حكاية جزار الخصوص | قتل حماه وسط الشارع.. وزوجة الضحية لـ «البوابة نيوز»: غرز السكين في قلبه بدون رحمة
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع وصول عقارب السادسة مساء نهاية شهر نوفمبر الماضي، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي داخل أحد الشوارع القريبة من نادي المساعيد بنطاق قسم شرطة الخصوص، حتى قطع الهدوء الذي يسيطر على الأرجاء صوت صرخات أطلقتها إحدى السيدات، لتعلن عن وقوع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها زوجها «إبراهيم»، الذي يعمل بائع خضار إثر تلقيه طعنة نافذة في القلب، ومع وصول الجيران لمكان الجريمة كانت الصدمة في انتظارهم عقب سؤالهم عما حدث لـ« إبراهيم»، بعد معرفة أن القاتل هو« نور» زوج ابنته، والذي يعمل جزارا في المنطقة، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشف عنها العديد من المفاجآت.
تعود تفاصيل جريمة قتل بائع الخضار في منطقة الخصوص التابعة لمحافظة القليوبية، كما كشفتها السيدة «فردوس»، زوجة المجني عليه، لـ«البوابة نيوز»، بدأت قبل نحو سنوات حينما تزوج القاتل «نور» من ابنتهم الكبري، والتي لم تهنأ معه يومًا واحدًا منذ تلك الزيجة، بسبب تعديه عليها بالضرب والسب طول الوقت، لتتحول حياتها إلى جحيم وفي كل مرة كان زوجي يتدخل ويتصدى له، ثم يأتي بعد ذلك طالبًا الصلح بحجة الحفاظ على عش الزوجية، وكان زوجي يقول نعطي له فرصة يمكن أن يتغير.
وتابعت الزوجة:« إبراهيم زوجي- الله يرحمه- كان راجل جدع وملوش زي أبدا، ميعرفش غير الشغل والحصول على لقمة العيش بالحلال، من خلال عمله وكان محبوبا من كل الناس هنا في المنطقه بسبب تعاطفه من الفقراء والأرامل خلال بيع الخضار:« وكان يساعد جميع الناس رغم كونه إنسانا بسيطا يحصل بالكاد على بعض جنيهات قليلة لكن قلبه كان أبيض وطيبا».
وأضافت:« الضحية لم يكن من ذوي المشاجرات أو النشاط الإجرامي، مشيرة إلى أن الواقعة بدأت عندما طلب زوجي من زوج ابنتي المتهم المدعو (نور)، أن يتركها تأتي لزيارتنا هنا في المنزل، وهو الأمر الذي أغضب المتهم ونشبت بينه وبين زوجي مشادة كلامية في الهاتف بسبب ذلك، قام على أثرها المتهم بالقدوم نحو المنزل وطلب من زوجي النزول وقام بالتعدي عليه بـ سلاح أبيض ليسقط على الأرض غارقًا في دمائه ويلقى مصرعه قبل وصوله إلى المستشفى. وعقب تنفيذ الجريمة لاذ بالفرار حتى نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القليوبية في ضبطه.
واستطردت الزوجة: «أسرة القاتل عرضت على فلوس كتير مقابل التنازل عن حق زوجي لكن أنا لم أقبل ومش هسيب حقه لآخر يوم في عمري، إبراهيم ترك لي 4 بنات وطفلا في رقبتي مش عارفة هصرف عليهم منين، إحنا ملناش دخل وكنا عايشين يوم بيومه».
وتعود تفاصيل الواقعة عندما تلقي مأمور قسم شرطة الخصوص بمديرية أمن القليوبية، بلاغا من الأهالي يفيد بنشوب مشاجرة بين بنطاق القسم، لقي على أثرها بائع خضار مصرعه قتيلا على يد زوج ابنته بسبب خلافات بينهما.
وخلال دقائق انتقل رجال مباحث قسم شرطة الخصوص، برئاسة المقدم محمد شديد، رئيس المباحث، ومعاونه الرائد محمد يحيي، إلى مكان البلاغ، وتبين أن أسرة المجني عليه توجهت به إلى المستشفى، ليتم تعيين حراسة على مكان الجريمة ومنع حركة الدخول والخروج من المنزل لحين الوقوف على ملابسات وظروف الواقعة وإجراء النيابة العامة التي تم أخطارها لمعاينة مسرح الجريمة.
