احذروا.. ليس «دور برد» هو متحــــــــور جديد للكورونا
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
تمكن الباحثون قبل نحو شهر من عزل متحور جديد من فيروس كورونا يسمى «XEC»، وتم رصد المتحول الجديد فى عدة دول منها الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك لا تبدو الجهات الصحية حتى الآن قلقة بشأن هذا المتحور مقارنةً ببعض المتحورات السابقة التى حملت طفرات وراثية مثيرة للقلق.
يأتى ظهور المتحور الجديد فى وقت تشهد فيه معدلات انتشار فيروس كورونا تباطؤًا بعد موجات العدوى السابقة ويتوقع أن ترتفع حالات الإصابة مرة أخرى خلال فصل الشتاء، مع احتمال بلوغ ذروتها فى منتصف يناير المقبل، وفقًا لنماذج المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية ومنها CDC.
وأوضح الأطباء أن الوقاية خير من العلاج وأن الالتزام بالوسائل الاحترازية يجنب الإصابة بالمتحور الجديد لكورونا، خاصة خلال فترة الشتاء، حيث قال الدكتور ياسر مصطفى، أستاذ ورئيس قسم الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة عين شمس: «يجب أخذ الأمصال المناسبة لمتحور xec، تجنبًا للإصابة بالمرض»، موضحًا أن مصر بها أكثر من نوع للقاح وكل نوع له استخدام، وينصح بها للأطفال والصغار أقل من عامين والكبار ممن تزيد أعمارهم عن ٥٠ عامًا.
وأضاف «مصطفى» لـ«الفجر» أن: «كل أنواع الحساسية بداية من حساسية الأنف وحتى الصدر لها نفس أعراض كورونا ومتحورها xec، وبالنسبة للفئة العمرية من سنتين لـ٥٠ عامًا يجب أن ينتظموا فى الحصول على الأدوية، ويجب تجنب الأجواء غير الصحية فى أيام الأتربة والغبار والبرد القارس ومن الأفضل تأجيل الخروج فى ظل هذه الأجواء».
ووجه أستاذ ورئيس قسم الأمراض الصدرية بطب عين شمس رسالة لأولياء الأمور للتعامل مع الأطفال بشكل أمثل فى هذه الفترة قائلا: «يُفضل فى حالة مرض الطفل أو من يعانى من أعراض برد وسعال وحساسية عدم خروجه من المنزل وأن يلازم الراحة التامة، كما يجب عدم تخفيف الملابس وعدم تناول وشرب المشروبات الباردة والمثلجات خلال هذه الأيام».
وحذر الدكتور أحمد الخلفاوى، أستاذ الأمراض الصدرية والمناعة بطب قصر العينى، وعضو الجمعية المصرية للشعب الهوائية، من المتحور الجديد لفيروس كورونا والذى يُعرف بـ«XEC»، كاشفًا عن أن المتحور الجديد تم اكتشافه لأول مرة فى ألمانيا خلال الصيف الماضى، مضيفًا أن أى شخص يعانى من سعال مستمر أو فقدان الشهية أو انسداد أو سيلان فى الأنف خلال الأسابيع المقبلة يجب عليه البقاء بالمنزل وتجنب الاتصال المباشر بالأصدقاء والعائلة.
وأضاف «الخلفاوي» أن: «هذه الإجراءات ستكون خطوات احترازية للمساعدة فى منع انتشار أى عدوى بما فى ذلك النوع الجديد من فيروس كورونا، كما أن المتحور الجديد يعد مزيجًا من نوعين من متحورات كوفيد-١٩ ويتميز بسرعة انتشاره حيث تم اكتشافه حتى الآن فى ١٥ دولة وينتشر بشكل سريع أكثر من أى من المتغيرات الفرعية المعروفة سابقًا لفيروس كورونا».
وأشار إلى تشابه أعراض متحور إكس إى سى مع أعراض السلالات السابقة من كوفيد-١٩، بما فى ذلك الحمى والتهاب الحلق والسعال وفقدان حاسة الشم وفقدان الشهية وآلام الجسم، ناصحًا بالعزل الذاتى الذى سيساعد فى وقف الانتشار المحتمل للمرض، مؤكدًا أنه إجراء مهم لمنع إصابة الآخرين خاصة الضعفاء وأصحاب الأمراض المزمنة من التعرض لهذا النوع من المتحورات.
