الوضع الاقتصادي الصهيوني يتدهور بشكل يعكس أبعاد الأزمة الأمنية والسياسية الحالية
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
يمانيون../
تتواصل العجلة الإجرامية الصهيونية في التقدم، ولكن على حساب العجلة الاقتصادية التي اهترأت وعادت عرجاء لا تحمل أيًّا من الاقتصادات الكبرى التي كانت تحملها في السابق، قبل الفرار الجماعي لرؤوس الأموال على وقع الصفعات العسكرية والأمنية والاقتصادية التي تعرض لها العدوّ الصهيوني من فصائل الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق.
وسلطت تقارير دولية خلال اليومين الماضيين، الأضواء على السقطات الاقتصادية المتتابعة والمتسارعة التي يشهدها العدوّ في فلسطين المحتلّة، بعد أن زاد العجز المالي والتضخم وانهار معدل دخل الفرد من الناتج القومي الإجمالي وذابت أقوى الأوعية الإيرادية وفي مقدمتها قطاع التكنولوجيا، الذي انهار بفعل الحصار البحري وأزمة النقل الجوي وهجرة الأدمغة.
ولفتت التقارير إلى أن المخاطر الحالية لن تبقى عند هذا السقف، على الرغم من التهدئة في الجبهة اللبنانية، في إشارة إلى أن العمليات المتواصلة للقوات المسلحة اليمنية والمقاومة العراقية، هي الهاجس الأكبر الذي سيبقي الأزمة الاقتصادية للعدو مطولة، خُصُوصًا وأن العمليات المشتركة بين اليمن والعراق تطال الأهداف الحيوية والحساسة في المناطق الإنتاجية للعدو، خُصُوصًا في أم الرشراش “إيلات”، ومؤخّرًا في الشمال “حيفا”.
وأشَارَت التقارير إلى أن قطاع التكنولوجيا الفائقة في فلسطين المحتلّة، الذي كان ذات يوم فخر الكيان الصهيوني، صار اليوم مشلولًا؛ بسَببِ تأثيرات الحصار البحري اليمني من جهة، وأزمة النقل الجوي من جهة أُخرى، وكذلك هجرة العمالة الماهرة والاستثمار الأجنبي، بالإضافة إلى الهروب الجماعي لشركات التكنولوجيا الفائقة التي حزمت أمتعتها وغادرت فلسطين المحتلّة؛ بسَببِ ما أسمته “المخاطر الأمنية”، في إشارة إلى الضربات الصاروخية والمسيّرة التي تطال عمق الاحتلال الإسرائيلي.
وأكّـدت أن استمرار مغادرة الشركات الأجنبية، خُصُوصًا الأمريكية والأُورُوبية قاد لمخاطر أوقفت الشركات المتوسطة والصغيرة؛ بسَببِ تفاقم المخاوف في صفوف أصحاب الأموال.
كما نوّهت إلى أن الهجرة العكسية، والتي تحمل معها أَيْـضًا هجرة الأدمغة وأصحاب التخصصات النوعية في مجالات التكنولوجيا، ستظل إحدى أكبر الآفات على الاقتصاد الصهيوني على المدَيَينِ المتوسط والبعيد، في حين أن خبراء اقتصاديين صهاينة ودوليين حذروا في وقت سابق من إسهام هجرة المواهب الجماعية في تعطيل الابتكار وتقويض الميزة التنافسية للكيان الصهيوني في مجالات نوعية مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، مؤكّـدين أن هذا النوع من الهجرة سيؤدي لتداعيات بعيدة الأجل تفرض ركودًا اقتصاديًّا.
وعرَّجت على التدهور الحاصل في مؤشرات البورصة لشركات وبنوك “تل أبيب” وكذلك الضربات التي تلقتها عملة الكيان الصهيوني “الشيكل” أمام الدولار، رغم تراجع الأخير عالميًّا؛ ما يؤكّـد أن الانهيار الاقتصادي الصهيوني كان أكبر من أية تراجعات عالمية أُخرى.
ولفتت إلى ارتفاع التضخم بنسبة تتجاوز 4 %، مدفوعًا بزيادة الإنفاق العسكري على حساب القطاعات الخدمية الأُخرى، وارتفاع أسعار السلع، ورفع “بنك إسرائيل” معدلات الفائدة إلى 4،5 في المئة، وهو مستوى زاد الضغط على ميزانيات الأسر من خلال جعل الرهون العقارية والقروض الأُخرى أكثر تكلفة، وهو ما جعل “الغاصبين المستوطنين” يعانون من صعوبات مالية نتيجة ارتفاع هذه التكاليف، وهو ما رفع منسوب السخط الداخلي على حكومة المجرم نتنياهو.
