نتنياهو يعمق أزمته مع الأمن الإسرائيلي.. هل يستغل الإخفاقات لتصفية معارضيه؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
تشهد الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل اضطرابات متزايدة مع استمرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في اتخاذ قرارات مثيرة للجدل تستهدف قيادات الأجهزة الأمنية.
وتأتي هذه التحركات وسط اتهامات موجهة إليه باستغلال الإخفاقات العسكرية والأمنية خلال حرب غزة التي اندلعت في أكتوبر 2023 كذريعة للتخلص من معارضيه.
بدأت الأزمة بإقالة وزير الدفاع يوآف جالانت في نوفمبر 2023 بعد انتقادات وجهها لإدارة نتنياهو لحرب غزة. هذه الخطوة اعتبرها مراقبون تحركًا متعمدًا لتصفية معارضيه داخل الحكومة. تلتها ضغوطات على رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، المكلف بالتحقيق في الإخفاقات الأمنية المتعلقة بهجوم حماس المفاجئ، مما يعكس استراتيجية نتنياهو لإلقاء اللوم على القيادات الأمنية لتجنب المساءلة السياسية.
وفي نهاية نوفمبر 2023، ألمح هرتسي هاليفي إلى عزمه الاستقالة بعد انتهاء التحقيقات المتعلقة بحرب غزة والخسائر الناتجة عن الهجوم على لبنان. إلا أن هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا، حيث تعرض لضغوط مكثفة لمنعه من الاستقالة، بهدف عدم تمكين نتنياهو من تعيين رئيس أركان جديد يتماشى مع سياساته.
وفقًا لتقارير صحيفة “هآرتس”، نفّذ هاليفي العديد من أوامر نتنياهو خلال الحرب تحت ضغط، ليُحمَّل بعدها مسؤولية الإخفاقات. يُعتقد أن هذه السياسة تهدف إلى تقويض معارضي نتنياهو وتعزيز سلطته لتحقيق أجندته التوسعية.
بين الحقائق والضغوطنشب خلاف بين نتنياهو وهاليفي بعد إعلان الأخير تشكيل لجنة تحقيق داخلية لتقييم إخفاقات 7 أكتوبر. أثار التقرير المحايد الذي قدمه هاليفي انتقادات حادة لنتنياهو، مما دفع الأخير لمحاولة وقف التحقيق. إلا أن المستشارة القضائية للحكومة أكدت قانونية تحقيق هاليفي واعتبرته التزامًا بمبادئ الجيش الإسرائيلي.
تقرير التحقيق أشار إلى قصور كبير في التنبؤ بهجوم حماس، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 3000 إسرائيلي وأسر 251 آخرين، إضافة إلى تدمير مواقع عسكرية حساسة. مع ذلك، رفض نتنياهو تحمل المسؤولية السياسية عن الإخفاقات وركّز على إلقاء اللوم على الجيش والمخابرات.
وضمن سلسلة الإجراءات المثيرة للجدل، أمر وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس بتعليق الترقيات العسكرية حتى انتهاء التحقيقات في يناير 2025. يُظهر هذا القرار تدخل القيادة السياسية المباشر في شؤون الجيش، مما يعكس هيمنة نتنياهو على القرارات الاستراتيجية.
وتحركات نتنياهو لإقالة معارضيه داخل الأجهزة الأمنية تثير مخاوف بشأن مستقبله السياسي. فبينما يستغل الإخفاقات الأمنية لتبرير قراراته، يواجه انتقادات داخلية متزايدة واحتجاجات شعبية تدعو لاستقالته. امتناعه عن تشكيل لجنة تحقيق رسمية يؤكد مخاوفه من المساءلة القانونية، خصوصًا في ظل تدني شعبيته داخل المجتمع الإسرائيلي.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن نتنياهو يسعى لتصفية معارضيه داخل الأجهزة الأمنية لتعزيز قبضته على السلطة. ومع اقتراب عام 2025، يبقى السؤال: هل تنجح استراتيجياته في تحييد خصومه، أم أن الاحتجاجات الشعبية والضغوط الداخلية ستؤدي إلى إضعاف سلطته؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل نتنياهو جالانت هاليفي المزيد
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين اثنين في جنوب قطاع غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، عن مقتل جنديين اثنين في جنوب قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد القتلى من الضباط والجنود في صفوفه إلى نحو 900، وذلك منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل كل من الرقيب إينون نوريئيل 20 عاما والنقيب أمير سعد 22 عاما من لواء غولاني في معركة جنوب قطاع غزة، مشيرا إلى إصابة جندي ثالث.
وأوضح أن الجنديين قتلا وأصيب الثالث جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارة تابعة للقوة كان يستقلونها في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الحادثة وقعت حوالي الساعة السادسة والنصف مساء أمس السبت، في خان يونس، عندما كان الثلاثة داخل سيارة هندسية.
وفي تلك الأثناء، خرج مسلح واحد على الأقل من بئر قريب وقام بلصق عبوة ناسفة على سيارة تابعة لوحدة الهندسة، والتي انفجرت، ما أدى إلى مقتل وإصابة الجنود الثلاثة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس السبت مقتل أحد جنوده متأثرا بجراحه التي أصيب بها الأسبوع الماضي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه بهذه الحوادث يرتفع عدد القتلى في صفوفه منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023 إلى 898 قتيلا، بين ضابط وجندي.