ذكرت قناة “كان” العبرية أن فيديو الأسيرة الإسرائيلية ليري ألباج، المجندة التي تم أسرها من قبل كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، يُعتبر من أكثر الفيديوهات تأثيرًا على إسرائيل منذ بداية الحرب، وذلك لعدة أسباب رئيسية.

وأوضحت القناة أن الفيديو حظي بانتشار واسع في وسائل الإعلام الإسرائيلية نظرًا للجدل الذي أثير حول التسجيلات التي تم تقديمها لعائلات المجندات والمجندين الأسرى، التي تكشف عن آخر اللحظات التي تم التقاطها قبل أسرهم.

وقد تم التركيز على الحالة النفسية للأسيرة ليري ألباج، التي ظهرت في الفيديو بموقف ضعيف جدًا، ما شكل صدمة معنوية كبيرة للجمهور الإسرائيلي.

وقال الخبر إن ظهور ليري ألباج في هذا الوضع الهش كسر صورة المجندات والجنود في الميدان، ما أحدث تأثيرًا نفسيًا كبيرًا على الجنود في الخدمة العسكرية، وكذلك على السياسيين والعسكريين الذين يواجهون ضغوطًا متزايدة.

فيديو ألباج

وأمس، السبت، أصدرت حركة "حماس" مقطع فيديو جديدا لألباج، توجه رسالة إلى الحكومة الاسرائيلية وتحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب الجيش الإسرائيلي.

ويوضح الفيديو الذي نشرته حركة حماس على قناتها في تطبيق تيليجرام، ومدته 3 دقائق و34 ثانية، الفتاة الإسرائيلية التي تدعى ليري ألباج، قائلة: "نحن لسنا في سلم أولويات حكومتنا ولا جيشنا".

وطالبت ألباج الحكومة الإسرائيلية بإيقاف الحرب: "أسألكم يا حكومة إسرائيل، إذا كان أحباؤكم هم الذين في الأسر، هل كانت الحرب ستستمر حتى الآن؟ هل تريدون قتلنا؟".

وأضافت: "حتى العالم بدأ ينسانا.. بقاؤنا على قيد الحياة مرتبط بانسحاب الجيش وعدم وصوله إلينا".

وشددت الفتاة الإسرائيلية: "لن تستطيعوا إخراجنا أحياء من هنا بالعمليات العسكرية، هذا لن ينجح وأنتم تعرفون ذلك".

الأسيرة الإسرائيلية "ليري الباج" لــ "الحكومة الإسرائيلية": هل تريدون قتلنا؟#ملحق pic.twitter.com/OplFTWDyik

— Mulhak - ملحق (@Mulhak) January 4, 2025 ردود فعل غاضبة

وتواصلت ردود الفعل الإسرائيلية على الفيديو الذي نشرته كتائب القسام.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إنه يجب إتمام الصفقة وإعادة "ليري الباج" وباقي المحتجزين من غزة.

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن جميع الأطراف تعمل لإعادة المحتجزة "ليري الباج" إلى منزلها في أقرب وقت ممكن مع باقي المحتجزين.

وفي فيديو نشره والدها، أوضح أنه تم التواصل مع كبار المسئولين الإسرائيليين للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لإعادتها، داعين رئيس الحكومة إلى ضرورة إنهاء المفاوضات بنجاح.

عائلة ألباج أصدرت بيانًا تؤكد فيه أهمية اتخاذ قرارات حاسمة لإعادتها، مشددة على أنها على قيد الحياة وتستحق العودة. 

من جانبها، كتبت أغام جولدشتاين ألموغ، التي كانت أسيرة مع ألباج، متسائلة عن دور الحكومة والمسئولين في إعادتها، مطالبة بالتحرك الفوري لإنقاذ الأسرى.

كما دعت عيناف تسينغاوكر، والدة الأسير ميتان، إلى إتمام صفقة شاملة لإعادة الأسرى، مهاجمة رئيس الحكومة نتنياهو لتقاعسه في إنهاء الحرب وإتمام الصفقة. 

وأكدت أن استمرار الحرب لن يسهم في تحسين الوضع بل سيعيق أي تقدم.

وفي هذا السياق، انتقدت يفعات كالديرون، ابنة عم الأسير عوفر كالديرون، التأخير المستمر في المفاوضات، مطالبة بإتمام الصفقة الشاملة بدلاً من التمسك بشروط قد تؤخر الحل. 

وأضافت أن معظم الجمهور وأجهزة الأمن تدعم إنهاء الحرب وإعادة الأسرى في صفقة شاملة.

في النهاية، أشار ممثلو عائلات الأسرى إلى أن حياة ألباج هي دليل على ضرورة الإسراع في إعادة جميع الأسرى، معتبرين أن كل يوم في غزة يشكل تهديدًا للأسرى الأحياء ويصعب المفاوضات. 

إسرائيل تؤكد استئناف المفاوضات ونتنياهو يتصل بعائلة الأسيرة

من جانبه، أعلن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث مساء أمس، السبت، مع عائلة المجندة الأسيرة ليري ألباج، في وقت أكدت فيه تل أبيب استئناف المفاوضات الخاصة بإطلاق سراح المحتجزين.

وذكر البيان أن نتنياهو تحدث مع والدي الأسيرة ليري ألباج، متعهدًا بمواصلة الجهود لإعادتها، وذلك عقب نشر حركة حماس لفيديو يظهرها.

 وأكد نتنياهو في الاتصال أن "من يحاول المساس بالمحتجزين سيكون مصيره الموت".