وفي ظل هذه الأزمات والعجز المالي، يرجح خبراء بأن ترميم البنية التحتية والاقتصادية وإعادة تأهيلها قد يكلف العدوّ 20 مليار دولار على الأقل، وهو عبءٌ مالي كبير يضاف إلى الخسائر والنفقات الكبرى التي قدرتها جهات اقتصادية دولية بأنها ستبلغ إجمالي يصل إلى 120 مليار دولار، متوزعة على الإنفاق وسداد القروض وإعادة البناء والتأهيل؛ ما يؤكّـد أن “طوفان الأقصى” والعمليات المساندة لها، كبدت العدوّ الصهيوني أكبر خسائر بشرية واقتصادية منذ احتلاله لفلسطين.
وتأتي هذه المعاناة الاقتصادية مع لجوء العدوّ المُستمرّ لسياسات تقشفية، وأُخرى استقطاعية من أموال شرائح كبار السن من الغاصبين وإلغاء مشاريع في الصحة والتعليم والبنى التحتية، ونهب من مخصصات الشعب الفلسطيني المالية، بالإضافة إلى الزيادات الضريبية، وهي سياسات من شأنها خلق احتقان غير مسبوق؛ ما يجعل حكومة المجرم نتنياهو محفوفةً بالتهديدات والمخاطر من كُـلّ جانب.
المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
مجلس الشؤون الاقتصادية: تقدم إيجابي بنتائج سياسات التنويع الاقتصادي ضمن رؤية 2030
عقد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية عبر الاتصال المرئي اجتماعًا استعرض خلاله التقرير الاقتصادي الدوري لشهر يوليو 2025م، المقدم من وزارة الاقتصاد والتخطيط.
وتضمن التقرير تحليلًا مفصلًا لأحدث المستجدات والتوقعات المرتبطة بالاقتصاد العالمي، وتقييمًا لأبرز التحديات والمخاطر التي تواجهه، وراجع أداء الاقتصاد الوطني، والتوقعات للنصف الثاني من العام الجاري، والعام القادم (2026م)، مبرزًا التقدم الإيجابي الملحوظ في نتائج سياسات التنويع الاقتصادي ضمن رؤية السعودية (2030)، الذي يعكسه استمرار نمو اقتصاد المملكة للربع الرابع على التوالي، بدعم من مرونة الأنشطة غير النفطية، وارتفاع مؤشر مديري المشتريات إلى أعلى مستوى له في 3 أشهر.
وناقش المجلس التقرير الربعي لأداء برامج تحقيق رؤية السعودية (2030) والإستراتيجيات الوطنية للربع الأول من العام الجاري، المقدم من مكتب الإدارة الإستراتيجية بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي استعرض أداء البرامج التنفيذية لتحقيق رؤية السعودية (2030)، وحالة الإنجاز في تحقيق الأهداف الإستراتيجية، ومستويات التنفيذ خلال الفترة المحددة، إلى جانب تقييم الإستراتيجيات الوطنية والقطاعية، وأبرز إنجازاتها، ونظرة على الجهود القائمة والتطلعات المستقبلية، مما يضمن تواصل مسيرة التنفيذ واستمرار التقدم على صعيد محاور الرؤية الثلاثة: (مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح).
كما تناول المجلس تقرير أداء الأجهزة العامة للربع الأول من العام الجاري، والمقدم من المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة "أداء"، والجهود المبذولة في مجالات دعم وتمكين الوزارات والأجهزة الحكومية لتحقيق مستهدفاتها، وما أثمر عن تلك الجهود من تحسنٍ في أداء مؤشرات الأجهزة العامة في تحقيق مستهدفاتها، كما تضمن التقرير تحليلًا لأداء الإستراتيجات الوطنية والقطاعية، والتطلعات والخطوات المستقبلية، وفي سياق متابعة مستوى إنجاز الأجهزة الحكومية للمهمات والتكليفات المسندة إليها، تابع المجلس نتائج تقرير مكتب إدارة المشروعات بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، حيال متابعة القرارات والتوصيات الصادرة عن المجلس خلال الربع الثاني من العام الجاري، وما احتوى عليه من تفصيل لمخرجاته، وحالة تلك المخرجات لدى الجهات الممثلة في المجلس، وإحصائيات لمستويات الإنجاز.
ونظر المجلس في عددٍ من الموضوعات والعروض الإجرائية المدرجة على جدول أعماله، من بينها ما يتعلق بالترتيبات التنظيمية للجنة الفعاليات، والهيكل والدليل التنظيمي لوزارة الاقتصاد والتخطيط، وإستراتيجية تطوير منطقة عسير، كما اطلع المجلس على تقرير لجنة دراسة تحسين الإجراءات وتسريعها لطرح المشاريع الرأسمالية لجميع الجهات، والملخص التنفيذي الربعي لنشرة الناتج المحلي الإجمالي والحسابات القومية، وملخصين عن التقريرين الشهريين للرقم القياسي لأسعار المستهلك وأسعار الجملة، وقد اتخذ المجلس حيال تلك الموضوعات القرارات والتوصيات اللازمة.
أخبار السعوديةرؤية المملكةمجلس الشؤون الاقتصاديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.