أنجز الباحث: سعيد بن سعد آل سحيم، كتابًا حافلًا عن إحدى محافظات منطقة عسير بعنوان: "محافظة سراة عبيدة.. تاريخ وحضارة عادات وتقاليد".
وجاء الكتاب الصادر عن مطابع الحميضي بالرياض في 404 صفحات مقسمة على ستة أبواب هي: تاريخ وجغرافية محافظة سراة عبيدة والمراكز التابعة لها، وسكانها، ومسيرة الحياة التعليمية بمختلف مراحلها، والصحة في محافظة سراة عبيدة، ولمحة عن ماضي المحافظة وتراثها الشعبي، والعادات الاجتماعية لأهلها في الماضي والحاضر.


واستهل الباحث كتابه بنبذة عن "محافظة سراة عبيدة"، مبينًا أنها تقع في منطقة عسير شمالًا من محافظة ظهران الجنوب، وتعد (قرية البُوطة) مركز تحضرها، وقد أنشأت الإمارة فيها عام 1367هـ على وجه التقريب، وتحيط بالمحافظة عدد من القرى والسهول الزراعية.
وأشار الباحث إلى اشتراك "محافظة سراة عبيدة" مع عدد من محافظات ومدن منطقة عسير في الحدود الإدارية مثل: ظهران الجنوب، وأحد رفيدة، وأبها، معددًا أهم الأودية التي تخترق "محافظة سراة عبيدة"، ومنها: أودية الجوف، وخضار، والعمل، ورغد، والسّروي، ووادي آل بسام، والصحن، والأبيض، وثربة، وعمق، والفرحة، ومن الجبال: أبو كفية، ومسحر، وجبل عين اللوي، والظاهر، وإفقه، وصقر، والصديات، وظلم، وقرضان، والطنبر، وأبا الأصابع، وسلسلة جبال المجاز، والخطام، والجوف، وهرون.
وتمثل "محافظة سراة عبيدة" أحد الأجزاء الهامة في ( منطقة عسير )، وهي من المحطّات القديمة الواقعة بين منطقتي الحجاز واليمن، كما أنها كانت محطًا للقوافل التجارية، وقوافل الحجاج القادمين من اليمن، بالإضافة إلى أن أهالي المحافظة يعتبرون من أهل رؤوس الأموال، سواء في الفترة الماضية التي سبقت العهد السعودي الزاهر، أو في الفترة الحالية، والتجارة من أهم المجالات التي كان يزاولها أبناء المنطقة، ومن ذلك تجارة قوافل الحبوب بأنواعها من وإلى اليمن والتنقل وتسويق تجارتهم في الأسواق القائمة في منطقة عسير، ومنطقة مكة المكرمة، كما أنهم كانوا يمارسون الزراعة، التي هي مصدر الرزق الأساسي لأبناء المحافظة في الماضي.
وكانت التجارة في "سراة عبيدة" عبر طرق بريّة، تربط قرى السّراة ببعضها، وطرق أخرى تربطها مع المناطق المجاورة لها في الحجاز واليمن وغيرها، وكانت وسائل النقل في ذلك الوقت هي الجمال، كما لا توجد قرية إلا ويربطها طريق يصلها بالمناطق المحيطة بها، ويدل على ذلك آثار تلك الطرق القديمة؛ التي كانت تستخدم للسير على الأقدام ومرور المواشي والحيوانات، وتعرف الطرق الداخلية، التي تربط أجزاء القرى بعضها عند سكان "سراة عبيدة" ب (العادة)، وتسمى (عادة خف)، أو (عادة دابة)؛ ومثل هذه الطرق توثق في وثائق يحتفظ بها، فلا تفتح عادة إلا وفق أمور معينة معروفة عند الجميع تثبت أحقية تلك العادة وشرعيتها.
أما الطرق الأخرى، فهي الطرق الخارجية، وهذه تربط المنطقة بالمناطق الأخرى، وتعرف بالطرق التجارية؛ ومن أهمها الطريق الذي يربط أبها بظهران الجنوب، والذي سماه الرّحالة "نواليس" (طريق السلطان)، ومن خلاله تمر القوافل إلى اليمن والحجاز، وكانوا يُسوّقون سلعهم في الأسواق الأسبوعية المشهورة مثل: سوق خميس مشيط، وسوقي الأربعاء في قرية الروشن وخميس نمران في بيشة، وسوق الثلاثاء في أبها، وسوق المحافظة نفسها المشهور بـ "خميس عبيدة" وغيرها، وكانت معروضاتهم في ذلك الوقت المواشي بأنواعها، وبعض المنتجات المحلية، مثل: السمن، والزبد، والحبوب بأنواعها، والتمور، والفواكه، والخضروات، وبعض البضائع المستوردة مثل: القماش والهيل والبُن الذي كان يجلب من اليمن وكذلك البنادق، والرصاص، والخناجر، والسيوف)، وكانت طريق البيع تتم بالمساومة، ثم البيع والشراء، أما الحرف المهنية مثل: النجارة والصناعة وغيرها؛ فلم تكن من عروض التجارة لديهم، ولكن كان هناك أناس مشتهرون بصناعة ما يلزم للسكان مقابل أجور يتفق عليها بعد توفير المواد الخام لذلك.
وعدّد الباحث أهم الآثار في "محافظة سراة عبيدة"، ومنها: النقوش والرسوم الصخرية، وطريق الفيل، وموضع صنان الأثري، وقرية آل الخلف ويقدر عمرها بخمسة قرون، وموضع الهجلة ويتكون من أطلال قصر قديم، إضافة إلى عدد من الأبراج المبنية من الطين، وموضع العسران ويغلب على تلاله اللون الرمادي، وقد عثر فيه على مجموعة من الأدوات الصوانية، وعلى ما يربو من 30 منشأة حجرية دائرية، ويرجّح أنها تعود إلى العصر الحجري الحديث.
يذكر أن "سراة عبيدة"، من المحافظات المصنّفة على فئة (أ)، وسميت باسم القبائل التي تقطنها حتى هذا اليوم، وتتمتع المحافظة بجميع الخدمات الحكومية الضرورية من تعليم، وصحة، وكهرباء، وهاتف، وماء، وطرق، وجهات أمنية، وبلدية، وزراعية، ومؤسسات أهلية تناسب توسع المحافظة وتطورها وكثرة سكانها

