السعودية.. بدء إجراءات نزع ملكية قصر تاريخي
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
أعلن الرئيس التنفيذي لهيئة التراث السعودية جاسر الحربش، الجمعة، موافقة الهيئة على البدء بإجراءات نزع ملكية القصر الحديدي في الطائف، لمشروع المسابقة المعمارية للقصور ذات الأهمية التاريخية والمعمارية.
القصر الذي يزيد عمره على 100 عام شيده وزير المالية الأسبق محمد سرور الصبان في حي قروى، ويتميز بأسلوبه المعماري الفريد.
وبحسب ما أوردت صحيفة “الوئام” المحلية، أكد الحربش البدء بإجراءات نزع ملكية القصر الحديدي “الصبان”، وفقاً للمنطقة المحددة بالمخطط الخاص بمشروع المسابقة المعمارية للقصور ذات الأهمية التاريخية والمعمارية في محافظة الطائف لعام 2023.
ونص القرار على تشكيل اللجان الواردة بالمادتين السادسة والسابعة من نظام نزع ملكية العقارات للمنفعة العامة، ووضع اليد المؤقت على العقار، وتسمية الممثلين في كل من لجنة وصف وحصر العقارات، ولجنة تقدير التعويض، خلال مدة لا تزيد عن 15 يوماً من صدور هذا القرار.
ودعا القرار أصحاب هذه العقارات التي تقرر نزع ملكيتها لمشروع نزع ملكية القصر الحديدي لتقديم مستندات تملُّكهم لها، كما يجوز لهم التظلم أمام ديوان المظالم من قرارات اللجنة خلال 60 يوماً من تاريخ إبلاغهم بالقرار.
ويعتمد القصر الحديدي في بنائه بشكل شبه كامل على صفائح الحديد وألواح الزجاج (المرايا)، بتصميم يجمع بين الغرب والشرق، حيث ما زال القصر يتباهى حتى الوقت الراهن بعظمة وشموخ تراث وتاريخ محافظة الطائف، التي تميزت قصورها بالتنوع المختلف في الطراز المعماري.
ويقع القصر في حي قروى، وتميز بأسلوبه المعماري والحدائق المتناسقة، وبساتينه التي شغلت مساحات شاسعة أضفت طابعاً جمالياً مختلفاً، إضافة إلى ممر بانورامي بطول يصل إلى نحو 100 متر، مغطى بأشجار العنب.
كما يزين صدره حمام سباحة، ونافورة تقع في وسطه تحمل أشكالاً ورسومات منحوتة، وتصاميم على أشكال هندسية ذات تفاصيل مختلفة، وعدد من الغرف والمجالس، مع المرافق العامة من حمامات ومطابخ وجلسات خاصة بين الغرف تزينها النقوش والمرايا الزجاجية والتحف الفخارية الضخمة المختلفة والعقود وأسقف من الحديد مزجت بالنقوش المحفورة بطابع هندسي بديع الشكل.
ويصل ارتفاع القصر الحديدي أو ما يعرف بقصر الصبان إلى أكثر من طابقين، يحمل في شكلة الخارجي شرفات كبيرة الحجم مزينة بالزخارف، تحيط بالقصر من جوانبه الأربعة، زادت من روعة المكان.
ومنذ نوفمبر الماضي، بدأت هيئة التراث بتنظيم مسابقة معمارية عالمية لتأهيل قصور الدولة التاريخية في عهد الملك عبد العزيز.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: نزع ملکیة
إقرأ أيضاً:
«قصر سيئون» يستعيد بريقه: مشروع ترميم شامل يعيد الحياة لرمز حضاري في اليمن
بعد سنوات من الإهمال والتدهور، عاد «قصر سيئون» في محافظة حضرموت، شرق اليمن، إلى الواجهة من جديد، بفضل مشروع ترميم شامل ينفذه البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
يهدف هذا المشروع الطموح إلى إحياء هذا الصرح التاريخي، والحفاظ على مكانته كأحد أبرز المعالم الثقافية والمعمارية في البلاد، والذي يمتد تاريخه لأكثر من خمسة قرون.
