جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-30@02:50:23 GMT

يقترب من نهايته

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

يقترب من نهايته

 

خليفة بن عبيد المشايخي

[email protected]

تتفرع أيامنا وهي تحمل في طياتها أحداثاً مختلفة، وتتنوع الأوقات وعادة ما تكون حبلى بالسراء والضراء، فدوام حال واحد مؤكد، أنه من المحال، ويوما عن يوم نقترب من فصول نهاية بقائنا على هذه الأرض، في وقت كان كثيرون يحدثون أنفسهم بالبقاء على أديمها وفوقها أكثر مما مكثوا وبقوا، متناسين أن ملفاتنا يُمكن أن تطوى في لحظة، وسجلاتنا يمكن أن تغلق بخيرها وشرها في وقت لم تتوقعه.

إننا نعيش اليوم هذا العام وقد أوشك على أن يودع ولم يبقَ من أيامه إلا القليل، فهذا القليل منه هل سنكون فيه أم سنكون من أعداد الموتى وأحد أرقامهم عليه.

في هذا العام حدثت الكثير من المآسي والمصائب والكوارث والأحداث، فمن منَّا كان يتوقع رحيل إسماعيل هنية الزعيم السياسي لحركة حماس، باغتياله مع حارسه الشخصي في العاصمة الإيرانية في 31 يوليو 2024، ومن كان يتوقع استشهاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر 2024، إثر غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت، جاءت بعد معلومات حصل عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي تُفيد باجتماع لقادة حزب الله هناك.

ومن كان يتوقع أنه في يوم الأربعاء الموافق 16 أكتوبر من عام 2024، سيقتل الجيش الإسرائيلي الزعيم السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس يحيى السنوار بعد تبادل لإطلاق نار في رفح، جنوب قطاع غزة.

وقبل كل هذا من كان يتوقع مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له في سقوط مروحيتهم بمنطقة جبلية في 19 مايو من هذا العام؟

كذلك في هذا العام من كان يتوقع هروب بشار الأسد ودخول سوريا في هكذا معترك وحراك سياسي.

وعلى المستوى الشخصي لم نكن نتوقع الرحيل المباغت لأخي الشاب اليافع الخطاط سعيد بن نصيب المطاعني فجر الثاني من ديسمبر الجاري، إثر حادث سير أليم أودى بحياته مباشرة، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

كل تلك الأحداث حدثت ولم نكن نتوقع حدوثها، فلله الأمر من قبل ومن بعد، والشاهد والمقصد من سرد هذه الأحداث، أنه كل منَّا لا يضمن نفسه ليعيش لحظات من عمره، وبالتالي يتوجب علينا أخذ الحيطة والحذر من هذا المارد وهو الموت، الذي يخطف الأرواح فجأة، دون سابق إنذار.

والحديث يقول من مر من عمره أربعين سنة في هذه الدنيا وخيره لم يسبق شره أو لم يكن خيره أكثر من شره، فليعد نفسه والعياذ بالله لنار جهنم، ومعلوم أن الإنسان إذا مات قامت قيامته.

إن الأعمال بخواتيمها وعلينا أن نحدث أنفسنا بأن تكون خواتيمنا حسنة، وان نكون أفضل من أي وقت مضى، وأكثر قربا من الله تعالى أكثر من أي وقت مضى، فو الله ما رأيناه أن الحزن على الميت، ساعات فقط، ومن ثم تبدأ الحياة تعود لأقربائه تدريجيا، فيضحكون ويأكلون ويشربون ويمرحون، ويتنازعون على الميراث وعلى من يسدد دينه ويوفي بوعده، ويكرمه بصدقات جارية وهو في قبره.

كل واحد بعد ذلك سينشغل بنفسه، وكل واحد سينسى رهبة الموت بعد ساعات من دفن ميته وكأن شيئاً لم يكن، لذا فتصحيح العلاقة مع ربنا أمر حتمي وضروري قبل أن نكون جثثاً هامدة، فبعد ذلك ليس هناك عمل صالح نقوم به، وإنما حساب وعقاب، فإما في الجنة مخلدين منعمين فيها وإما عكس ذلك أجارنا الله.

إن هذا العام الميلادي أوشك على أن يودع وتفصلنا عنه أيام، فلنسارع لنكون خير الناس أنفعهم للناس، ولنسارع لنسامح ونصفح ونجاهد أنفسنا على الثبات على الطاعة والصلاح والاستقامة، علينا أن نكون كالمطر ينقع أينما يقع، علينا أن نرحم ونعمل من أجل أنفسنا والناس الذين تولينا أمرهم، علينا التفكر في أداء الأمانات وحمل المسؤوليات بصدق ووفاء وإخلاص، فلا نظلم أحداً ولا نتسلط على أحد، ونحب للناس ما نحبه لأنفسنا، إذ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لغيره ما يحب لنفسه، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

