بوابة الوفد:
2025-06-01@17:36:51 GMT

خطورة خداع نموذج «الجولانى»

تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT

أخطر ما فى نموذج الجولانى الخداع القائم على «جاذبية» النموذج؛ خطورة نموذج الجولانى فى جاذبيته الخادعة التى قد تروق البعض وينخدع بها، ويروج لها البعض الآخر تحت صورة «الجهادية المعتدلة»، أو «المستبد العادل». المتابع لمآلات وتحولات الثورات والانتفاضات على مدار العقد الماضى، يدرك دونما عناء أن الحذر واجب، وهو حذر مبرر، لأن أياً من هذه التجارب لم تنج من انتكاسات حادة، لكن الأخطر فى الحالة السورية إلى جانب أنها قد تنزلق لمرحلة الحرب الأهلية والتمزق والانقسام، هو جاذبية النموذج الذى يعاد إنتاجه فى هيئة أحمد الشرع.

وأياً كان المسمى «جبهة فتح الشام» التى أعيدت تسميتها «هيئة تحرير الشام» فالمسعى واحد وطويل الأمد نحو تحقيق نفس الأهداف الاستراتيجية التى سعت إليها جبهة النصرة، ألا وهى إنشاء إمارة إسلامية فى سوريا فى المستقبل، والتى قد تتحقق من خلالها أهداف دولية أوسع نطاقاً فى القريب العاجل.
أبو محمد الجولانى الذى ترك دراسة الطب عام 2003 لقتال الأمريكان فى العراق، ثم مر بمرحلة من التحولات الجهادية والفكرية الأيديولوجية ما بين «داعش» و«القاعدة». خلع العباءة والعمامة الجهادية؛ من حيث الشكل والمظهر، وأصبح من أصحاب الياقات البيضاء، ورابطات العنق الأنيقة، حتى على مستوى الاسم، تخلى عن الاسم فى كنيته الجهادية المعروف بـ«أبو محمد الجولانى» وعاد إلى اسم أحمد حسين الشرع الأكثر تماشياً مع عملية ومرحلة التحول الجديدة التى يخوضها الشرع فى إطار تأكيد صورة الزعيم السياسى الشاب، وذلك فى إطار إعادة اختراع صورته فى الغرب، وبعد تخليه عن المظهر والزى الجهادى، تخلى أيضاً عن الزى العسكرى. وعلى صعيد الخطاب؛ بدا الشرع أكثر اعتدالاً، لم يتناول من قريب أو بعيد أى خطاب أو مفردات تتعلق بالشريعة الإسلامية، وعمل على توجيه رسائل تطمينات مخاطباً الخارج والعرب على وجه التحديد قبل الداخل السورى. تحدث الشرع عن احترام التعددية فى سوريا، والتأكيد على حقوق الأقليات الدينية والعرقية، وتأكيده أنه يرفض الفيدرالية ويعمل على سوريا موحدة، هنا الشرع عمل على مخاطبة الغرب باللغة «البراغماتية» التى يفهمها، وهدفه الأول إلغاء مكافأة الـ10 ملايين دولار التى أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية فى 2017 لمن يدلى بمعلومات عنه، وهو ما حصل عليه- بالفعل- فى أعقاب لقائه بالوفد الأمريكى فى دمشق. والهدف الثانى رفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب، ثم رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وهما الورقتان اللاتى لا يزال الغرب بمختلف أطرافه الفاعلة يناور الشرع بهما. لكن السؤال الأهم هو مدى قدرة الشرع على تحقيق وعوده؟
الشرع يطبق وصية أستاذه الظواهرى فى كتابه «فرسان تحت راية النبى» الصادر عام 2001، وقال فيها: «إن حركة الجهاد يجب أن تعتمد خطتها على أساس السيطرة على قطعة أرض فى قلب العالم الإسلامى تستطيع أن تقيم عليها دولة الإسلام وتحميها وتطلق معركتها لاستعادة الخلافة الراشدة. إن حركة الجهاد يجب أن تتقرب من الجماهير. إننا يجب أن نكسب ثقة الناس واحترامهم ومودتهم». وهو ما يطبقه أحمد الشرع بحذافيره والخطوة الأولى اكتساب الثقة خارجياً وداخلياً بما فى ذلك تقديم تنازلات تكتيكية لتحقيق أهدافه. والتحول فى المظهر والخطاب ما هو إلا استراتيجية لـ«الجهاد المعتدل» التى تنتهجها هيئة تحرير الشام منذ عام 2017، وتؤكد على البراغماتية، وقد يكون مسار الجولانى وهيئة تحرير الشام ملهماً لمجموعات أخرى للتكيف، ما يشير إما إلى حقبة جديدة من «الجهادية» المرنة سياسياً أو مجرد انحراف مؤقت عن المسار التقليدى من أجل تحقيق مكاسب سياسية وإقليمية. فلا تخدعنكم الصورة الجديدة، فالشرع هو الجولانى، والجولانى هو الشرع سواء ارتدى بذلة فاخرة أو زياً جهادياً.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د وليد عتلم الحالة السورية سوريا قوائم الإرهاب هیئة تحریر الشام

