اليوم 24:
2025-05-30@14:01:37 GMT

بشار الأسد آخر رئيس يسقط في دول "الربيع العربي"

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

قاوم الرئيس السوري بشار الأسد أكثر من أي من نظرائه رياح « الربيع العربي » التي أطاحت قادة تونس وليبيا ومصر واليمن والسودان.

وبعد نحو 25 عاما في السلطة، بينها 13 عاما تجاهل خلالها مطالبات السوريين بالحرية، سقط بشار الأسد بعد 11 يوما فقط من هجوم مباغت للفصائل المعارضة المسلحة قادته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة).

وغادر الأسد العاصمة السورية الى وجهة لا تزال غير معروفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما كانت الفصائل المعارضة تعلن نهاية حكمه.

لدى وصوله الى السلطة العام 2000 وكان في عامه الرابع والثلاثين، بعد ثلاثين عاما من حكم والده حافظ الأسد بقبضة من حديد، أحيا الرئيس الجديد أملا بالانفتاح. وتحدث المراقبون حينها عن « ربيع دمشق »، لكن هذا التفاؤل لم يستمر طويلا.

فحين اندلعت ثورة شعبية محدودة العام 2011 في غمرة « الربيع العربي »، تم قمعها بشدة وسرعان ما تحولت نزاعا داميا وحربا أهلية. ويدين النظام السوري ببقائه الى مساعدة حليفيه الروسي والإيراني وحزب الله اللبناني.

وأرست هدنة 2020 هدوءا نسبيا، واتاحت لسوريا العودة إلى الحاضنة العربية بعدما استبعدت منها لأعوام طويلة.

غير أن النظام تجاهل الدعوات الى إيجاد حل سياسي مع معارضيه ولم يقدم أي تنازلات.

أول من أسقطه « الربيع العربي » كان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وكان أحيا بدوره الآمال حين وعد بإرساء الديموقراطية في البلاد، بعدما أعلن أن الرئيس المسن الحبيب بورقيبة لم يعد أهلا لممارسة مهامه في السابع من نوفمبر 1987.

مرت الأعوام ولم يقدم أي تنازل. بل إن عائلة الرئيس استولت على قطاعات اقتصادية بكاملها، الأمر الذي اعتبرته الدبلوماسية الاميركية « نظاما مافيويا »، بحسب برقية كشفها موقع ويكيليكس.

ومع نهاية 2010، اندلعت احتجاجات في إحدى مناطق تونس المهمشة قبل أن تمتد الى المدن الكبرى في شرقها.

وإثر تظاهرة ضخمة في العاصمة التونسية في 14 يناير 2011، غادر بن علي تونس مع أمل بالعودة للإمساك مجددا بزمام الامور. لكن ذلك كان مجرد أمنية، وتوفي الرئيس التونسي الأسبق في منفاه بالسعودية في سبتمبر 2019.

أمضى الزعيم معمر القذافي، « مرشد ثورة » الفاتح من سبتمبر 1969، 42 عاما في السلطة مدافعا عن فكرة الوحدة العربية ومستغلا الموارد النفطية الهائلة لبلاده في دعم أنظمة صديقة وحركات سياسية في أنحاء مختلفة من العالم، في مقدمها « الجيش الجمهوري الايرلندي ».

وداخل ليبيا، رو ج لنظام سياسي فريد سماه « الجماهيرية » يقوم على حكم الشعب لنفسه عبر ديموقراطية مباشرة. لكنه واظب خلال حكمه الطويل على ارتكاب انتهاكات بحق مواطنيه ومعارضيه.

ويتهم نظام القذافي بالضلوع في اعتداءي لوكربي في ديسمبر 1988 و »يوتا دي سي 10″ (سبتمبر 1989) اللذين خلفا مئات القتلى. وفي ضوء ذلك، فرض حظر دولي على ليبيا واضطرت السلطات الى دفع تعويضات لعائلات ضحايا الهجومين.