علينا أن نعتبر ونتعظ من الموت الذي لا يفرق بين الصغير والكبير، فكم أؤلئك الذين فقدناهم وهم شباب يأملون أنفسهم بالعيش لسنوات وسنوات، وهاهم اليوم تحت التراب ميتين، وكل شيء بعدهم أصبح طبيعياً، فرجالهم ونساؤهم تزوجت، وبيوتهم سكنت وأموالهم وزعت، وخيراتهم تفرقت وهكذا، فليس ببعيد أن يكون التالي من المتوفين أنا أو أنت أو أنتِ، فالله نسأل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إقبال كبير على تجربة “على خطاه”.. واستقبال 300 ألف هذا العام

أعلن معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA)، أن الطلبات لتجربة “على خطاه” تجاوزت حاجز المليون، مؤكدًا أن التجربة ستنطلق بإذن الله في شهر نوفمبر المقبل. وكتب معاليه على حسابه في منصة “إكس”: “الطلبات الحمدلله مليونية لطريق الهجرة في تجربة على خطاه… نشوفكم إن شاء الله في نوفمبر”.

ورفع معاليه أسمى آيات الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على دعمه اللامحدود للمشروع، قائلاً: “خالص الدعاء والشكر لسمو سيدي ولي العهد القائد الملهم حفظه الله، ونعده إن شاء الله ببذل كل الجهود في مشروع طريق الهجرة (على خطاه) “.

كما أعرب عن تقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان، أمير منطقة المدينة المنورة، على متابعته ودعمه الكامل، ولصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، على دعمه المتواصل وحرصه على نجاح هذه التجربة الفريدة.

وأشار معاليه إلى الزخم الكبير الذي تشهده التجربة في دولة إندونيسيا الشقيقة، حيث عرض لاحقًا مقاطع توثق الإقبال الكثيف على التسجيل، مضيفًا أن تجارب مماثلة ستُطلق قريبًا في ماليزيا وتركيا والهند، ضمن استراتيجية التوسّع الدولي للمشروع الذي يُجسّد مسار الهجرة النبوية بطريقة تفاعلية وإنسانية غير مسبوقة.

وفي هذا السياق، كشف معاليه أن خطة هذا العام تتضمن استقبال 300 ألف زائر، ضمن تنظيم محكم يضمن جودة التجربة وسلامة الزوار، على أن يرتفع الرقم المستهدف بحلول عام 2030 إلى خمسة ملايين زائر سنويًا.

اقرأ أيضاًالمجتمعنائب أمير حائل يستقبل مدير فرع صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” بالمنطقة

ولضمان تجربة تنقل ميسّرة وآمنة على طول مسار الهجرة، أوضح معاليه أنه سيتم توفير باصات رباعية الدفع مخصصة لعبور التضاريس التي يتكون منها الدرب، بما يعزز من انسيابية الحركة ويمنح الزائرين تجربة مريحة.

كما أشار إلى أنه سيتم تمكين الزوار من الوصول إلى غار ثور في غضون ثلاث دقائق فقط، بدلاً من الرحلة الشاقة التي كانت تستغرق أكثر من ساعتين مشيًا على الأقدام، وذلك باستخدام وسائل نقل متقدمة تضمن الراحة والسلامة وتُثري التجربة.

ويُعد مشروع “على خطاه” من أبرز المبادرات التفاعلية التي تطلقها الهيئة العامة للترفيه، حيث يعيد إحياء مسار الهجرة النبوية من خلال تقنيات حديثة وتجارب واقعية تعزز من الارتباط بالقيم التاريخية والإنسانية العظيمة لسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ويهدف المشروع إلى إحياء مسار الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، عبر تجربة فريدة ومتكاملة تتيح للزوار التفاعل مع محطات الهجرة ومعانيها الروحية والتاريخية. ويهدف المشروع، إلى تعزيز الوعي بأهمية الهجرة النبوية في التاريخ الإسلامي، وتقديم تجربة غير مسبوقة تمزج بين الإثراء المعرفي والتقنيات الحديثة لخدمة الزوار من داخل المملكة وخارجها.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يقترب من كارثة كبيرة!
  • استطلاع لـ «رويترز» يتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.6% وتراجع التضخم لـ 7.3%
  • مرصد بيئي يتوقع عودة انتشار رائحة الكبريت في سماء بغداد اعتبارا من آب المقبل
  • دويتشه بنك يتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.8% وتخفيض سعر الفائدة 4%
  • بن غفير: كان علينا إرسال القنابل إلى غزة بدلًا من الطعام
  • إقبال كبير على تجربة “على خطاه”.. واستقبال 300 ألف هذا العام
  • القربي يفجر مفاجآت مدويةويكشف الكواليس : صالح توقع نهايته على يد الحوثيين.. وهادي ترك صنعاء تسقط دون مقاومة
  • إيتمار بن غفير منتقدا نتنياهو: كان علينا إرسال القنابل بدلا من المساعدات إلى غزة
  • نفى مساعي صالح التوريث لنجله.. القربي: صالح كان يتوقع مصيره على يد الحوثيين
  • بارو يتوقع تنديدا عربيا بحماس لحشد الاعتراف بالدولة الفلسطينية