عربي21:
2025-05-10@07:07:22 GMT

الغارديان: عشر سنوات على مذبحة رابعة ولم يحاسب أحد

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

الغارديان: عشر سنوات على مذبحة رابعة ولم يحاسب أحد

قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن بعد عشر سنوات على مذبحة رابعة التي نفذتها قوات الجيش المصري بأمر من عبدالفتاح السيسي، بحق أنصار الرئيس المدني الأول لمصر، محمد مرسي، لم يحاسب أحد.

وتابعت في افتتاحيتها، الخميس، بأن السيسي أثبت أنه متوحش أكثر من سلفه محمد حسني مبارك، وأن مذبحة رابعة كانت بداية عهد جديد من القمع.



وأكد أن نظام السيسي يربض على صدور المصريين، ويكتم المواقع الإخبارية، ويهاجم المجتمع المدني.

وتاليا المقال كاملا:

في مثل هذا الأسبوع قبل عشر سنين، وبعد وقت قصير من استيلائه على السلطة في انقلاب عسكري، أمر الجنرال عبد الفتاح السيسي الشرطة والجيش بقمع المتظاهرين السلميين في أغلبهم في وسط القاهرة. على الأقل 817 شخصاً قتلوا في مذبحة رابعة، ولربما تجاوز عددهم الألف. لم يكن ذلك فقط نهاية الأمل لدى أنصار حكومة الإخوان المسلمين المطاح بها، والتي كانت في نظر آخرين ملتزمة بمبدأ القيادة المدنية على الرغم من الاتهامات  بالسلطوية المتنامية للرئيس محمد مرسي، الذي أطاح به الجنرال السيسي. لم يكن ذلك فقط ضربة أخرى للتفاؤل والنشوة النابعين من الربيع العربي، والذي ما لبث أن أصيب في مقتل. كان ذلك أيضاً بداية عهد جديد من القمع، أثبت خلاله الجنرال السيسي أنه أقل رحمة من سلفه حسني مبارك. لقد كانت مذبحة رابعة نموذجاً لهذا الطغيان.

تزداد أهمية تذكر الضحايا الذين قضوا نحبهم عندما لا تلوح في الأفق إمكانية محاسبة المسؤولين عن المجزرة. ومع أن منظمة هيومان رايتس ووتش تعتقد بأن عمليات القتل الوحشية يحتمل أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، إلا أن عضواً واحداً من قوات الأمن لم يجلب إلى المحاكمة عليها.

خلال العقد المنصرم، زج بعشرات الآلاف من النشطاء السياسيين في السجون، وارتفعت بشكل حاد أعداد الذين نفذت فيهم أحكام الإعدام. كما قتل العشرات من "الإرهابيين" المزعومين فيما تصفه السلطات تبادل لإطلاق النار، ولكن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان تعتقد بأن ذلك لا يعدو كونه إعدامات خارج نطاق القانون، ناهيك عن تفشي التعذيب. ويذكر أن السيد مرسي، الرئيس الوحيد المنتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر، لفظ أنفاسه داخل المحكمة بعد سنين قضاها وهو يعاني من الإهمال الطبي داخل محبسه.

نحن أمام أسوأ أزمة حقوق إنسان في تاريخ مصر الحديث – وإن كانت كلمة أزمة لا تكفي لوصف جسامة الوضع، لأنها توحي بحال مؤقت بينما يربض على صدر مصر اليوم نظام قمعي حصين. لقد كتم الجنرال السيسي المنصات الإخبارية المستقلة، وهاجم المجتمع المدني.

تفضل بخوض الانتخابات في عام 2018 تواضعاً، ولكنه عمل كل ما في وسعه لقطع الطريق على كل من لديه قيد أنملة من المصداقية من الراغبين في الترشح، وحال بينهم وبين دخول حلبة المنافسة. على المرء أن يتوقع المزيد من نفس السلوك في عام 2024، ومن ذلك أنه يعرض للمناقشة الحاجة إلى أفكار جديدة – ولكن شريطة أن تحظى بمباركة نفس القيادة القديمة.

روج لنفسه في الداخل والخارج باعتباره سداً منيعاً في وجه التطرف الإسلامي، وباعتباره الجالب للأمن والازدهار. إلا أن السلطات لم تدخر وسعاً في تحويل المدارس إلى قواعد عسكرية بينما تمضي قدماً في تكثيف الهجوم على المتشددين في شمال سيناء، وفي هذه الأثناء تزداد الأوضاع الاقتصادية دماراً. لقد ضمن الرئيس لنفسه السلطة من خلال التوسيع الضخم للاقتصاد العسكري، مما فرض على كثير من رجال الأعمال في القطاع الخاص الخروج من السوق. وفي نفس الوقت تراه يثري أزلامه وشلله. لقد هدر عشرات المليارات من الدولارات على العاصمة الإدارية الجديدة في الصحراء، وراكم مستويات مرتفعة من الديون. بالطبع لعبت الجائحة وبشكل خاص الغزو الروسي لأوكرانيا دورهما في مفاقمة الأوضاع. ولكن حتى حين وقع هذان الحدثان كان ما يقرب من 60 بالمائة من المصريين يعيشون في 2019 قريباً من خط الفقر أو دونه. وليس بوسع الجنرال السيسي حتى إبقاء الأنوار مشتعلة.

