تعيش روسيا في ظل رئيسها فلاديمير بوتين منذ 25 عاماً، فبعد استقالة سلفه بوريس يلتسين، تسلم بوتين الذي كان رئيساً للوزراء القيادة، وبعد 3 أشهر فقط فاز في الانتخابات الرئاسية.

كانت استقالة يلتسين مفاجئة لجميع الروس، ولبويتن أكثر من غيره، حين وضع أمام تحديات كبيرة في وقت مبكر، وورث بلداً يحتاج إلى الكثير من الجهد للعودة إلى الساحة العالمية بثقله المعهود.

ومنذ تسلمه الحكم في الكرملين، بدأ بوتين الاهتمام بمصالح بلاده الداخلية والخارجية عملاً بوصية يلتسين، حين قال له عند مغادرته الحكم: "اعتن بروسيا".  

مرت رحلة بويتن في الحكم بمراحل عدة، وبحروب مختلفة، بدءاً من حرب الأيام الستة ضد جورجيا في 2008 وكان حينها نائباً للرئيس دميتري ميدفيديف لكن بسلطات غير محدودة، وصولاً إلى الحرب ضد أوكرانيا المشرفة على عامها الثالث، والتي أنتجت عواقب مدمرة على البلدين المتصارعين.

خسائر كبيرة 

خسرت أوكرانيا حتى الآن ما يقرب من 20% من أراضيها ونزح 10 ملايين من مواطنيها إلى دول الجوار، وتسببت الحرب في دمار هائل في مدنها الرئيسية، وفي المقابل، تكبدت روسيا خسائر فادحة في المعركة، وتعرضت المدن والبلدات الروسية لهجمات منتظمة بطائرات دون طيار، كما احتل الجنود الأوكرانيون جزءاً من منطقة كورسك الروسية، كما فرضت العقوبات الدولية ضغوطاً هائلة على اقتصاد روسيا.

ويقول مراسل بي بي سي ستيف روزنبرغ، الشاهد على استقالة يلتسين ومجيء بوتين: "كنت أقدم تقارير عن بوتن عند توليه السلطة منذ ربع قرن من الزمان، ولم يكن حينها في معتقد أحد أن الزعيم الروسي الجديد سيظل في السلطة بعد عقدين ونصف من الزمان، أو أن روسيا في ظله ستشن حرباً على أوكرانيا وتواجه الغرب".

ويضيف "في كثير من الأحيان أتساءل إذا كان مسار التاريخ سيكون مختلفاً بشكل كبير إذا اختار يلتسين شخصاً آخر لخلافته، وهذا السؤال بالطبع أكاديمي، فالتاريخ مليء بالتساؤلات والاحتمالات".

وعن ما رأى خلال الأعوام الـ25 الشاهدة على حكم بوتين، يقول روزنبرغ، إن أمين عام ناتو السابق "روبرتسون قال لي في 2023، إن بوتين الذي التقيته، وأجريت معه أعمالًا جيدة، وأنشأت معه مجلساً لحلف شمال الأطلسي وروسيا، مختلف تماماً عن ذلك المجنون في الوقت الحاضر".
وأضاف روزنبرغ نقلاً عن روبرتسون "الرجل الذي وقف في مايو (أيار) 2002، بجانبي مباشرة، وقال إن أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة وستتخذ قراراتها الخاصة في الأمن، هو الآن الرجل الذي يقول إن أوكرانيا ليست دولة قومية".

