أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر بقعًا وألوانًا سوداء تغطي الأهرامات في منطقة الجيزة، حالة من الجدل والدهشة بين المتابعين.

وتساءل البعض عما إذا كان هذا المشهد الغريب مرتبطًا بما يُعرف بـ"لعنة الفراعنة" أو أنه ناتج عن عوامل طبيعية وجوية.

وأظهر الفيديو المنتشر بقعًا سوداء بتقاطعات مختلفة على سطح الأهرامات، ما دفع الجمهور إلى التساؤل عما إذا كان هذا المشهد ناتجًا عن ظواهر غامضة أو تأثيرات بيئية.

 

ومع تصاعد التكهنات، خرج الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار ، بتوضيح علمي ينفي أي ارتباط للحادثة بلعنة الفراعنة أو أمور خارقة للطبيعة.

رأي خبير الآثار: لا داعي للقلق

وقال الدكتور مجدي شاكر، إن الظاهرة لا تدعو للدهشة ولا ترتبط بلعنة الفراعنة.

وأكد أن ما ظهر في الفيديو هو نتيجة تأثير العوامل الجوية، خاصة السحب الكثيفة التي غطت سماء البلاد في الأيام الأخيرة.

وأوضح شاكر أن اللون الأسود الظاهر على الأهرامات يبدو متغيرًا وغير ثابت، مما يؤكد أنه مجرد انعكاس لتقلبات الطقس والإضاءة الطبيعية. وأضاف أن الأهرامات بُنيت من أحجار جيرية ومغطاة بطبقة من الجرانيت، ما يجعلها مقاومة للعوامل الجوية بشكل كبير، مشددًا على أن ظهور اللون الأسود يتناقض مع التركيبة الأصلية للأهرامات.

تأثير الطقس والضوء والظل

وأشار شاكر إلى أن المنخفض الجوي والطقس البارد الذي تشهده مصر حاليًا، إضافة إلى اختفاء الشمس لساعات طويلة، قد تسببا في انعكاسات ضوئية وظلال أدت إلى ظهور هذا اللون الأسود في الفيديو. كما أكد أن الفيديو تم تصويره من مسافة بعيدة، مما أثر على جودته وجعل من الصعب التحقق من تفاصيل الظاهرة بدقة.

لا صحة للادعاءات الخارقة

ونفى شاكر بشكل قاطع أي ارتباط بين هذه الظاهرة وما يُعرف بـ"لعنة الفراعنة"، مشيرًا إلى أن الأهرامات ظلت محافظة على شكلها ولونها الأصلي منذ آلاف السنين، ولم تتأثر بأي تغيرات كبيرة. كما وصف الادعاءات المتداولة حول نبوءات كارثية بالقرب من الأهرامات بأنها غير علمية وكاذبة.

دعوة للهدوء والتثبت

واختتم المسؤول الأثري حديثه بالدعوة إلى التعامل مع مثل هذه الظواهر بحذر وعقلانية، محذرًا من الانسياق وراء الشائعات والتفسيرات الخرافية. وشدد على ضرورة الاعتماد على الحقائق العلمية والمصادر الرسمية عند تناول مثل هذه القضايا التي تمس التراث الثقافي والتاريخي لمصر.

ويُظهر الفيديو المتداول ظاهرة غامضة على الأهرامات، لكنها في الواقع مجرد انعكاسات ضوئية وتأثيرات جوية مؤقتة، وفقًا للخبراء. وتؤكد وزارة السياحة والآثار أن الأهرامات بحالتها الأصلية ولم تتعرض لأي ضرر، داعية الجمهور إلى عدم تصديق الشائعات أو الربط بين هذه الظاهرة ولعنة الفراعنة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزارة السياحة الأهرامات لعنة الفراعنة أهرامات الجيزة بقع سوداء السياحة والأثار المزيد

إقرأ أيضاً:

محنةُ غزة... عيبٌ عربي

عبدالله بن سليمان العامري

عندما تقع محنة ما، ويدُب الخوف واليأس في الروح نستنجد بمن نظن أنهم أحياء. ونشعر في تلك اللحظة أن الحياة ستجري كالسيل في عروق الأمل. وسيسعفنا أكسجين الحياة من يصلنا بصلة الدين والدم. وسيظهر لنا من وراء ضباب اليأس لابسًا درع الإيمان بالله وسيف الحق والأخوة.