كما أضاف البيان أن نتنياهو وعد العائلة بأن إسرائيل تواصل العمل بلا توقف من أجل إعادة ليري وجميع الرهائن، وأن هذه الجهود مستمرة في الوقت الحالي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الجيش الإسرائيلي حركة حماس كتائب القسام الحكومة الاسرائيلية الأسيرة الإسرائيلية ليري ألباج فيديو الأسيرة الإسرائيلية ليري ألباج المزيد لیری ألباج

إقرأ أيضاً:

54 جنديا إسرائيليا انتحروا منذ بدء الحرب على غزة.. عانوا من اضطرابات نفسية

كشفت هيئة البث العبرية الرسمية، مساء الاثنين، عن معطيات صادمة تشير إلى تزايد حالات الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث أقدم 54 عسكرياً على إنهاء حياتهم خلال هذه الفترة، من بينهم 16 حالة سُجّلت منذ مطلع عام 2025 فقط.

ووفقاً للهيئة، توزعت حالات الانتحار منذ بداية العام الحالي على النحو التالي: 8 جنود في الخدمة النظامية، و7 من قوات الاحتياط، وجندي واحد في الخدمة الدائمة. وسبق أن سُجّلت خلال عام 2024 انتحار 21 جندياً، مقابل 17 في عام 2023.

وأفادت الهيئة بأن الارتفاع الملحوظ في معدل الانتحار سُجّل خصوصاً في صفوف قوات الاحتياط، الذين يشاركون بشكل مباشر في العمليات القتالية الجارية في قطاع غزة، وهو ما يعكس حجم الضغط النفسي الذي يتعرض له هؤلاء الجنود في ساحات المعركة.

آلاف الجنود يعانون من اضطرابات نفسية
في السياق ذاته، أفادت تقارير إسرائيلية بتشخيص ما يقرب من 3770 عسكرياً باضطراب ما بعد الصدمة، فيما يُقدّر عدد الجنود الذين ظهرت عليهم أعراض نفسية بنحو 10 آلاف عسكري من بين نحو 19 ألف جريح منذ اندلاع الحرب.

وبحسب المعطيات، فإن هؤلاء الجنود يخضعون حالياً للرعاية النفسية ضمن قسم إعادة التأهيل التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، في وقت يحاول فيه الجيش احتواء الأزمة عبر تنظيم ورش عمل لتعزيز ما يُسمى بـ"الصمود النفسي"، وتوجيه المشاركين في المعارك إلى مختصين نفسيين عسكريين.

وفي أحدث هذه الحالات، أعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين عن العثور على جندي الاحتياط "آرئيل تمان" ميتاً داخل منزله في مستوطنة أوفاكيم جنوب البلاد، بعد أن أقدم على الانتحار. وكان تمان يعمل ضمن وحدة التعرف على جثث الجنود، وهي من أكثر المهام التي ترتبط بصدمات نفسية شديدة.

وفي 15 يوليو/ تموز الجاري، رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دوفرين، الكشف عن بيانات رسمية لعدد حالات الانتحار المسجلة خلال عام 2025، ما يعزز المخاوف من سعي المؤسسة العسكرية إلى حجب المعلومات الحقيقية عن الرأي العام.


خسائر تتجاوز المعلن
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة، والذي أدى حتى الآن إلى مقتل 893 جندياً وإصابة 6108 آخرين، بحسب آخر بيانات الجيش المنشورة على موقعه الرسمي. غير أن مراقبين يشككون في دقة هذه الأرقام، ويرون أنها لا تعكس الحجم الحقيقي للخسائر البشرية التي تكبدتها المؤسسة العسكرية.

ويخوض الجيش الإسرائيلي، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، حرب إبادة شاملة في غزة منذ أكثر من 9 أشهر، تشمل القتل الجماعي والتجويع الممنهج والتدمير الواسع وتهجير السكان قسراً، في تحدٍّ صارخ للنداءات الدولية المتكررة، ولقرارات محكمة العدل الدولية التي دعت مراراً إلى وقف فوري للعمليات العسكرية.

وأسفرت هذه الحرب حتى الآن عن مقتل وإصابة أكثر من 205 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نحو 9 آلاف مفقود لا تزال فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول إليهم، إلى جانب مئات آلاف النازحين الذين يكابدون المجاعة والأمراض وسوء الظروف الإنسانية.

أزمة نفسية داخل الجيش
ويرى مختصون أن الجيش الإسرائيلي يواجه واحدة من أسوأ أزماته النفسية والمعنوية في تاريخه، نتيجة طول أمد المعركة، وغموض نتائجها، وتوالي الصدمات التي تطال الجنود وعائلاتهم. ويؤكد محللون أن ارتفاع معدلات الانتحار وازدياد حالات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة يمثلان مؤشراً خطيراً على اهتزاز المعنويات، في ظل تآكل ثقة كثير من الجنود بمبررات الحرب وأهدافها.

وفيما تحاول القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، تشير المعطيات المتسارعة إلى أن الكلفة النفسية والبشرية للحرب على غزة باتت تمثل تحدياً متعاظماً لا يمكن تجاهله، مع تفاقم الضغوط الاجتماعية والسياسية والدولية التي تُحاصر إسرائيل من كل الجهات.


مقالات مشابهة

  • المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب
  • رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال: العالم يتوحد ضد “إسرائيل” وذاهبون لفشل مطلق
  • 54 جنديا إسرائيليا انتحروا منذ بدء الحرب على غزة.. عانوا من اضطرابات نفسية
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • السيناتور غراهام: إسرائيل ستفعل بغزة ما فعلناه في طوكيو وبرلين (شاهد)
  • مأزق الحرب في غزة.. هدنة إسرائيل المؤقتة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية .. نتنياهو سيقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى هذه الحالة
  • أزمات نفسية وإعاقات في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: الحكومة تخدعنا ونريد اتفاقا ينهي حرب غزة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تتهم حكومة نتنياهو بالاتجار السياسي بقضيتهم
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