الحركة الوطنية وبخت الرضا: معارضة المقاومة ومعارضة النهضة
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
عبد الله علي إبراهيم
(هذه كلمة أخرى في تمييزي بين معارضة المقاومة ومقاومة النهضة. وأدق مثل على معارضة المقاومة هي معارضة الطوائف المعارضة لدولة الإنقاذ. يكفي عن فرط مقاومتها أنها ما تزال تعارض الإنقاذ . . ولو سقطت. ولهذه المعارضة اسم آخر هو معارضة الإثارة كما جاء في كلمة لأستاذنا عبد الخالق محجوب. أما مقاومة النهضة فهي التي تطعم المعارض السياسي برؤية تشيله خلال عملية التغيير التي تبدأ بعد سقوط النظام القديم.
نبهتني الدكتورة فدوى عبد الرحمن علي طه إلى وجوب تمييز نقدي لمعهد بخت الرضا عن نقد الآخرين له. وهو نقد حرض عليّ خريجي رضا وعارفي فضلها. وآخرهم الأستاذ هلال زاهر السادات الذي صرف نقدي لها ك "افتراء". فجاءت فدوى في كتابها المميز عن والدها، وهو من مؤسسي بخت الرضا في 1934، بطائفة من نقد المعاصرين للمعهد. وما أخذته على فدوى أنها لم تأت بهذا النقد من افواه قائليه، بل من افواه من ردوا عليه من "سدنة" المعهد مثل والدها وقريفث، أول مدير له، وعوض ساتي الذي هو من طاقم المعهد البارز ومدير مكتب النشر فيه ومحرر جريدة "الصبيان" المرموق.
واضح أن نقد هذه المؤسسة التربوية الاستعمارية قديم. فمنذ قيامها ارتاب رواد الحركة الوطنية في مقاصدها. فعدوها "مؤسسة استعمارية" أبعدها الإنجليز في خلاء الدويم من الناس لئلا يروا المؤامرات التي تحاك بين جدرانها. ومن ذلك أنهم يرسلون المدرسين النجباء لكي يموتوا في بيئتها العسيرة، أو تموت فيهم الرغبة في التعليم. ومن الناقدين من خشي على تطور التعليم في السودان مغبة التوجه الريفي لرضا. فمثل هذا التوجه قد يعزلنا عن الصناعة التي هي أساس العمران في عصرنا. وكان من رأي بعض خريجي كلية غردون أنها ستخرب تعليم غردون. وزادوا بأن إدخال اللغة الإنجليزية في منهج مدرسي المدراس الأولية لم يقصد منه إلا قفل كلية غردون والاستغناء عمن تخرجهم من كتبة ومحاسبين.
واستراب خريجو المعهد العلمي أن رضا ستهدم خلاوي القرآن. وقال الناقدون إن كتاب الجغرافيا المحلية، سبل كسب العيش في السودان، هو النواة لأقلمة التعليم. وتساءلوا "ما قيمة الفرق التجديدية (كورسات المدرسين الدورية) والرحلات المدرسية فهي في حسابهم ضياع للوقت وحرمان من الدرس والتحصيل"، وأن تدريب الطلاب على النقاش الحر هو لطبع الشباب باللجاج والخروج على التقاليد. ومن نقد بخت الرضا الباكر أنها ينبغي أن تكف عن التجريب وتأخذ من خبرات العالم لتنفق ما بيدها من مال على زيادة المدراس.
وليس نقدي كنقد هؤلاء أو أولئك. فنقدهم نقد "مقاومة" وطنية "مشوش" تجاه المؤسسة يلقي عليها بالاتهامات من خارج جدرانها. فهي ستهدم كلية غردون أو الخلاوي أو أنها ستلهينا عن الصناعة أو أنها سيئة في تدبير المال. وبعض النقد "مؤامراتي" مثل تعريض نوابغ المعلمين لبيئة رضا الوخيمة. وربما ظلمت هؤلاء النقدة بأخذ زبدة قولهم من أفواه سدنة بخت الرضا. ولكن نقدي لرضا الذي أذعته بالصحف ينفذ إلى باطنها ويناقش فلسفتها ومناهجها عن كثب. فأنا لا "أظن" بها الظنون التي تجد أقوى ذرائعها في العاطفة الوطنية. فهذه وطنية المقاومة التي تكره الاستعمار ولو جاء مبرأ من العيب.