 ويخيّلُ لنا أن من يصلنا بصلة الدين والدم سوف يملأ الروح من جديد عِزّةً وأملا، في لحظةٍ يُفترض ألا يخيبَ الظن فيه. فمن طبيعة البشر أن يتداعى الناس للنجدة عند المحن ما عدا محنة غزة فلا قريب ولا غريب منجد. محنة غزّة هي حرب الإبادة والجوع لأنها تحب الحياة والحق والحرية.

معركة الأسود والجواميس

أتابع أحيانا أفلاما وثائقية عن البرية والغابات، فرأيت في أحد تلك الأفلام جيشا من الأسود الضارية وهي تهجم على قطيع من الجواميس البرية الضخمة، وأمسكت بواحدٍ منها فعاد القطيع وهجم على الأسود لإنقاذ أخيهم ودارت معركة حامية قتل فيها أسد وأصيب البعض إصابات بالغة.

فكيف بالأخ إذا هاجمت قطط أخيه في الدم والدين، هل النار تخلف رمادا؟ وهل عرب اليوم لا يُشعلون نارًا ولا يعرفون" الخفارة" إذا استنجد بهم قريب، وهل سينسى عرب اليوم ولاءاتهم التي سبقت الزمن والمحن؟ وما أشبه اليوم بالبارحة.

أينسون "النكسة" ولاءات الخرطوم التي دوت في سماء العرب في شهر سبتمبر من نفس العام:

١ - لا صلح مع إسرائيل.

٣ - لا تفاوض مع إسرائيل.

أشعلت تلك اللاءات حينها وجدان الشعوب، وإن لم تحرق عدوًا فعلى الأقل حركت الدماء بعدما جمَدتْ في حرب الأيام الستة.

وظن البعض في محنة غزّة أن النار تُخلِّفْ نارًا عند الشدة وليس رمادًا، وأن قيود اتفاقية كامب ديفيد وأوسلو واتفاقية وادي عربة، وما بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية "انتفاضة الأقصى" ستُكسر، لأنها لا تمنع أخ من نجدة أخيه في محنته.. وما كُسرتْ.

الصندوق الأسود

بعد كل تلك المخرجات المؤلمة وكل تلك المآسي التي سبقت انتفاضة الأقصى، إذ بالرياح تجري بما لا تشتهي السفن مرةً أحرى وتنسف ما تبقى من آمال.

فقبل ٢٣ عاما، وبعد سنتين من انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠، وفي حفل بهيج باسم "القمة العربية" أكرمَ العرب شارون بجائزة من الصندوق الأسود "مبادرة السلام" مقابل الجرائم التي ارتكبها، ودُفِنت لاءات الخرطوم والآمال، ورفض شارون التكريم.  فكتبت في ذاك الزمان مقالة في جريدة الوطن العمانية بعد رفض شارون للمبادرة، وختمتها بهذه الجملة: "مبادرة السلام العربية تحت أقدام شارون" وكان الأجدر أن أقول آنذاك "تحت أقدام اللاعبين الأساسيين بقضية فلسطين، زعماء الاحتلال وأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومن يلعب في ملاعبهم".

ومقالةٌ أخرى ختمتها بسبع لاءات، ليس رجمًا بالغيب، وإنما هي خلاصة ما يمكن قراءته من الحفل وما سبقه من اتفاقيات وأحداث وهزائم، فالكتاب يقرأ من عنوانه، ولا تزال الخفايا في الصندوق الأسود، وخلاصة لاءات التكريم هي:

١ - لا للحرب.

٢- لا لقطع العلاقات.

٣- لا تطوع ولا جهاد.

٤- لا لفتح الحدود.

٥ - لا لسلاح النفط.

