تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صباح ندي تبتسم شمسه خلف ستر من الخجل، تتوارى النسمات أحيانا تحت لفحات الأنفاس المتحفزة، طوفان من البشر جلس ينتظر ورجل ضخم وقف متكئاً على سيف وساحة فسيحة تشهد كل يوم أرواحاً تزهق وأطرافاً تقطع نشدانا لمجتمع فاضل لا يوجد سوى بمخيلات الفلاسفة.

مقيدة بأغلال الحب أم بأغلال التقاليد ـ لا أدري ــ ترجلت من السيارة منكسة الرأس تجرجر ما تبقى منها بعد طول معارك في ساحات الحب المضنية تارة وفي ساحات المحاكم تارة أخرى.

.

حكموا عليها بالموت بعد أن تضع طفلها الذي سيأتي بلا أب..

بالأمس خذلها الجسد وناء بحمل ذلك الوليد الذي سيمنحها الحياة عدة أشهر إضافية فتخلى عنه ولم يدرك أن بذاك التخلي سينتهي..

كوم من الحصى تمدد جانباً ينتظر أياد تزعم أنها تقية تمتد إليه لتقذفها وتحرر جسداً آثما من الروح..

بدت تحت ضوء الشمس ترتجف، ربما تفكر، ربما تهفو لرؤية من أحبته حتى الهلاك وغدر بها، معصوبة العينين لا ترى سوى ظلمة الخوف لكنها حتما تراه فترفع يدها إلى صدرها في رقة وهي تنتظر منهم إشارة البدء..

لو أدركت أن الحب يقتل لم استسلمت لحبيب، لو تفهمت أن عالمنا لا يرحم من تهب جسدها لمن تحب لما أهدته، لو علمت أن لمجتمعنا قوانين تسامح الرجال وتقتل لنفس الأسباب ضحاياهم من النساء لم تساهلت..

ألم يدرك هؤلاء أن لميزان الحب طرفان وهاهم يعاقبون الطرف الأرق بلا عدل وكأن الكون مالت موازينه..

قرأوا عليها جرمها ليقتصوا منها ولتعتبر لنهايتها كل النساء.... ما أن انتهوا حتى انبرت الأيدي تقبض على الحصى لترجمها..

"من كان منكم بلا خطيئة فيرمها بحجر".

ورماها الجميع كأنهم بطهر الملائكة، كم يدا خاطئة عاقبتها وكم قلباً حين رؤيتها تتلوى تناسى أحقاده وانفطر، كم دمعة سالت خوفاً من مصيرها وكم قلباً تناثرت نبضاته غضباً لما اقترفت..

أين ذلك الذي منحته حياتها فأهدرها ولم يأت ليشاهد الفصل الأخير في مسرحية الحب البائس تلك، أم تراه أمسك كالجميع حجراً ليكمل ما بدأ في.

ترتجف أعماق الانسانية حين تشاهدها ترجم كشيطان لم يفعل بحياته سوى جرم الحب، يرتطم بجسدها الحجر فيسيل دمها دون أن تموت وكأنما يستحق جسدها كل ذلك العذاب حتى يتطهر..

كفت عن التلوي بعد ثلاث ساعات، اقترب منها الطبيب، تحسس نبضها أشار إلى السياف الذي اتخذ من سيفه عصا يتوكأ عليها، مازالت حية.. أكملوا.. رجما وسباً..

نفد الحجر وأشار الطبيب ثانية.. لم تمت، جاءوا بحجر جديد أكثر فنفد، وأشار الطبيب.. مازال القلب ينبض. لم تمت.

تحول الجسد المستسلم إلى بحر من دماء ومازال الطبيب يشير.. لم تمت، ساعات وأحجار ودماء ثم حيرة وبشر، كيف يتحدى ذلك النبض كل ذاك الحجر؟!

انبرى السيف يسطر حرف القضية الأخير، لم يدرك أن للأحجار قلب يتفاعل، لم يفهم السياف أن حتى السيوف لم تنتصر يوما على نبض أحب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إبداع السياف قصة قصة قصيرة

إقرأ أيضاً:

على طريقة شهاب أرض الجمعية.. ضبط سائق ميكروباص لتهديده مواطن بمفك

كشفت الداخلية ملابسات مقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الإجتماعى تضمن تضرر أحد الأشخاص من قيام قائد سيارة ميكروباص "أجرة" بالسير عكس الإتجاه والإصطدام بسيارته ومحاولة التعدى عليه بمفك حال سيرهما بمنطقة حدائق أكتوبر بالجيزة.

بالفحص تبين أنه بتاريخ 24/ الجارى تبلغ لقسم شرطة ثالث أكتوبر بمديرية أمن الجيزة من القائم على النشر ( مهندس- مقيم بمنطقة العمرانية بالجيزة) بتضرره من قائد الميكروباص المشار إليه لذات الأسباب.

أمكن تحديد وضبط السيارة وقائدها (سائق - مقيم بمدينة السادس من أكتوبر بالجيزة) وتم بإرشاده ضبط المفك المستخدم فى إرتكاب الواقعة.
تم التحفظ على السيارة وإتخاذ الإجراءات القانونية حيال قائدها.

 



مقالات مشابهة

  • هل كلام الحب بين المخطوبين حرام؟.. الإفتاء تجيب
  • "الصحة بغزة": الاحتلال يواصل إخفاء الطبيب مروان الهمص قسريًا منذ 10 أيام
  • الطيور تمتلك ثقافة وتراثا تتناقله الأجيال
  • السيد شهاب بن طارق يستقبل السفير الهندي
  • على طريقة شهاب من عند الجمعية.. ضبط المتهم بالتعدى على سيدة بمفتاح حديدى
  • السيد شهاب يستقبل سفير الهند
  • «الحجر الزراعي» يعلن انطلاق أول شحنة تقاوي بطاطس ميني تيوبر إلى أوزبكستان
  • الحجر الزراعي يعلن انطلاق أولى شحنات تقاوي البطاطس ميني تيوبر إلى أوزبكستان
  • حين يتحوّل الحنان إلى سلاح نفسي صامت.. كيف تؤذي الأم النرجسية أبناءها؟
  • على طريقة شهاب أرض الجمعية.. ضبط سائق ميكروباص لتهديده مواطن بمفك