لم يتسبب الإعصار تشيدو في تدمير البنية التحتية الهشة في مايوت فحسب، بل كشف أيضًا عن التوترات عميقة الجذور بين السكان المحليين وأعداد المهاجرين الكبيرة فيها.
وتحمل آلاف الأشخاص الذين دخلوا الجزيرة بشكل غير قانوني وطأة العاصفة التي ضربت أرخبيل المحيط الهندي.
أخبار متعلقة ليس إعصار شيدو وحده.. الجفاف وسوء التغذية يضربان مايوت الفرنسيةحصيلة صادمة.

. توقعات بارتفاع عدد قتلى إعصار "تشيدو" في فرنساصور| ساعات حرجة للبحث عن ناجين بعد إعصار شيدو في مايوت الفرنسيةوقالت السلطات في مايوت، أفقر أقاليم فرنسا، إن كثيرين تجنبوا الملاجئ الطارئة خوفا من الترحيل، مما جعلهم، وأحياء الصفيح التي يعيشون فيها، أكثر عرضة لدمار الإعصار. مع ذلك، فإن بعض السكان المقيمين بشكل قانوني المحبطين اتهموا الحكومة بتوجيه الموارد الشحيحة إلى المهاجرين على حسابهم.
قالت فاطمة، أمس السبت، وهي أم لخمسة أطفال تبلغ من العمر 46 عامًا وتعاني أسرتها من صعوبة العثور على مياه نظيفة منذ العاصفة: "لم أعد أحتمل الأمر، فمجرد الحصول على الماء أصبح أمرا معقدا".
وأضافت فاطمة، التي لم تذكر سوى اسمها الأول لأن عائلتها معروفة محليًا، أن "الجزيرة لا تستطيع دعم الأشخاص الذين يعيشون فيها، ناهيك عن السماح بوصول المزيد منهم".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } التدمير في إقليم مايوت الفرنسي بعد إعصار شيدو- أ ف بجزيرة مايوت
يشار إلى أن جزيرة مايوت، وهي إقليم فرنسي، يقع بين مدغشقر وقارة أفريقيا، ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 320 ألف نسمة، من بينهم ما يقدر بـ 100 ألف مهاجر، معظمهم قدموا من جزر القمر القريبة، والتي لا تبعد سوى 70 كيلومترا (43 ميلا).
وأصبحت الخدمات العامة الهشة في الجزيرة، المصممة لعدد سكان أقل بكثير، مثقلة بالأعباء.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال خلال زيارته هذا الأسبوع: "لا يمكن حل مشاكل مايوت دون معالجة الهجرة غير الشرعية"، معترفا بالصعوبات التي يفرضها النمو السكاني السريع في الجزيرة.
وأضاف أنه "رغم استثمارات الدولة إلا أن ضغوط المهاجرين جعلت كل شيء ينفجر". وزاد الإعصار من تفاقم مشاكل الجزيرة بعد أن دمر منازل ومدارس ومنشآت بنية تحتية رغم أن حصيلة الوفيات الرسمية تظل عند 35 قتيلا، فإن السلطات تقول إن أي تقديرات ربما تكون أقل بكثير من الحصيلة الحقيقية، مع وجود مخاوف من أن يكون المئات وربما الآلاف قد لقوا حتفهم. وفي الوقت ذاته، ارتفع عدد المصابين بجروح خطيرة إلى 78 مصابًا.
وتشكل أحياء الصفيح الخاصة بالمهاجرين، والمعروفة باسم "بانجاس"، مشكلة منذ فترة طويلة في مايوت.إعادة البناء
قال ماكرون: "هل يمكننا حل مشكلة أحياء الصفيح اليوم؟ الجواب هو لا. وسنتعامل معها خلال مرحلة تثبيت الاستقرار وإعادة البناء." ولدى معظم المهاجرين روابط عائلية في مايوت ويتحدثون نفس اللغة.
وهم يسعون إلى حياة أفضل في الجزيرة بدلا من السعي إلى الوصول إلى القارة الأوروبية. وبالنسبة للكثيرين، مثل نازكا أنطواني، وهي مواطنة من جزر القمر تعيش في مايوت منذ عقد من الزمان، فقد أثار الإعصار مخاوف بشأن التهجير.
هذه المخاوف ليست بلا أساس. ففي العام الماضي، أطلقت فرنسا عملية وامبوشو، وهي حملة مثيرة للجدل لهدم أحياء الصفيح وترحيل المهاجرين غير المسجلين. وألمح ماكرون إلى إمكانية استئناف سياسات مماثله، لكنه شدد على أن جهود إعادة الإعمار ستكون لها الأولوية.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: فرنسا إعصار تشيدو كوارث طبيعية عاصفة المحيط الهندي مايوت الفرنسية فی مایوت

