لبنان ٢٤:
2025-05-30@13:12:09 GMT

جردة ثقيلة لسنة 2024 لبنانيًا.. تنذكر وما تنعاد؟!

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

قد تكون عبارة "تنعاد عليكم" من أكثر العبارات التي يستخدمها الناس حين يتبادلون التهاني والأمنيات خلال الاحتفال بعيد رأس السنة، إلا أنّ الواضح أنّ اللبنانيين تحديدًا يتجنّبونها هذا الأسبوع، فهم إما يعتمدون صياغة أخرى للتهنئة، أو يذهبون للقول صراحةً إنّهم لا يتمنّون أن "تنعاد" هذه السنة، على طريقة "تنذكر وما تنعاد"، إن صحّ التعبير، في إشارة ضمنية إلى "السلبية"، بل "السوداوية" التي طبعت هذا العام في معظم محطّاته.


 
لا يبدو ذلك مُستغرَبًا، إذ إنّ أقلّ ما يقال عن جردة العام 2024 على مستوى المنطقة ككلّ، ولكن لبنان بالتحديد، أنّها "ثقيلة"، وهي التي بدأت بـ"جبهة إسناد" كانت المواجهات على خطّها تتصاعد تارةً وتهبط تارةً أخرى، قبل أن تتحوّل بشكل دراماتيكي إلى "حرب" يصفها البعض بالأكثر "وحشية" في التاريخ الحديث، وقد بدأت أساسًا بمجزرة غير مسبوقة على مستوى الحروب في العالم ربما، وحفرت عميقًا في الذاكرة اللبنانية.
 
وإذا كانت الحرب الإسرائيلية على لبنان بأحداثها الثقيلة، وعلى رأسها اغتيال الأمين العام السابق لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، طبعت العام بكلّ محطّاته، التي وُصِفت بالمفصلية والمصيرية، فإنّها انعكست أيضًا على كلّ الاستحقاقات، ولا سيما السياسية منها، حيث استمرّ الفراغ الرئاسي مهيمنًا على قصر بعبدا، ليستمرّ معه الخلل في انتظام المؤسسات الدستورية، وذلك على الرغم من كل المبادرات والوساطات، الداخلية منها كما الخارجية..
 
حرب لا تشبه غيرها
 
لا يتمنى اللبنانيون أن "تنعاد" سنة 2024، لهول ما عاشوه خلالها، نتيجة حربٍ إسرائيلية وحشيّة ومدمّرة، تُعَدّ "الأقسى" على الإطلاق، حتى بالمقارنة مع حرب تموز 2006، ولا سيما أنّها جاءت "خارج الحسابات"، بعدما كانت التقديرات تشير إلى أنّ "جبهة الإسناد" سوف تبقى مضبوطة بقواعد الاشتباك التي رسمها "حزب الله"، الذي تبيّن أنّه أخطأ في الحسابات، ولو أنّه كان يعتقد أنّ إسرائيل كانت تخطّط لحربٍ ضدّه، حتى قبل الحرب على غزة.
 
وبالحديث عن "قساوة" هذه الحرب، يستحضر اللبنانيون الكثير من المشاهد "المُظلِمة" على خطّها، بدءًا من مجزرة البيجر الشهيرة، وغير المألوفة في تاريخ الحروب، إلى القصف العابر للمناطق، وقد شمل العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، فضلاً عن مناطق لم تكن يومًا في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، من دون أن ننسى مأساة النزوح، وما ترتّب عليها من معاناة على المستوى الاجتماعي، وكذلك الأضرار النفسية الهائلة للحرب.
 
إلا أنّ الحدث المفصليّ الأهم الذي طبع هذه الحرب يبقى اغتيال الأمين العام السابق لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وهو الحدث الذي لم يكن أحد يتوقّع إمكانية حصوله، والذي لا يزال كثيرون عاجزين حتى الآن عن تصديقه واستيعابه، ليبقى الثابت أنّ ما بعده ليس كما قبله، علمًا أنّ هناك من يرى أنّ هذا الحدث بالتحديد فتح الباب أمام تحوّلات "دراماتيكية"، بدأت من توسّع الحرب على لبنان، لكنّها وصلت إلى سوريا، مع سقوط نظام بشار الأسد.
 