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاجتماعية التعليمية البضائع المستوردة الاجتماعي الخدمات الرياض الرصاص الم الماضي والحاضر

إقرأ أيضاً:

تدشين مبادرة اليونسكو أنا مدينة تعلم لتعزيز التعلم المستمر بالشرقية

أكد محافظ الشرقية أن انضمام محافظة الشرقية ضمن مُدن التعلم المصرية لشبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم  (GNLC) ساهم في خلق مُجتمع تعليمي بكل عناصره؛ وأصبح كل شخص مصدرا للتعلم والمعرفة، فضلاً عن زيادة الوعي بوجود فرص للتعلم في جميع المناطق، وتشجيع تطوير ثقافة التعلم مدى الحياة في المدينة معربا عن تطلعه لتكون المحافظة في صفوف المحافظات والمدن العالمية في مجال التدريب والتطوير والتعلم.

لتدشين مبادرة "مدينة تعلم".. الشرقية توقع بروتوكول تعاون مع الدقهلية وقنا وبورسعيدبسبب لهو الأطفال.. القبض على طرفي مشاجرة بالأسلحة البيضاء بالشرقية| فيديوتحرك عاجل من تعليم الشرقية بخصوص امتحان الدراسات الاجتماعية لطلاب الشهادة الإعدادية

جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمتها المحافظة لتدشين مبادرة اليونسكو " أنا مدينة تعلم " وتوقيع بروتوكولات تعاون في مجال مدن التعلم والتعلم مدى الحياه مع محافظات الدقهلية وقنا وبورسعيد وذلك بقاعة اجتماعات الديوان العام في حضور اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية والدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا والدكتور خالد الدرندلي رئيس جامعة الزقازيق والدكتور عمر عثمان نائب محافظ بورسعيد والدكتور أحمد العدل نائب محافظ الدقهلية واللواء عبد الغفار الديب سكرتير عام المحافظة ومحمد نعمه كُجَك السكرتير العام المساعد للمحافظة والعميد أ.ح رياض الرماح المستشار العسكري للمحافظة والدكتورة نجلاء العادلي رئيس الإدارة المركزية للموارد البشرية والمشرف على العلاقات الدولية بوزارة التنمية المحلية والدكتور إسلام الطحاوي المسئول الاعلامي باللجنة الوطنية المصرية لليونسكو والدكتورة ولاء جزر رئيس وحدة اليونسكو بالمحافظة وعدد من التنفيذيين ومسئولي ملف اليونسكو بمحافظات الشرقية والدقهلية وقنا وبورسعيد ووفد من إدارة التعاون الدولي بوزارة التنمية المحلية.

