بوابة الوفد:
2025-07-31@16:16:55 GMT

شكراً دكتور أحمد زايد

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

لهذه الحكاية بداية ونهاية، ولكل منهما قصة تستحق أن تروى. ولمن يهوى رؤية الأمور من ثقب الإبرة، ويظن أنها محض حكاية شخصية، لا أقل ولا أكثر، إما يمتنع عن القراءة، أو هو حر. لماذا؟ لأن للحكاية أبطالاً، وهم من قال عنهم الصوفى الكبير «ابن عربى»: القِلُ دان له، والكُثردان له، فليس يعجزه قل ولا كثر.
قبل ثلاثة أيام مرت الذكرى السابعة لرحيل الكاتب والمؤرخ والمناضل «صلاح عيسى».

وبعد رحيله فى الخامس والعشرين من ديسمبر عام 2017 بثلاثة أشهر، سلمت مكتبة الإسكندرية فى 20 مارس  2018 مجموعة هائلة من الوثائق السياسية، التى جمعها طوال نحو أكثر من أربعين عاماً، من شتى مظانها، إن فى وزارة العدل أو دار الوثائق القومية أو دار الكتب لكى يستكمل بما هو منشور فى الصحف والدوريات بعض نواقص تلك الوثائق، أو حتى من أفراد من كل التيارات السياسية، ممن وردت أسماؤهم فى تلك الوثائق، كانوا لا يزالون على قيد الحياة.
وعكف صلاح عيسى على العمل فى تلك الوثائق لاستكمال الناقص منها وفهرستها وتجليدها ووضع هوامش توضيحية لما هو غامض من نصوصها، فى سياق مشروع بحثى، كان قد بدأ العمل من أجل إنجازه، وهو دراسة ونشر مجلدات للحركة الشيوعية المصرية منذ نشأتها فى الربع الأول من القرن العشرين حتى بداية الألفية الجديدة. هذا فضلاً عن وثائق مماثلة لقضايا جماعة الإخوان المسلمين، والتنظيمات الجهادية المنبثقة عنها فى نفس الفترة. تضمنت تلك الوثائق محاضر التحقيقات والتحرى والأحكام القضائية الصادرة بحق المتهمين بها، والمنشورات والبيانات المتعلقة بفصيلين من فصائل الحركة السياسية هما التيار الإسلامى والتيار اليسارى اللذان شكلا محورالصراع السياسى فى تاريخ مصر المعاصر. لكن الحياة لم تكن سخية معه بما يكفى، ورحل قبل إنجاز مشروعه. وكما يبدو، فتلك ثروة معرفية للباحثين والدارسين، والمحامين والقضاة وللسلطات التنفيذية.
تسلمت منى مكتبة الإسكندرية تلك الوثائق، التى كنت قد رفضت كل المغريات لإيداعها فى جهات غير مصرية، ووعدنى مستلموها برقمنة تلك الوثائق لإتاحاتها على أسطوانات مدمجة ووضعها فى ركن باسم صلاح عيسى للتعريف بما تنطوى عليه. بعد عام من ترك المسئولين عن تلك الوثاق مواقعهم الإدارية فى مكتبة الإسكندرية لأسباب غير واضحة لى حتى الآن، بجانب هبوب جائحة كورونا، بدأت أتلقى إشارات سلبية حول مصير تلك الوثائق. وبعد طول عناء فى التحرى لما آل إليه ذلك الوعد، قيل لى «وش كده» كلغة شباب اليوم، إن المكتبة لا تقيم أركاناً لصحفيين، بل لرؤساء وزعماء فقط، وهو قول جاء مرفقاً ببعض تطمينات بأن الوثائق فى الحفظ والصون، وأن المشكلة تكمن فى أن رقمنتها تحتاج إلى وقت. ولأننى من نماذج البشر الذين يصنفون لدى البعض بـ«الهبل» ولدى غيرهم بـ«سلامة الطوية» لم أجد مبرراً لكيلا أثق بمن وعدنى بأن المشروع فى حيز التنفيذ، أو أشكك فى عدم تنفيذ وعده.
لكن أربع سنوات مرت دون أن ينجز أى شىء. وقبل نحو عام التقيت صدفة بالدكتور «أحمد زايد» الذى كان قد تولى رئاسة مكتبة الإسكندرية قبل عام آخر من هذا اللقاء. وحين شرحت له محنتى مع المكتبة، قال لى إنه يسمع بذلك الموضوع للمرة الأولى، ما زاد من توجسى. وقطع لى وعداً فى برنامج الإعلامى «خيرى رمضان» بحل تلك المشكلة.
وكشأن كل الكبار، والعلماء الأجلاء، نفذ الدكتور أحمد زايد ما تعهد به، وأوفى بوعده. ويوم الثلاثاء الماضى دشنت مكتبة الإسكندرية احتفالية رائعة للإعلان عن رقمنة وثائق «صلاح عيسى» على موقع ذاكرة مصر المعاصرة الذى يضم نخبة عالية التأهيل والكفاءة من خبراء شباب فى وسائل الرقمنة، برئاسة الدكتور «سامح فوزى». لم يكن ممكناً الوصل إلى تلك اللحظة لولا توجيهات ورعاية الدكتور زايد، الذى قادته ثقافته الرفيعة وولعه بالتاريخ بجانب العلوم الاجتماعية، إلى إدراك قيمة تلك الوثائق ومدى أهميتها لخدمة مصالح عامة،وثقته فى قيمة صاحبها كمفكر ومؤرخ وصاحب رسالة ومدرسة. شكراً دكتور زايد ودامت لنا كل جهودك المتنوعة لخدمة مصالح الشعب والوطن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة أمينة النقاش دار الكتب مكتبة الإسكندرية مکتبة الإسکندریة تلک الوثائق صلاح عیسى