إقرأ أيضاً:

الأسوأ منذ 160 عامًا.. فيضان غير مسبوق يهدد روسيا من جديد| ما القصة؟

تشهد مدينة سانت بطرسبرج، ثاني أكبر مدن روسيا، ومحيطها في إقليم لينينغراد، حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة، بعد أن ضربتها عاصفة عنيفة أعقبها إعصار شديد، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة التأهب القصوى، وسط تحذيرات من فيضان قد يكون الأسوأ منذ أكثر من 160 عامًا.

أعاصير في عز الصيف| أستاذ استشعار عن بعد يكشف مفاجأة مدوية وتحذير عاجلعاصفة من الفئة الرابع.. لماذا اشتد إعصار إريك بسرعة؟فيضان غير مسبوق يهدد من جديد

وقالت هيئة الأرصاد الجوية الروسية، إن سرعة الرياح تجاوزت 25 مترًا في الثانية، ما أدى إلى ارتفاع كبير في منسوب مياه نهر نيفا، مسجلة 95 سنتيمترًا فوق المعدل المرجعي، مع توقعات ببلوغها 120 سنتيمترًا خلال الساعات المقبلة، بينما يبلغ الحد الحرج 160 سنتيمترًا.

إغلاق بوابات الحماية في سد خليج فنلندا

وفي سابقة هي الأولى من نوعها خلال موسم الصيف، أعلنت السلطات إغلاق بوابات الحماية في سد خليج فنلندا، بهدف الحد من تفاقم الفيضانات. 

وأوضح إيغور بوليشتشوك، نائب المدير العام لتشغيل السد، أن هذه الخطوة غير اعتيادية، إذ لم تشهد المدينة مثل هذه الإجراءات في يوليو منذ عام 1865، حين سجل الفيضان الأشهر في تاريخ المنطقة.

أضرار مادية وتحذيرات مستمرة

العاصفة القوية أدت إلى أضرار واسعة، حيث سُجّلت فيضانات جزئية وانقطاعات في التيار الكهربائي بعدد من الأحياء. 

وأفادت وزارة الطوارئ الروسية بإصابة خمسة أشخاص جراء انهيار أشجار على الطرق، إضافة إلى تضرر ثماني مركبات، دون تسجيل أي حالات وفاة حتى الآن.

وفي مدينة "أومسك"، ضربت عاصفة مماثلة المنطقة، أسفرت عن إصابة امرأة بعد انهيار شرفة سكنية فوقها، وسط استمرار التحذيرات من الرياح العاتية.

آثار مرئية وتحذير بالإنذار الأصفر

مقاطع مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت آثار الدمار الذي خلفته العاصفة، بما في ذلك غمر حديقة عامة وموقف سيارات قرب أحد الشواطئ. 

ورغم ذلك، لم تُسجل أي خسائر بشرية نتيجة غمر المياه حتى اللحظة.

وأبقت السلطات الروسية على نظام الإنذار الجوي "الأصفر" ساريًا حتى 5 يوليو، داعية المواطنين إلى الالتزام بتعليمات السلامة والابتعاد عن المناطق الساحلية والمنخفضة. 

طباعة شارك روسيا حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة إعصار شديد حالة التأهب القصوى هيئة الأرصاد الجوية الروسية سد خليج فنلندا

مقالات مشابهة

  • الإعصار داناس.. فيضانات وانزلاقات وإجلاء الآلاف في تايوان
  • إعصار داناس يجتاح تايوان.. وإجلاء آلاف السكان
  • كومار: قمة بريكس حاسمة في ظل التوترات السياسية والاقتصادية الراهنة
  • بارين ميونيخ يكشف تفاصيل الإصابة الخطيرة التي تعرض لها موسيالا أمام سان جيرمان
  • تايوان توسع تحذيرها من إعصار داناس
  • الأسوأ منذ 160 عامًا.. فيضان غير مسبوق يهدد روسيا من جديد| ما القصة؟
  • إيران تعيد فتح مطاراتها بعد التوترات الأمنية
  • هاري كاين إعصار يهدد طموحات سان جيرمان
  • «الإعصار» يهدد سان جيرمان في «مونديال الأندية»!
  • التوترات الإقليمية تؤثر سلبا على القطاع الخاص بدبي في يونيو الماضي