سواليف:
2025-08-01@10:16:41 GMT

مدارسنا بين أوهام الجدّية والهيبة الموروثة!!

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

مدارسنا بين أوهام الجدّية والهيبة الموروثة!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
يصعُب التحدث عن تطوير التعليم من دون الاهتمام بثقافة المدرسة، التي ركزت على عُزلة المدرسة عن المجتمع، واستعلائها على الطلبة، وأولياء أمورهم. مارست المدرسة ثقافتها عبر التاريخ بما يعطي هيبة لمصطلحات تاريخية مثل:
من علمني حرفًا كنت له عبدًا! تخيلوا أننا نرسل أطفالنا إلى المدرسة ليتعلموا العبودية؛ بدلًا من الشخصية الحرة المستقلة!
وحتى ثقافة أحمد شوقي:
قم للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولًا!
إنها العبودية المقدسة، والتبجيل غير الضروري!
هذه الثقافة هي التي أحاطت المدرسة بسورٍ عالٍ كي يفصلها، أو يعزلها عن بيئتها، حيث سُمّيت المنطقة داخل السور “حرم المدرسة ” ولهذا الحرم طبعًا بروتوكول للدخول والخروج والتواصل.

(١)

ممارسات سلطوية
ولّدت الثقافة السابقة ممارسات سلطوية ركزت على العقوبات، وقليل من المكافآت، وعلى تجهّم الإدارة المدرسية التي كانت مواصفاتها: الكرش، والصلع للمديرين، والنظارة، والتجاعيد للمديرات؛ إضافة إلى امتلاك أدوات العقاب الآتية:
-تكثيف الواجبات والامتحانات.
-الحرمان من فترات الاستراحة “الفرصة” التي امتدّت إلى دوام أيام العطل.
-التفنّن في امتلاك أدوات الضرب ووسائله: العصا، والبربيش، وفرك الأذن بِحَصاة مُسنّنة، وقص الشعر.. إلخ
-خصم العلامات والدرجات.
-القسوة في تطبيق القانون.
هذه ممارسات لم تنته إطلاقًا في مدارسنا، وإن تغيرت بعض أشكالها من عقوبات جسدية، إلى عقوبات سيكولوجية أشدّ إيلامًا.
فالعنف، والسلطة، والتعسف ما زالت ثقافة شائعة في عقول معلمينا، وفي صفحات كتبنا، وقوانينا، وزوايا مدارسنا، وساحاتها.

(٢)

جدّيتُنا غير الجادة
سادت في مؤسساتنا التربوية
ثقافتا الصمت والنفاق؛ وكلتاهما
مرتبطة بالسلطة، والتعسّف فيها. ولكي لا يغضب أحد من المسؤولين، أو يعتقد أنه الأب الروحي الشرعي الوحيد للتربية، أقول: هذه ثقافة متجذرة: اجتماعيًا وتربويًا، وأبرىء أي مسؤول حالي منها.
أتحدث هنا عن ظاهرتين:
الأولى؛ الجدّية المفرطة في المدارس وبخاصة في المدارس الأهلية، التي تعمل فحوصًا لأطفالنا قبل دخول الروضة، والتي تعاقب بعض أطفال الروضة بالفصل بسبب سلوك عدواني!
نعم ! هذا يحصل. كما يحصل حين يعرضون طالبًا، أو طالبة لامتحان قبول يتسم بالحزم، والضبط، والهيبة، والوقار بما يحدِث رعبًا يمتد إلى أسرة الطالب، والذي ينتظرونه في الخارج، وكأنه داخل لإجراء عملية جراحية!
والأخرى؛ ما يحدث من ضبط قانوني، ومادي، ونظامي لأجواء الدراسة، والامتحان من قبَل المؤسسة” التربوية ” الرسمية،
التي تمثل بضبط دوام طلبة التوجيهي، لمنعهم من “الترزق”
ولو بعض درجات من المِنصات، أو الدروس الخصوصية، أو الدراسة الذاتية في المنزل، نتيجة لإحساسهم بقلة جدوى الدوام المدرسي الإجباري!!

(٣)

ضبط التوجيهي
ولأن التوجيهي أحد مقدسات الوطن، إضافة إلى المقدسات الوطنية، والاجتماعية، والثقافية، والدينية، فقد وضعوا طقوسًا
بدأت بإحاطة قاعات التوجيهي بالمدرعات، والحراسات، وصولًا إلى غرفة”عمليات”، وحراسة مركزية من الوزارة على مدخل القاعات ، لتتحكم الوزارة بالدخول، والخروج، وضبط العدالة، ومنع أي طالب من الدخول بعد إغلاق البوابة الخارجية مهما كانت أسباب التأخر! فلا قيمة لأي بعد إنساني؛
فالتأخر عدوان على عدالة التوجيهي!

مقالات ذات صلة دولتك..اخرجوا من قمقم من سبقكم…! 2025/01/07 (٤)

دوريات التفتيش
يجري تفتيش كل طالب، وطالبة!
ولا أدري بأي حق يتم تفتيش دقيق لأجساد الطلبة! العدالة يا سادة أن تعِد امتحانا عادلًا يحترم
الطلبة، وما تعلموه، بدلًا من احترام القانون والامتحان!

فهمت عليّ جنابك؟!