وحين ثار الليبيون على القذافي، تدخل حلف شمال الأطلسي. وقتل الزعيم الذي عمد الى الفرار في 20 أكتوبر 2011 بأيدي الثوار في ظروف لا تزال ملتبسة.

تولى نائب الرئيس المصري حسني مبارك الحكم في 1981 بعد اغتيال سلفه أنور السادات، وظل على رأس مصر طوال ثلاثين عاما.

واجه المقاطعة العربية بسبب اتفاق السلام الذي وقعته مصر واسرائيل العام 1979، فضلا عن صعوبات اقتصادية وعنف التنظيمات الاسلامية المتطرفة.

اندلعت انتفاضة شعبية ضد مبارك في يناير 2011 على خلفية شكوك في نيته توريث نجله جمال، على غرار ما حصل في سوريا. ولم يتردد الجيش المصري في التخلي عنه رغم أنه كان ضابطا رفيعا في صفوفه، مما اضطره الى التنحي في فبراير 2011.

وحوكم بعدها لمسؤوليته عن مقتل متظاهرين وبتهم فساد. لكنه برئ العام 2017 بعد سجنه، وتوفي في فبراير 2020.

كان الرئيس علي عبدالله صالح يردد على الدوام أن حكم اليمن يشبه « الرقص على رؤوس الثعابين ». فهذا البلد الفقير يشكل فسيفساء معقدة من القبائل المتناحرة.

نجح في رهانه طوال 33 عاما مواجها العديد من ثورات الحوثيين الشيعة، فضلا عن حرب أهلية أعقبت محاولة فاشلة لتوحيد شمال اليمن وجنوبه.

اندلعت تظاهرات مناهضة له العام 2011 فأجبر على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي. لكنه لم ييأس، وتوسل كل ما لديه من حنكة سياسية للعودة، وصولا الى التحالف مع الحوثيين، أعدائه السابقين. غير أن هؤلاء انقلبوا عليه مجددا واغتالوه في ديسمبر 2017.

استولى عمر البشير على الحكم في السودان عبر انقلاب عسكري في 1989. والمفارقة أن الجيش عاد وانقلب عليه في 2019 بعد تظاهرات شعبية حاشدة.

ظل في الحكم ثلاثين عاما أمضاها متحالفا أو مخاصما الاسلاميين بزعامة حسن الترابي. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام 2010 مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب إبادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب إبان النزاع في إقليم دارفور بغرب السودان.

كذلك، حاكمه القضاء السوداني بتهمة الفساد وانتهى به الأمر خلف القضبان. وفي 2023، انزلق السودان إلى حرب أهلية نتجت من تنازع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وحليفه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

كلمات دلالية الاسد بشار ثورة سوريا

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الاسد بشار ثورة سوريا الربیع العربی

إقرأ أيضاً:

حزب الله والمقاومة بعد 43 عاما على التأسيس: مرحلة جديدة ومراجعة شاملة

في الأسبوع الأول من شهر حزيران/ يونيو من العام 1982 بدأ الاجتياح الإسرائيلي الجديد للبنان، بهدف إنهاء وتصفية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وإقامة نظام سياسي جديد للبنان يقبل بالتفاوض مع العدو الصهيوني وإقامة معاهدة سلام بين لبنان وهذا الكيان، وحصل هذا الاجتياح بالتعاون والتنسيق مع القوات اللبنانية التي كانت تعمل لإيصال قائدها بشير الجميل لرئاسة لبنان بعد انتهاء عهد الرئيس اللبناني إلياس سركيس.

وخلال أيام قليلة استطاعت القوات الإسرائيلية احتلال قسم كبير من الأراضي اللبنانية والوصول إلى محيط العاصمة اللبنانية بيروت، وحصلت مواجهات محدودة بين القوات الإسرائيلية والقوى الوطنية والفلسطينية في بعض المناطق الجنوبية وبعض مناطق الجبل وكذلك في منطقة خلدة قرب بيروت، وحاصر الجيش الإسرائيلي مدينة بيروت لمدة شهرين، انتهت بخروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية وسيطرة العدو الإسرائيلي على بيروت وانتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية.

