تقرير/ الوحدة نيوز:

قررت القيادة السياسية، إنهاء مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، غداة وصوله إلى العاصمة صنعاء ضمن جولة إقليمية بدأها من العاصمة العمانية مسقط، على خلفية رفض اليمن لمحاولات واشنطن المستميتة لمقايضة ملف غزة بملفات إنسانية واقتصادية وسياسية في اليمن.

عرقلة خارطة الطريق

وقال حسين العزي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، إن “زيارة غروندبرغ بمثابة محاولة للتغطية على تنصل الأطراف الأخرى عن خارطة الطريق وتبييض صفحاتها المليئة بالأعمال العدائية عسكرياً واستخباراتياً”؛ في إشارة ضمنية إلى تزامن الزيارة مع ضبط خلايا استخباراتية تابعة للسعودية وبريطانيا.

وجدد العزي تأكيده استمرار الولايات المتحدة بعرقلة تنفيذ خارطة الطريق في اليمن عبر ربطها بما وصفها بمشكلة “إسرائيل”.

وقلل العزي من محاولة غروندبرغ تصوير الأمر وكأن الكرة في ملعب صنعاء، واصفا ذلك بـ”المؤسف وغير المقبول”.

يأتي ذلك وسط استمرار القوات المسلحة بمهاجمة البوارج الامريكية والمدن المحتلة بفلسطين؛ في خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة رد على العرض الذي حمله غروندبرغ إلى صنعاء.

تحركات غير جادة

ولم تقتصر ردود الفعل على العزي بل شارك فيها قيادات بحزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء؛ حيث قال حسين حازب، عضو اللجنة العامة للحزب في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، رصدتها “الوحدة”، إن “المخطط السعودي مع بريطانيا والذي كشفته الاستخبارات اليمنية يؤكد أن السعودية غير صادقة بالصلح مهما أظهرت من رغبة”؛ في إشارة إلى عدم جدية أي تحركات بشأن إحلال السلام في اليمن.

واعتبر حازب أن “الرياض تحاول اقتناص الفرص للإضرار باليمن وإضعافه”.

ضغوط عسكرية

والإثنين الماضي، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى العاصمة صنعاء، في سياق تحركات أممية لاستئناف المفاوضات بين صنعاء والرياض والبدء بتنفيذ خارطة طريق، في أعقاب إقرار أمريكي بصعوبة ممارسة الضغوط على صنعاء عسكرياً، وفشل عرض واشنطن لصنعاء، بوقف العمليات المساندة لغزة، مقابل السير لإبرام اتفاق سلام شامل في البلاد، وسط تقارير إعلامية عن مساعي غربية تقودها فرنسا لتوقيع اتفاق جديد باليمن.

وأفاد مكتب المبعوث الأممي في بيان نشره على حسابه بموقع “تويتر”، تابعته “الوحدة”، زيارته إلى صنعاء، تأتي في إطار جهوده المستمرة لاتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

ويخطط غروندبرغ لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها.

ولم يحدد البيان مدة زيارة المبعوث الأممي، التي تعد الأولى له إلى صنعاء منذ أكثر من عام ونصف.

مقترحات جديدة

وتشير تقارير إلى أن المبعوث الأممي سينقل خلال هذه الزيارة، التي ستشهد لقاءات له مع قيادات سياسية في صنعاء، مقترحات وأفكاراً جديدة بشأن الدفع بملف الحل السياسي، وفي مقدمتها ما يتعلق باستئناف تصدير النفط، وتبادل الأسرى.

كما تأتي الزيارة في مرحلة أكثر تعقيداً يمر بها ملف السلام في اليمن، وسط تقارير إضافية تتحدث عن استعدادات لحرب شاملة تستهدف اليمن بذريعة إيقاف الهجمات البحرية والأخرى التي تستهدف العمق الإسرائيلي، وهو ما فشلت فيه ضربات وغارات التحالف الأمريكي البريطاني لمدة عام، الأمر الذي ارتفعت معه نبرة التهديدات الإسرائيلية باستهداف مدمر؛ ما يضع هذه الزيارة في زاوية ضيقة، عما يمكن أن تحققه في ظل هذا الوضع المعقد.

وقَدِم الدبلوماسي الاممي من العاصمة العمانية مسقط، عقب مباحثات أجراها مع وكيل وزارة الخارجية العمانية خليفة الحارثي، وعدد من كبار مسؤولي الدولة الخليجية، والوفد الوطني المفاوض برئاسة محمد عبدالسلام، في إطار تظافر الجهود لتعزيز السلام باليمن.

وشدد المبعوث الأممي على “أهمية خفض التصعيد واتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية شاملة”.

في حين ذكرت وزارة الخارجية العُمانية في تغريدة على حسابها بموقع “إكس” أن “اللقاء استعرض التطورات في المنطقة، ومستجدات القضية اليمنية، والجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي لها”.

قضايا جوهرية

وطوال العام 2024 لم يحرز ملف السلام في اليمن أي تقدم، بل ظهرت تعقيدات جديدة مع ارتفاع نبرة الخطاب الإعلامي والسياسي باتجاه التصعيد، وسط مساعٍ إقليمية ودولية مكثفة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء في أبريل العام الماضي.

وبالرغم من إعلان غروندبرغ عن توافق الأطراف اليمنية على خارطة طريق لإحلال السلام، إلا أن العدوان الإسرائيلي على غزة، دفع القوات المسلحة اليمنية إلى الإعلان عن عملية طوفان الأقصى، إسناداً لغزة، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر 2023م، وبدأت خلالها باستهداف السفن المتجهة إلى اسرائيل في البحر الأحمر وشن ضربات صاروخية في العمق الإسرائيلي، ما دفع واشنطن لإعاقة ترتيبات التوقيع على الخارطة، مطالبة أولاً بإيقاف الهجمات البحرية.

