وسط ثورة الذكاء الاصطناعي.. مكتبة القاهرة الكبرى تناقش تعزيز الحفاظ على الهوية
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقدت مكتبة القاهرة الكبرى، ندوة ثقافية تحت عنوان: "تعزيز قيم الحفاظ على الهوية فى ظل ثورة الذكاء الاصطناعي" مساء أمس الخميس، بمقر المكتبة.
أعرب يحيى رياض يوسف مدير مكتبة القاهرة، عن سعادته باللقاء الثاني بالتعاون مع المؤسسة المصرية للتنمية والصداقة بين الشعوب برئاسة الدكتور سيد حنفي وإقامة ندوة ثقافية عن تعزيز الحفاظ الهوية فى ظل ثورة الذكاء الاصطناعي.
وأشار رياض إلى أنه توجد هجمة شديدة نواجهها من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونحن لا نرفض الذكاء الاصطناعي لأنه مفيد جدا فى كثير من المجالات المختلفة، ولكن لا بد من الوعى فى استخداماته وخاصة على كثرة الإشاعات التى تمس المجتمع بجانب وضع صور غير حقيقة لأحداث معينة، لأن استخدامه الخاطئ يجعل الحدث حقيقيا أمام المتلقى وهو غير حقيقي بالمرة، لذلك أكد يحيى رياض على حرص مكتبة القاهرة الكبرى الدائم فى نشر الوعى لدى الشباب لخطورة الذكاء الاصطناعي وفائدته فى نفس الوقت.
ومن جانبه، قال الدكتور سيد حنفى مستشار إدارة وتطوير الأعمال أستاذ الإدارة بكلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة، إن فى ظل ثورة الذكاء الاصطناعي يوجد العديد من المعلومات المغلوطة، وهناك معلومات يتم بثها عمدا لتغير فكر معين سواء على مستوى الوطن العربى أو على مستوى الدول النامية؛ لذلك لا بد من الدورات التوعوية التى ترعاها وزارة الثقافة المصرية وتحرص عليها الدولة المصرية فى ظل هذه الظروف الطارئة.
وتابع: مقومات الهوية المصرية من المنشأ إلى النهاية، حيث تتميز الهوية المصرية دون غيرها من الهويات الأخرى بأنها مزيج من الأرض والدم والعقيدة والفكر، وهذا من ضمن جمالها فى الانتماء.
وأكد أهمية الحفاظ على الهوية من مخاطر الذكاء الاصطناعي من خلال التعليم والمدرسة والعائلة وخلافه، وذلك من خلال حديثه أنواع وأشكال الهوية الشخصية مثل السياسية والاقتصادية وغيرها.
وتعبر الهوية الوطنية بمفهومها المتعارف عليه عن مجموع الخصائص والسمات التي يتميز بها المواطنون داخل كل دولة، وتُبرز تلك الخصائص روح الانتماء لديهم، وتُوظف في رفع معنوياتهم لغرض تقدم مجتمعاتهم وازدهارها، وهذا المفهوم أصبح الآن من أقوى المفاهيم التي تحصُد اهتمامًا عالميًا في كل المحافل، حيث تُعتبر الهوية الوطنية سلاحًا قوميًا قديمًا للأمم، وتعد قيم الحفاظ على الهوية واحدة من أهم إستراتيجيات مكتبة القاهرة الكبرى فى الوقت الحالي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي مكتبة القاهرة الكبرى تقنيات الذكاء الإصطناعى الهوية المصرية ثورة الذکاء الاصطناعی مکتبة القاهرة الکبرى الحفاظ على الهویة
إقرأ أيضاً:
البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليوميةاعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.
لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.
وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.
تغير في الأسلوب والنبرةالمفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.
إعلانيصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.
يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.
تآكل التنوع اللغويرغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.
وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.
تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.