مصر.. أرض الفرص للمشروعات الناشئة في أفريقيا
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
تُعد المشروعات الناشئة إحدى الدعائم الرئيسية لأي اقتصاد يسعى للنمو والازدهار، فهي ليست مجرد أفكار صغيرة تتحول إلى أعمال، بل هي محركات حقيقية للتغيير الاقتصادي، ويتجلى دور الحكومات والمؤسسات في توفير البيئة المناسبة لنمو هذه المشروعات، لتصبح جزءًا فاعلًا في تحقيق الأهداف الاقتصادية الكبرى.
أظهرت بيانات إحصائية، أن دول مصر وكينيا و نيجيريا وجنوب إفريقيا، حلت، كالمعتاد، في المراكز الأولى كأهم مقاصد تمويلات المشروعات الناشئة في قارة أفريقيا بنهاية 2024 .
وأفادت بيانات "منصة إفريقيا: الصفقة الكبرى" - التي ترصد الاستثمارات المتدفقة على المشروعات الناشئة وقطاع المشروعات المشتركة في إفريقيا - بأن هذا العام شهد ازدياداً بواقع 50 مليون دولار أو أكثر، جرى استثمارها في مشروعات ناشئة في عدة دول إفريقية.
وقدرت البيانات حجم الاستثمارات الأجنبية المتدفقة للمشروعات الناشئة في القارة الإفريقية، خلال العام الجاري، بنحو 2.2 مليار دولار، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بلغت قيمة المشروعات الناشئة في كينيا 437 مليون دولار.
وجرى الكشف عن صفقتين أخيرتين بمليارات الدولارات، بواسطة "مونيبوينت" النيجيرية، و"تايمي" الجنوب إفريقية؛ وهو ما أشاع روح من التفاؤل في انتعاش سوق تمويل المشروعات الناشئة في القارة مع نهاية العام.
حصدت مصر جهود سنوات من الارتقاء بمجالات قوتها الناعمة، حيث سعت على مدار سنوات لتعزيز هذه القوة بالتزامن مع جهودها الإصلاحية المتواصلة فى شتى المجالات على مدار 8 سنوات، من أجل استدامة التنمية وترسيخ قوة عناصرها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويأتى الإعلام المصرى فى مقدمة الأدوات التى منحت مصر مسببات الحصول على مكانة متميزة بمؤشرات القوة الناعمة.
وبشهادة مؤشر القوة الناعمة العالمي الصادر عن شركة الاستشارات العالمية "براند فاينانس"، فإن مصر تصدرت قائمة أكثر 10 دول أفريقية ذات التأثير الأكبر من حيث القوة الناعمة في العالم للعام 2024، وفقًا ما يعكس مكانتها المميزة وتأثيرها الإيجابي وسمعتها الطيبة بين الدول.
ويعتمد المؤشر على استطلاع رأي كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 بشأن تصنيفات الدول ومدى تمتعها بالمقاييس المطلوبة حتى تدرج على القائمة.وأوضح موقع "بيزنس إنسايدر أفريكا" المتخصص في التقارير الأفريقية أن مصر حصلت على نتيجة 44.9 درجة على المؤشر الذي يقيس ثماني ركائز أساسية من بينها، الأعمال والتجارة، والعلاقات الدولية، والتعليم والعلوم، والثقافة والتراث، والحوكمة، والإعلام والاتصالات، والمستقبل المستدام.
من جانبه، قال محي عبد السلام، الخبير الاقتصادي، إن تنمية المشروعات الناشئة تُعد ركيزة أساسية لتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، فالمشروعات الناشئة تسهم بشكل مباشر في خلق فرص عمل جديدة، مما يساعد في خفض معدلات البطالة، إلى جانب دورها في تحفيز الابتكار وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف عبد السلام لـ صدى البلد، أن هذه المشروعات تمثل قوة دافعة لتوسيع قاعدة الاقتصاد، حيث تفتح مجالات استثمارية جديدة وتعمل على تحقيق التنوع الاقتصادي، مشيراً إلى أن دعم المشروعات الناشئة يُعزز من تنافسية السوق المحلي، ويمهد الطريق أمام الشركات الناشئة للتوسع محليًا ودوليًا، مما يرفع من كفاءة الاقتصاد ككل.
