سيرة أمير العمرى المُدهشة (1-3)
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
أنا واحد مَمن يُفضلون قراءة التاريخ من مسارات مُغايرة للمسار السياسى التقليدي، لذا فإن كُتب السير الذاتية للمُثقفين تُعد فى رأيى رافدا مُهما وحياديا للاطلال على تاريخنا المُعاصر. ومما كان لافتا ومشوقا فى الأيام الأخيرة، تلك السيرة العجيبة للناقد السينمائى الكبير أمير العمري، والتى صدرت مؤخرا عن دار نظر للمعارف بالقاهرة وحملت عنوان « الحياة كما عشتها».
وأمير العمرى واحد من أفضل النقاد السينمائيين العرب، إذ قضى نحو خمسة عقود مُتنقلا بين مهرجانات السينما العالمية، مُحللا، ومفككا، ومُطلعا، ومتابعا لحركات الفن العالمية، مُتخذا من العاصمة البريطانية لندن مستقرا.
وقد عرفناه صحفيا عتيدا فى كبرى وسائل الإعلام بدءا من هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سي» مرورا بالحياة اللندنية، والقدس العربي، وصحيفة العرب، وغيرها، فضلا عن رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى.
والمثير أن سيرته تتجاوز سيرة ناقد سينمائى لترصد تحولات كبرى فى عالم الصحافة والاعلام العربي، وتقدم حكايات مشوقة وحصرية عن شخصيات سياسية، وفنية، وإعلامية معروفة، تتسم بنبرة الصراحة التامة.
إن أول ما يلفت نظرنا فى حكاية الناقد المولود فى 1950 بمدينة المنصورة، هو ذلك التنوع العجيب الذى شكل شخصيته، بدءا من والده مهندس المساحة الوفدي، الذى تنقل من مدينة إلى مدينة ليتعرف على محيطات مجتمعية مختلفة، ودراسته العميقة للطب وتفوقه فيه ثم تعيينه طبيبا فى أقاصى الصعيد، وانتقاله لاحقا من قرية إلى قرية، وصولا إلى صداقاته وعلاقاته الوطيدة بالمثقفين والمبدعين ومجانين الكتابة فى مصر الستينات والسبعينات.
كانت المنصورة وقتها مميزة بوجود جالية أجنبية كبيرة يغلب عليها الطليان، الذين أسسوا دور سينما عديدة واهتموا بعرض أحدث الأفلام. وهُنا أحب الفتى الصغير، السينما وارتبط بها، وسعى للالتحاق بمعهد السينما بعد إتمامه الثانوية، لكن رضخ لرغبة والده وإلحاحه بدراسة الطب. كان يشعر بأنه يُسدد دينا لوالديه، وظل طوال سنوات الدراسة متعلقا بالسينما ومديرا لنادى ثقافى أسسه مع بعض الشباب لمتابعتها. وبعد أن جرب حظه فى العمل طبيبا فى أسيوط والقاهرة، ثم عمل طبيبا فى الجزائر بمدينة بسكرة، وجد أن مهنة الطب لا تُرضى طموحه، فغادرها تماما بعد وفاة والديه حيث رحلت أمه فى 1971، ووالده فى مطلع الثمانينات، وأنهى عمله بالجزائر وسافر إلى لندن ليبدأ حياة جديدة.
فى لندن كان هناك عالم جديد للصحافة والاعلام يتشكل مع تحولات السياسة العربية فى ذلك الوقت. كان ألمع عقول العالم العربى الفكرية يعملون فى صحف ممولة من العراق وليبيا والسعودية وغيرها، وتعرف أمير بكثير من النجوم اللامعين كان منهم عماد أديب، هالة سرحان، عمرو عبد السميع، أمجد ناصر، صبرى حافظ، عثمان عمير، منى غباشي، أحمد الهوني، مجدى نصيف، وجميل مروة، وغيرهم.
