موسكو "وكالات": أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان الجمعة، أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت ودمرت 13 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل فوق أراضي عدة مناطق.

وقال البيان: "خلال الليلة الماضية، دمرت أنظمة الدفاع خمس طائرات مسيرة فوق أراضي منطقة بريانسك، وثلاث فوق أراضي منطقة كورسك، واثنتان فوق كل من أراضي منطقتي بيلجورود وتولا وواحدة فوق أراضي منطقة أستراخان"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.

ويأتي الهجوم الأوكراني بعد موجة كبيرة من الهجمات الروسية الأربعاء أسفرت عن انقطاع الكهرباء عن عدة مناطق في أوكرانيا، حسبما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

مسيرات أوكرانية تهاجم غروزني

أعلن رئيس هيئة الطيران المدني الروسية الجمعة أن مدينة غروزني كانت تتعرض لهجمات بطائرات مسيّرة أطلقتها أوكرانيا، أثناء محاولة هبوط طائرة عائدة للخطوط الجوية الأذربيجانية تحطمت لاحقا في كازاخستان الأربعاء.

وأكد المسؤول الروسي أن أجواء العاصمة الشيشانية شهدت ضبابا كثيفا و"الظروف حول المطار في ذاك اليوم وتلك الساعات كانت بالغة التعقيد".

وقال دميتري يادروف عبر تلغرام إن "المسيّرات العسكرية الأوكرانية كانت تشنّ هجمات إرهابية على المنشآت المدنية... في ذاك الوقت"، مشيرا الى أن الطائرة حاولت مرتين الهبوط في مطار عاصمة جمهورية الشيشان، قبل أن تتوجه نحو كازاخستان.

وأضاف "أعطي الطيار خيارات لمطارات بديلة. اتخذ قرار التوجه الى مطار أكتاو" في كازاخستان.

وأشار المسؤول الروسي الى أن سلطات مطار غروزني علّقت رحلات الإقلاع والهبوط بسبب هجمات المسيّرات الأوكرانية، من دون أن يحدد متى تمّ ذلك.

وتحطمت طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية في غرب كازاخستان الأربعاء، ما أسفر عن مقتل 38 شخصا من أصل 67 كانوا على متنها.

ونقلت تقارير صحافية عدة عن مسؤولين في باكو ترجيحهم أن تكون الطائرة قد تضررت بصاروخ دفاع جوي روسي قبل تحطمها. من جهته، أكد الكرملين الجمعة أنه لن يعلّق على المسألة قبل انتهاء التحقيق في أسباب الحادث.

الموافقة على التفاوض

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سعي بلاده لإنهاء الحرب في أوكرانيا، معلنًا موافقة موسكو على استضافة سلوفاكيا مفاوضات بين روسيا وأكرانيا. جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده الرئيس الروسي، عقب اجتماع المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى في مدينة سانت بطرسبورغ. وقال الرئيس الروسي إن السلطات السلوفاكية "يسعدها أن تجعل من بلادها ساحة للمفاوضات، ولا نعارض إذا كان الأمر هكذا. لم لا؟ سلوفاكيا تتبنى موقفًا محايدًا". وأكد بوتين أن بلاده ستواصل تحقيق أهداف عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا حتى عام 2025، وهي مهمة يعتبرها الأولوية المقدٌَمة في الوقت الراهن، منوهًا بإمكانية استخدام الصواريخ فرط الصوتية من طراز "أوريشنيك" مرة أخرى - إذا لزم الأمر -. وفيما يخص نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا أوضح أنه لم يتبّقَ ما يكفي من الوقت في العام الجاري لتوقيع اتفاقية جديدة لنقل الغاز عبر أوكرانيا، محملًا كييف المسؤولية لرفضها تمديد الاتفاقية التي يُنقل بموجبها الغاز إلى سلوفاكيا والتشيك والنمسا. يشار إلى أن اتفاقية نقل الغاز الحالية بين روسيا وأوكرانيا، والتي تبلغ مدتها خمس سنوات، تنتهي بنهاية العام الجاري. وينقل خط أنابيب أورنجوي-بوماري-أوزجورود الغاز من سيبيريا عبر بلدة سودجا الخاضعة حاليًا لسيطرة القوات الأوكرانية، في منطقة كورسك الروسية، ثم يتدفق عبر أوكرانيا إلى سلوفاكيا ثم إلى التشيك والنمسا.