اما وطنيتي فهي وطنية النهضة التي "تفلفل" الظاهرة الاستعمارية نصاً نصاً تستنطقها فلسفتها ونهجها مباشرة. فوطنيتي هي وطنية ما بعد ذهاب المستعمر المحتل ممن اعتقدنا أنه أعطانا ظهر قفاه ب"ولده وعدده" كما قال العطبراوي. ثم اكتشفنا أنه غادرنا "جته" ليترك فينا مأثوره الذي نسميه "المعرفة الاستعمارية". وهي معرفة لا منجاة لأحد من الأهالي، وصفوتهم خاصة، منها إلا لمن رحم.
أضرب للفارق بين نقد الوطنية المقاومة والوطنية النهضوية مثلاً: قال المقاومون إن بخت الرضا ستهدم كلية غردون. وغردون ذاتها نفرها شنو؟ هذا ما يطرأ للمقاوم النهضوي متى سمع مثل هذا التفريق بين رضا وغردون. وأنا غردوني لم أترك لكلية غردون وامتداداتها جنباً ترقد عليه في كتابي "الشريعة والحداثة" وصورته الإنجليزية الموسعة "هذيان مانوي".
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
محسن البلوشي يعتذر عن التدريب هذا الموسم
كتب - عبدالله الوهيبي
كشف محسن بن درويش البلوشي مدرب الفريق الكروي السابق بنادي النهضة الموسم الماضي 2024/ 2025 عن تلقيه عدة عروض تدريبية خلال الفترة الماضية من عدد من الأندية المحلية لقيادة الفريق الأول بها، إلا أنه لم يكشف النقاب عن أسماء تلك الأندية، موضحا أنه قدم اعتذاره عن تدريب أي منها مقدما شكره وتقديره لجميع الأندية التي سعت إلى ضمه إلى صفوفها خلال الفترة الماضية.
وأرجع البلوشي سبب اعتذاره عن التدريب كونه مشاركا حاليا في دورة البرو التدريبية لكرة القدم التي يتبناها الاتحاد العماني لكرة القدم وتقام تحت إشراف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، مبينا أنها تتطلب ضرورة تفرغه الكامل للمشاركة فيها بصورة منتظمة وقد تستمر مدتها لعام كامل وفضل عدم الارتباط بعقد تدريبي مع أي ناد في الموسم الجديد، مشيرا إلى أنه سيعود إلى التدريب في الموسم المقبل.
وتطرق البلوشي بعدها للحديث عن تجربته التدريبية الأخيرة بإشرافه على تدريب الفريق الكروي الأول بنادي النهضة في الموسم الماضي، حيث ذكر أنها كانت تجربة مرضيه جدا، وكان هدف وطموح الإدارة برئاسة الشيخ أحمد النعيمي وبقية أعضاء المجلس والقائمين على الفريق والجهازين الفني والإداري للفريق وجماهير النادي الوفية عند توقيع العقد معهم هو إحراز لقب مسابقة دوري عمانتل بالموسم الماضي لكن للأسف ذلك لم يتحقق، والفريق نجح في إحراز المركز الثاني (الوصيف) للموسم الثاني على التوالي.