إقرأ أيضاً:

سوريا في قبضة التوازنات .. صعود الشرع كواجهة ’’أمريكية_صهيونية’’ وتحجيم السيادة

يمانيون / تقرير خاص

في تحول جذري يعيد رسم المشهد السياسي السوري، صعد أحمد الشرع إلى رأس السلطة خلفًا لبشار الأسد، بدعم إقليمي ودولي غير مسبوق. هذا التحول لا يمكن عزله عن التغيرات المتسارعة في خارطة النفوذ داخل سوريا، حيث تتقاطع إرادات الولايات المتحدة وإسرائيل مع مصالح تركية وخليجية سعت إلى إنهاء عهد بشار الأسد، والتخلّص من الحضور الإيراني الذي يُنظر إليه كعدو استراتيجي دائم لواشنطن وتل أبيب.

الشرع يظهر اليوم كخيار لإعادة تعويم النظام من بوابة عربية وغربية. غير أن هذا الصعود لا يبدو مستقلاً، بل يأتي في سياق مشروع متكامل يهدف إلى إعادة صياغة النظام السوري على مقاس المصالح الأمريكية-الإسرائيلية، تحت غطاء تفاهمات إقليمية، تركية وخليجية، تزداد وضوحاً.

وفي ظل هذا التموضع الجديد، تبدو سوريا أمام مرحلة دقيقة انتقال ظاهري للسلطة، لكنه في جوهره انتقال من دولة ذات سيادة، إلى كيان سياسي خاضع لتوجيهات الخارج، تحكمه معادلات النفوذ والتي ستقوده رغماً عنه قريباً نحو التطبيع

 الخلفية السياسية لصعود أحمد الشرع
برز اسم أحمد الشرع سريعًا  بعد سنوات من الجمود العسكري والدبلوماسي في سوريا. يشير مراقبون إلى أن صعوده لم يكن وليد الداخل السوري فقط، بل ثمرة مفاوضات طويلة قادتها واشنطن مع تل أبيب، وأنقرة، والرياض، والدوحة، لإعادة هيكلة النظام بطريقة “غير ثورية”، تُنهي سطوة النظام القديم وتحفظ مصالح اللاعبين الكبار.

 الدور الأمريكي – الصهيوني في إدارة التحول
الولايات المتحدة تبنّت دورًا مركزيًا في إدارة الانتقال السياسي، من خلال خطة تضمن الحد من النفوذ الإيراني، وحماية أمن إسرائيل، وفتح الباب لتسوية “مقبولة” دوليًا.
العدو الإسرائيلي ، من جانبه، أبدى ارتياحًا غير معلن تجاه النهج الجديد للشرع، خاصة بعد تسريبات عن وجود قنوات خلفية للتواصل الأمني، وضمانات بعدم المساس بالجولان، بل واحتمال فتح مسارات اقتصادية مستقبلية عبر وساطات خليجية.

الدعم التركي والخليجي .. حسابات النفوذ والاقتصاد
أنقرة، التي ظلت طوال العقد الماضي تحتفظ بدور عسكري واستخباراتي مؤثر شمال سوريا، تعتبر أن صعود الشرع يمثل فرصة لتكريس نفوذها دون صدام مباشر مع دمشق، خصوصًا في ما يتعلق بمسألة “المنطقة الآمنة” وضبط الحدود مع الأكراد.
أما دول الخليج، وعلى رأسها السعودية وقطر، فقد سارعت لإعادة علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع دمشق، باعتبار أن النظام الجديد قد يشكّل حاجزًا أمام تمدد المشروع الإيراني في بلاد الشام، مع احتمالات استثمار كبيرة في ملف إعادة الإعمار.