بدأت فعاليات الاحتفالية بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية أعقبه كلمه لمحافظ الشرقية رحب فيها بالحضور مثمنا مشاركتهم في إحتفالية تدشين مبادرة اليونسكو "أنا مدينة تعلم" على أرض محافظة الشرقية، تلك المحافظة العريقة بتاريخها، والمتميزة بعقول أبنائها، وإسهاماتها المشهودة في شتى المجالات مؤكدا أن تدشين مبادرة " أنا مدينة تعلم" تُعد خطوة رائدة في مسيرة التنمية المستدامة ودليل واضح بأن التعليم هو الأساس الذي تُبنى عليه الأوطان، وأن الاستثمار في الإنسان هو الطريق الأضمن لتحقيق مستقبل مشرق.

قدم محافظ الشرقية التهنئة للحضور بمناسبة قرب حلول عيد الأضحي المبارك داعيا المولي عز وجل ان يحفظ مصر وشعبها وجيشها من كل مكروه وسوء كما دعا الحضور الي المشاركة في فعاليات المنتدي السياحي الدولي لمسار العائلة المقدسة والمقرر تنظيمه اليوم بمنطقة آثار تل بسطا بمدينة الزقازيق احتفالا بذكري دخول العائلة المقدسة ومباركتها لأرض الشرقية.

ترسيخ ثقافة التعليم مدى الحياة

أوضح محافظ الشرقية أن مبادرة "أنا مدينة تعلم" تسعي إلى ترسيخ ثقافة التعليم مدى الحياة، وإتاحة الفرص أمام كل فرد في المجتمع لاكتساب المهارات والمعارف التي تؤهله للمشاركة الفاعلة في تنمية مجتمعه، وتُمكنه من مواكبة التغيرات المتسارعة في عالمنا المعاصر لافتا الي ان محافظة الشرقية تعد في طليعة المحافظات التي تتبنى هذا النهج الطموح، وتعمل المحافظة جاهدة بالتعاون مع جميع الشركاء من مؤسسات الدولة، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، لتصنع نموذجًا مشرفًا لمحافظة تؤمن بالعلم، وتعمل من أجل بناء الإنسان.

وقال المحافظ ان إنضمام المحافظة لشبكة اليونسكو لمدن التعلم ومشاركتها بالمؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم بمدينة الجبيل بالمملكة العربية السعودية مطلع شهر ديسمبر العام الماضي ولخبرتها في هذا المجال نشهد اليوم توقيع بروتوكولات تعاون جديدة مع محافظات الدقهلية وبوسعيد وقنا والوادي الجديد وبصدد توقيع بروتوكول تعاون مع محافظة الأقصر في مجال مدن التعلم والتعلم مدى الحياه.

أكد اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية أهمية التعاون والتكامل بين مختلف الجهات لتحقيق أهدف مبادرة مدن التعلم فجميع المحافظات تذخر بكوكبه من رواد العمل في مختلف المجالات العلمية والعملية والفنية والرياضية لافتا إلى توقيع البروتوكول اليوم سوف يمكن المحافظة من الاستفادة من تجربة محافظة الشرقية والحصول علي خبرات وأسس واضحة لبناء مدينه تعلم حيوية ومستدامه وفتح أفاق جديدة للتعاون بين المحافظتين والذي يؤكد ان الدولة المصرية تسير بخطى ثابته لتحقيق غايتها 2030 وتنطلق نحو بناء الجمهورية الجديدة والتي يدعمها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم حياه أفضل للمواطنين.