لكن بعد أيام قليلة من هذه التطورات بدأت تنشأ قوى مقاومة لبنانية ووطنية وقومية وإسلامية جديدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتشكلت جبهة المقاومة الوطنية، فيما تحركت أفواج المقاومة اللبنانية التابعة لحركة أمل، في حين قامت قوات ناصرية وقومية ويسارية وبعض المجموعات اللبنانية الناشطة مع القوى الفلسطينية بعمليات ضد القوات الإسرائيلية.

في هذه المرحلة بدأت تبرز مجموعات إسلامية جديدة كانت ناشطة في إطار اللجان والجمعيات الإسلامية في لبنان حيث نفذت عمليات مقاومة دون الإعلان عنها، وتعاونت هذه المجموعات مع أعضاء في حركة فتح والجماعة الإسلامية وحركة التوحيد الإسلامي وبدأت تتواصل مع القيادة الإيرانية، وتلقت دعما من العديد من العلماء وأبرزهم المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله والشيخ سعيد شعبان وغيرهم من العلماء الذين انخرطوا في إطار تجمع العلماء المسلمين وهيئة علماء جبل عامل وتجمع علماء البقاع، وكل هذه الجهود مهّدت لبروز حالة إسلامية جديدة في لبنان لم تكن معروفة سابقا واطلق عليها لاحقا اسم : أمة حزب الله أو حزب الله.

وكانت العملية الأبرز لهذه المجموعات الإسلامية المقاومة العملية الاستشهادية الأولى في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 1982 قرب مدينة صور والتي نفذها الشهيد أحمد قصير والذي لم يعلن عن اسمه إلا بعد ثلاثة سنوات وبعد تحرير قسم كبير من الأراضي اللبنانية المحتلة، وأدت هذه العملية إلى مقتل أكثر من مائة وعشرين جنديا إسرائيليا.

وخلال 43 عاما، من حزيران/ يونيو 1982 إلى حزيران/ يونيو 2025 تطورت تجربة حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان ومرّت في مراحل عديدة، وتحول حزب الله إلى أحد أهم اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين.

ويمكن تلخيص أهم المراحل التي مر بها حزب الله والمقاومة الإسلامية منذ التأسيس إلى اليوم بما يلي:

المرحلة الأولى، من العام 1982 إلى العام 1989، وهي مرحلة التأسيس والعمل الجهادي وتركز فيها العمل على العمل المقاوم ومواجهة النظام السياسي اللبناني وبناء القاعدة الشعبية، وفيها صدرت الوثيقة الأولى للحزب باسم الرسالة المفتوحة، وشهدت تحرير قسم كبير من الأراضي اللبنانية المحتلة وبعض الصراعات الداخلية.

المرحلة الثانية، بعد اتفاق الطائف ووقف الحرب العراقية- الايرانية وإعادة بناء الدولة اللبنانية وتصاعد العمليات المقاومة وصولا إلى التحرير شبه الكامل، وامتدت من العام 1989 حتى العام 2000، وشهدت مشاركة حزب الله في الانتخابات النيابية وبدء الاهتمام بالشأن الداخلي ومواجهة العدوان الإسرائيلي في العام 1993 وفي العام 1996، وعقد تفاهم نيسان. وتطورت أيضا البنية التنظيمية للحزب، حيث انتُخب ثلاثة أمناء عامين منهم الشيخ صبحي الطفيلي والسيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله، وشهد الحزب تطورا كبيرا وتحول إلى قوة داخلية بارزة.

المرحلة الثالثة، من العام 2000 وحتى العام 2005، حيث زاد انخراط الحزب في الشأن الداخلي وتراجعت عمليات المقاومة وأصبحت الأولوية تعزيز الحضور السياسي والشعبي والتفاهم مع الرئيس رفيق الحريري، ومواجهة الضغوط الخارجية والداخلية الهادفة لانسحاب السوريين من لبنان، وتعززت علاقات الحزب مع الرئيس السوري بشار الأسد والذي تسلم الحكم بعد رحيل والده حافظ الأسد.