وأكد عبد السلام على أهمية توفير بيئة داعمة لهذه المشروعات، من خلال تقليل البيروقراطية، وتسهيل الإجراءات، وتوفير التوجيه والتمويل اللازمين، والاستثمار في تنمية المشروعات الناشئة لا يحقق مكاسب اقتصادية فقط، بل يساهم أيضًا في تحقيق رؤية تنموية طويلة الأمد، تعكس طموحات المجتمع في الابتكار والاستدامة.
وكان أعلن البنك المركزي المصري أن معدلات نمو الشمول المالي للشباب «الفئة العمرية من 16 إلى 35 سنة» قد بلغت نحو 48.5% خلال الفترة من 2020 وحتى 2023، لتصل إلى 18.8 مليون شاب من إجمالي 36.6 مليون شاب، وبنسبة تصل إلى 51.5%.
وذكر البنك المركزي - في تقرير حول المؤشرات الرئيسية للشمول المالي لعام 2023، أن نسبة المواطنين في الفئة العمرية 16 سنة فأكثر، الذين يمتلكون حسابات تمكنهم من إجراء معاملات مالية - سواء في البنوك، البريد المصري، محافظ الهاتف المحمول، البطاقات مسبقة الدفع قفزت إلى نحو 70.7% من إجمالي 66.4 مليون مواطن.
وعلى صعيد الشمول المالي للمرأة، أظهرت المؤشرات حدوث طفرة في عدد السيدات اللاتي يمتلكن حسابات مالية، حيث بلغ عددهن 20.3 مليون سيدة في ديسمبر 2023 من إجمالي 32.3 مليون سيدة بمعدل نمو بلغ 244% مقارنة بعام 2016 لتصل نسبة الشمول المالي إلى 62.7%.
وأشار إلى أن إجمالي عدد السيدات اللاتي يمتلكن محافظ هاتف محمول بلغ 4.5 مليون سيدة مقابل نحو 10.1 مليون ذكر فيما بلغ عدد السيدات اللاتي يمتلكن بطاقات مسبقة الدفع نحو 6 ملايين سيدة مقابل 9.8 مليون ذكر، وبلغ عدد الإناث اللاتي يمتلكن حسابات في البنوك والبريد نحو 20.1 مليون سيدة مقابل 24.7 مليون ذكر.
وكان أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً حول "الشركات الناشئة" تناول من خلاله تعريف الشركات الناشئة، ودورة حياتها، وأفضل الشركات الناشئة على المستوى العالمي وكذلك في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استعراض دور هذه الشركات في دفع النمو الاقتصادى المستدام.
أشار التحليل إلى أن الشركات الناشئة أصبحت جزءًا حيويًّا في الاقتصاد العالمي، نظرًا لإسهامها الكبير في خلق فرص العمل والتحفيز على الابتكار. وقد ظهرت الشركات الناشئة في القرنين الـ 18 والـ 19ميلاديًّا لأول مرة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ثمانينيات القرن الـ 20 بدأ يتبلور مفهوم الشركات الناشئة، فقد تأسس عدد من الشركات الناشئة وقتها منها Apple، وMicrosoft، وGenentech، وقد أسهم نجاح تلك الشركات في تحفيز الشركات الأخرى لبدء نشاطها التجاري الخاص بها.