بينما أشار الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا إلى أن محافظة قنا لديها الكثير مما يؤهلها للإنضمام لمدن التعلم وتحقيق طفرة كبيرة علي مستوي محافظات صعيد مصر حيث تضم جامعتي قنا وجنوب الوادي وبها من الشخصيات والأعلام ما تذخر به في شتي المجالات مشيرا الي ان هناك فارق كبير بين التعليم والذي يعتمد علي الحفظ والتلقي والتعلم الذي يعتمد علي استمرار اكتساب المعرفة والتزود بها مقدما الشكر لمحافظ الشرقية علي حسن الاستقبال والتعاون في ملف مدن التعلم ويسعدنا ان ننضم لمدن التعلم ونرعي بيئة للتعلم الجيد تساعد علي الابداع وخلق المزيد من العقول المبدعة لتصل للريادة المحلية والاقليمية والعالمية .

ضمان المساواة في توفير فرص التعلم

ومن جانبه أوضح الدكتور عمر عثمان نائب محافظ بورسعيد أن مبادرة انضمام محافظة بورسعيد للشبكة العالمية لمدن التعلم بمنظمة اليونسكو تهدف إلى تعزيز التعلم المستمر مدى الحياة، وضمان المساواة في توفير فرص التعلم لكل فئات المجتمع، والتوسع في استخدام التقنيات الرقمية ومصادر التعلم المختلفة، وهو ما يمثل أساساً لتنمية معارف ومهارات المواطنين حول مفاهيم التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المستدامة لافتا الي ان المبادرة تهدف أيضا إلى توحيد عدد من الخصائص في المدن المختلفة؛ لتكون قادرة على تعبئة مواردها في كل قطاع بفاعلية لتحقيق هدف رئيسي، هو توفير التعلم مدى الحياة للجميع عن طريق تحفيز التعلم على مستوى الأسرة والمجتمع المحلي.

وفي كلمته نقل الدكتور إسلام الطحاوي المسئول الاعلامي باللجنة الوطنية المصرية لليونسكو تحيات  الدكتور أيمن فريد مساعد وزير التعليم العالي والبحث العلمى ورئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات والامين العام للجنة الوطنية المصرية لليونسكو للحضور، مثمناً دور محافظة الشرقية البارز في دعم الجهود والانضام لشبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم لتنمية المهارات وتعزيز الإبتكار.

ومن جانبها ألقت الدكتورة ولاء جزر مديرة وحدة اليونسكو بالمحافظة كلمة إستعرضت خلالها جهود المحافظة في زيادة عدد المدارس المنتسبة لليونسكو والتي بلغت في أقل من عام (50) مدرسة وجارى مضاعفة العدد خلال الفترة الحالية ، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات التي تخدم البيئة والإقتصاد الأخضر، بالاضافة الي أن المحافظة أقامت مشروع إنشاء مراكز للتعلم المجتمعي (CLCS) بقرية الصالحية القديمة وقرية كراديس، تقدم دورات تدريبية لتعليم الفتيات حرفة الخياطة والتفصيل، وذلك بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وفي نهاية فعاليات الإحتفالية وقع محافظ الشرقية بروتوكول التعاون مع محافظات الدقهلية وقنا وبورسعيد في مجال مدن التعلم والتعلم مدي الحياه لتنفيذ أنشطه مشتركه وتبادل الخبرات والرؤي في كافة المجالات وتم التقاط الصور التذكارية.

طباعة شارك الشرقية محافظة الشرقية اليونسكو مبادرة اليونسكو

مقالات مشابهة

  • الكوليرا يتفشى في محافظة إب وسط تكتم رسمي
  • "لأول مرة في الصعيد "محافظة أسيوط تنظم ورشة عمل الفضاء والتنمية المستدامة
  • قراءة فى كتاب رئيس الوزراء: القول الأنيس فى خطاب ادريس
  • استعدادات محافظة مطروح لامتحانات الثانوية العامة
  • الحجري لـ"الرؤية": 78 مشروعًا تنمويًا قيد التنفيذ في محافظة الداخلية بـ49.9 مليون ريال
  • تدشين مبادرة اليونسكو أنا مدينة تعلم لتعزيز التعلم المستمر بالشرقية
  • نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل وزير النقل والخدمات اللوجستية
  • «التضامن»: فريق التدخل السريع بالإسكندرية يجري عملية مسح ميداني
  • كتاب من الرافعي الى قائد منطقة الشمال الاقليمية في إطار التحضيرات لاستقبال عيد الأضحى
  • محافظ لحج يُشدد: منع التعامل مع أي وكلاء أو مستشارين دون تفويض رسمي