سودانايل:
2025-07-31@16:47:27 GMT

السودان وحالة التخلق لذهنيات جديدة

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

اللقاء الذي أجرته قناة "الجزيرة مباشر" مع على الحاج أوقفتني فيه جملة واحدة، تبين حالة الفقر السياسي في ذهنيات كانت تعتقد أنها صانعة للتاريخ.. و لكن تفضحها تصريحاتها.. قال على الحاج ( يجب أن تقف الحرب حتى نستطيع أن نفكر ماذا نحن فاعلون ما بعد الحرب) و أضاف قائلا (يمكن أن نرجع إلي "الإتفاق الإطاري" الذي تسبب في الحرب) بصريح العبارة يؤكد على الحاج حالة الفقر التي تعيشها ذهنية القيادات السياسية التي أدمنت الفشل، و لا تملك أية تصور سياسي للمستقبل.

. و رغم أن على الحاج كان محور حديثه أن سبب الحرب هو الصراع من أجل السلطة، أكد أن الصراع لا يحمل أية رؤى لمستقبل السودان بعد الحرب، و هي ليست حالة فريدة لرجل كان يعتقد أنه ثعلب السياسة بل هي حالة جمعية تعكس حالة الفقر السياسي داخل المؤسسات الحزبية التي كان يجب أن تكون دالة على طريق المستقبل..
أن على الحاج يمثل الذهنيات التي تعتقد أن السياسة ما هي إلا مناورة لتمرير مشاريع فاشلة يمكن أن يخدع بها الآخرين، مثل هذه الذهنيات تشكل عقبة كبيرة في طريق مستقبل السودان، خاصة إذا تمت مقارنة بين مثل هذه الخطابات و الخطابات الجديدة التي يحملها شباب من ذات المرجعية في " الحركة الوطنية للبناء و التنمية " و شباب في " حركة المستقبل للإصلاح و التنمية" تجد الشباب في الحركتين لهم خطاب سياسي مغاير، و لديهم رؤية لمستقبل السودان و العمل السياسي تختلف تماما عن الذهنيات التي تحنطت، و لم تجد خطابا مغاير لخطاباتها التي قادت البلاد للحرب و الدمار.. عندما تكون هناك عقليات جديدة تقدم رؤى و أفكار جديدة و تطرح تساؤلات للحوار تحترمها حتى إذا أختلفت معهم لآن مثل هذه العقليات تقود الناس من دائرة الصدام إلي الحوارات المفتوحة.. و هي المرحلة التي عجزت أن تدخل فيها عقليات على الحاج و الذين يقفون معه.. و بدأت تمظهراتها عندما أصدروا " الكتاب الأسود" كان سببا في تغيير مسيرة العمل السياسي في تلك المرحلة، و التي نتجت عنه لغة الصدام و الحرب.. أن الغبائن و حالات الغضب تعد سببا رئيس لغياب الحكمة، و تحكيم العقل، لذلك غابت المشاريع السياسية وسط زحمة الشعارات الجوفاء..
و هي ليست حالة قاصرة فقط على علي الحاج، و لكنها حالة ضعف في القيادات السياسية التي ورثت القيادة بعد رحيل رموز عدد من الأحزاب، حيث بينت الهوة التي كانت بين الكارزمات و القواعد الحزبية.. تجد الفارق بين الترابي و الذين خلفوه، و بين محمد إبراهيم نقد في الحزب الشيوعي و الذين خلفوه، و بين الصادق المهدي و الذين خلفوه، أما الحزب الاتحادي ظل دون قيادة جماهيرية بعد رحيل الشريف حسين الهندي حيث ظل الاتحاديون في مراحل ما بعد إنتفاضة إبريل جزر معزولة عن بعضها البعض، ما عادوا يصنعون الحدث و لا حتى يتفاعلون مع الأحداث برؤى ثاقبة..
أن الحرب تعد مرحلة جديدة في تاريخ السودان لأنها سوف تفصل بين مرحلتين مرحلة سادها الفشل و غابت عنها الحكمة، و أيضا غابت عنها المشاريع السياسية الهادية لطريق النهضة و البناء، و مرحلة جديدة تتخلق الآن من معاناة الشعب و لابد أن تبرز فيها قيادات جديدة، ترث هذه المؤسسات السياسية التي تتهاوى للسقوط.. نسأل الله حسن البصيرة..

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: على الحاج

إقرأ أيضاً:

مبادرة محراب السودان تقدم دعماً للمتضررين من الحرب في الفاشر

اكدت رئيس مبادرة محراب السودان بولاية شمال دارفور ، محراب اسماعيل آدم يوسف، إهتمام مبادرتها بتقديم الدعم الإنساني والصحي والاجتماعي للمتضررين من الحرب في مدينة الفاشر، خاصة في ظل غياب المنظمات الأممية ووكالات الإغاثة.وأوضحت في تصريح (لسونا) أن المبادرة قدمت دعماً إنسانيآ للمتضررين من خلال دعم المطابخ الجماعية والتكايا، داخل المجمعات بألاحياء السكنية ومعسكرات النزوح، كما عملت على الوصول إلى المناطق الريفية وتقديم الغذاء والكساء للمحتاجين.واستعرضت الأنشطة التي نفذتها والمتمثلة في الدعم النفسي والاجتماعي للأسر المتضررة، التثقيف الصحي والإصحاح البيئي، فضلاً عن تقديم الخدمات العلاجية المتنقلة، ودعم المصابين بالأمراض المزمنة، وتوفير الرعاية الصحية الأولية للحوامل، بالإضافة إلى تنظيم المخيمات العلاجية، والعيادات المتنقلة وتوفير أدوية منقذة للحياة للأسر والنازحين.وأشارت إلى أن المبادرة تعتمد على التبرعات العينية والمباشرة، وترفض تلقي التبرعات المالية عبر أرقام حسابات، مما عزز ثقة المجتمع فيها وأكسبها احترامًا واسعًا بين الأهالي والداعمين.ووجهت محراب نداءً للخيرين والمؤسسات المجتمعية بضرورة مواصلة الدعم، لسد الفجوة التي خلفها غياب المنظمات الأممية ووكالات الإغاثة.مجددة إستمرار مبادرتها في عملية تقديم الدعم الإنساني والصحي والاجتماعي للمتضررين من الحرب في مدينة الفاشر.لافتة إلي أن المبادرة ستظل مثالًا حيًا على قدرة المجتمعات على النهوض بذاتها مهما اشتدت الأزمات، وأن إرادة الخير أقوى من صوت الرصاص، وأن دارفور برغم الجراح لا تزال تنبض بالعطاء والمبادرات الملهمة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تحالف “صمود” ينزع الشرعية عن الجميع
  • خطوات تنظيم أمريكية للتعامل مع قضية الحرب في السودان
  • الرفض الاقليمي والدولي لإعلان جنرالات الحرب
  • اشتباكات حدودية بين جنوب السودان وأوغندا تخلف قتلى وجرحى
  • روسيا تعلن حالة الطوارئ في الجزر التي ضربها تسونامي بعد الزلزال
  • مُسن أردني مفقود منذ 21 يومًا
  • مبادرة محراب السودان تقدم دعماً للمتضررين من الحرب في الفاشر
  • الرباعية حول السودان… محاولة جديدة بمآلٍ مألوف
  • تعلن محكمة غرب الأمانه الابتدائية أن على المدعى عليه/سعيد الحاج الحضور الى المحكمة
  • بعد إعلان حكومة "تأسيس"...ما أسباب حالة الانقسام في السودان؟