عرف التحليل الشركات الناشئة بأنها شركات في مراحلها الأولى من نشاطها التجاري، يتم تأسيسها بواسطة شخص واحد أو أكثر من رواد الأعمال الراغبين في تطوير أو تقديم منتج جديد أو خدمة لعملاء في السوق، وأشار إلى أن تمويل تلك الشركات يتم من خلال المستثمرين، كما تمر الشركات الناشئة -عند تأسيسها- بعدة مراحل؛ منها إلزامية التحقق من فكرة الشركة قبل الاتفاق عليها، ووضع هيكل نهائي يوضح كيفية تنفيذ الفكرة بداية من تأسيس الشركة ووصولًا إلى تحقيق الربح منها، إلى جانب وضع خطة عمل تتضمن شرحا تفصيليا عن نشاطات الشركة والمهام الوظيفية لكل إدارة بالشركة، وتحويل الفكرة إلى علامة تجارية لإعطاء هوية واضحة للمشروع، ثم تسجيل الشركة في المصالح الحكومية لضمان حقوق ملكيتها وتيسير عملها في السوق، ثم الوصول لأصعب وأهم مرحلة في جميع مراحل الإنشاء، وهي البحث عن تمويل آمن، حيث يؤثر نجاح تلك المرحلة على نجاح المشروع بأكمله، وتتم تلك المرحلة من خلال اختيار الممول المناسب والتواصل معه بأفضل الوسائل، وأخيرًا تبدأ الشركة نشاطها الحقيقي بعد الحصول على التمويل المناسب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد المشروعات الناشئة الشرکات الناشئة الناشئة فی ملیون سیدة من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
الاتحاد يكشف دور التأمين في تغطية المخاطر الناشئة عن تكنولوجيا الزراعة الذكية
تشهد الزراعة الحديثة تحولًا جذريًا بفضل تبني تكنولوجيا الزراعة الذكية، التي تستخدم البيانات وتحليلات المعلومات لتعزيز الإنتاجية والممارسات المستدامة.
وتهدف هذه التقنيات إلى تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، والطائرات بدون طيار، والاستشعار عن بُعد، والتكنولوجيات الزراعية الدقيقة.
وتسهم التكنولوجيا الحديثة في مكافحة التغير المناخي وتأثيراته السلبية على الزراعة من خلال تطوير نظم زراعية مستدامة تعتمد على الزراعة العمودية والزراعة المائية، كما تتيح هذه التكنولوجيا إنتاج المحصول في بيئات متحكم بها، مما يقلل الاعتماد على الأرض الزراعية التقليدية.
وتتضمن حلول التكنولوجيا الحديثة أدوات مثل الزراعة الذكية، التي تُستغل فيها البيانات التنبؤية لتخصيص الممارسات الزراعية لتحقيق أفضل النتائج، وتعزز تكنولوجيا الزراعة الحديثة من معايير الأمن والصحة الغذائية، حيث يمكن تتبع المنتجات الزراعية باستخدام تقنيات البلوكتشين، الأمر الذي يضمن أمانها منذ مرحلة الإنتاج وحتى وصولها للمستهلك.
وأظهرت الدراسات أن هذه الابتكارات تؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتقليل الفاقد الزراعي، مما يسهم في تأمين الغذاء لعدد كبير من السكان عالمياً، وتبرز أهمية هذه التكنولوجيا كعامل رئيسي في تحقيق التوازن بين التغذية السليمة والممارسات الزراعية المستدامة، بالإضافة إلى قدرة المزارعين على التكيف مع التحديات البيئية والاقتصادية.
و تتمثل أهمية التأمين في ضمان استمرارية العوائد الاقتصادية وتقليل الخسائر المحتملة الناتجة عن الأعطال التكنولوجية، والتهديدات السيبرانية، والتغيرات المناخية.
ويأتي دور التأمين في توفير التغطيات التأمينية المناسبة لمواجهة المخاطر المتزايدة مثل الفيضانات، والآفات، والأعطال التكنولوجية.
وفي هذا السياق، يتطلب الأمر التنسيق بين المزارعين، وشركات التأمين، وشركات التكنولوجيا لضمان تصميم حلول تأمينية ملائمة تعكس الطبيعة الديناميكية للزراعة الذكية وتقديم حلول مستدامة للتحديات التي قد تواجه المزارع.