بدوره أخطر رئيس مباحث قسم شرطة الخصوص، اللواء محمد السيد، مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن القليوبية، بما يدور في مسرح الجريمة، ليكلف بسرعة ضبط القاتل والتحفظ على كاميرات المراقبة بمحيط مسرح الحادث، والاسمتاع لأقوال قاطني المنطقة، للوقوف على ملابسات وظروف الواقعة. وبعد مرور وقت قصير انتقلت قوة أمنية إلى المستشفى، وأجرت مناظرة لجثمان المجني والذي تبين عقب الاطلاع على التقرير الطبي تلقيه طعنة نافذة في الصدر أودت بحياته قبل وصوله إلى المستشفى.
وبسؤال زوجته أقرت بقيام زوج ابنتها المدعو «نور» بالتعدي على زوجها غدرًا إثر طلب المجني عليه منه ترك ابنته تقوم بالذهاب إليهم لتناول الطعام، بسبب منعه لها من زياراتهم وتعديه عليها بالضرب.
وبعد الاستماع لأقوال الزوجة، حضر فريق من النيابة العامة إلى المستشفى، واستمع لأقوال الأسرة، حيث أمرت النيابة بوضع الجثمان في ثلاجة المستشفى تحت تصرفها لحين ورود تحريات المباحث وتقرير الطبيب الشرعي.
وبالعودة لديوان قسم شرطة الخصوص، تحولت وحدة المباحث الجنائية لغرفة عمليات مصغرة، اجتمع خلالها رئيس المباحث مع معاونيه وطالبهم بسرعة ضبط المتهم الهارب، من خلال جمع التحريات وتنشيط المصادر السرية لمعرفة مكان اختبائه عقب ارتكابه الجريمة.
وخلال وقت قصير توصلت تحريات الرائد محمد يحيي، معاون مباحث القسم إلى مكان اختباء القاتل، داخل شقة سكنية بعيدة عن النطاق العمراني، وعقب تقنين الإجراءات ترأس قوة أمنية مكبرة، نجحت في مداهمة مكان هروب المتهم أسفرت عن ضبطه بحوزته السلاح المستخدم في الواقعة، وتم اقتياده لديوان القسم، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق، والتي أمرت بحبسه 4 أيام، وبالعرض علي قاضي المعارضات في الموعد القانوني، جدد حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قسم شرطة الخصوص جريمة قتل بشعة الخصوص محافظة القليوبية قسم شرطة الخصوص إلى المستشفى
إقرأ أيضاً:
إخفاء الألم.. كيف يواصل مراسل حرب مسيرته بينما عائلته هي الضحية؟
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحفي كامل أحمد، قال فيه إنّ: "ما لا يقل عن 225 صحفيا فلسطينيا قد قُتلوا في غزة منذ عام 2023. كان أحدهم ابن وائل الدحدوح، الذي فقد أيضا زوجته وطفلين آخرين وحفيدا".
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "الهدف لم يكن مشكلة يعاني منها وائل الدحدوح يوما. حتى عندما تُصيبه مآسي شخصية، فقد كان الصحفي الفلسطيني يقف أمام كاميرات الجزيرة لينقل الأخبار من غزة".
وتابع: "عاد إلى العمل فورا تقريبا بعد مقتل زوجته واثنين من أطفاله وحفيده الصغير في غارة جوية إسرائيلية في تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وأظهر نفس العزيمة بعد سبعة أسابيع، عندما أصيب هو نفسه، وقُتل صديقه وزميله سامر أبو دقة، أثناء تغطيتهما لتداعيات غارة جوية إسرائيلية على مدرسة".
"عاد إلى عمله فور جنازة ابنه الأكبر، حمزة، المصور الذي قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة تقل مجموعة من الصحفيين في كانون الثاني/ يناير 2024" وفقا للمقال نفسه.
وأردف: "لكن عائلته أقنعته بمغادرة غزة في الشهر نفسه، ورغم إجراء الدحدوح مقابلات وسفره حول العالم، للحديث عن الحرب هناك، إلا أنه لا يزال يعاني من حقيقة أنه لم يعد يُغطي الأحداث إلى جانب زملائه الذين صمدوا في وجه الخطر والجوع".
قال الدحدوح، وفقا للصحيفة البريطانية: "شعرتُ وكأنني سُمِّمتُ عندما غادرتُ قطاع غزة. لا أستطيع المبالغة في القول إن الأمر في كثير من الأحيان يكون أكثر صعوبة مما كان عليه عندما كنتُ في الداخل، وهذا يزداد عمقا في كل مرة أرى فيها كارثة في غزة تؤثر على الصحفيين والناس وأقاربي".
