أصدر الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إرشادات محدثة لطلبات اللجوء المقدمة من المواطنين السوريين، تعكس الظروف الجديدة في سوريا بعد مرور عام على سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

وقد تؤثر هذه التعديلات على نتائج طلبات اللجوء لما يقارب 110 آلاف سوري، لم يُبت بعد في طلباتهم للجوء في نهاية سبتمبر الماضي.

وقالت وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء إن المعارضين للأسد والمتخلفين عن الخدمة العسكرية "لم يعودوا معرضين لخطر الاضطهاد".

لكن الوكالة أوضحت أن مجموعات خرى قد يظل اعتبارها معرضة للخطر في سوريا في حقبة ما بعد الأسد، من بينها الأشخاص المرتبطون بالحكومة السابقة وأعضاء "الجماعات العرقية – الدينية" من العلويين والمسيحيين والدروز.

ورغم أن قرارات طلبات اللجوء تُتخذ على المستوى الوطني، فإن إرشادات وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء تستخدم في توجيه الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى النرويج وسويسرا.

والهدف هو تحقيق قدر أكبر من الترابط بين الدول الـ29 التي تمنح الحماية الدولية.

وانخفض عدد السوريين المتقدمين بطلبات لجوء بشكل كبير من 16 ألف في أكتوبر 2024، قبل سقوط الأسد، إلى 3500 في سبتمبر 2025.

ومع ذلك، ظل السوريون يشكلون أكبر عدد من الحالات التي لا تزال بانتظار قرار أولي بشأن طلبات اللجوء.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات طلبات اللجوء الاتحاد الأوروبي الخدمة العسكرية سوريا والدروز وسويسرا بطلبات لجوء اللجوء الهجرة بشار الأسد طلبات اللجوء الاتحاد الأوروبي الخدمة العسكرية سوريا والدروز وسويسرا بطلبات لجوء شؤون أوروبية الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

هل يفقد الغرب الأوروبي اتزانه؟ كيف تحول مركز القوة السابق إلى مصدر تهديد للاستقرار العالمي

تشهد أوروبا الغربية اليوم تحوّلاً لافتاً في سلوكها السياسي والدبلوماسي، تحوّل جعلها أحد أخطر مصادر الاضطراب في العالم.

 المفارقة أن هذه المنطقة، التي بُني النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية بالكامل لمنعها من إشعال صراع عالمي جديد، تبدو الآن الأكثر استعداداً لخطاب التصعيد، والأكثر اندفاعاً في رسم ملامح مواجهة قد تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من حدود القارة.

الأزمة الداخلية والانغلاق السياسي #الأزمة_الداخلية

الأزمة الأولى داخلية، ترتبط بطبيعة الأنظمة السياسية والاجتماعية في أوروبا الغربية. منذ منتصف القرن العشرين، استطاعت حكومات هذه الدول خلق قدر كبير من الاستقرار الداخلي، ما أدى مع الوقت إلى جمود سياسي واجتماعي حاد. لم تعد هناك ثورات، ولا موجات تغيير واسعة، ولا أحزاب قادرة على إعادة صياغة المشهد. النخب السياسية راسخة بشكل يمنع أي تجديد، بينما المجتمعات باتت أكثر بروداً وأقل تأثيراً في تحديد مستقبلها.

 هذا الانسداد الداخلي دفع أوروبا إلى تصدير توترها للخارج، إذ النخبة التي لا تستطيع التجديد داخلياً تلجأ لخلق أدوار ومواجهات خارجية توحي بالقوة.

القلق من فقدان المركز الدولي #تراجع_المكانة

الأزمة الثانية خارجية، ترتبط بالمكانة الدولية التي كانت أوروبا الغربية تتربع عليها عقوداً طويلة. فقد كانت دولها ثقلاً اقتصادياً وسياسياً يجعل صوتها مسموعاً ومهاباً. 