وتساعد هذه الديناميكية في تحقيق توازن بين تحقيق أقصى استفادة من التقنيات الحديثة وضمان الحفاظ على الموارد الطبيعية والسيطرة على التقلبات الاقتصادية.
بناءً على هذه المخاطر، أصبح من الضروري دراسة كيفية تصميم حلول تأمينية للمزارع الذكية لتعويض المزارعين عن الأضرار الناتجة عن هذه المخاطر.
عرف اتحاد شركات التأمين المصرية في نشرته الأسبوعية «الزراعة الذكية» على أنها أنظمة زراعية متكاملة تُستخدم فيها تقنيات حديثة لتعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي وتحقيق استدامة بيئية واقتصادية. و تعتمد هذه المزارع على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، لتمكين المزارعين من مراقبة وتحليل الظروف البيئية ونمو المحاصيل بشكل دقيق، يساهم هذا التوجه في تحسين الإنتاجية الزراعية، تقليل الفاقد، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية في السوق العالمية.
وذكر الاتحاد أن إحدى السمات البارزة للزراعة الذكية هي الاستخدام المكثف للأنظمة التلقائية التي تضمن التكيف السريع مع المتغيرات البيئية.
الاتحاد يستعرض مجالات تطبيق الزراعة الذكية على النحو التالي:
- الري الذكي
- الزراعة الدقيقة
- الصوبات الزراعية الذكية.
- الإدارة الذكية للماشية.
- الزراعة العمودية.
- الروبوتات الزراعية.
- تحليل البيانات والتنبؤ بالمحاصيل.
- سلاسل التوريد الذكية.
- أنظمة الاستشعار البيئي.
- الزراعة بدون تربة.
المخاطر الناشئة عن الزراعة الذكيةتشهد الزراعة الذكية Smart Agriculture تطوراً سريعاً مع الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا الحديثة، لكنها تواجه في المقابل مجموعة من المخاطر التي تتطلب فهمًا دقيقًا وإدارة فعالة، خاصة فيما يتعلق بتوفير تغطيات التأمين المناسبة لهذه المخاطر وفيما يلي عرض لأبرز هذه المخاطر:
وعن التغطيات التأمينية للمخاطر الناشئة عن الزراعة الذكية، أوضحت نشرة اتحاد التأمين أنها كالتالي:
تأمين المعدات التكنولوجية، وتشمل الأجهزة الذكية مثل: أجهزة استشعار رطوبة التربة -الطائرات دون طيار المستخدمة في رش المبيدات أو المراقبة - أنظمة الري الذكية - الروبوتات الزراعية Agricultural Robots
المخاطر المغطاة، ومنها الأضرار المادية (كسر، عطل فني، حرائق)، السرقة أو التخريب، والأعطال الناتجة عن أخطاء برمجية.
تأمين المحاصيل القائم على المؤشر، حيث يُعوَّض المزارع تلقائيًا إذا تجاوز مؤشر معين (مثل مستوى الجفاف أو الأمطار).
التأمين ضد المخاطر السيبرانية، وتتمثل في تغطية اختراق البيانات (مثل سرقة معلومات التربة أو المحاصيل)، هجمات الفدية (Ransomware) التي قد تعطل أنظمة الري أو التتبع، توقف الأنظمة بسبب ثغرات أمنية.
تأمين انقطاع الأعمال، وتتضمن تغطية الخسائر الناتجة عن تعطل الأنظمة التكنولوجية (مثل فشل برامج إدارة المحاصيل)، وتوقف الإنتاج بسبب اختراق أنظمة IoT
اقرأ أيضاًشروط الترشح لمجلس النواب 2025.. 30 ألف جنيه تأمين للفردي
قبل قرار البنك المركزي.. تكلفة التأمين على دين مصر السيادي تواصل الانخفاض
اتحاد شركات التأمين المصرية ينظم المؤتمر الرابع للتأمين متناهي الصغر