وأضاف: النهضة في الموسم الماضي أهدر فرصا كثيرة كانت في متناول اليد لو استثمرها جيدا لكان هناك كلام آخر في ترتيبه العام مع نهاية المسابقة، والفريق كان في معظم المباريات التي لعبها الطرف الأفضل فيها وقدم مستويات جيدة فنيا، خاصة خلال مجريات الشوط الثاني، لكن عامل التوفيق وسوء الطالع لازم مهاجمي الفريق في جانب من فتراتها بسبب الاستعجال ورعونة التسديد على المرمى وعدم استثمار الفرص السهلة والخطرة منها أمام مرمى الفرق المنافسة، كما أن الأخطاء الدفاعية الفادحة هي التي كلفت الفريق خسارة نقاط ثمينة أثرت على وضعيته في عدد منها، ولو تم تفاديها لنجح النهضة في إحراز لقب المسابقة والفوز بدرع الدوري، وهنأ السيب والجهازين الفني والإداري على فوزهم بمسابقة الدوري.
كما تحدث البلوشي عن أفضل مواجهة خاضها فريقه السابق في الموسم الماضي التي جمعته بصحار وانتهت بفوز النهضة بنتيجة كبيرة جدا 6/ صفر، ويومها قدم لاعبو النهضة مباراة جيدة المستوى لعبا ونتيجة.
وعلى عكس ذلك اعتبر المدرب محسن درويش مباراة فريقه النهضة ضد فريق عبري في لقاء الإياب بالدور الثاني هي الأسوأ، ويومها لم يكن راضيا لا عن الأداء الفني الذي ظهر عليه اللاعبون ولا على النتيجة التي انتهت عليها المباراة في الأخير، وكان يمني النفس بأن يقدم فريقه أداء أفضل من ذلك.
وتمنى محسن البلوشي التوفيق والنجاح لإدارة نادي النهضة برئاسة الشيخ أحمد النعيمي ولبقية أعضاء المجلس وللقائمين على الفريق الأول وللجهاز الفني الجديد الذي سيقود دفة الفريق هذا الموسم، كما طالب جماهير النادي بضرورة تسجيل وقفة جماعية خلف الفريق بصفة عامة واللاعبين على وجه الخصوص في الاستحقاقات القادمة لتحفيزهم جيدا ودفعهم للظهور المشرف ولحصد المزيد من البطولات للنادي.
الحلم أصبح قريبا
يأمل البلوشي بأن يوفق منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم خلال مباراتي الملحق القادمتين أمام منتخبي قطر (المستضيف) والإمارات في أكتوبر القادم، حيث أصبح على بعد خطوتين فقط من تحقيق الحلم المنتظر للتأهل لنهائيات كأس العالم القادمة 2026 في كل من أمريكا وكندا والمكسيك، معتبرا أن منتخبنا الوطني أمام فرصة تاريخية لو تحققت لأول مرة سيكون إنجازا رائعا للكرة العمانية في ظل وجود الإدارة الجديدة لاتحاد لكرة القدم برئاسة سعادة السيد سليمان البوسعيدي، وجهاز فني جديد بإشراف المدرب البرتغالي كارولوس كيروش ومساعده المدرب الوطني حمد العزاني، ويجب تحفيز اللاعبين وتقديم الدعمين المادي والمعنوي لهم لرفع معنوياتهم أكثر فأكثر، والتحضير جيدا خلال المرحلة المهمة المقبلة.
هذا وقد سبق أن حقق محسن بن درويش البلوشي عدة إنجازات عندما كان لاعبا ومدربا لنادي النهضة، حيث حقق معه العديد من البطولات المحلية منها الدوري وكأس جلالة السلطان لكرة القدم، وكذلك على مستوى فرق فئات المراحل السنية (الناشين والشباب)، كما قاد أندية مسقط وفنجاء والرستاق والشباب وعبري، وغيرها من أندية سلطنة عمان المختلفة وحقق معها نتائج إيجابية واحتل معها مراكز متقدمة في مسابقات الدوري العام والكأس في المواسم الماضية.
كما يعد البلوشي من الكوادر الوطنية التدريبية الشابة المجيدة التي تملك خبرة فنية جيدة خلال مسيرته التدريبية بالملاعب، بالإضافة للدورات التدريبية التي شارك فيها في السنوات الماضية والتي جاءت بتنظيم من الاتحاد العماني لكرة القدم وخارجيا تلك التي أشرف عليها الاتحادان الآسيوي والدولي لكرة القدم.