أما اليوم، فقد تغيّر المشهد العالمي جذرياً؛ صعود الصين، وظهور الهند، واستعادة روسيا لمكانتها، وتمدد العالم النامي، جعل أوروبا تواجه واقعاً جديداً لم تعتده من قبل: لم تعد محور النظام العالمي.

الصراع مع روسيا والصين #التوتر_الخارجي

النتيجة هي أن أوروبا الغربية لجأت لتبني خطاب تصعيدي، موجه أساساً نحو روسيا، ثم الصين، رغم غياب أي صدام حقيقي مع الأخيرة. 

هذا السلوك يوضح أن المشكلة ليست خارجية بل انعكاس لأزمة داخلية، حيث يسعى القادة لإظهار القوة والخطورة على الساحة العالمية خوفاً من فقدان المكانة.

خطر الاستقرار الأوروبي على العالم #الخطر_العالمي

تُظهر الأزمة أن أوروبا الغربية أصبحت لاعبا عالي الخطورة على المسرح الدولي، خاصة في ظل وجود قوتين نوويتين داخل حدودها، بريطانيا وفرنسا، واعتمادها على دعم الولايات المتحدة لضمان استمرار مكانتها. 

أما صعود مجموعة بريكس فيزيد من شعور الأوروبيين بأن العالم قادر على إعادة تنظيم نفسه بدونهم، مما يعمّق القلق ويزيد من احتمال التصعيد العسكري والخطاب العدواني.

غياب القدرة على التكيّف #الجمود_السياسي

مع هذه التحديات، يفتقد الغرب الأوروبي القدرة على التكيّف مع واقع متعدد الأقطاب.

 بدل البحث عن حلول دبلوماسية أو اقتصادية جديدة، تلجأ أوروبا إلى الصراخ ورفع وتيرة التهديدات، محاولةً فرض دور لم تعد قادرة على الحفاظ عليه بوسائلها التقليدية. 

لكن هذا القلق هو المحرك الرئيس لسلوكها الدولي، ويجعل أي خطوة خاطئة محتملة في الساحة الأوروبية تحمل تأثيرات عالمية مباشرة.

خلاصة تحليلية #التحليل_الأوروبي

باختصار، أوروبا الغربية اليوم تتحرك بدافع الخوف وليس الثقة. الخوف من فقدان الدور والمكانة، والخوف من عالم جديد متعدد الأقطاب، والخوف من فقدان النفوذ أمام صعود قوى صاعدة مثل الصين والهند وبريكس، يجعلها لاعبا غير مستقر ومصدر تهديد للاستقرار العالمي. 

وبدل التكيف مع التغيرات الجديدة، اختارت الاندفاع في التصعيد والتهديد، مما يجعل مستقبل الاستقرار الدولي أكثر هشاشة، خاصة مع تصاعد التوترات مع روسيا والصين والاعتماد على الولايات المتحدة في حماية مكانتها

طباعة شارك ترامب ماكرون اوروبا الدبلوماسيه رينال عويضه

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يحدّث إرشادات طلبات اللجوء للسوريين بعد عام على سقوط الأسد
  • توجيه تهم الاحتيال والفساد لمفوضة الاتحاد الأوروبي السابقة موغيريني
  • سجن صيدنايا المسلخ البشري الذي ابتلع أبناء أم كارم الـ6 وآلاف السوريين
  • تلوث الهواء يسبب 180 ألف حالة وفاة في الاتحاد الأوروبي
  • ماذا جنى السوريون بعد عام من سقوط نظام الأسد.. إنجازات أم سراب؟
  • روسيا تحذر: الاتحاد الأوروبي يستعد لحرب كبرى
  • هل يفقد الغرب الأوروبي اتزانه؟ كيف تحول مركز القوة السابق إلى مصدر تهديد للاستقرار العالمي
  • الصحافة الورقية في سوريا إرث يعود إلى الواجهة بعد سقوط نظام الأسد
  • ترامب يعلق «طلبات اللجوء» حتى إشعار آخر!