طموح كبير 

وتابع قائلاً: "أعتقد أن فلاديمير بوتن لديه طموح كبير لبلاده،  اعتُرف بالاتحاد السوفييتي باعتباره القوة العظمى الثانية في العالم، إن روسيا لا تستطيع أن تدعي شيئاً في هذا الاتجاه. وأعتقد أن هذا قد أزعج غروره". 
ويؤكد مراسل بي بي سي، أن هذا تفسير محتمل للتغيير الذي شهدناه في شخصية بوتين، فطموحه المحموم إلى "جعل روسيا عظيمة مرة أخرى" والتعويض عما يعتبره كثيرون هزيمة موسكو في الحرب الباردة، وضع روسيا على مسار تصادم حتمي مع جيرانها، ومع الغرب.
لكن الكرملين لديه تفسير مختلف، ونرى ذلك من خلال الخطب التي يلقيها بوتين، والتعليقات التي يدلي بها، فهو يبدو مدفوعاً بالاستياء، والشعور الشامل بأن روسيا تعرضت للكذب والإهانة لسنوات، وأن الغرب تجاهل مخاوفها الأمنية.
ويتساءل روزبنبرغ إذا كان بوتين  نفسه استجاب لطلب يلتسين "الاعتناء بروسيا؟". ويجيب قائلاً: "سنحت لي الفرصة أخيراً لمعرفة ذلك، فبعد أكثر من أربع ساعات من مؤتمره الصحافي الطويل في نهاية العام، دعاني بوتين لطرح سؤالي، وقلت له لقد قال لك بوريس يلتسين أن تعتني بروسيا، فماذا عن الخسائر الكبيرة في ما يسمى عمليتك العسكرية الخاصة، والقوات الأوكرانية في منطقة كورسك، والعقوبات، والتضخم المرتفع. هل تعتقد أنك اعتنيت ببلدك؟". وكانت إجابة بوتين على النحو التالي: "نعم، ولم أعتن بها فحسب، بل أبعدتها عن حافة الهاوية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات أوكرانيا روسيا بوتين بوتين روسيا أوكرانيا

إقرأ أيضاً:

بوتين: التجارة بين روسيا وإيران تسجل نموا مستمرا

روسيا – صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن التبادل التجاري بين روسيا وإيران يسجل نموا مطردا، حيث صعدت التجارة بنسبة 13% العام الماضي وبنسبة 8% أخرى هذا العام.

وجاء التصريح خلال لقاء عقده الرئيس الروسي مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في عاصمة تركمانستان عشق آباد على هامش انعقاد منتدى “السلام والثقة: وحدة الهدف من أجل مستقبل مستدام”.

في مجال الطاقة: أكد بوتين أن البلدين يناقشان التعاون في قطاعي الغاز والكهرباء، مما يفتح آفاقا جديدة للتعاون في هذا القطاع الحيوي.

كما أشار الرئيس الروسي إلى أن روسيا وإيران تتعاونان في مجالات مختلفة، بما في ذلك مشروع محطة بوشهر للطاقة النووية، إضافة إلى تطوير البنية التحتية، مع التركيز بشكل خاص على ممر الشمال-الجنوب الدولي للنقل.

ولفت بوتين إلى أن موسكو على اتصال وثيق مع طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني في الأمم المتحدة.

من جانبه أكد الرئيس الإيراني أن طهران عازمة على تنفيذ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة المبرمة مع روسيا، وقال: “نحن عازمون على تنفيذ جميع الاتفاقيات المبرمة في إطار معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة”.

ودخلت معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي بعد توقيعها في يناير 2025. وتمتد هذه المعاهدة لعشرين عاما وتضع الإطار المؤسسي الأوسع للتعاون الثنائي.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • حرب بلا خنادق.. السلاح الفتاك الذي استنزف الجبهات في أوكرانيا
  • من هو رائد سعد الذي اغتالته إسرائيل بعد 35 عاما من المطاردة؟
  • ما أهمية إقليم دونباس الأوكراني الذي تسيطر روسيا على معظمه؟
  • أردوغان يقترح على بوتين هدنة محدودة بين أوكرانيا وروسيا.. ماذا تشمل؟
  • بوتين: التجارة بين روسيا وإيران تسجل نموا مستمرا
  • بوتين: التجارة بين روسيا وإيران تسجل نموا
  • بوتين: العلاقات بين روسيا وإيران تتطور بشكل إيجابي
  • إقبال كبير على المشاركة في بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة
  • بوتين: إنشاء منطقة أمنية عازلة على الحدود مع أوكرانيا يجري وفق الخطة
  • بوتين يحدد هدفا جديدا: خفض معدل الفقر في روسيا إلى أقل من 5% بحلول 2036