عمليات فرار

يروي الجندي الأوكراني أولكسندر فراره من وحدته القتالية في شرق أوكرانيا لينجو بحياته كي لا يلقى مصير رفاق السلاح الذين رآهم بأمّ العين طوال ستة أشهر يسقطون ضحايا القصف الروسي.

تلقّت وحدته أمرا بشنّ هجوم مضاد في منطقة لوغانسك. وشعر أولكسندر البالغ أنه سيموت حتما.

بصوت هادئ، يقول لوكالة فرانس برس من دون أن يفصح عن اسم عائلته "نريد العيش وليس لنا خبرة عسكرية، فنحن أشخاص عاديون، عمّال يأتون من القرى".

وضعه ليس استثنائيا في صفوف الجيش الأوكراني المنهك الذي خسر 43 ألف جندي على الأقلّ في المعارك فيما لا يزال عشرات الآلاف مفقودين منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير 2022.

وقد قام آلاف الجنود، مثل أولكسندر، بالفرار من الجيش الذي يصعب عليه تعويض خسائره في وجه قوّات روسية أكثر عتادا وعديدا تتقدّم على الميدان على وقع هجمات شديدة العنف.

شعور بالذنب

وبحسب النيابة العامة الأوكرانية، قدّمت 90 ألف قضيّة على الأقلّ منذ العام 2022 على خلفية عمليات فرار من الجيش أو تغيّب من دون إذن. وقد شهدت هذه الحالات ارتفاعا شديدا في 2024.

وفي سبتمبر، أعلن الجندي سيرغي غنيزديلوف (24 عاما) على مواقع التواصل الاجتماعي أنه غادر وحدته من دون إذن، مسقطا أحد المواضيع المحرّمة في البلد.

وبعدما خدم في صفوف الجيش لمدّة خمس سنوات، كان يريد الاحتجاج على أن تجنيد الأوكرانيين في خضمّ الحرب يجري لمدّة غير محدّدة.

ووصف مكتب التحقيقات الأوكراني، وهو هيئة حكومية، سلوكه بأنه "غير أخلاقي"، قائلا إنه يعود بالنفع على روسيا. وأوقف الشاب وهو يواجه عقوبة سجن قد تصل إلى 12 عاما.

أما أولكسندر، فيروي أنه نسي إلى حدّ بعيد السنة التي تلت هروبه والتي أمضاها في منطقته في لفيف (الغرب)، إثر فقدانه الذاكرة بسبب الارتجاجات الدماغية الناجمة، بحسب قوله، عن القصف.

ويتذكّر أنه "تناول الكحول خصوصا" لتناسي الفظائع، مع إحساسه بشعور متنام بالذنب.

وفي نهاية المطاف، بالرغم من توسّلات أقربائه، قرّر العودة إلى جبهة القتال بعدما رأى شبابا يلتحقون بصفوف الجيش وآخرين يعودون إلى الجبهة بعد إصاباتهم.

ويقول أن شقيقته قالت له إنه سيلقى حتفه في الجبهة، وهي تفضّل "جلب الطعام له في السجن على وضع الزهور على قبره".

وقد قضى شقيقهما إثر تعرّضه لضرب مبرح وقت الاحتجاجات المنادية بالالتحاق بالمعسكر الأوروبي سنة 2013 في ساحة ميدان في كييف.

ويروي الشاب البالغ 29 عاما أنه فر من صفوف الجيش بعد إصابته في المعارك التي دارت لتحرير مدينة خيرسون من قبضة الروس في أواخر 2022.

ويقول مبرّرا قراره إن "التعرّض المتواصل للقصف يضرّ بحالتك النفسية. ورويدا رويدا تصاب بالجنون. أنت في حالة ضغط دائم، ضغط هائل".

وفي ظلّ نقص الجنود، تعاملت السلطات الأوكرانية بقدر من التساهل مع الفارين.

واعتمد البرلمان في أغسطس قانونا يعفي من الملاحقات القضائية هؤلاء الذين يعودون إلى وحداتهم، شرط ألا يكون قد حكم عليهم سابقا بمخالفة من هذا النوع.

وفي ديسمبر، أعلنت الكتيبتان رقم 47 و53 في الجيش الأوكراني أنهما ستعيدان دمج الجنود الذين غادروا من دون إذن في صفوفهما. وجاء في الإعلان "نرتكب جميعا أخطاء".

