بيروت يوقف نجل يوسف القرضاوي المطلوب لدى القاهرة
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
بيروت - أوقفت السلطات اللبنانية عبد الرحمن القرضاوي، الناشط المصري المعارض المطلوب لدى القاهرة ونجل الزعيم الروحي الراحل لجماعة الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي، وفق ما أفاد مسؤول قضائي لبناني وكالة فرانس برس الأحد.
وأوضح المسؤول أن القرضاوي، وهو شاعر أيضا، أوقف السبت لدى وصوله من سوريا عبر معبر المصنع الحدودي بناء على مذكرة توقيف مصرية.
وقال إن المذكرة "صادرة بناء لحكم صادر بحقه عن القضاء المصري بالسجن خمس سنوات، بتهم مناهضة السلطات والحض على الإرهاب".
وكان والده يوسف القرضاوي عالم دين بارزا ويعد الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر.
سُجن الشيخ الراحل عدة مرات في مصر بسبب ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين، وتوفي عام 2022 بعد عقود من المنفى في قطر.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته لأنه غير مخول الحديث للإعلام، أن القضاء اللبناني "سوف يطلب من السلطات المصرية إرسال ملف لاسترداده".
بعد تلقي الملف من مصر، سينظر القضاء اللبناني في إصدار توصية بتسليمه "إذا كانت شروط التسليم متوافرة... واذا لم نخلص إلى أن الأمر يستوجب التسليم أو أن الجرائم المتهم بها تستوجب التسليم نوصي بعدم التسليم"، بحسب المسؤول الذي لفت إلى أن "الحكومة هي من تتخذ القرار".
كان عبد الرحمن القرضاوي ناشطا معارضا لحكومة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك الذي أطاحته انتفاضة شعبية عام 2011.
وأصبح معارضا للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي الذي أطاح أثناء قيادته الجيش عام 2013 الرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وقال صديق للعائلة لوكالة فرانس برس إن القرضاوي يحمل الجنسية التركية وكان عائدا من زيارة إلى سوريا، حيث أطاحت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام الرئيس بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر.
وأطيح الأسد بعد أكثر من 13 عاما من اندلاع الحرب في سوريا مع القمع الدامي للاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2011.
وكان عبد الرحمن القرضاوي قد نشر مقطع فيديو صوّره في المسجد الأموي في دمشق يحتفي فيه بسقوط الأسد، ويعرب عن أمله في "النصر" في البلدان العربية الأخرى التي شهدت انتفاضات ومن بينها مصر.
كما حذّر السوريين من "التحديات الشريرة التي يخطط لها العالم أجمع وعلى رأس المخططين والمتآمرين أنظمة الخزي العربي في الإمارات والسعودية ومصر".
وانتشر الفيديو على نطاق واسع بما في ذلك في وسائل الإعلام المصرية التي وصفته بأنه "مهين".
وطالب بعض الإعلاميين المقربين من حكومة السيسي بتسليم القرضاوي للسلطات المصرية.
حظرت القاهرة جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها منظمة "إرهابية" عام 2013، وسجنت مذاك آلافا من أعضائها وأنصارها وأعدمت العشرات.
واعتقلت السلطات المصرية علا ابنة يوسف القرضاوي لمدة أربع سنوات ونيف بسبب ارتباطها بالتنظيم، وأفرجت عنها عام 2021.
وتقول منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان إن السلطات المصرية تسجن عشرات الآلاف لأسباب سياسية.
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
جاكوبين: الإسلاموفوبيا دفعت آلاف المسلمين لمغادرة فرنسا
سلّط تقرير حديث لمجلة "جاكوبين" الأميركية الضوء على تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا، وما يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة تطال الجالية المسلمة في البلاد.
واستند التقرير إلى نتائج وردت في كتاب بعنوان "فرنسا تحبها ولكنك تغادرها"، من تأليف 3 كُتاب هم: أوليفييه إستيف، وأليس بيكار، وجوليان تالبان، والذي يسلط الضوء على أجواء العداء المتزايدة ضد المسلمين، والتي دفعت آلاف المسلمين الفرنسيين إلى الهجرة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أمنستي تنتقد نشر الحرس بلوس أنجلوس ردا على المداهمات وتراه "أمرا خطيرا"list 2 of 2خبراء أمميون: إسرائيل ترتكب "إبادة" وتخطط لمحو الحياة بغزةend of listويقدر المؤلفون أن نحو 200 ألف مسلم فرنسي معظمهم من ذوي المؤهلات التعليمية العالية، قد غادروا البلاد إلى دول متعددة الثقافات مثل بريطانيا وكندا.
وترجع موجة الهجرة هذه إلى مزيج من التمييز المستشري، وجرائم الكراهية والإسلاموفوبيا، والانحياز المنهجي في الحياة العامة.
وسجل المؤلف الجماعي أن الربع الأول من عام 2025 وحده شهد 79 جريمة كراهية ضد المسلمين، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 70%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وفقا لوزارة الداخلية الفرنسية.
وتشمل هذه الجرائم حادثة مروعة في أبريل/نيسان الماضي، قُتل فيها المهاجر المالي أبو بكر سيسيه طعنا داخل مسجد في جنوب فرنسا.
كما ظهرت في مايو/أيار ملصقات منتشرة في مدينة أورليان تحمل عبارة "منطقة محظورة على المسلمين"، وتُظهر صورا لنساء يرتدين الحجاب وأشخاص يؤدون الصلاة، وقد وضعت عليها علامة حظر، ما يعكس حجم العداء المتصاعد.
إعلانوأفاد بأنه جرى ربط هذه الأفعال بشخص ينتمي لتيار نازي جديد مسجون حاليا، في مؤشر على البيئة المتزايدة الخطورة للمسلمين في فرنسا.
وأشارت المجلة إلى أن خبراء يقولون إن قرار الهجرة بالنسبة لكثير من المسلمين الفرنسيين "لا يرتبط بحوادث معزولة، بل هو نتيجة تراكم يومي للتمييز والعدوانية الصامتة".
وشارك العديد من المسلمين الذين أُجريت معهم مقابلات في الكتاب تجارب صادمة، من بينها "المضايقات والتنمر والتمييز المؤسسي".
وحسب تقرير للمجلة، فإن استبيانا شمل المهاجرين أظهر أن ما يقارب ثلاثة أرباعهم غادروا فرنسا هربا من العنصرية والتمييز، فيما عبّر 64% منهم عن رغبتهم في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية.
كما أشار كثيرون إلى أن وسائل الإعلام الفرنسية والخطاب السياسي السائد يساهمان في تأجيج الوضع، عبر برامج ومقاطع تثير الجدل حول ممارسات إسلامية مثل ارتداء الحجاب.
واتهم التقرير قادة سياسيين فرنسيين بلعب دور في تفاقم الإسلاموفوبيا، وقد أقدمت حكومة إيمانويل ماكرون على حل منظمات مناهضة للإسلاموفوبيا، وسنت سياسات تستهدف المسلمين بذريعة محاربة "الانعزالية المجتمعية".