أتاحت مواقع التواصل الاجتماعى بما تدعمه من تطبيقات رقمية عديدة على شبكة الإنترنت، ومن تقنيات حديثة مثلتها الهواتف الذكية بأشكالها المتنوعة وإمكاناتها المتطورة؛ أتاحت لمستخدميها القدرة على تغطية الأحداث وتوثيقها بشكل فورى وبمرونة كبيرة وتكاليف بسيطة بما يحطم القدر الأكبر من القيود المفروضة على الفضاء الاتصالى بوجه عام.
وفى ضوء ما سبق، فقد اقترن ظهور مواقع التواصل الاجتماعى وانتشار استخدامها لأغراض إخبارية، بحيث أصبح كل فرد قادرا على مشاهدة الحدث وتفسيره ونقله عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى ضوء ما تمكن من رصده وفهمه؛ اقترن بغياب الرقابة على هذا الاستخدام وتلاشى القيود المفروضة على حرية النشر وسهولة الوصول، وبذلك أصبح ما يتم نشره عبر هذه المواقع مرهونًا بقدرة القائم بالنشر على فهم الحدث وتفسيره، بل والأخطر من ذلك ما قد يحدث من ارتباط النشر بتحقيق أغراض شخصية إيجابية أو سلبية قد تصل إلى حد التشهير بغرض الانتقام.
وقد تنوعت تأثيرات استخدام هذه المواقع فى المجتمعات الإنسانية، ولم تقتصر فى ظل ما سبق الإشارة إليه من غياب الرقابة على استخدامها؛ لم تقتصر على البناء الاجتماعى لهذه المجتمعات فقط، وإنما امتدت لتشمل التركيبة النفسية لأفراد هذه المجتمعات بوجه عام؛ إذ اقترن استخدام تلك المواقع بظهور عديد من التأثيرات النفسية الإيجابية والسلبية داخل المجتمعات الإنسانية، وتنوعت هذه التأثيرات من حيث درجة عمق كل منها.
ومن هذه التأثيرات النفسية مستوى الخوف لدى مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى. ويستخدم مصطلح الخوف لوصف الشعور الذى ينشأ عندما نواجه تهديدا وشيكا لبقائنا على قيد الحياة، والخوف هو شعور بدائى ينشأ فى مواجهة تهديد حقيقى أو متصور، وينطوى على إنتاج استجابة لشىء يمثل تهديدا، ويعرف الخوف بأنه الاستجابة العاطفية للتهديد وله تأثيره الإيجابى المباشر على السلوكيات الوقائية، وتتعدد أشكال الخوف بما فى ذلك الخوف من انعدام الأمن، والخوف من الفشل، والخوف من المجازفة، والخوف من الوقوع كضحية، والخوف من الجريمة.
ويعد الخوف من الجريمة أو من الوقوع ضحية مشكلة نفسية واجتماعية خطيرة، فقد تمت دراستها عالميا منذ ما يزيد على خمسين عاما، كما أثار موضوع الخوف من الجريمة اهتمام العلماء والمؤسسات الأمنية والوطنية فى غرب أمريكا أوروبا. ويعتقد أن السياق الثقافى يعد محورا حيويا فى فهم الجريمة، فكل مجتمع له ثقافته فى النظر إلى سلوكيات معينة وإعطائها صفة الجريمة، فمجتمعنا العربى الشرقى، ومصر خاصة، يتميز بالروابط الأسرية والتقاليد والعرف الاجتماعى والدين، ومن ثم فسلوك الفرد يخضع لهذه المعايير. ومن المتوقع أن الخوف من الجريمة أو الوقوع ضحية لها يختلف وفقا لذلك عن الثقافة الغربية.
وفى النهاية، تبرز أهمية عملية التنشئة الاجتماعية للأفراد خلال المراحل العمرية المبكرة، بما تمثله التنشئة الاجتماعية من عمليات تجعل الفرد مدركا ومستجيبا للمؤثرات الاجتماعية، بما تشمله هذه المؤثرات من ضغوط نفسية، وما تفرضه من واجبات على الفرد؛ حتى يتعلم كيف يعيش مع الآخرين ويسلك مسلكهم فى الحياة بشكل متزن.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة المنصورة د أحمد عثمان مواقع التواصل الإجتماعى مواقع التواصل الاجتماعى والخوف من
إقرأ أيضاً:
تجديد حبس متهمة بإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي 15 يومًا
جددت النيابة العامة، حبس متهمة 15 يومًا احتياطيًا، على ذمة التحقيقات التي تجرى معها بمعرفة النيابة في اتهامها بنشر أخبار محرضة صد الدولة، ومشاركة جماعة إرهابية مؤسسة على خلاف أحكام القانون، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبار كاذبة.
وجهت النيابة للمتهمة ارتكاب جرائم مشاركة جماعة إرهابية فى تحقيق أهدافها، وتلقى تمويل بغرض إرهابى، والاشتراك فى اتفاق جنائى الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية، وتلقى تمويل والاشتراك فى اتفاق جنائى، والتجمهر واستخدام حسابات خاصة على شبكة المعلومات الدولية بهدف ارتكاب جريمة معاقب عليها فى القانون بهدف الإخلال بالنظام العام.
وأسندت النيابة إلى المتهمة، ارتكاب جرائم الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، وتهم نشر أخبار كاذبة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد بقصد تكدير السلم العام فى إطار أهداف جماعة الإخوان الإرهابية، والترويج لأغراض الجماعة التي تستهدف زعزعة الثقة في الدولة المصرية ومؤسساتها، والترويج لأغراض الجماعة التي تستهدف زعزعة الثقة في الدولة المصرية ومؤسساتها، ومشاركة جماعة ارهابية في تحقيق أهدافها، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية، وتلقى تمويل والاشتراك فى اتفاق جنائي، واستخدام حسابات خاصة على شبكة المعلومات الدولية بهدف ارتكاب جريمة معاقب عليها في القانون بهدف الاخلال بالنظام العام.
وألقي القبض علي المتهمة بعدما كشفت التحريات الأمنية عن تورطها في جرائم متعلقة بالاشتراك مع آخرين بتكوين جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون والدستور تستهدف زعزعة الأمن القومي للبلاد.