إقرأ أيضاً:

دكتور هيثم يشيد بالتقدم الكبير الذي يشهده القطاع الصحي بالشمالية

اشاد وكيل وزارة الصحة دكتور هيثم محمد إبراهيم بالتقدم الكبير الذي شهده القطاع الصحي بالشمالية، مؤكدًا أن دعم الحكومة الاتحادية أسهم في توطين الخدمات الصحية بالولايات، مثمنًا جهود حكومة الولاية في إعطاء الأولوية للصحة ضمن سياساتها .جاء ذلك خلال لقائه بمكتبه بمدينة بورتسودان الاثنين مع وزير الصحة بالولاية الشمالية دكتور ساتي حسن ساتي يرافقه وزير البنية التحتية بالولاية محمد سؤد احمد بحضور عدد من قيادات الوزارة حيث بحض اللقاء سبل دعم وتطوير القطاع الصحي بالولاية.وعبّر عن استعداد الوزارة لتسخير إمكانياتها كافة لدعم الولايات والأقاليم لتوطين الخدمات الصحية، لافتا إلى استعدادات الوزارة لفصل الخريف.من جانبه ثمّن وزير الصحة بالولاية الشمالية دعم وزارة الصحة ، مستعرضًا الوضع الصحي الراهن ومشروعات التطوير الجارية، من بينها مشروع افتتاح مستشفى التضامن للطوارئ والإصابات المزمع خلال شهر أغسطس، مشيرًا إلى الحاجة لبعض الأجهزة والمعدات الطبية، واستكمال تجهيزات بنك الدم المركزي.كما أكد دكتور ساتي الاهتمام بالكوادر الطبية العاملة، ومواصلة عمليات التدريب ورفع الكفاءة، مشيرًا إلى تنفيذ عددا من المشاريع الصحية علي رأسها توفير اشعة مقطعية لأول مرة في حلفا و قسطرة قلبية لأول مرة في دنقلا وغيرها، في إطار خطط تطوير البنية الصحية وتوسيع نطاق الخدمات العلاجية.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تطلق فعاليات مهرجان الصيف الدولي بدورته الثانية والعشرين
  • الجبهة الوطنية يعلن تشكيل أمانة مطروح برئاسة عبدالله عيسى
  • منهم أحمد زايد والفلسطيني سليمان منصور.. مصر تعلن الفائزين بجائزة النيل لعام 2025
  • أحمد حسن يكشف تطورات حاله المغربي صلاح مصدق
  • أحمد شوبير يدافع عن محمد صلاح بعد زيارته المعبد البوذي
  • محمد صلاح: علاقة أحمد عبدالقادر بالأهلي متوترة وبيعه للزمالك غير منطقي
  • نجم الزمالك السابق عن بيان أحمد عبد القادر: المسدس اتحط في ضهره
  • تعليق صادم من شوبير بشأن زيارة محمد صلاح لمعبد بوذي باليابان
  • الاحتلال يُصدر ويجدد أوامر "الإداري" بحق 21 معتقلًا
  • دكتور هيثم يشيد بالتقدم الكبير الذي يشهده القطاع الصحي بالشمالية