عام جديد، حلم تحرير الوطن من قيود الرجعية وظلام العنصرية
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
abudafair@hotmail.com
د. الهادي عبدالله أبوضفائر
فلنمضِ سوياً، نحو فجر جديد، نقرر فيه أن نُسقط عن كاهلنا أصفاد العنصرية وأغلال الرجعية والقبلية، تلك الآفات التي تسللت إلى عمق نسيجنا الاجتماعي، واستوطنت وجداننا النابض بالحياة كوحشٍ خفي، ينهش في صمتٍ مريب، ويُعيد تشكيل ملامحنا بأسلوبٍ مشوه، يطمس به جمال تنوعنا البديع.
فلا يمكن أن يُختزل القبيلة في سياق سياسي عابر، ولا أداة تُوظَّف في صراع السلطة، فهي أسمى من أن تُقيَّد بأغلال الأيديولوجيات أو تُستهلك في النزاعات. لا يحق لأي حركة، ثورية أو تحريرية، أن تدّعي تمثيل القبيلة أو التحدث باسمها، فهي منظومة اجتماعية ذات جذور ضاربة في عمق التاريخ، وإطار حيّ ينظّم حياة الأفراد، وجسر يصلهم بذاكرة الأرض، حيث يُدار ميراثها الطبيعي بروح جماعية تتجاوز الحسابات السياسية الضيقة، تتجلى فيها قواعد التآلف وتُعزَّز القيم المشتركة التي تزرع الانسجام بعيداً عن صخب السياسة ومآرب السلطة، وتمثل بطبيعتها الأصيلة حصن يضم الجميع دون تفرقة أو تحيز، لكنها في الوقت ذاته تصون هويتها وحدودها بثبات. وتفتح أبوابها لكل من يلجأ إليها طالباً الإقامة والعيش الكريم، مانحةً الحقوق ومطالبةً بالواجبات، شرط أن يلتزم الوافد بأعرافها ويحترم قواعدها. بهذا الامتثال، تُحفظ النسيج الاجتماعي ويُكرّس الانتماء، في ظل مظلة من الاحترام المتبادل والتقدير العميق للروابط التي تُبقيها حيّة وقوية عبر الأجيال.
هكذا تتجلى صور نابضة بالحياة للتعايش الإنساني، حيث يمتزج الناس بلا قيود جغرافية أو تمييز قبلي، فالزغاوة يقيمون في ديار الرزيقات وينعمون بكامل الصلاحيات، والرزيقات يجدون مقامهم في ديار الزغاوة. وكذلك العرب في ديار المساليت، والشايقية في ديار الجعل، والجعلية في ديار الجوامعة، في حركة سكانية متجانسة، ليست وليدة الصدفة، بل تعبير عميق
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی دیار
إقرأ أيضاً:
القضاء الإسباني ينتصر لفينيسيوس ويدين العنصرية لأول مرة في الملاعب
ماجد محمد
أصدرت المحكمة الإقليمية في إسبانيا اليوم الأربعاء حكماً يدين الإهانات العنصرية في ملاعب كرة القدم بوصفها جريمة كراهية، وذلك بموجب المادة «510.1 (أ)» من قانون العقوبات الإسباني.
وأدين خمسة مشجعين بتوجيه إساءات عنصرية إلى نجم ريال مدريد، البرازيلي فينيسيوس جونيور، خلال مباراة جمعت فريقه ببلد الوليد في 30 ديسمبر 2022.
وتضمنت العقوبات سجن المدانين لمدة عام، مع حرمانهم من الحق في التصويت خلال الفترة نفسها، إضافة إلى غرامات مالية تتراوح بين 1080 و1620 يورو. كما شمل الحكم حرمانهم من العمل في الأنشطة التعليمية أو الرياضية أو الترفيهية لمدة أربع سنوات.
ولتفادي تنفيذ عقوبة السجن فعلياً، التزم المحكوم عليهم بعدم ارتكاب أي مخالفة قانونية لمدة ثلاث سنوات، إلى جانب الابتعاد عن حضور المباريات الرسمية في الملاعب الإسبانية خلال الفترة ذاتها.
ويمثل هذا الحكم القضائي تحولاً فارقاً في محاربة العنصرية داخل الرياضة الإسبانية؛ حيث يُعد أول اعتراف رسمي من المحكمة بأن الإهانات العنصرية في ملاعب كرة القدم تُشكل جريمة كراهية. وأكدت «لاليغا» أن هذا القرار هو نتيجة التزامها المستمر بمحاربة التمييز من خلال مبادرات مثل مشروع «LALIGA VS»، الذي يركز على التحرك القانوني، والتوعية المجتمعية، واستخدام التكنولوجيا لرصد السلوكيات العنصرية والإبلاغ عنها.
وشددت الرابطة على مواصلة التعاون مع السلطات والأندية لضمان بقاء كرة القدم الإسبانية بيئة آمنة تسودها قيم الاحترام والشمولية والتنوع.