السياسة "في إجازة"
 
بالتوازي مع الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان، بدا أنّ الاستحقاقات السياسية كانت في "إجازة"، مع تجميد الاستحقاق الرئاسي الذي استمرّ طيلة العام، بغياب أيّ جلسات انتخابية دعا إليها رئيس مجلس النواب، على الرغم من نفي المعنيّين المتكرّر لأيّ ربط بين الحرب والرئاسة، في وقت عجزت كل الوساطات والمبادرات التي دخل على خطها المجتمع الدولي عبر اللجنة الخماسية المعنية بالشأن اللبناني، في إحداث أيّ "خرق".
 
وفي وقتٍ يراهن كثيرون على إمكانية إنجاز الاستحقاق مطلع العام الجديد، في ضوء المرونة التي طرأت على بعض المواقف، وإن لم تترجم عمليًا بأيّ تغييرات ملموسة، على مستوى المعادلات القائمة، بعيدًا عن التعهد بحضور الجلسات، فإنّ الثابت أنّ الفراغ الرئاسي انعكس على مختلف الاستحقاقات العام الماضي، ليفرض التمديد أمرًا واقعًا مرّة أخرى، كما حصل في استحقاقي الانتخابات البلدية والاختيارية، وقيادة الجيش.
 
وإذا كانت الحكومة لعبت دورًا أساسيًا في تعويض هذا الفراغ، وتحمّلت مسؤولياتها على أكمل وجه، فإنّ هذا الدور بقي "مضبوطًا" بالكثير من المحدّدات، منها الظروف الاستثنائية والدقيقة التي ترتّبت على الحرب، وكذلك الانقسام السياسي الآخذ في التصاعد، فضلاً عن عدم قدرتها على تحقيق الكثير من الإنجازات، فالتعيينات على اختلافها بقيت متعذّرة بغياب رئيس للجمهورية، وورشة الإصلاحات مؤجّلة ريثما ينتظم عمل المؤسسات.
 
"تنذكر وما تنعاد".. لعلّ هذه الكلمة تختصر شعور اللبنانيين إزاء العام 2024، الذي يُسقِط اليوم آخر أوراقه، وهم الذين عاشوا الأمرَّين في كنفه، ويخشون أن يعيشوا ما هو "أمَرّ" منها في العام الجديد، في ظلّ الوعيد الإسرائيلي غير المفهوم بالبقاء جنوب لبنان. يبقى الأمل ملاذ اللبنانيين الوحيد في هذا اليوم، "أمل" بأن يأخذ العام 2024 مصائبه وكوارثه معه، ليفتح العام الجديد الباب أمام "بداية جديدة" لا بدّ منها... المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الحرب تعيد الخربة إلى أصلها: هل كانت مزرعة عدس؟

"كنا نصحو مع شروق الشمس لنزرع الأرض التي ورثناها عن أجدادنا. اليوم نصحو على دويّ القذائف التي تدفن تراثنا تحت الركام". بهذه الكلمات يبدأ يوسف محمد، أحد مزارعي خربة العدس جنوب قطاع غزة ، سرد حكاية قريته التي كانت تنتج جزءا من سلة غذاء غزة.

الحرب، كان يعيش في هذه المنطقة 23 ألف نسمة (وفق سجلات بلدية رفح، 2023)، يعتمد 80% منهم على الزراعة، حيث كانت تنتج 40% من احتياجات القطاع من العدس. أما اليوم، فلم يبقَ سوى حطام منازل.

خربة العدس، التي اكتسبت اسمها من زراعتها التاريخية للبقوليات، تُشكل نموذجاً للاكتفاء الذاتي رغم الحصار. اعتمد مزارعوها على تقنيات تقليدية مثل "الزراعة البعلية" لتعويض شح المياه، حيث كانت 70% من الآبار الجوفية تعمل بكفاءة محدودة (تقرير الأمم المتحدة، 2021).

سكان الخربة يزرعون العدس والقمح ويبعون الفائض في أسواق غزة، لكن هذه الذكريات تبدو بعيدة اليوم بعد أن تحولت 85% من الأراضي الزراعية إلى مناطق غير صالحة للزراعة (هيئة مكافحة التصحر، 2024).

تصاعد القصف، تحولت خربة العدس إلى ملاذ لنازحين من خانيونس المجاورة، حيث وصل عددهم إلى 12 ألف نازح (مفوضية اللاجئين، 2024) يقول أحد النازحين من خانيونس: "وضعنا الخيام فوق الحقول.. كنا نأكل من خيرات هذه الأرض، والآن نحن ندفنها".