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ذوقان عبيدات

إقرأ أيضاً:

«لمي ورقك وامشي من هنا».. معاقبة أخصائية اجتماعية تعدّت بالسب والاتهام على مديرة مدرسة

أصدرت المحكمة التأديبية بمجلس الدولة ببنى سويف حُكمًا بمجازاة «ص ح س»، الأخصائية الاجتماعية بمدرسة ثانوية تابعة لمديرية التعليم بمحافظة بني سويف، بخصم عشرين يومًا من أجرها، لما نُسب إليها من تعدٍ باللفظ واليد على مديرة المدرسة، واتهامها بالسرقة بألفاظ خادشة للكرامة أمام العاملين.

كانت النيابة الإدارية أحالت «الأخصائية» للمحاكمة التأديبية في القضية رقم 543 لسنة 2024 بنيابة ببا، على خلفية واقعتين مؤثرتين شهدتهما المدرسة في أكتوبر الماضي، نُسب إليهما سلوك مهين لا يليق بمكانة المربية داخل المؤسسة التعليمية.
الواقعة الأولى.. «إنتي غبية وجايبنلنا مديرة مش فاهمة حاجة»كشفت التحقيقات، وما جاء بشهادة كل «من أ ع ج وأ م ع» – وكلاهما أخصائيتان اجتماعيتان بالمدرسة أن يوم 20 أكتوبرشهد مشادة حادة بين «الاخصائية» و«ومديرة المدرسة»، القائمة بأعمال مدير المدرسة، بعد رفض الأخيرة التوقيع على مذكرة لخروج طالبات لحضور ندوة وقالت الشاهدة «أ ع» إن «الأخصائية» انفعلت، وقالت «إنتي مش فاهمة حاجة، ولا التوجيه فاهم حاجة، أنتم أغبياء، جايبنلنا مديرة مش فاهمة حاجة في الشغل… طب أنا مش هشتغل خالص، وعايزة حد ييجي يقولّي اشتغلي تاني» وأضافت أنها قامت بدفع المديرة بيدها، وضربتها على كتفها بطريقة مستفزة، قائلة: «لمي ورقك وامشي من هنا».

الواقعة الثانية.. «إنتي حرامية وفرحانة بألف جنيه من محمد»
أما الواقعة الثانية، فدارت يوم 23 أكتوبر، أثناء حضور م م أ م، موجه التربية الاجتماعية، في محاولة للصلح بين الطرفين وأفادت التحقيقات أن «الاخصائية» دخلت المكتب بعصبية، ورفضت الاستماع للموجه، وصرخت موجهة حديثها للمديرة بقولها: «هي دي اللي تكتب فيا مذكرة؟ أنا هعرفك الشكاوى بتتكتب إزاي، وهكتب فيكي في كل مكان!» ثم تابعت قائلة: «مش كفاية جايبنلنا مديرة مش فاهمة حاجة! إنتي فرحانة بألف جنيه اللي بيرميهالك محمد على كل شهر! يلا يا حرامية!»وأكد هذه الرواية كل من الشاهدتين السابقتين، إضافة إلى الموجه، والموظفة الإدارية.

حيثيات المحكمة: انحدار سلوكي لا يليق بمُربية
المحكمة التأديبية، برئاسة الهيئة المختصة، قالت في حيثياتها إن المخالفتين ثابتتان يقينًا بحق المحالة «الاخصائية»، ولا يداخلهما شك، لما دعمته شهادات الشهود، وتوافق أقوالهم مع وقائع التحقيق وأكدت المحكمة أن ما صدر من «الاخصائية» يُعد سلوكًا معيبا يسيء لوظيفتها، ولا يتسق مع دورها التربوي، مشيرة إلى أنها انحدرت بمسلكها إلى ما لا يتفق والاحترام الواجب، وتجاوزت حدود اللياقة في تعاملها مع الرؤساء، بما يستوجب ردعًا تأديبيًا يُعيدها إلى جادة الصواب.
الجزاء: خصم 20 يومًا من الأجر.
وعليه، قضت المحكمة بمجازاتها بخصم عشرين يومًا من أجرها، جزاءً تأديبيًا رادعًا، يحفظ كرامة المؤسسة التعليمية، ويردع أي خروج على مقتضيات الوظيفة العامة.

المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نائب محافظ سوهاج يُكرّم ذوي الهمم والمعلمات بمدرسة تحفيظ القرآن بالصلعا
  • 3 رحلات عمرة ومصحف ناطق.. نائب محافظ سوهاج يكرم ذوي الهمم والمعلمات
  • إعلان نتائج التوجيهي الخميس المقبل / رابط
  • التهاب رئوي.. وفاة المدرسة المتهم بنحر والده بالمنوفية قبل محاكمته
  • دعاء لطلاب التوجيهي قبل النتائج
  • «دبي للثقافة» تختتم مؤتمر المدرسة الصيفية العالمية
  • بمشاركة 112 طالبًا.. اختتام برامج المدرسة القرآنية الوقفية بالعامرات
  • طالب من غزة يجتاز التوجيهي بالضفة رغم الفقد والمرض
  • «لمي ورقك وامشي من هنا».. معاقبة أخصائية اجتماعية تعدّت بالسب والاتهام على مديرة مدرسة
  • غولان: سموتريتش يرسل الجنود للموت من أجل أوهام الاستيطان بغزة