وكشفت النيابة العامة أنه في شهر نوفمبر وحده عاد 8 آلاف جندي فر من وحدته أو غادرها من دون إذن إلى صفوف الجيش.

دعم نفسي

لكن، بحسب سيفر قائد الكتيبة الهجومية الأولى المعروف بلقب دا فينتشي،

يزداد عدد الجنود الذين يغادرون وحداتهم لأن كثيرين من الأكثر حماسة قضوا أو جرحوا.

ويقول سيفر الذي لا يكشف بدوره عن شهرته لوكالة فرانس برس "قليلون هم الذين يقدرون على تحمّل الحرب. وبات المزيد من الأشخاص" يجبرون على الالتحاق بالجيش.

وكشف عسكريون كثيرون لوكالة فرانس برس أنه من شأن تحسين التدريب والتوجيه أن يساعد في الحدّ من عمليات الفرار.

ويروي بوتش أنه بفضل سلوك القيادة الحالية، تحسّنت حالته النفسية وكفاءته القتالية، مقارنة بمهامه الأولى التي عانى فيها من سلوك غير لائق من بعض الضباط الذين لم يكونوا يعاملون جنودهم "كبشر".

ويقترح القائد سيفر دعما نفسيا أفضل لتحضير الجنود الذين قد يمضون "أسابيع" في الخنادق "في الوحل والبرد والجوع".

غير أن سيفر لا يرى أيّ حلّ جذري من شأنه أن يحلّ بالكامل مشكلة الفرار المرشّحة للازدياد مع استمرار المعارك، ما خلا "إنهاء الحرب".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صفوف الجیش من دون إذن فوق أراضی

إقرأ أيضاً:

الجيش الروسي يتقدم شرقي أوكرانيا.. وتأجيل تبادل آلاف الأسرى

موسكو- كييف "رويترز": قالت روسيا اليوم إن قواتها تقدمت صوب طرف منطقة دنيبروبتروفسك في وسط شرق أوكرانيا في وقت يشهد خلافا علنيا بين موسكو وكييف بشأن مفاوضات السلام وتبادل آلاف من جثث الجنود الذين سقطوا في الحرب.

ورغم الحديث عن السلام، لا تشهد الحرب إلا التصعيد مع سيطرة القوات الروسية على مزيد من الأراضي في أوكرانيا وشن كييف هجمات بطائرات مسيرة على أسطول قاذفات قنابل روسي قادر على حمل أسلحة نووية. وتقول موسكو أيضا إن أوكرانيا تنفذ هجمات على السكك الحديدية.

وتظهر خرائط مفتوحة المصدر يعدها موالون لأوكرانيا أن روسيا، التي تسيطر على ما يقل قليلا فحسب عن 20 بالمائة من مساحة أوكرانيا، سيطرت على أكثر من 190 كيلومترا مربعا من منطقة سومي في شرق أوكرانيا في أقل من شهر.

ووفقا لوزارة الدفاع الروسية الآن، وصلت وحدات من فرقة مدرعات روسية إلى الجبهة الغربية لمنطقة دونيتسك وتهاجم منطقة دنيبروبتروفسك المحاذية لها.

وقالت قوات الدفاع الجنوبية الأوكرانية على تيليجرام "العدو لا يتخلى عن نواياه لدخول منطقة دنيبروبتروفسك... جنودنا مرابطون بشجاعة واحترافية على موقعهم من الجبهة بما يعرقل خطط المحتل. هذا العمل لا يتوانى لدقيقة".

وقال دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن هجوم دنيبروبيتروفسك أظهر أنه إذا لم ترغب أوكرانيا في قبول حقيقة المكاسب الإقليمية التي حققتها روسيا في محادثات السلام فإن قوات موسكو ستواصل تقدمها.

وتظهر خريطة من موقع ديب ستيت الموالي لأوكرانيا تواجد قوات روسية في منطقة قريبة جدا من دنيبروبتروفسك التي كان يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة قبل الحرب.

كما تظهر تقدما صوب مدينة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك من عدة اتجاهات. وقال متحدث عسكري أوكراني إن القوات الروسية تحاول "التمهيد لهجوم" على كوستيانتينيفكا التي تشكل مركزا لوجستيا مهما للجيش الأوكراني.