الأزمة تفاقمت مع تدمير 64 بئراً مائياً من أصل 90 (بلدية رفح، 2024)، وتلوث المياه الجوفية بسبب تسرب المواد الكيميائية من المخلفات الحربية.

عندما أُعلنت أوامر النزوح الإسرائيلية، رفضت عشرات العائلات المغادرة. "هذه الأرض هي هويتنا.. لن نتركها"، كن القصف البري جعل البقاء مستحيلاً. اليوم، 90% من السكان نزحوا قسراً (منظمة حقوقية محلية، 2024).

لم تقتصر آثار الحرب على الدمار المادي فحسب، بل امتدت إلى الحياة اليومية لسكان غزة، حيث يعاني الأهالي من نقصٍ حادٍ في المواد الغذائية الأساسية، مما دفعهم إلى البحث عن بدائل غير مألوفة مثل طحن العدس واستخدامه كبديل للطحين في صناعة الخبز

مع استمرار الأزمة، يطالب السكان والمنظمات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل لإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين. إن إعادة الحياة إلى خربة العدس ليست مجرد مسألة إعادة بناء، بل هي استعادةٌ للكرامة والحق في العيش بأمانٍ واستقرارٍ بعيدًا عن أهوال الحرب.

في اتصال مع أحد المزارعين في خربة العدس يدعى يوسف محمد، قال في السابق كنا نعتمد على زراعة العدس والقمح وبعض الخضار. الأرض هنا خصبة، والمياه كانت تكفي بالرغم من الصعوبات. كنا نبيع جزءًا من المحصول في سوق غزة ونخزن الباقي لأهلنا."

وفي إجابته على سؤال: ماذا حدث لمزرعتك بعد تصاعد العمليات العسكرية أجاب: "الدنيا انقلبت. القصف وصل لمناطق قريبة، والمياه صارت شبه معدومة بسبب تدمير البنية التحتية. جزء من الأرض صار غير صالح للزراعة، والبذور التي كنّا نخزنها تضررت. حتى الأدوات البسيطة اللي عندي انكسرت من شدة الاهتزازات."

"لو عاد السلام، سنزرع العدس مرة أخرى.. حتى لو نبت بين الرصاص"، بهذه الكلمات يختم يوسف يوسف محمد حديثه، بينما تغيب الشمس خلف أعمدة الدخان المتصاعدة من أرضٍ كانت ذات يومٍ مصدر حياة.

في قلب قطاع غزة، حيث كانت الحياة تنبض في خربة العدس، تحولت هذه المنطقة إلى شاهدٍ صامتٍ على آثار الحرب. كانت الخربة موطنًا للعديد من العائلات التي عاشت فيها لعقود، لكنها اليوم تعاني من الدمار والتشريد، حيث لم تسلم المنازل والبنية التحتية من القصف المستمر

قصة خربة العدس ليست مجرد سردية دمار، بل شهادة على انهيار نظام بيئي واجتماعي متكامل.

المصدر : وكالة سوا - مصطفى عفانة اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين السولار الصناعي... بابٌ مفتوح على الموت غزة: طلبة الهندسة يبتكرون حلولًا هندسية تحت الحرب استمرار عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها لليوم الـ128 الأكثر قراءة الرئيس عباس يطلق نداءً عاجلا لقادة دول العالم حول الوضع الكارثي في غزة تطورات سياسية غير مسبوقة صحة غزة: الاحتلال يستهدف مولدات المستشفيات ويُفاقم الكارثة الطبية بينهم 3 سيدات.. الاحتلال يعتقل 20 مواطنا على الأقل من الضّفة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حبس وزير لبناني سابق وإلزامه بدفع غرامه مالية مليار ليره
  • محمد محيي الدين والوضاءة التي كانت عبر مناديله العديدة
  • مقتل لبناني بغارة شنتها مسيّرة إسرائيلية جنوب البلاد
  • استشهاد مواطن لبناني في خرق صهيوني جديد لوقف إطلاق النار
  • بالفيديو.. إنجاز لبناني تاريخي في التنس
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟
  • الحرب تعيد الخربة إلى أصلها: هل كانت مزرعة عدس؟
  • رد لبناني على اورتاغوس
  • بالصور: لقاء سوري لبناني في دمشق.. وهذا ما تم بحثه