 الموقف الروسي – دعم مشروط وتحفّظ استراتيجي
رغم أن موسكو باركت رسميًا صعود أحمد الشرع وأرسلت رسالة تهنئة من الرئيس بوتين أكد فيها استمرار الدعم الروسي  إلا أن الموقف الفعلي أكثر تعقيدًا. الشرع طلب من موسكو تسليم بشار الأسد وعدد من مساعديه اللاجئين على أراضيها، وهو ما أثار توترًا صامتًا بين الجانبين وفق ’’العربي الجديد’’
موسكو، التي ضمنت قاعدتين عسكريتين دائمتين (طرطوس وحميميم)، ستبقى حريصة على حفظ نفوذها الاستراتيجي، لكنها تراقب بحذر انجراف دمشق نحو واشنطن وتل أبيب.

انعكاسات إقليمية محتملة
انكماش الدور الإيراني  في سوريا نظراً للمتغيرات الداخلية والتي لم تعد تمثل عمقًا استراتيجيًا يمكن أن تعتمد عليه إيران ، ما سيدفعها لإعادة النظر في تموضعها الإقليمي وفي المقابل صعود نفوذ تركيا والخليج ونمو مساحة التفاهم بينها

توازنات جديدة مع إسرائيل عبر واشنطن، تسعى دمشق الجديدة لفرض معادلة “لا حرب ولا مقاومة”، ما يعيد تعريف معادلات الردع في الجبهة الجنوبية.

 سوريا الجديدة على مفترق طرق 
سوريا الشرع  تقف على مفترق طرق، مع وجود محاور متعددة تتنازع التأثير على مستقبلها ، فهي تقف خلف الدعم الأمريكي-الإسرائيلي الذي يهدف إلى إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا، وتثبيت (الوضع القائم) الذي يضمن أمن إسرائيل.

الوجود الأمريكي شرق الفرات يعكس اهتمام واشنطن بالسيطرة على مناطق النفط، ودعم قوات “قسد”، وهو ما يشكل حاجزاً بوجه دمشق وحلفائها.

تركيا تغيّر تكتيكها تدريجياً بعد سنوات من دعم المعارضة المسلحة، تنفتح أنقرة تدريجياً على دمشق، بدافع من ملفات اللاجئين، وملف “قسد”.

الخليج (السعودية، الإمارات) عاد بقوة إلى دمشق، في محاولة لتقليص النفوذ الإيراني من داخل النظام نفسه، باستخدام أدوات اقتصادية ودبلوماسية (مثل إعادة سوريا للجامعة العربية).
الرهان الخليجي يقوم على “تعويم النظام مقابل تنازلات”، لكن دون ضمانات بتحقيق تغيير جذري في السياسات السورية.

إلى أين تتجه سوريا؟
السيناريو الأقرب على المدى القصير ، جمود سياسي مستمر، مع بعض الانفتاح العربي التركي التدريجي.
وتقاسم نفوذ فعلي مناطق نفوذ أميركية، إسرائيلية ،روسية، تركية، داخل الأراضي السورية.
تطبيع مشروط، لكنه بطيء ومحدود التأثير بدون إصلاحات داخلية حقيقية.
على المدى البعيد ، سوريا تتحول إلى دولة ذات سيادة شكلية، لكنها عملياً مرهونة لتوازنات إقليمية

مقالات مشابهة

  • أمير الكويت والشرع يبحثان دعم العلاقات والأوضاع في سوريا
  • سوريا في قبضة التوازنات .. صعود الشرع كواجهة ’’أمريكية_صهيونية’’ وتحجيم السيادة
  • واشنطن بوست: سوريا قد تُساق لحرب أهلية من جديد!
  • من ساحات القتال إلى أسواق إدلب: "الجهاديون الأجانب" يبحثون عن وطن في سوريا
  • بتهم إبادة جماعية في سوريا .. جلسة أولى لمحاكمة الشرع في مصر
  • رجل أعمال أميركي عن الشرع: لدى سوريا وإسرائيل أعداء مشتركين
  • سوريا: مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بشأن اتفاقية فصل القوات
  • قائد قوات سوريا الديمقراطية: أحمد الشرع وافق على التطبيع مع إسرائيل
  • بقاء الفصائل المسلحة في سوريا هل يقود إلى حرب أهلية
  • بزّي عسكري ورتبة وهمية.. اعتقال شخص حاول خداع مركز شرطة ببغداد