تحفة معمارية تروي قصة حضارةيتميّز «قصر سيئون» بتصميمه الفريد الذي يعكس أصالة العمارة اليمنية الطينية، وقد نال القصر رمزية كبيرة تجلّت في اختياره كواجهة للعملة النقدية اليمنية، تأكيدًا على قيمته التاريخية والجمالية، ليس ذلك فحسب، بل إن القصر يُعدُّ من أكبر المباني الطينية في العالم، ويُصنف كأحد معالم العمارة الطينية العالمية.
من حصن دفاعي إلى مقر سلطانيبُني القصر بداية كحصن دفاعي لحماية مدينة سيئون، ثم تحوّل لاحقًا إلى المقر الرسمي لسلاطين الدولة الكثيرية الذين حكموا وادي حضرموت، وهو ما أضفى عليه اسمًا آخر: «قصر السلطان الكثيري». ويقع القصر على صخرة استراتيجية تطل على مدينتي شبام وتريم، مما يضفي عليه طابعًا فريدًا.
تدهور خطير واستجابة عاجلةرغم مكانته، لم يسلم القصر من تقلبات الزمن، حيث تعرّض لأضرار جسيمة نتيجة الإهمال والأمطار الغزيرة، بلغت ذروتها عام 2022 حين انهار جزء من سوره الخارجي، ما أثار مخاوف محلية ودولية.
تراجع التمويل الدولي يفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن: 90 مليار دولار خسائر و6 ملايين مهددون بالجوع اليمن يوجّه ضربات استباقية لخلايا حوثية وإرهابية في عدن وتعزهذا الحدث العاجل دفع إلى المطالبة السريعة بترميمه، وهو ما تحقق عبر استجابة من البرنامج السعودي بالتعاون مع جهات يمنية ودولية.
تحالف دولي لترميم المعلمأطلق البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مشروعًا شاملًا لترميم القصر، بتمويل مباشر، وتنفيذ من منظمة اليونسكو، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة السعودية والهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية.
كما شارك الصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن في تقديم الدعم الفني واللوجستي، مما شكّل نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي في حماية التراث.
تفاصيل الترميم: دقة واحترافيةشمل المشروع إصلاح السور الخارجي والجدران الطينية، مع اهتمام خاص بترميم الأسقف الخشبية والأبواب والنوافذ المنحوتة، وكل ما يعكس الحرفية اليمنية.
كما أعيد تأهيل الزخارف التقليدية، ودُرّبت فرق محلية لضمان استدامة الصيانة مستقبلًا، وهو ما يعزز الحماية المستمرة للموقع.
مركز ثقافي متكامليتكوّن القصر من سبعة طوابق تضم 96 غرفة، بينها 45 غرفة كبيرة و14 مستودعًا، بالإضافة إلى مكتبة عامة ومتحف أثري يحتوي على قطع نادرة تعود إلى آلاف السنين. يُعدُّ القصر اليوم مركزًا ثقافيًا هامًا، يجذب الزوار والباحثين، ويستضيف فعاليات ثقافية متنوعة.
السياحة والتنمية في حضرموتيمثل ترميم قصر سيئون دفعة قوية للسياحة الثقافية في اليمن، ويعزز التنمية المحلية في حضرموت، ومن المتوقع أن يسهم المشروع في جذب الزوار من داخل وخارج اليمن، وتحقيق مردود اقتصادي واجتماعي طويل الأمد.
جهود مستمرة لحفظ التراث اليمنييأتي هذا المشروع ضمن حزمة أوسع تضم 264 مشروعًا تنمويًا نفذها البرنامج السعودي في اليمن، تغطي قطاعات متعددة من التعليم والصحة إلى الطاقة والزراعة. وقد شملت الجهود أيضًا ترميم مكتبة الأحقاف، وإحياء الحرف التقليدية، وتعزيز اللغة المهرية.
إرث لا يندثربُني قصر سيئون خلال 15 عامًا على مساحة تبلغ نحو 5460 مترًا مربعًا باستخدام الطوب اللبِن، ويجسد تنوع الفنون المعمارية اليمنية. اليوم، وبعد ترميمه، ينهض القصر مجددًا كرمز للحضارة والإبداع اليمني، شاهدًا على التاريخ، ومحفزًا لمستقبل أكثر إشراقًا.
في اليمن.. العيد بين ألم الفُرقة وأمل الطريق المفتوح اليمن بين المطرقة الإقليمية والسندان الدولي.. سياسي يمني لـ "الفجر": الضربات الأخيرة: تأديب لا تمهيد لحرب