تقرير: ترامب لا يميّز بين "الحروب الأبدية" والنزاع الأوكراني
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
أثارت إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تفاؤلاً لدى قادة وحكومات من أنحاء العالم، بعد ولاية الرئيس جو بايدن، التي شهدت الكثير من الاضطرابات.
نفور الثلاثي المعلن من التدخل الأمريكي في الخارج يعود إلى مخاوفهم في شأن الحروب الأبدية
وكتب مارتن كوز في مجلة ذا هيل الأمريكية، أن واحدة من أبرز الرسائل ظهرت على منصة إكس بعثت بها حركة طالبان في أفغانستان.
ويؤكد الاقتراح، العبثية المذهلة لأطول حرب في تاريخ أمريكا. على مدى 20 عاماً- من الشهر الذي تلا 11 سبتمبر (أيلول) 2011 حتى صيف 2011- قاتل الجيش الأمريكي، وأخفق في القضاء طالبان. وفقد 2400 جندي حياتهم في أفغانستان، إلى جانب 4500 قتلوا في العراق.
وحمل الرجال والنساء الذين نجوا من "الحروب الأبدية" إلى منازلهم السؤال المتوتر، حول ما إذا كان رفاقهم الذين سقطوا قد ماتوا عبثاً. وقد عين ترامب 3 منهم في مناصب رفيعة المستوى في إدارته المقبلة.
Opinion - Ukraine isn’t fighting a ‘forever war.’ The US shouldn’t forsake it. https://t.co/i9qO8iROzK via @Yahoo
— Frank S. Tate (@FrankSTate1) January 7, 2025
وخدم نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس وتولسي غابارد، مرشحة ترامب لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية، في العراق. وخدم المرشح لوزارة الدفاع بيت هيغسيث، دورات عدة في العراق وأفغانستان.
ويقول الكاتب إن نفور الثلاثي المعلن من التدخل الأمريكي في الخارج، بما في ذلك في أوكرانيا، يعود إلى مخاوفهم في شأن الحروب الأبدية.
وقبل عامين من فوزه بانتخابات مجلس الشيوخ عام 2022، كتب فانس: "غادرت إلى العراق عام 2005، شاباً مثالياً ملتزماً نشر الديمقراطية والليبرالية في الدول المتخلفة في العالم. عدت عام 2006، وأنا متشكك في الحرب والأيديولوجية التي قامت عليها".
ويؤطر فانس وغابارد وهيغسيث سياسة ترامب الانعزالية القائمة على شعار "أمريكا أولاً" باعتبارها تصحيحاً مبدئياً للمغامرات العسكرية الفاشلة التي شهدتها البلاد بعد أحداث 11 سبتمبر. لكن معارضتهم للدعم الأمريكي لأوكرانيا تكشف وجهة نظر عالمية تفتقر إلى بوصلة أخلاقية.
ويبدو أن الثلاثة غافلون عن مفارقة سوداء: فبعد سنوات من الادعاء بأن المؤسسة السياسية والعسكرية الأمريكية خانت جيلهم من المحاربين القدامى، سيتولون قريباً دور الخونة، فيتركون القوات الأوكرانية لمصيرها.
Ukraine isn’t fighting a ‘forever war.’ The US shouldn’t forsake it. https://t.co/4MJMc1xde3
— #TuckFrump (@realTuckFrumper) January 7, 2025
أرسل القادة الأمريكيون مئات الآلاف من القوات لإطاحة النظامين في أفغانستان والعراق واحتلال البلدين. لكنهم شحنوا الأسلحة والمعدات والذخيرة فقط لمساعدة كييف في حربها العادلة للدفاع عن النفس. ولا توجد مقارنة تذكر بين دور أمريكا آنذاك والآن، حتى لو نقل فانس، الذي قدم نفسه على أنه "مناهض للحرب"، هذا التكافؤ الزائف في قاعة مجلس الشيوخ في الربيع الماضي، بعدما أقر الكونغرس حزمة تمويل بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا.
لا توجد قوات أمريكية تقاتل (أو تموت) في صراع أوكرانيا ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يبدو أنه المستفيد الأكبر من انسحاب أمريكا من العالم.
وبما أن ترامب تجنب الخدمة العسكرية خلال حرب فيتنام، فإنه بإمكان فانس وغابارد وهيغسيث الاستفادة من خبرتهم في الزي العسكري، لتنويره حول مفهوم اليقظة المتبادلة. ويمكنهم أن يسعوا إلى إقناعه بأن أمريكا تتحمل التزاماً أخلاقياً بحماية حليف ديمقراطي، وأن الوفاء بالتزامها يعزز سلامة أوكرانيا وأمريكا والغرب بأكمله.
وعوض ذلك، سيديرون ظهورهم لكييف، ويحرضون على الفرار من الخدمة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم مأساة الحروب الأبدية بدلاً من معالجتها.
إن كفاح أوكرانيا الشجاع للحفاظ على حريتها وأراضيها وثقافتها وهويتها الوطنية، يجسد المُثل الديمقراطية التي تعرف مفهوم الغرب - المُثل التي يقدسها فانس وغابارد وهيغسيث بالقول، ولكنهم يحتقرونها بالفعل. إن تخليهم عن أوكرانيا سيترك المزيد من الدماء على ضمير أمريكا، إن لم يكن ضميرهم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية عودة ترامب
إقرأ أيضاً:
فانس يتحدث عن إجراءات قد يتخذها ترامب ضد إيران
قال جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي إن دونالد ترامب قد يقرر "اتخاذ إجراءات إضافية لإنهاء تخصيب اليورانيوم في إيران وهذا القرار يعود له في النهاية"، في إشارة لمشاركة محتملة لواشنطن في الحرب حسب مراقبين.
وأضاف فانس أنه "كان من الممكن أن تمتلك إيران الطاقة النووية المدنية دون تخصيب لكنها رفضت ذلك وخصبت اليورانيوم بمستويات أعلى بكثير من المستوى اللازم لأي غرض مدني".
وفي السياق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن بطاريات ثاد الأميركية شاركت في عملية الاعتراض الأخيرة للصواريخ الإيرانية، في وقت واصلت فيه واشنطن النأي بنفسها عن الانخراط في الحرب التي دخلت يومها الخامس.
ووسط تكهنات متصاعدة لمراقبين بمشاركة قريبة لواشنطن بالحرب، قال ترامب في آخر تصريحاته عن الحرب إنه بات "لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على سماء إيران"، في إشارة إلى ما سمي التفوق الإسرائيلي الجوي منذ بداية القصف.
وأعلن ترامب في وقت سابق اليوم أنه يريد "نهاية حقيقية" للنزاع بين إسرائيل وإيران وليس مجرد وقف إطلاق النار، قبل اجتماع مخصص لهذا الملف في البيت الأبيض، نافيا عقد محادثات سلام مع طهران بعد بدء المواجهة.
وقال ترامب للصحفيين في الطائرة الرئاسية -التي أقلته من قمة مجموعة السبع في كندا إلى واشنطن- إن ما يريده هو "رضوخ كامل" من إيران، وجدد تحذيره لطهران من التعرض للقوات أو المصالح الأميركية، متوعدا "سنرد بقوة شديدة، لن يكون هناك أي رادع".
وفجر يوم الجمعة الماضي أطلقت إسرائيل هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا، وفق التلفزيون الإيراني.
ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، وخلفت حتى ظهر أمس الاثنين نحو 24 قتيلا ومئات المصابين، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية ووسائل إعلام إسرائيلية.
إعلان