الحاجة الى حكماء وليس (حكامات)
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
الحاجة الى حكماء وليس (حكامات)
حيدر المكاشفي
تشير كل الدلائل الماثلة الان من واقع ووقائع الحرب العبثية، أن البلاد ماضية الى مصير ومال كارثي، سيذهب بريحها ويفرقها أيدي سبأ، وما يضاعف الفجيعة ويدعو للأسى، أن الناس ازاء هذا الوضع المأساوي الذي ترزح تحته البلاد، منقسمون حول شأنها إلى فسطاطين، فسطاط يراهن على الحوار والتفاوض الذي سيفضي الى مايخرج بالبلاد إلى بر الأمان، وفسطاط آخر يقف على الضفة الأخرى من الأول ويرى في الحرب الخلاص، بينما تقف البلاد في مفترق طرق بين هذين الرأيين كمن (راح عليه الدرب) مثخنة بالجراح ومثقلة بالهموم والمشاكل، كلما حاولت الخروج من جحر ظهر أمامها جحر جديد، ظل هذا حالها منذ بداية الحرب وما تزال تحتاج إلى وصفة وطنية مخلصة تلملم أطرافها وتحلحل مشاكلها وتطبب جراحها، ولكنها ويا وجعي عليها لم تجد سوى النهج الذي يمثله ويجسده المثل الشعبي السيء (أكان غلبك سدها وسع قدها)، و(الرهيفة التنقد)، وما أبأسه وأسوأه من مثلٍ يدعو إلى الفوضى وإشعال البلاد بالفتن، ولا يعلم القادم إلا الله طالما كان ذلك هو الحال والنهج، كلما لاح في الافق حل قريب وسهل طمجها جماعة (بل بس) وزادوها استعصاء وتعقيدا، هكذا بدأت أزمة الحرب صغيرة وفي نطاق ضيق وكان حلها سهلا وفي متناول اليد، بحسب مقررات مفاوضات جدة الأولى، ووقتها لم يمض على الحرب سوى شهر أو أقل وكان نطاقها محصورا فقط في العاصمة الخرطوم، بيد أنها بفعل تأثيرات منهج (أكان غلبك سدها وسع قدها)، كبرت وتضخمت وانداحت لتشمل كل أرجاء البلاد، وتدولت وخرجت عن اليد وأصبحت في ذمة المجتمع الدولي وفي عصمة العواصم العالمية والإقليمية، وظلت تسوح من دولة إلى دولة وتهاجر من عاصمة إلى عاصمة وما تزال تراوح مكانها، وكل ذلك بفعل البلابسة والكيزان والفلول وقيادات الجيش الخاضعة لتأثيراتهم ومزايداتهم، وليس من تدبير شيطان رجيم من خارج البلاد، فحتى لو صحت هذه العبارة المنسوبة للخليفة عبد الله التعايشي التي قيل إنه أطلقها في ظروف مشابهة للتي تعايشها البلاد الآن حين تكاثرت عليه تمردات القبائل واشتعلت جذوة الفتن بدلاً من أن تشتعل حقول القمح والوعد والتمني، لا تكاد تنطفئ فتنة إلا لتشتعل أخرى، ولا تكاد تخبو حرب إلا لتندلع أخرى، فأطلق قولته المشهورة «البلد دي قطع شك مسكونة»، فلو صحَّ أنها مسكونة فهي للحقيقة لن تكون مسكونة بغير شياطين الإنس بالداخل وليس شواطين الجن
لسنا هنا في مقام البحث عن مشاجب لتعليق معاناة البلاد عليها، فما يهمنا هو البحث عن الحكمة الغائبة حتى الآن، الحكمة المطلوبة لحل أيما مشكلة أو قضية عن طريق التفاوض والتراضي وليس أي أسلوب غيرها، فتلك هي خبرة البشرية ودرس التاريخ وسنته الماضية، فلا أقل من أن نعتبر بها، ولهذا سنظل دعاة وئام وتلاق وطني، ولن نسعى بالفتنة مثل (الفاتيات والحكامات) ندعو لشحن النفوس وشحذ الأسلحة لمزيد من القتل والدمار على غرار (وسّع قدها) حتى يعم الخراب كل الأنحاء والأرجاء، فحاجة البلاد الآن إلى حكماء يطببون جراحها وليس (حكامات) يزيدون حريقها.
الوسومالخرطوم حكماء حكمات حيدر المكاشفي
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الخرطوم حكماء حكمات
إقرأ أيضاً:
عمرها 111 عام.. "الحاجة بدور" أكبر ناخبة تدلي بصوتها في انتخابات النواب بأسوان
لم يمنعها كبر سنها، من النزول للجنة الانتخابية، والإدلاء بصوتها في انتخابات مجلس النواب بمحافظة أسوان؛ الحاجة بدور حسن البالغة من العمر 111 عامًا، من مدينة البصيلية التابعة لدائرة الرابعة مركز إدفو بمحافظة أسوان؛ لفتت الأنظار بعد توجهها لمركز الاقتراع والادلاء بصوتها.
وحرص عدد من أفراد أسرتها على مرافقتها أثناء التوجه لمقر اللجنة الانتخابية لمساعدتها على الإدلاء بصوتها في انتخابات مجلس النواب.
وتعد الحاجه "بدور حسن" البالغة من العمر 111 سنة أكبر ناخبة تدلي بصوتها فى جولة إعادة انتخابات النواب على مستوى محافظة أسوان.
كما حرص أفراد أسرة الحاجه بدور حسن على إلتقاط الصور التذكارية برفقتها تزامنًا مع الأدلاء بصوتها في انتخابات نواب عام 2025، وهى تجلس على كرسي متحرك وابتسامتها ترتسم على وجهها.
وشهدت اللجان الانتخابية تكثيفات مشددة بواسطة القيادات الأمنية لتأمين اللجان الانتخابية والناخبين أثناء الإدلاء بأصواتهم فى انتخابات مجلس النواب.
جدير بالذكر أن تجرى أعادة انتخابات مجلس النواب لعام 2025 فى عدد 3 دوائر رئيسية داخل محافظة أسوان وهم:الدائرة الأولي أسوان، والثالثة نصر النوبة، والرابعة إدفو، وتشمل 151 لجنة انتخابية.
ويبلغ عدد المواطنين الذين يحق لهم التصويت فى الانتخابات على مستوى الـ3 دوائر الانتخابية: الدائرة الأولى بمركز أسوان عدد417851 ناخب فى 54 لجنة فرعية، الدائره الثالثة بنصر النوبة بإجمالى طاقة تصويتيه 81745ناخب فى43 لجنة فرعية، والدائره الرابعة بإدفو بإجمالى 337135ناخب داخل 55 لجنة فرعية.