٦- لا لسلاح الاستثمارات والأرصدة في الولايات المتحدة.

٧ - لا تسليح للفلسطينيين

وها هي حرب الإبادة في غزة قد قاربت على السنتين، ولاءات العرب لا تسمع أنات أهل غزة المجوعون ولا ترى الإبادة. فمن سيأتي بالنجدة ومن أين؟ لقد كشف طوفان الأقصى ومحنة غزة حقيقة اتفاقيات السلام المُذلة ولاءاتها المخزية.

محنة غزة وسباق المجوعين

محنة أهل غزّة هي الصمود أمام أهداف الإبادة والموت ليس لأجل غزة، بل لأجل فلسطين، وحفظ الدين، وتطهير الأقصى من الدنس والمدنسين.

يتسابقون إلى ميدان الموت من شدّة الجوع، وهم في الأنفاس الأخيرة، لجلب طعام إن وجد، والموت أقرب إليهم مسافةً من ميدان الموت.

يتسابقون لجلب طعام وقد ذاب شحم المجوعين، وأُكلَ اللحم، والتصقَ الجلدُ بالعظم، فالحي فيهم هيكل عظم في انتظار الشهادة، ويموت المتسابقون وتموت الهياكل، نراهم يتدافعون، أطفال وصغار وشيوخ ونساء، يمدون أوعيتهم لغرفة من عدس أو طحين، والوعاء مملوء ألم وحزن، وعذاب، وخوف من سقوط القذائف والقنابل على رؤوسهم.

يتسابق المسعفون لإسعاف ضحايا الإبادة، فماتوا ومات المصابون، استُنفِرَ الأطباء لإنقاذ من هم في الرمق الأخير، فمات الأطباء ومات من هم في الرمق الأخير. ونفذت الأدوية والأكسجين، فمات المرضى المنتظرون، مات المنجدون ومات المنتظرون.

الطريق مغلق

غزة العزَّة تُقتلْ بالقنابل والتجويع والحصار المجنون، جريمة دولية لا تغتفر.

غزة مشروع موت بأحدث الأساليب وأسلحة المجرمين الفتاكة، وبأحجام وكميات ليس لها مثيل، ومبادرة سلام.

غزة قصة الأخ الشريك في قتلها، والقريب المتفرج على سلب روحها، والعدو الشامت من محنتها.

غزّة قصة كل المحاولات لقتلها، لتموت وتموت فلسطين. غزّة لن تموت، غزّة تحب الحياة والحق. غزة تقاتل بـ"لا إله إلا الله" وبأوعية الطعام وبارود الأنفاق لتنتصر، ولتبقى لأهلها الصامدين، ولتبقى فلسطين أرض أولى القبلتين.

غزة قالت: الطريق مغلق أمام بقاء المحتل، فغزة ابنة التاريخ العربي القديم وابنة الحق.

غزّة كشفت جريمة العصر المشتركة، وما في الصندوق الأسود، وأسرار وألاعيب الأنظمة العربية في القضية الفلسطينية، غزّة كشفت أن النصر الذي يناضل من أجله الفلسطينيون آتٍ بإذن الله.

مقالات مشابهة

  • هل وصلت عبوات طعام من شواطئ مصر إلى غزة؟
  • وكأنها لعنة بكاء رونالدو حلّت على الهلال
  • وكأنها لعنة بكاء رونالدو حلّت على الهلال.. فيديو
  • تعلن محكمة عتمة الابتدائية أن على المدعى عليه/ رمزي شاكر الحضور للمحكمة
  • هيكل غامض على شكل حرف L بالقرب من الأهرامات.. ماذا وجدوا بداخله؟
  • بالأسود .. نجلاء بدر تخطف الأنظار بظهور لافت
  • ظاهرة الطلاق
  • السباحة تتصدر ميداليات الفراعنة بدورة الألعاب الإفريقية للمدارس
  • محنةُ غزة... عيبٌ عربي
  • لعنة غزة.. حكم قضائي إسرائيلي بالطرد والحبس بحق 3 جنود رفضوا القتال في القطاع