نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر منصاته الرسمية حديثًا نبويًا شريفًا، يبرز قيمة التواضع في الإسلام وأهميتها في بناء مجتمع تسوده المحبة والسلام، قال سيدنا رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ ‌أَنْ ‌تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ» [أخرجه مسلم].

وأكد المركز أن هذا الحديث الشريف يجسد جوامع الكلم التي أوتيها النبي ﷺ، حيث يجمع بين النهي عن الكِبر والبغي، والدعوة إلى التواضع كقيمة أخلاقية عظيمة تُثري العلاقات الإنسانية.

أهمية التواضع في الإسلام

أوضح المركز أن التواضع خلق نبوي كريم، دعا إليه الإسلام في العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، فهو صفة تقرب العبد من ربه وتزيد من محبته بين الناس. كما أن التواضع يرسخ المساواة بين البشر، حيث لا مكان للكبر أو التفاخر بالأنساب أو الأموال أو المناصب.

وأشار المركز إلى أن النبي ﷺ كان النموذج الأمثل للتواضع، حيث تعامل مع الجميع بلطف واحترام، سواء كانوا صغارًا أو كبارًا، أغنياء أو فقراء.

التطبيق العملي للتواضعنبه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى أن التواضع لا يقتصر على الأقوال، بل يجب أن ينعكس في أفعال المسلم وسلوكياته اليومية، من خلال:

 

1. احترام الآخرين بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو المادية.


2. الاعتراف بالخطأ والتراجع عنه.


3. مساعدة المحتاجين دون انتظار المقابل.


4. الابتعاد عن التعالي أو التفاخر بما يملكه الفرد.

الآيات الواردة في معنى التواضع:

(1) فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ {159}

(2) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {54}

(3) لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ {88}

(4) وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً {37}

(5) وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً {63}

(6) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ {215}

(7) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {18}

 

بعض الأحاديث الواردة في التواضع

1-  رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني، يومي هذا) الحديث، وفيه: (وإن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد). رواه مسلم.

2- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من امرئ إلا وفي رأسه حَكَمة [الحكمة: بفتحات: حديد في اللجام تكون على أنف الفرس وحنكه تمنعه عن مخالفة راكبه ]، والحَكَمة بيد مَلَك إن تواضع قيل لملك: (ارفع الحكمة، وإن أراد أن يرفع قيل لملك: ضع الحكمة أو حكمته).

(5) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ترك اللباس تواضعاً لله، وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها). 

 

دعوة للتأمل والعمل

ختامًا، دعا مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية المسلمين إلى التأمل في هذا الحديث الشريف والعمل به، ليكون التواضع زينةً للأخلاق ومفتاحًا للقبول والمحبة بين الناس. كما أكد المركز على أن التحلي بهذا الخلق النبوي يؤدي إلى مجتمع متماسك ومترابط، بعيدًا عن مظاهر التفاخر أو النزاعات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التواضع النبي العالمی للفتوى ع ل ى ال

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف ينعى الأمين العام الأسبق للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة

نعى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الدكتور عبد الله عمر نصيف - الأمين العام الأسبق للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة؛ الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد رحلةٍ حافلةٍ بالعطاء في ميادين الدعوة، والعمل الخيري والإنساني.

وقال إن جهود الفقيد -رحمه الله- ستظل أثرًا باقيًا في ميزان حسناته بإذن الله تعالى، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه خير الجزاء على ما قدّم من خدمةٍ لدينه وأمته.

ويتقدم وزير الأوقاف بخالص العزاء إلى أسرة الفقيد ومحبيه، سائلًا المولى -عز وجل- أن يلهمهم الصبر والسلوان. (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)

دعاء ينجيك من حوادث الطرق والمصائب المفاجئة.. ردده يوميا وأنت ذاهب لعملكماذا تقول في دعاء الشكر لله؟.. كلمات من هدي النبي تمنحك البركة

فيما نعى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمزيدٍ من الرضا بقضاء الله وقدره، الدكتور عبدالله عمر نصيف، الأمينَ العامَّ الأسبق للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، الذي وافته المنية، بعد رحلةٍ حافلةٍ بالعطاء والعمل الخيري والإنساني.

وذكر شيخُ الأزهر للفقيد الراحل حبَّه للأزهر الشريف واحترامَه لعلمائه، وإسهاماته المقدَّرة في اجتماعات المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة أثناء تولِّيه مهامَّ الأمين العام له، وقيادتَه لعدَّة مبادراتٍ رائدةٍ في مجالات العمل الإغاثي والدعوي.

وتقدَّم شيخ الأزهر بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد الراحل، سائلًا المولى -عز وجل- أن يتغمَّد الفقيدَ بواسع رحمته ومغفرته، وأن يُسكِنه فسيح جناته، وأن يُلهِمَ أهله وذويه الصبرَ والسلوانَ. «إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون».

طباعة شارك الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الدكتور عبد الله عمر نصيف وفاة الدكتور عبد الله عمر نصيف

مقالات مشابهة

  • مصادر: الأسير البرغوثي فقُد الوعي إثر الاعتداء عليه وكسرت 4 من أضلاعه
  • وزير الأوقاف ينعى الأمين العام الأسبق للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
  • "سيد المسكين" الترند المجني عليه على صفحات التواصل الاجتماعي
  • استشهاد فلسطيني بعد الاعتداء عليه برام الله
  • ما جديد عملية الاختطاف على الحدود اللبنانية السورية؟
  • عضو الأزهر العالمي للفتوى: غياب الحوار بين الآباء والأبناء يخلق فجوة نفسية
  • إزاي توصل لأبنك إنك خايف عليه مش بتحجر على رأيه؟.. عضو الأزهر العالمي للفتوى
  • عضو الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: المصاحبة هي مفتاح التربية في مرحلة المراهقة
  • رئيس لبنان يدعو للتفاوض مع إسرائيل لحل المشاكل وتجنب الدمار