وسبق أن أعلن غروندبرغ في ديسمبر 2023، التزام الأطراف اليمنية بحزمة تدابير ضمن “خارطة طريق” تشمل وقفاً شاملا لإطلاق النار، وتحسين الظروف المعيشة للمواطنين، وحتى اليوم لم يتم تنفيذ خارطة الطريق، وسط اتهامات متبادلة.

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل التدابير الاقتصادية، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وبدء عملية سياسية شاملة.

 

 

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي المبعوث الأممی خارطة الطریق إلى صنعاء فی الیمن

إقرأ أيضاً:

أضاحي العيد “2025”… وفرة في العرض وانخفاض بالأسعار‏

دمشق-سانا

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ينشط بيع المواشي في سوريا سواء في ‏الداخل أو للتصدير، بسبب موسم الأضاحي، حيث سجّلت أسعارها انخفاضاً ‏كبيراً بالمقارنة مع العام الماضي، وسط ترقّب من التجّار والمربّين لتحرّك ‏الطلب هذا الأسبوع.‏

وأكد رئيس لجنة تجار المواشي بمحافظة دمشق وريفها محمد شامان لـ سانا أن ‏استجرار المواشي لا يتوقف على مدى العام إلى سوق عدرا المركزي، ‏ويزداد بنسبة تصل إلى 40 بالمئة قبل عيد الأضحى المبارك، ويختلف عدد ‏الأضاحي في كل عام، حسب القدرة الشرائية للمواطنين، وقيمة الحوالات ‏المرسلة من الخارج للقيام بشعائر العيد، حيث يتراوح عددها بين 25 ألفاً و40 ألف رأس غنم، جميعها سليمة وخالية من الأمراض ‏وحاصلة على جميع اللقاحات.‏

وبين شامان أن الأسعار الحالية للمواشي تتراوح بين 50 و 55 ألف ليرة ‏سورية للكيلو غرام حي، بينما كانت العام الماضي بالتوقيت نفسه 82 ألف ‏ليرة، ويعود الانخفاض هذا العام لعدة أسباب، أهمها انخفاض سعر الصرف، ‏وقلة المراعي بسبب الجفاف وانحباس الأمطار في سوريا، وعودة السوق ‏الداخلية إلى الحركة، بعدما كانت محفوفةً بالمخاطر “الحواجز والأتاوات ‏والسرقة…”، حيث تم استجرار كميات كبيرة من المواشي من جميع ‏المحافظات.‏

وبالنسبة للتصدير، أوضح شامان أن الأغنام السورية مطلوبة عربياً مع أنها ‏الأغلى ثمناً، لأنها من سلالة العواس، ولكن عقبة التصدير هذا العام كانت ‏في دولة الأردن الشقيقة، التي لم تعط إذن عبور للبضائع، بالتالي تزداد ‏التكلفة على التاجر لإعطاء البضائع منشأً أردنياً بعد دخولها من منشأ سوري، ‏آملا أن تحل هذه العقبة بأقرب وقت لدعم الاقتصاد، وخاصةً بعد التقارب ‏السوري الأردني الذي نشهده حالياً.‏

وخلال جولة سانا على السوق، أوضح تاجر الأغنام والأعلاف أنور إسماعيل ‏من مدينة حلب تأثير الجفاف على أسعار المواشي، فقلة المراعي تؤدي إلى ‏الاعتماد على الأعلاف والتبن، وبالتالي زيادة تكلفة تربية الماشية، وزيادة ‏الضغط على المربين، الذين باتوا مضطرين إلى بيع جزء من القطعان للتمكن ‏من إطعام المتبقي.‏

بدوره تاجر الأغنام عساف العلاوة، القادم لأول مرة إلى دمشق منذ 14 عاماً ‏من منبج، عبر عن فرحه بتمكنه من القدوم إلى العاصمة، وبيعه 80 رأس ‏غنم دون إي مخاطر على الطرقات، مشيراً إلى أن أكثر ما يقلق التجار هو عدم ‏استقرار الصرف وشراء المواشي بالمنطقة الشرقية بالدولار وبيعها في باقي ‏الأماكن بالليرة السورية.‏

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي المبعوث الأممي لليمن في عمان
  • ‎غروندبرغ يبحث مع وزير خارجية مصر الأوضاع في اليمن والبحر الأحمر
  • “غروندبرغ” ووزير الخارجية المصري يناقشان تطورات اليمن والبحر الأحمر
  • خارطة طريق أوكرانية للسلام بمفاوضات إسطنبول.. غدًا
  • غروندبرغ يرحب يفتح طريق الضالع ـ صنعاء ويدعو لفتح مزيد من الطرقات
  • غروندبرغ يقول إنه ناقش مع وزير الخارجية المصري الوضع بالبحر الأحمر والسلام في اليمن
  • أوكرانيا تطرح خارطة طريق للسلام في محادثات إسطنبول
  • أضاحي العيد “2025”… وفرة في العرض وانخفاض بالأسعار‏
  • اليمن يفرض شروط السيادة في البحر الأحمر: “ترومان” تغادر و”كوين إليزابيث” تعبر بإذن صنعاء
  • الأمين العام الأممي يكرم جنديا مغربيا من القوات المسلحة الملكية بذل حياته ضمن قوات حفظ السلام