري الوطني لكرة السلّة من الدرجة الثالثة، عن رفضها للمشروع ولقرار الاتحاد الفرنسي. وقالت: "نحن نعلم أن الرياضة وسيلة للتحرر، خاصة للفتيات. إذن، ما الذي يحاولون إخبارنا به حقًا؟ يعتقدون أننا مضطهدات لأننا نرتدي الحجاب؟ لكن في الواقع، هم أيضًا يضطهدوننا من خلال استبعادنا من ملاعب كرة السلة. اخترنا أن نكون مسلمات، ولا يحق لأي شخص أن يملي علينا ما يجب أن نرتديه."
Relatedبرج إيفل مغطى بحجاب إسلامي.. فيديو دعائي يثير جدلاً واسعاً في فرنسااعتقال طالبة اعتدت على معلمتها لطلبها خلع الحجاب في مدرسة شمال فرنسا تمسكا بالعلمانيةإيران ترفض تشديد الإجراءات على فرض الحجاب.. هل خافت من الاحتجاجات أم أن لبزشكيان يد خفية؟وأضافت: "توجهت إلى الحكم لأوضح له أنني لعبت ثماني مباريات منذ بداية الموسم دون أي منع. لكنه أجابني معتذرًا: 'آسف، هذه هي القواعد'."
من جانبه، يقول ميشيل سافين، السيناتور الذي روّج لمشروع القانون، إن "الهيئات الحاكمة والمسؤولين المحليين يحذرون منذ سنوات من الانتشار المتزايد لأفكار التطرف والتبشير في الرياضة."
في المقابل، يرى البعض أن العلمانية الفرنسية باتت تُستخدم كذريعة للتمييز وحرمان المسلمين من المشاركة في الحياة العامة. ويعتبر تخيير اللاعبات المسلمات بين الحجاب وممارسة الرياضة أحد أبرز الأمثلة على ذلك.
نيكولا كادين، الأمين العام السابق للمرصد الفرنسي للعلمانية، قال إن مبادئ العلمانية الفرنسية لا يمكن أن تُستخدم لتبرير حظر الحجاب. وأشار إلى أن "الدولة، كونها علمانية، لا يحق لها التدخل في الحكم على الرموز الدينية."
وأضاف: "هذا القانون يستهدف استبعاد جميع هؤلاء الشابات. وإذا تم تمريره، ستكون فرنسا الديمقراطية الوحيدة في العالم التي تحظر جميع أغطية الرأس أو الرموز الدينية في الرياضة." وحالها في ذلك سيكون حال أفغانستان وإيران، وفقًا له.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة