وفاة منفذ مجزرة مونتينيجرو بعد محاولته الانتحار
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
أعلن وزير الداخلية في مونتينيجرو "الجبل الأسود" دانيلو سارانوفيتش، أن مسلحا قتل 10 أشخاص على الأقل في هجوم على بلدة صغيرة توفي متأثرا بجراحه في وقت متأخر الأربعاء بعد محاولته الانتحار.
وقال سارانوفيتش لمحطة تلفزيونية رسمية إن الرجل الذي حددته الشرطة باسم ألكسندر مارتينوفيتش (45 عاما) حاول الانتحار بالقرب من منزله في بلدة سيتينيي وتوفي متأثرا بجراحه أثناء نقله إلى المستشفى.
وكانت الشرطة ووسائل إعلام محلية قد قالت في وقت سابق إن مارتينوفيتش قتل عشرة أشخاص، بينهم طفلان، في إطلاق نار وأصاب أربعة آخرين الأربعاء بمدينة سيتينيي في مونتينيغرو بعد مشاجرة في حانة.
ودفعت الشرطة بقوات خاصة للبحث عن مارتينوفيتش في سيتينيي، على بعد نحو (30 كيلومترا) شمال غرب العاصمة بودغوريتشا.
وذكر الرئيس ياكوف ميلاتوفيتش عبر منصة إكس إنه "مصدوم ومندهش" إزاء المأساة.
وأضاف: "بدلا من فرحة العطلة... تملكنا الحزن بسبب فقدان الأرواح البريئة".
وزار رئيس وزراء مونتينيغرو ميلويكو سبايتش المستشفى الذي يتلقى فيه المصابون العلاج وأعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام.
وعلّق سبايتش على الحادث قائلا: "هذه مأساة فظيعة أثرت علينا جميعا... كل فرق الشرطة منتشرة".
وقالت قناة فيجيستي إن شجارا وقع في المطعم قبل إطلاق النار من جانب مارتينوفيتش الذي غادر إلى الشارع وأطلق النار هناك حيث قتل طفلين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجبل الأسود مونتينيغرو المزيد
إقرأ أيضاً:
مرور مجزرة الجوعى!
الفعل الدنيء الذي ارتكبه الكيان الصهيوني في ما بات يعرف بـ«مجزرة الجوعى»، لم يضف لنا شيئا جديدا لجهة دموية هذا الكيان ووحشيته وتجرده من كل القيم الإنسانية، لكنه ربما يعزز أو يزرع بذرة المعرفة في نفوس كثير من الغرب والأوروبيين عن حقيقة هذا الكيان.
عشرات الشهداء سقطوا ليشهدوا على ما صارت عليه الإنسانية اليوم من تآكل، وما صارت عليه الضمائر من انسلاخ مؤسف عن القيم والأخلاق والانتماء للنوع الإنساني.
لم يكونوا يتهيأوا لجولة مواجهة مع العدو الصهيوني، ولم يكونوا يحملون أي نوع من أنواع السلاح.. كانوا جوعى عصفت بهم نذالة المجتمع الدولي وهو يشاهد الكيان الصهيوني يمنع عنهم الغذاء والدواء بقوة السلاح الأمريكي والأوروبي، كانوا ينتظرون الحصول على ما يسدون به رمقهم.. وجبة واحدة تعينهم على الوقوف والسعي من جديد بحثا عن فرصة في الحصول على وجبة أخرى.
وفي أماكن بعيدة عنهم أو قريبة، كانت عائلات تنتظر عودة عائلهم بشيء مما قيل أنه مساعدات غذائية، وهُم يتضورون جوعا، وليس في الأمر إنشاء أو مبالغة فالقطاع تحت حصار خانق، وهؤلاء إن كانوا سعداء حظ فإنهم قد يلقون شبه وجبة في كامل يومهم. إلا أن ما كان للأسف، هو مواجهة القادمين بحثاً عن طعام بالموت، وكأن المحظوظ هو من لم يأت للحصول على حظه من هذه المساعدات.
لم ينكر العدو الصهيوني الجريمة الشنعاء، لكنه تحجج بوجود حركات مشبوهة كانت تستهدف قواته، وهو المبرر الأقبح من الذنب، فالمدنيون أمام العالم أجمع كانوا متجمعين من أجل الحصول على قليل من الطحين، وفي هذه الحالة يُمنع ويُجرَّم – حسب القانون الإنساني – أي استهداف لهم حتى لو كانت هناك شبهة وجود عناصر مسلحة.
فما الذي استند عليه العدو ليرتكب هذا الانتهاك للحياة وأمام العالم المنافق؟
الأمر الآخر الذي يتوجب الاستناد عليه عند مساءلة هذا الكيان على جريمته التي لا تُعد الأولى من نوعها، هو حساب مسألة التناسب الموضوعي، فإذا وُجِدت عناصر خطر على العدو، حسب زعمه، فإن الموقف بطبيعته لا يحتمل اللجوء إلى استهداف المدنيين. مع ذلك ظهرت النتائج مؤكدة هذا القول، إذ ذهب في المجزرة عشرات المدنيين الفلسطينيين ولم يكن بينهم أحد من عناصر المقاومة.
بكل تأكيد ستمر هذه الجريمة كباقي الجرائم وسيتمادى العدو أكثر في القتل لمجرد القتل وإشباع نهمه للدماء العربية، وإذلال العرب والمسلمين أكثر وأكثر من خلال تعرية جُبنهم بهذا الإجرام المفتوح والمتواصل ضد الفلسطينيين.
صحيح أن الكيان يبدو اليوم دوليا في وضع مزر.. كائن متوحش لا يجيد إلا لغة القتل الجبان للأطفال والنساء والجوعى، لكنه مع ذلك يستمر، مستندا إلى القوة الخفية التي تدعمه وتتخذ من العمق الأمريكي موقعا لها.
مع ذلك سيبقى العدو الإسرائيلي مجرد مُحصلة غير متينة لمؤامرة خططت بأن يكون لها كيان في قلب الأمة العربية، ويدعم ذلك، انه منذ (77) عاما ظل محل جدل غير معترف به من كل الدول، كما ظل بؤرة قلق وإقلاق للعالم، وشاهد «مُحرج» على جُبن المجتمع الدولي في كثير من الأحيان، حين يدوس على ما أجمعوا عليه من القوانين والمبادئ الإنسانية في السلم والحرب.
ولأنه كذلك فإن المنطق والقاعدة تؤكد أن خطأ المُدخلات لا بد وأن يقود إلى كارثة في النتائج والمخرجات، فالكيان هو بذاته عبارة عن مؤامرة، ثم قام لتثبيت وجوده على مؤامرات، لم تستثن أحداً، بدأها بأمريكا ثم أوروبا والغرب بشكل عام، قبل أن يتحول إلى سلب العرب والمسلمين من إرادتهم وقرارهم، فصار الأمر بهذا الشكل المخزي من السلبية.