وهو يقدم لنا حكايات عجيبة جدا عن هؤلاء وغيرهم ممن شهد بداياتهم وهم مفلسون، حالمون، أنقياء، ثُم تحولوا فى زحام لندن وسحرها إلى ملوك وسماسرة ومليارديرات. يتذكر أمير جيدا وجه الشاب الطموح الذى طُرد من إحدى مجلات «الحياة اللندنية» لاتهامه بمخالفات مالية، ثُم رآه بعد سنوات معروفا بالملياردير إيهاب طلعت.
كما يتذكر كيف كان هناك صحفى فلسطينى متواضع الحال، ومتخصص فى الصحافة الرياضية واسمه عبد البارى عطوان، تعرض للبطالة فجأة بعد استغناء الشرق الأوسط عنه، وظل شهورا بلا عمل حتى عرف باعتزام منظمة التحرير الفلسطينية اصدار صحيفة فى لندن، فساق كل علاقاته توسطا ليتولى إدارتها. ثم يذكر كيف قرر الناشر الفلسطينى إقالة عبد البارى عطوان بسبب موقف الصحيفة المناصر لصدام حسين خلال احتلاله الكويت، لكن «عطوان» تمكن بفضل تهديد عدد من أنصاره بالانسحاب من العودة مرة أخرى، وظل فى موقعه حنى 2013.
وللحكايات بقية..
والله أعلم
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصطفى عبيد قراءة التاريخ أمير العمري
إقرأ أيضاً:
محافظ أسوان: لا تهاون في الحفاظ على أراضي الدولة والتصدى بحزم لكافة التعديات
أكد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان على عدم التهاون مطلقاً فى الحفاظ على أراضى الدولة ، والتصدى بحزم لكافة المخالفات والتعديات تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وناشد أصحاب طلبات التقنين بإستثمار الفرصة الحالية من خلال الإسراع لنهو إجراءات سداد المقدمات المالية للتعاقدات ، والأقساط المتأخرة عليهم وذلك لتجنب التعرض لتحرير محاضر جنائية ، والإحالة للنيابة العسكرية ، مع سحب قطع الأراضى أو إلغاء التعاقد ، وإدراجها فى حملات إزالة التعديات على أراضى الدولة.
جاء ذلك أثناء اجتماع المجلس التنفيذى برئاسة محافظ أسوان ، والذى وجه إلى عقد إجتماع لرؤساء المراكز والمدن والتخطيط العمرانى لعرض الآلية والأسلوب الجديد الذى يتم إتباعه فى إستراداد الأراضى من غير الجادين فى إنهاء ملفات التقنين ، وهو ما بدأ تنفيذه على أرض الواقع داخل مركز أسوان من خلال تقسيم الأماكن المستهدفة لإزالة مختلف المخالفات والتعديات بها .
إزالة التعدياتوأكد المحافظ بأنه يتم عقد لقاءات دورية للمحافظ ، وجميع المختصين مع الفريق أسامة عسكر مستشار رئيس الجمهورية للوقوف على أخر المستجدات والتحفيز والتشجيع للمواطنين لنهو ملفاتهم فى أسرع وقت .
فيما قدم اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان للجهود الوطنية التى تبذلها الجمعيات الأهلية ومؤسسات الخير لإضفاء أجواء الفرحة والسعادة والبهجة على الأسر الأكثر إحتياجاً ، وخاصة فى المناسبات والأعياد المختلفة كعيد الأضحى المبارك ، وهو الذى يأتى متواكباً مع الخدمات التى تقدمها مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى " حياة كريمة " داخل القرى والنجوع للتخفيف عن كاهل البسطاء ، وتحسين مستوى المعيشة لهم .
وأشاد المحافظ بالدعم المستمر التى تقدمه جمعية الأورمان فى كافة المجالات لمساندة الجهود الحكومية والتنفيذية ، وبالتالى تحقيق الدعم المجتمعى الذى يصب فى صالح المواطن الأسوانى.
ومن جانبه أوضح جابر محمد مدير فرع جمعية الأورمان بأنه فى ظل التعاون المثمر والبناء مع أجهزة المحافظة ، وبرعاية كريمة من محافظ أسوان ستقوم الجمعية بذبح 30 عجل بلدى خلال أيام عيد الأضحى المبارك لتوزيعها على محدودى الدخل والأرامل والمطلقات وذوى الإحتياجات الخاصة .