المسلة:
2025-08-03@21:54:03 GMT

الذكاء الاصطناعي قد “يبيع قراراتك” قبل اتخاذها

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

الذكاء الاصطناعي قد “يبيع قراراتك” قبل اتخاذها

1 يناير، 2025

بغداد/المسلة: قد يصبح وكلاء الذكاء الاصطناعي قادرين على التأثير على نواياك بشكل سري، ما يخلق حدودًا تجارية جديدة يطلق عليها الباحثون اسم “اقتصاد النية”.

وقد نشهد في المستقبل القريب مساعدين للذكاء الاصطناعي يمكنهم التنبؤ بالقرارات التي نريد اتخاذها والتأثير عليها في مرحلة مبكرة، وبيع هذه “النوايا” المتطورة في الوقت الحقيقي للشركات القادرة على تلبية الاحتياجات حتى قبل أن نتخذ قرارنا.


تخيل أنظمة الذكاء الاصطناعي القادرة على التنبؤ بقراراتك وبيعها للشركات قبل أن تتخذها. ووفقًا للباحثين في جامعة كامبريدج، فإن هذا السيناريو المزعج قد يتحول إلى حقيقة في ما يطلقون عليه “اقتصاد النية” – وهو سوق جديد حيث تصبح الدوافع البشرية هي عملة العصر الرقمي.

ويحذر الدكتور جوني بين، مؤرخ التكنولوجيا في مركز ليفرهولم لمستقبل الذكاء في كامبريدج، من أن “اقتصاد النية سوف يعامل دوافعك باعتبارها العملة الجديدة ما لم يتم تنظيمه. وسوف يكون بمثابة اندفاعة ذهبية لأولئك الذين يستهدفون النوايا البشرية ويوجهونها ويبيعونها”.
ويزعم الباحثون أن صعود الذكاء الاصطناعي التفاعلي وروبوتات الدردشة يخلق فرصًا غير مسبوقة للتلاعب الاجتماعي. وسوف تجمع هذه الأنظمة بين معرفة عاداتنا عبر الإنترنت ومحاكاة الشخصية المتطورة لبناء مستويات عميقة من الثقة، كل ذلك في حين تجمع بيانات نفسية حميمة من خلال المحادثة غير الرسمية.
يوضح الدكتور يعقوب شودري، وهو باحث زائر في معهد لندن لأبحاث السياسة الخارجية بجامعة كامبريدج، أن “ما يقوله الناس أثناء المحادثة، وكيف يقولون ذلك، ونوع الاستنتاجات التي يمكن التوصل إليها في الوقت الفعلي نتيجة لذلك، أكثر حميمية بكثير من مجرد سجلات التفاعلات عبر الإنترنت”.

وقال: “يتم إنفاق موارد هائلة لوضع مساعدي الذكاء الاصطناعي في كل مجال من مجالات الحياة، وهو ما ينبغي أن يثير التساؤل حول مصالح وأغراض من تم تصميم هؤلاء المساعدين المزعومين لخدمتهم”.

إن شركات التكنولوجيا الكبرى تضع الأساس لهذا المستقبل بالفعل. فقد دعت شركة “OpenAI” إلى “البيانات التي تعبر عن النية البشرية… عبر أي لغة وموضوع وتنسيق”.

ويتضمن إطار عمل المطورين الجديد لشركة “Apple” بروتوكولات “للتنبؤ بالإجراءات التي قد يتخذها شخص ما في المستقبل”. وفي الوقت ذاتهذ، ناقش الرئيس التنفيذي لشركة “Nvidia” علنًا استخدام نماذج لغة الذكاء الاصطناعي لمعرفة النية والرغبة.
إن العواقب قد تكون بعيدة المدى، وتؤثر على كل شيء بدءاً من اختيارات المستهلكين وحتى العمليات الديمقراطية. ويحذر جوني بين قائلاً: “يتعين علينا أن نبدأ في النظر في التأثير المحتمل لمثل هذه السوق على التطلعات البشرية، بما في ذلك الانتخابات الحرة والنزيهة، والصحافة الحرة، والمنافسة العادلة في السوق، قبل أن نصبح ضحايا لعواقبها غير المقصودة”.

قد تتجلى هذه التكنولوجيا بطرق مفيدة على ما يبدو ــ مثل مساعد الذكاء الاصطناعي الذي يقترح تذاكر السينما بعد أن يكتشف أنك متوتر (“ذكرت أنك تشعر بالإرهاق، هل أحجز لك تذكرة السينما التي تحدثنا عنها؟”). ولكن وراء مثل هذه التسهيلات يكمن نظام متطور لتوجيه المحادثات والسلوكيات لصالح منصات أو معلنين أو حتى منظمات سياسية محددة.
وبحسب مجلة ” scienceblog” فإنه على الرغم أن من الباحثين يعترفون بأن هذا المستقبل ليس حتميًا، فإنهم يؤكدون على الحاجة إلى التوعية العامة والمناقشة الفورية. ويوضح بين أن “الوعي العام بما هو قادم هو المفتاح لضمان عدم سلوكنا الطريق الخطأ”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

السجن لا يكفي.. جماعة “القربان” والانتحار المؤسَّس في أطراف ذي قار

1 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: مكي الحاج:

أمام حكم محكمة جنايات ذي قار بسجن أحد أعضاء جماعة “القربان” الدينية المحظورة مدى الحياة، تقف الدولة العراقية في لحظة اختبار دقيقة بين فرض سيادة القانون، وكبح جماح تيارات دينية متطرفة تتسلل إلى الفئات الهشّة من المجتمع، تحت عباءات روحية، لتزرع بذور الموت والانتحار.