وطبقًا للإحصائيات تم الإبلاغ عن حالات إصابة بالمتحور فى ٢٥ ولاية أمريكية على الأقل، وفقًا لبيانات أولية تم جمعها من قاعدة بيانات الفيروسات العالمية، وقد تم رصد أكثر من ١٠٠ حالة إصابة فى الولايات المتحدة، مما يجعل هذا المتحور محل اهتمام، حيث يبدو أنه يتمتع بميزة نمو مقارنة بالمتغيرات الأخرى المتداولة، لكنه ليس متحورًا جذريًا مختلفًا عن سابقيه. ومنذ اكتشافه، واصل المتحور الانتشار حول العالم، إذ تم تسجيل أكثر من ٦٠٠ حالة فى ٢٧ دولة عبر أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، ومن ضمن الدول التى سجلت أعلى عدد من الإصابات حتى الآن هى الولايات المتحدة ١١٨ حالة، وألمانيا ٩٢ حالة، وبريطانيا ٨٢ حالة، وكندا ٧٧ حالة، والدنمارك ٦١ حالة، ومن المقرر أن تبدأ حملة التطعيمات فى العديد من الدول وسيتلقى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة الخطيرة جرعة معززة من اللقاح.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: كورونا متحور كورونا الجديد كوفيد الوقاية من كورونا أعراض متحور XEC لقاحات كورونا انتشار المتحور الجديد الحملة الوقائية فيروس كورونا العدوى التنفسية نصائح صحية الأمراض الصدرية مناعة الجسم المتحور الجدید أکثر من
إقرأ أيضاً:
مواجهة نظام التنمر الدولي الجديد…
يبدو أننا بدأنا اليوم ننتقل من أشكال الأنظمة الدولية التقليدية إلى نوع آخر غير مسبوق يقوم على التنمر والتحرش الدوليين ينبغي علينا إيحاد الوسائل اللازمة للتعامل معه.
لقد عرفت العلاقات الدولية عبر التاريخ أنظمة دولية تقوم على الصراع تارة وعلى التكامل أخرى ولكنها لم تعرف الشكل الذي نعيشه الآن البارز في شكل تنمر للكيانات القوية بالضعيفة أو تحرش بين الكيانات المتقاربة في القوة.
يكفي أن نٌسلِّط الضوء على الأدوات المستخدمة بين الدول تجاه بعضها البعض لنعرف طبيعة العلاقة بينها (ما بين التنمر والتحرش) ونتصور أساليب التعامل التي ينبغي اللجوء إليها في كل حالة.
في حالة التحرش تكثر الاستفزازات والمضايقات المتكررة كالمناورات العسكرية وتحليق للطيران عن قرب والدعاية الإعلامية من دون الوصول إلى حالة الحرب! وعادة ما تٌستخدم هذه الوسائل بين الدول المتقاربة في القوة.. أما في حالة التنمر فيتم اللجوء إلى الأدوات القسرية كالعقوبات والحصار والعزل ويكون ذلك عادة علنيا ومرفوقا بنوع من الإذلال الصريح والمعاملة غير الندية القائمة على الإملاءات وانتظار الخضوع التام للطرف الضعيف وتقديم الولاءات على طريقة هدايا الملوك وفروض الطاعة في العصور الغابرة..
في ظل هذا الواقع نُصبح في حاجة إلى القيام بمراجعة كلية لأدبيات العلاقات الدولية عبر العصور، لضبط سلوكنا، ذلك أن السلوك الدولي اليوم فَقَدَ الالتزام بأي من قواعد هذه الأدبيات، فلا هو واقعي كلاسيكي على طريقة “مورغنثاو” القائمة على الردع والتحالفات العسكرية أو طريقة “كينيت والتز” التي تعزو الصراع بين الأمم إلى بنية النظام الدولي وترى ضرورة البدء بهذه البنية، أو على طريقة المنظرين المعاصرين لنظريات الألعاب والحروب غير المتناظرة… الخ، ولا هو تكاملي قائم على مفاهيم التعاون الاقتصادي كما عند “أرنست هاس” أو الحوكمة المتعددة المستويات “غاري ماركس”… الخ، ولذلك لم يبق أمامنا سوى الرجوع إلى الأدبيات الشرقية والجنوبية في هذا المجال على طريقة اطلبوا الحكمة ولو في الصين لعلنا نجد ضالتنا!
وفي هذه الحالة يمكننا الاستعانة بالأطروحات الصينية القائمة على مفهوم الواقعية الأخلاقية والسلطة الانسانية لـ”يان شيوتونغ”، أو بالأطروحات الروسية لـ”الكسندر دوغين” القائمة على قواعد النظرية السياسية الرابعة وصراعات الكتل البرية ضد الكتل البحرية، أو بالأطروحات الإيرانية لـ”علي أكبر ولاياتي” القائمة على التكامل الإقليمي المقاوم، أو الأطروحات الإفريقية الجديدة القائمة على الحلول الفيدرالية للنِّزاعات العرقية أو أطروحات أمريكا اللاتينية القائمة على نقد نظرية التبعية لمختلف مفكريها… الخ.
ذلك أن العودة لهذه المقاربات الشرقية والمنتمية للجنوب العالمي، إثراءً ومناقشة وتطويرا هي وحدها التي تٌمكِّننا من مواجهة منطق هذا النظام الدولي المُتنمِّر علينا، خاصة في العقدين الأخيرين والذي ازداد تَنمُّره في المدة الأخيرة مشرقا ومَغربا وبكثافة أكبر منذ العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة… وبلا شك ستُشكل هذه العودة جهدا معرفيا معتبرا ويُصبح بإمكانها الوصول بنا عمليا إلى رؤية مشتركة بين المدارس غير الغربية للعلاقات الدولية تُمكِّننا ميدانيا من وضع الأسس الصحيحة لمواجهة هذا النظام العالمي المُتنمر وفي ذات الوقت استباق أي تحرشات قادمة، وما أكثرها في الأفق…
الشروق الجزائرية