واتهمت موسكو السبت كييف بتأخير تبادل أسرى وإعادة رفات 12 ألف جندي لكن أوكرانيا نفت ذلك.

وقالت روسيا اليوم إنها تنقل جثث جنود صوب الحدود وعرض التلفزيون لقطات لشاحنات مبردة تحتوي على رفات جنود أوكرانيين على الطريق في منطقة بريانسك.

واتهمت أوكرانيا روسيا بممارسة التضليل، وأعلنت أن تبادل أسرى الحرب ورفات الجنود مقرر الأسبوع المقبل. وقالت روسيا إن أوكرانيا تستخدم القتلى في لعبة سياسية.

ويوم الخميس، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا بأنها شجار أطفال وألمح إلى أنه قد يترك الصراع دائرا ببساطة.

اتهامات بشأن الرغبة في السلام؟

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء إنه لا يعتقد أن القادة الأوكرانيين يريدون السلام واتهمهم بإصدار أمر بقصف بريانسك في غرب روسيا مما أسفر عن مقتل سبعة وإصابة 115 قبل يوم من عقد محادثات في تركيا.

ولم تعلق كييف على الهجوم الذي استهدف جسر بريانسك، واتهمت بدورها روسيا بعدم الجدية في السعي للسلام مشيرة إلى مقاومة روسيا لفكرة وقف إطلاق النار الفوري.

وتطالب روسيا باعتراف دولي بسيادتها على شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا في 2014 وكذلك على أربع مناطق أخرى من أوكرانيا أعلنت موسكو ضمها من جانب واحد وتصر على أن تسحب أوكرانيا كل قواتها من كل تلك المناطق.

وتظهر خريطة من ديب ستايت أن روسيا تسيطر على 113273 كيلومتر مربع أو 18.8 بالمئة من مساحة أوكرانيا حتى السابع من يونيو.

وتشمل المناطق الخاضعة حاليا لسيطرة روسيا منطقة القرم وأكثر من 99 بالمائة من منطقة لوجانسك وأكثر من 70 بالمائة من مناطق دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون وكلها في الشرق أو الجنوب الشرقي ومناطق متفرقة في منطقتي خاركيف وسومي في الشمال الشرقي.

وقال بوتين لترامب يوم الأربعاء إنه مضطر للرد على هجمات نفذتها أوكرانيا بطائرات مسيرة على أسطول قاذفات القنابل الروسي وقصف وتفجيرات في السكك الحديدية.

وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن الولايات المتحدة تعتقد أن تهديد بوتين بالرد الانتقامي على أوكرانيا بسبب تلك الهجمات لم ينفذ بعد ومن المرجح أن يأتي في صورة ضربة كبرى متعددة الجوانب.

وقال مسؤولون محليون السبت إن روسيا استهدفت أيضا مدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا مساء يوم الجمعة وخلال الليل بعد ذلك بطائرات مسيرة وصواريخ وقنابل موجهة مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة أكثر من 60 من بينهم رضيع.

وقالت روسيا اليوم إنها أسقطت 61 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل على منطقة موسكو مما أسفر عن إغلاق مؤقت لمطارين.

مقالات مشابهة

  • هجوم غير مسبوق.. روسيا تطلق 500 طائرة مسيرة على أوكرانيا في ليلة واحدة
  • الجيش الأوكراني: استهدفنا منشأة صناعية عسكرية في مقاطعة قازان الروسية
  • الجيش الأوكراني: استهدفنا طائرتين في مطار سافاسليكا الروسي العسكري الليلة الماضية
  • الجيش الأوكراني: دخول القوات الروسية إلى دنيبروبتروفسك دعاية مضللة
  • الجيش الروسي يتقدم شرقي أوكرانيا.. وتأجيل تبادل آلاف الأسرى
  • الجيش الروسي: دمرنا 61 مسيرة أوكرانية الليلة الماضية
  • الدفاعات الروسية تُسقط 4 مسيرات كانت تتجه نحو موسكو
  • الدفاع الجوي الروسي يدمر 61 مسيرة أوكرانية خلال الليل
  • الدفاعات الجوية الروسية تصد مسيرات استهدفت موسكو
  • الجيش الروسي يدمر 32 مسيرة جوية فوق مقاطعتي كورسك وأوريول خلال ثلاث ساعات