وتابع: "على الأقل عندما كنتُ في غزة، شعرتُ أنني أستطيع القيام بشيء ذي قيمة، أن أُبلغ عن معاناة الناس، وعن المجازر التي واجهوها، وعن ضغوطهم، ومشاكلهم".
إلى ذلك، مضى المقال بالقول: "الآن، وقد انفصل عن ميكروفونه وكاميرته، يُركز الدحدوح -الذي لا يزال يرتدي دعامة على ذراعه المصابة- على تعافيه وتعافي عائلته الناجية التي تمكنت من مغادرة غزة".
"يقول إنه يجد أن السبيل الوحيد، وإن كان محدودا، لاستعادة بعض من هدفه كصحفي، هو مخاطبة الجماهير الدولية، كما فعل الأسبوع الماضي في حفل توزيع جوائز منظمة العفو الدولية للإعلام، داعيا إلى التضامن مع صحفيي غزة عند استلامه الجائزة لمساهمته المتميزة في صحافة حقوق الإنسان" أبرز المقال ذاته.
وأشار إلى أنّ: "أكثر من 225 صحفيا وعاملا إعلاميا فلسطينيا قد قُتلوا في غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، وفقا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، واضطر العديد من الصحفيين الأكثر خبرة إلى المغادرة بسبب الخطر الذي واجهوه".
وأورد: "هذا يعني أن وجوها معروفة مثل الدحدوح، الذي غطّى كل حرب في غزة منذ عام 2005، قد تم استبدالها بصحفيين أصغر سنا وأقل خبرة، يضطرون إلى تعلم حرفتهم وهم يعيشون في الخيام، تحت تهديد الموت وغالبا وهم جائعون".
"يقول إن الجيل الجديد من التقارير الإعلامية في غزة يجمع بين المهارات التقليدية وصحافة المواطن، حيث تنشر حسابات مواقع التواصل الاجتماعي غالبا معلومات من مناطق لا يستطيع الصحفيون الوصول إليها بسبب الخطر الذي يواجهونه" بحسب المقال نفسه الذي ترجمته "عربي21".
واسترسل: "لا يشك الدحدوح في أن الجيش الإسرائيلي يستهدف الصحفيين وأن عائلته استُهدفت بسبب عمله، لكنه يعتقد أن أولئك الذين يقدمون التقارير من غزة سيواصلون العمل لأن الظروف تجبرهم على ذلك".
ونقلا عن الدحدوح، تابع المقال: "بصراحة، استمددت قوتي من الله. هكذا استطعت تحمل ألم ما رأيته بعيني وما عانيته في قلبي، وتجاوزته، وإخفاء ألمي والعودة إلى العمل وكأن شيئا لم يكن".
واستفسر: "الناس لا يملكون خيارات، حتى عندما تريد التخلص من هؤلاء الناس، أين تذهب؟ إلى مستشفى، إلى مخيم، إلى شارع، إلى منزل، أو إلى ما تبقى من منازل؟"، مبرزا: "لا يوجد مكان آمن. ظهرك إلى الحائط، لذا كل ما يمكنك فعله هو الاستمرار. ثمن أن تكون صحفيا باهظ والجميع يدفع الثمن، لكن يجب أن تستمر".
ووفقا للمقال، فإنّه: "في الأسبوع الماضي، انضمت أكثر من 140 منظمة حقوقية إعلامية ومؤسسة إخبارية إلى لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود، مطالبة إسرائيل بالسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة، واصفة عمليات القتل والتهجير والتهديدات ضد الصحفيين الفلسطينيين بأنها: هجوم مباشر على حرية الصحافة والحق في الحصول على المعلومات".
إلى ذلك، أبرز الدحدوح، أنّه: "من واجب الزملاء الصحفيين في المناطق الأكثر أمانا دعم سكان غزة بالتحدث نيابة عنهم، ورفع مستوى الوعي بمقتل الصحفيين، والضغط على إسرائيل لحماية الإعلاميين".
وتابع: "كنت أتمنى أن يكون دم حمزة آخر دماء الصحفيين والمدنيين، ولكن بعد هذه الأشهر الطويلة، هناك الكثير من دماء الصحفيين والمدنيين تسيل"، مضيفا: "أريد أن أرى الزملاء الصحفيين من جميع أنحاء العالم يبذلون قصارى جهدهم من أجل زملائهم وإخوانهم في قطاع غزة. عندها على الأقل سنشعر أننا لم نُترَك وأن العالم لم يسكت عن جرائم القتل ضدنا".