وتنذر وقائع القضية بأن الجماعة، رغم الحظر والملاحقة، استطاعت بناء شبكة تأثير داخل بيئات اجتماعية تعاني من هشاشة مركبة: اقتصاد متردٍّ، تعليم ضعيف، فراغات نفسية وروحية، وغياب مشاريع تنموية مستدامة، ما جعل تلك المجتمعات تُستدرج بسهولة إلى طقوس تُغلّف الانتحار بثوب القداسة وتربطه بمفاهيم فقهية مغلوطة مثل “التقرب” و”التكفير عن الذنوب”.

ووفقاً لمصدر قضائي، فإنّ “المتّهم من الجماعة ثبتت عليه أدلة قاطعة تؤكد تورّطه في استدراج عدد من القاصرين، ودفعهم نحو إيذاء النفس والانتحار تحت عناوين مضلّلة”.

وأضاف أنّ “الحكم يأتي في إطار الحزم الذي تتّبعه السلطة القضائية ضدّ كل من تسول له نفسه تهديد السلم المجتمعي أو التلاعب بعقول الفئات الضعيفة”، مشدداً على أن “الأحكام الصارمة ستطاول كل من ينخرط في مثل هذه الأنشطة المنحرفة، حمايةً للنسيج الاجتماعي وسلامة الأفراد”.

وقال مسؤول قضائي عراقي، فضّل عدم الكشف عن هويته، إنّ “العشرات من الجماعة ما زالوا ينتظرون الأحكام القضائية التي ستصدر بحقّهم لاحقاً”، مبيّناً، أنّ “غالبية ملفات هؤلاء أُنجزت وعُرضت على القضاة المختصّين، بانتظار صدور الأحكام”، مشيراً إلى أهمية العقوبة القانونية كجزء من عملية ردع هؤلاء.

وتكشف طريقة تجنيد القاصرين في الجماعة –من خلال قنوات تواصل اجتماعي وأناشيد طقسية ورسائل مكتوبة– عن فهم متقدّم لمنطق “الحرب الناعمة”، حيث تُستبدل القنابل بالفيديوهات، والمناشير العسكرية برسائل العقيدة المتطرفة، وهو ما يتطلّب بدوره نمطًا جديدًا من المواجهة لا يقتصر على الحلّ الأمني بل يدمج الإعلام والتعليم والمؤسسات الدينية الرصينة في حملة توعوية عميقة.

وتكمن خطورة جماعة “القربان” في طابعها الطقوسي الذي يجعل الموت غاية وليس نتيجة، إذ يتم استدعاء رموز مقدسة في سياق انتحاري تدميري، الأمر الذي يخلق فجوة عاطفية بين الأجيال الجديدة وبين التراث الديني نفسه، ويفتح المجال أمام تجنيد مضاد من جماعات متطرفة أخرى قد تحمل رايات مختلفة، لكنها تغذي الذهنية ذاتها.

ويبدو أن صرامة القضاء العراقي في هذا الملف تعكس إدراكاً متزايداً لدى مؤسسات الدولة بأن الصمت أمام الجماعات التي توظّف الدين في إذكاء نزعات انتحارية هو نوع من التواطؤ الصامت.

غير أن الحكم القضائي، على صلابته، لن يكون كافياً ما لم يُترجم إلى سياسات وقائية تضع حدًا لدوائر الفقر والحرمان والفراغ التي تنشأ فيها مثل هذه الكيانات المنحرفة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • “أبوظبي للزراعة” تحصل على أول شهادة عالمية في الذكاء الاصطناعي بالقطاع الزراعي
  • “القسام” تضع شرطا لإدخال الطعام والدواء للأسرى
  • ما هى الرسوم التي يتحملها صاحب العمل عن العامل الوافد؟.. توضيح من الموارد البشرية
  • دراسة تحذر: هل يكون عام 2027 بداية نهاية البشرية بسبب الذكاء الاصطناعي؟
  • ورقة بحثية: الذكاء الاصطناعي قد يدمر البشرية بحلول 2027
  • في أسواق تركيا… الذكاء الاصطناعي يختار البطيخ، والبائع يرد: “وينك من صوت التِك تِك؟”
  • الجيش السوري يتصدى لهجوم من “قسد” قرب حلب
  • ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي
  • السجن لا يكفي.. جماعة “القربان” والانتحار المؤسَّس في أطراف ذي قار
  • ازدواجية في فهم الحريات “العباءة نموذجاً”