الأزهر يعقد لقاءً تثقيقيًّا لتعزيز الوعي المجتمعي.. بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
في إطار التعاون المشترك بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ووزارة الشباب والرياضة، انعقد لقاء تثقيفي مميز في مديرية الشباب والرياضة بمحافظة البحيرة، تحت إشراف إدارة البرامج التثقيفية والتوعوية.
محاور اللقاء التثقيفي
حاضر في اللقاء الدكتور عبد الحليم إبراهيم كرسون، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حيث تناول عدة محاور تثقيفية مهمة، في بداية كلمته، تحدث الدكتور عبد الحليم عن وظيفة الإنسان في الكون، مؤكداً أن دوره الأساسي هو إعمار الأرض، بما يتماشى مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى البناء والتطوير.
وتناول اللقاء أهمية الوقت في حياة الفرد والمجتمع، مشيرًا إلى أن الوقت هو نعمة إلهية يجب الحفاظ عليها واستثمارها فيما ينفع الإنسان ومجتمعه، كما حثّ على اغتنام الوقت في الأعمال الصالحة وتنمية الذات، لأن الوقت هو أحد أهم الموارد التي قد تُهدر إذا لم يتم استغلالها بالشكل الصحيح.
حوار مفتوح مع الجمهورفي ختام اللقاء، أتيح للحضور فرصة المشاركة في حوار مفتوح، حيث أجاب الدكتور عبد الحليم على تساؤلات الجمهور المتعلقة بالقضايا الفكرية والاجتماعية. وشدد على أهمية تعزيز الوعي لدى الشباب لمواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي قد يواجهونها في حياتهم اليومية.
أهداف اللقاءات التوعويةتأتي هذه اللقاءات التثقيفية في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي شدد على أهمية مواجهة الأفكار المغلوطة وتصحيح المفاهيم، بما يسهم في بناء مجتمع واعٍ ومدرك لتحديات العصر.
مبادرة «توعية أسرية» لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونيةتُعد مبادرة «توعية أسرية» إحدى المبادرات البارزة التي أطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية. تهدف المبادرة إلى دعم الأسرة المصرية من خلال نشر الوعي الأسري والمجتمعي، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تؤثر سلبًا على استقرار الأسرة.
تركز المبادرة على القضايا التي تمسّ جميع أفراد الأسرة، بدءًا من أسس اختيار شريك الحياة، مرورًا بمهارات إدارة الخلافات الزوجية، ووصولًا إلى تعزيز القيم الأخلاقية والتربوية في تنشئة الأبناء. كما تسعى المبادرة إلى تقديم حلول واقعية وعملية للمشكلات التي قد تواجه الأسرة في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية المعاصرة.
تعاون استراتيجيجاء هذا اللقاء ضمن سلسلة من اللقاءات والندوات التي تعقدها المبادرة بالتعاون مع جهات حكومية ومؤسسات مجتمعية، ويبرز هذا التعاون الاستراتيجي بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ووزارة الشباب والرياضة كأحد النماذج الناجحة للتكامل بين المؤسسات الدينية والحكومية بهدف تعزيز الوعي الوطني والمجتمعي لدى الشباب.
وقد لاقى اللقاء استحسان الحضور، الذين أشادوا بالمحتوى التثقيفي والحوار البناء الذي دار خلال الفعالية، وطالب العديد منهم بمزيد من الفعاليات المشابهة التي تسلط الضوء على القضايا التي تهم الشباب والأسرة.
يدعو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية كافة فئات المجتمع إلى المشاركة في اللقاءات والندوات المقبلة، التي ستستمر في تغطية مختلف القضايا الفكرية والاجتماعية، وذلك تحقيقًا لرؤية الأزهر الشريف في نشر الاعتدال والتسامح وبناء مجتمع قوي ومتماسك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اللقاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لقاء تثقيفي الشباب والرياضة الأزهر اللقاءات التوعوية مرکز الأزهر العالمی للفتوى الإلکترونیة الشباب والریاضة
إقرأ أيضاً:
الأزهر للفتوى: العمومة ولاية وتراحم
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن العم أب في حياة الأب وبعد وفاته، من حيث الولاية والرعاية والحفظ والحنو؛ سيما إذا كان الأولاد صغارا، وقد ورد في نصوص الشرع ما يدل على أن العم والد؛ قال تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 133]، قال الإمام القرطبي رحمه الله: والعرب تجعل العم أبا كما أخبر الله عن ولد يعقوب أنهم قالوا: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وإسماعيل عم يعقوب.
وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «يَا عُمَرُ، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ؟» [أخرجه مسلم]؛ قال الإمام النووي رحمه الله: أي مثل أبيه.
وأكد مركز الأزهر أن نفقة أولاد الأخ المُتوفى الذين لا مال لهم من أبيهم واجبة على العم، قدر الوسع والكفاية؛ لأن قرابته توجب الإنفاق عليهم؛ شريطة عجزهم عن الكسب، وقدرته على الإنفاق؛ يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فَقِيرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ، فَإِنْ كَانَ فَضْلًا فَعَلَى عِيَالِهِ، فَإِنْ كَانَ فَضْلًا فَعَلَى قَرَابَتِهِ، أَوْ عَلَى ذِي رَحِمِهِ، فَإِنْ كَانَ فَضْلًا فَهَا هُنَا وَهَا هُنَا».
وبين مركز الأزهر للفتوى أن قدر الكفاية في نفقة العم القادر على أبناء أخيه الذين لا مال لهم؛ تشمل ما يسد جميع حاجاتهم قدر الكفاية في العادة، قال الإمام النووي رحمه الله: "القريب يلزمه كفايته من كل وجه حتى الدواء وأجرة الطبيب".
وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: "والواجب في نفقة القريب قدر الكفاية من الخبز والأدم والكسوة، بقدر العادة .. لأن ذلك من تمام كفايته".
وأشار مركز الأزهر للفتوى أن إذا كان أبناء الأخ المُتوفى لهم مال يُغنيهم، أو قادرين على الكسب فلا تجب عليهم النفقة، وينفق الوصي عليهم من مالهم قدر كفايتهم في العادة، بما يحفظ عليهم مالهم، ويرعى به مصالحهم.
وأضاف الأزهر للفتوى أن قيام العم على شئون أبناء أخيه المُتوفى -في عمومها- ولاية تقتضي حقوقًا معنوية؛ كحسن تربيتهم، وتوجيه سلوكهم، وحمايتهم وصيانتهم، ومتابعة دراستهم، ورعاية مصالحهم في الصغر، وإرشادهم إلى اختيار الزوج الصالح، والوقوف بجانبهم في دروب الحياة، وعند الحاجة في الكبر.
وأكد الأزهر للفتوى أن حث الشرع الشريف العم على القيام برعاية بنات أخيه وحسن تربيتهن وتوجيههن، وفي قيام العم بهذا الواجب عند فقد الأب عظيم الأجر والثواب؛ سيما وقد اقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يجعل للعم إرثًا شرعيًّا مع بنات أخيه في مال أبيهن، لحِكِم جليلة، منها: كونه أب لهن بعد الأب، والقاعدة الفقهية تقرر: أن الغُنمَ بالغُرمِ.
وبين الأزهر للفتوى أن العمومة ولاية وقرابة وإحسان، يزيد أواصر الرحم، ويحفظ استقرار الأسر.
وأضاف الأزهر للفتوى أن في مقابل واجبات العم تجاه أولاد أخيه، كلف الشرع هؤلاء الأولاد ببره، وبر الأب فيه، وحسن صحبته، وصلة رحمه، وتوقيره، وإكرامه، واحترامه.