مساندوه في الخليج، الذين صبوا عشرات المليارات من الدولارات من أجل ضمان الاستقرار لحكمه، غدوا الآن يطالبون بأن يقدم لهم شيئاً في المقابل. أما زعماء أوروبا فلازالوا مذعنين وتسعى بريطانيا بالذات نحو تعزيز العلاقات التجارية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. ولذلك تبدو مترددة بشكل مذهل ومخجل في إثارة قضية الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح بشكل جاد. ومازال علاء عبد الفتاح ينتظر أن تتواصل معه القنصلية البريطانية.  في مؤتمر المناخ كوب 27 الذي عقد في القاهرة العام الماضي، حصل ريشي سوناك على فرصة لالتقاط الصور التذكارية، بينما كان الناشط السياسي يوشك أن يلفظ أنفاسه بسبب الإضراب عن الطعام. ينبغي على رئيس الوزراء الآن أن يصدح بالحق. بعد عشر سنين على مذبحة رابعة، لا يوجد من الأسباب ما يكفي لتقبل سجل الجنرال السيسي الصادم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة المصري السيسي محمد مرسي مصر السيسي الاخوان المسلمين محمد مرسي صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مذبحة رابعة

إقرأ أيضاً:

الإماراتيون يعودون إلى لبنان بعد أربع سنواتٍ من الغياب

رفعت الإمارات حظر السفر إلى لبنان بعد أربع سنوات، واستؤنفت الرحلات الجوية إلى بيروت في خطوة تعكس تحوّلًا في المزاج الخليجي تجاه لبنان. وتأتي هذه الخطوة بعد انتخاب جوزيف عون رئيسًا، ما أعاد فتح قنوات التواصل مع دول الخليج. اعلان

في تطوّر لافت يعكس تغيّرًا في المزاج السياسي الخليجي تجاه لبنان، استؤنفت الرحلات الجوية من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى بيروت، بعد رفع أبو ظبي حظرًا على سفر مواطنيها إلى لبنان دام قرابة أربع سنوات.

وحطّت أولى الرحلات، صباح الأربعاء، في مطار رفيق الحريري الدولي، حيث استُقبل المسافرون الإماراتيون بالورود في مشهد رمزي لا يخلو من الدلالة على بداية مرحلة جديدة من الانفتاح. وقد عبّر بعض الركاب عن فرحتهم بالعودة، واصفين لبنان بأنه "وطنٌ عربي جميل وشعبه طيب"، مؤكدين أن القرار الإماراتي قد يمهّد لخطوات مشابهة من دول خليجية أخرى، في إشارة ضمنية إلى السعودية.

وكان الحظر الإماراتي قد فُرض في سياق توتر دبلوماسي إقليمي، حين سحبت أبو ظبي دبلوماسييها من بيروت تضامنًا مع الرياض، إثر تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني آنذاك، انتقد فيها تدخل السعودية والإمارات في حرب اليمن، واصفًا إياها بـ"الحرب العبثية". وقد فجّرت تلك التصريحات أزمة أعمق بين لبنان ودول الخليج.

Relatedالبيت الأبيض: ترامب يزور السعودية والإمارات وقطر الشهر المقبلرويترز تكشف: الإمارات تقود وساطة سرية بين سوريا وإسرائيل ولا حدود لما قد يتحققالعدل الدولية ترفض دعوى الخرطوم ضد الإمارات والدعم السريع تقصف بورتسودان لليوم الثاني

إلا أن التطورات الأخيرة، لا سيّما تراجع نفوذ "حزب الله" بعد حرب دامت 14 شهرًا مع إسرائيل، وانتهت بوقف إطلاق نار رعته الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي، فتحت الباب أمام إعادة رسم العلاقات اللبنانية–الخليجية.

ترافق ذلك مع تطور سياسي داخلي بارز، تمثّل بانتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيسًا للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، في خطوة أعادت بعض الاستقرار إلى المشهد اللبناني. وزار عون مؤخرًا الرياض، ثم أبو ظبي، في مسعى دبلوماسي لاستعادة ثقة العواصم الخليجية، وقد جاء قرار الإمارات برفع الحظر بعد تلك الزيارة مباشرة، ما يُعد مؤشراً على تجاوب إيجابي مع القيادة الجديدة.

من جهته، أكد وزير الإعلام اللبناني بول مرقص من مطار بيروت أن "الظروف الأمنية مريحة لعودة السياح، خصوصًا من الأشقاء في الخليج"، مشددًا على أن الحكومة "تعمل بجهد لإزالة أي عوائق أمام قدومهم".

وبينما تترقّب الأوساط السياسية ما إذا كانت الرياض ستحذو حذو أبو ظبي، فإن استئناف الرحلات الإماراتية يبعث برسالة بالغة الرمزية: أن لبنان لا يزال يجد مكانه، وإن بصعوبة، على خارطة الاهتمام العربي، وأن انفراجًا تدريجيًا قد يكون في الأفق، إذا ما استمر المناخ السياسي في التهدئة والانفتاح.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مصدر: مبعوث ترامب يزور عُمان الأحد لجولة مفاوضات رابعة مع إيران
  • طهران توافق على جولة رابعة من المفاوضات مع واشنطن.. وويتكوف يتوجه إلى عُمان
  • جولة رابعة من المحادثات بين أمريكا وإيران في سلطنة عُمان
  • عاصم منير أحمد شاه | جنرال باكستان القوي ولاعب الكريكيت الملتزم
  • في محافظتين.. إصابة امرأة بطعنات سكاكين والسجن 7 سنوات بسبب حادث سير
  • الحكم بالسجن 5 سنوات على محافظ البنك المركزي السابق في غينيا بسبب الفساد
  • غارات جوية جديدة على شرق وجنوب السودان
  • الإماراتيون يعودون إلى لبنان بعد أربع سنواتٍ من الغياب
  • الحرب الهندية الباكستانية.. من هو «أوبيندرا دويفيدي» قائد الجيش الهندي
  • جولة رابعة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن قد تنطلق في مسقط الأحد