المرحلة الرابعة، من العام 2005 وحتى العام 2011، والتي بدأت باغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج القوات السورية من لبنان ومشاركة الحزب في الحكومة اللبنانية وخوضه صراعا داخليا كبيرا، مرورا بحرب تموز/ يوليو 2006 التي عززت من دور الحزب داخليا وخارجيا، ولكن الحزب غرق في الصراع الداخلي وأحداث أيار/ مايو 2008 ثم عقد اتفاق الدوحة وصدور وثيقة سياسية جديدة في العام 2009. وتعرض الحزب في هذه المرحلة لحرب قاسية داخليا وخارجيا.

يحتاج حزب الله والمقاومة الإسلامية إلى رؤية سياسية وميدانية لمواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية، وإجراء مراجعة شاملة لأدائه السياسي والميداني
المرحلة الخامسة، من العام 2011 وحتى العام 2023، حيث اندلعت الثورات الشعبية العربية وبرز تنظيم داعش، وانخرط الحزب في كل صراعات المنطقة وواجه تحديات كبيرة ومنها الصراعات المذهبية والطائفية وانخرط في الصراع في سوريا دفاعا عن نظام الرئيس بشار الأسد، وترك كل ذلك انعكاسات صعبة على دور الحزب وصورته.

المرحلة السادسة، منذ طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ نوفمبر إلى اليوم، حيث شارك الحزب في معركة الإسناد وتطور دوره العسكري، لكنه تعرض لضربات قاسية من خلال العدوان الإسرائيلي في العام 2024 وأدى إلى استشهاد الأمينين العاميين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين والعديد من القادة العسكريين وآلاف المقاتلين، وتعرض الحزب لضربات قاسية، إضافة لسقوط النظام السوري. لكن الحزب عمد إلى إعادة ترتيب أوضاعه الداخلية والبحث عن رؤية جديدة في مواجهة مختلف التحديات، وانتخاب أمين عام جديد وهو الشيخ نعيم قاسم.

وفي هذه المرحلة يحتاج حزب الله والمقاومة الإسلامية إلى رؤية سياسية وميدانية لمواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية، وإجراء مراجعة شاملة لأدائه السياسي والميداني. وقد بدأت ملامح التغيير تظهر من خلال مواقف الحزب وأدائه وحرصه على الحوار الداخلي والوقوف خلف الدولة اللبنانية.

فهل سنكون في المرحلة المقبلة أمام حزب جديد ومقاومة جديدة؟ وهل سيعمد الحزب لإطلاق رؤية سياسية جديدة قادرة على مواكبة المتغيرات؟

الجميع في داخل لبنان وخارجه يراقب الحزب وأداءه، بانتظار الصورة الجديدة والمشروع السياسي والميداني الجديد.

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • عجل يزن طناً و200 كيلوغرام يتصدر سوق الأضاحي في إسطنبول
  • داعش يتبنى أول هجوم ضد الجيش السوري الجديد منذ سقوط نظام الأسد
  • هذه الأسباب تؤخر عودة اللاجئين السوريين بعد سقوط نظام بشار الأسد
  • الخولى: دور النائب البرلماني تغيّر كليًا بعد عام 2011
  • المطران ابراهيم عرض الاوضاع مع الرئيس الجديد لمخابرات الجيش في البقاع
  • رسالة من تحت الماء إلى سكان إسطنبول: لا تأمنوا تقلبات الربيع! (فيديو)
  • حزب الله والمقاومة بعد 43 عاما على التأسيس: مرحلة جديدة ومراجعة شاملة
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟
  • ألمانيا تعتقل مشتبهًا بتعذيب معتقلين في سجون نظام بشار الأسد
  • خالد الأحمد.. علوي سوري ساعد الشرع في إسقاط بشار الأسد