لبنان ٢٤:
2025-06-03@21:40:51 GMT

خطاب القسم خارطة طريق إنقاذية

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

لم يكن خطاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون عاديًا، بل هو خارطة طريق إنقاذية. فالمكتوب يُقرأ من عنوانه. ففي هذا الخطاب، الذي لا يشبه أي خطاب قسم آخر، قد وضع الأصبع على كل الجراح. وأعطى صورة متكاملة عمّا سيكون عليه العهد الجديد. لم يترك الرئيس عون تفصيلًا مما يعانيه لبنان منذ أكثر من ثلاثين سنة إلا وأرفقه بتعهدات استثنائية.

فما جاء فيه من أوله إلى آخره يُظهر كم هو ملمّ بكل شاردة وواردة. لم يكتفِ بعرض الكمّ الهائل مما يعانيه لبنان من مشاكل وأزمات، بل كان له في كل محطة أكثر من حل. وللمرة الأولى شعر اللبنانيون بأن التعهدات الرئاسية آيلة إلى التطبيق على أرض الواقع. ولكثرة هذه الأزمات المتشابكة والمتداخلة والمعقدة فإن الحلحلة لن تبصر النور بين ليلة وضحاها، بل تحتاج إلى الكثير من الصبر والعناية والمتابعة. وهذا الأمر لن تقتصر مفاعيل تطبيقه على الرئيس الجديد لوحده، بل يحتاج إلى كل تعاون ممكن، بدءًا من شخص رئيس الحكومة، الذي سيكّلف تشكيل الحكومة، ومرورًا بمجلس النواب، وانتهاء بالأحزاب السياسية والمجتمع المدني والهيئات الاقتصادية بكل فروعها.

فالرئيس عون، الذي استطاع أن يحافظ على وحدة الجيش ومنعته وحصانته ومعنوياته وإبقائه أملًا لجميع اللبنانيين على مدى سنوات توليه قيادة المؤسسة العسكرية، ستكون له من دون أدنى شك بصمات أكيدة على مجمل الحياة السياسية انطلاقًا مما رسمه لنفسه من تعهدات سيبدأ بترجمتها تباعًا، ووفق أجندة الأولويات التي تفرضها التطورات المتلاحقة، خصوصًا أن في خطاب القسم أكثر من نقطة جوهرية تصلح لأن تكون أولوية بحدّ ذاتها.

ففي هذا القسم التاريخي أكثر من رسالة وأكثر من عنوان وأكثر من أمل بلبنان جديد. فاللبنانيون بكل تشعباتهم السياسية والحزبية مشتاقون إلى مثل هذا الدفق من العصف المعنوي، وهم الذين عانوا ما لم يعانه شعب آخر على مساحة الكرة الأرضية.

ففي عناوين هذا الخطاب غير المسبوق طيّ لصفحة لم تكن مشرقة وفتح أخرى يؤمل في أن تكون ناصعة البياض على عكس الأوراق، التي لم تعطِ عماد الجمهورية فرصة نقل لبنان إلى مكان آخر، خصوصًا أن ما رافق هذا الانتخاب من إرادة عربية ودولية لمساعدة اللبنانيين للخروج من دوامة أزماتهم، التي كانت تبدو حتى لحظة إعلان الرئيس بري بأنه قد أصبح لهم رئيس جديد.

 ففي هذه العناوين العريضة ما يؤشّر إلى "أن مرحلة جديدة من تاريخ لبنان تبدأ اليوم"، ممارسًا "صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات". ولأنه يعرف أن أتى بفعل توافق داخلي دعا إلى "أن نكون جميعاً تحت سقف القانون وتحت سقف القضاء إذا أردنا أن نبني وطناً". وتعهد بأن يعمل "مع الحكومة المقبلة على إقرار مشروع قانون جديد لاستقلالية القضاء" وأن يطعن "بدستورية أي قانون يخالف أحكام الدستور"، وأن " يحترم فصل السلطات". ومما قاله عندما أعلن رفضه أن "لا مافيات ولا بؤر امنية بعد اليوم ولا تهريب او تبييض اموال او تجارة مخدرات او تدخل في القضاء"، قوبل بتصفيق حار. 
ومما تعد به أيضًا "ان نعيد هيكلة الادارة العامة ونقوم بالمداورة في وظائف الفئة الاولى وان يتم تعيين الهيئات الناظمة. ولم يكتفِ بتأكيد  "حق الدولة في احتكار حمل السلاح"، بل دعا الى "مناقشة سياسة دفاعية متكاملة كجزء من استراتيجية الامن الوطني بما يمكّن الدولة اللبنانية من ازالة الاحتلال الإسرائيلي"، و"الاستثمار في الجيش لضبط الحدود ومحاربة الإرهاب وحفظ وحدة الأراضي اللبنانية".

في خطابه تعهد الرئيس عون "بإعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي بشفافية"، مشدّدًا على "اقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية وبناء الشراكات الاستراتيجية مع دول المشرق والخليج العربي وشمال افريقيا".

ومن بين الأمور الكثيرة التي تعهد بها قال: "لدينا فرصة تاريخية لبدء حوار جدّي وندّي مع الدولة السورية بهدف معالجة كافة المسائل العالقة بيننا"، مؤكدًا "التمسك بالحفاظ على الاقتصاد الحر وعدم التهاون في حماية اموال المودعين".

وبالمختصر المفيد فإن ما ورد في كل كلمة من هذا الخطاب المسؤول هو تعبير ضمني عمّا يتوق إليه جميع اللبنانيين إلى أي حزب أو تيار سياسي انتموا. ويكفي أنه قوبل بتصفيق حار من قِبل جميع النواب، باستثناء الذين عزلوا أنفسهم في زوايا النسيان.

المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني: نتطلع إلى تعزيز علاقاتنا مع إيران

بيروت- قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، الثلاثاء 3 يونيو2025، إن بلاده تتطلع إلى تعزيز علاقاتها الثنائية مع إيران.

جاء ذلك في تصريحات خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

وأضاف عون أن الحوار هو المدخل لكل المسائل الخلافية بين الدول.

وأشار إلى أن الحوار يجب أن يُبنى على رفض العنف والتصعيد.

وأكد عون أن إعادة إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية على لبنان تأتي على رأس أولويات الدولة "بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وفق القوانين المرعية".

ويعاني لبنان تداعيات حرب مدمرة شنتها عليه إسرائيل بين سبتمبر/ أيلول، ونوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين، إضافة إلى أزمة اقتصادية مستمرة منذ 2019.

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني دعم بلاده استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه و"الجهود التي يبذلها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، وفق الوكالة نفسها.

وأشار عراقجي، إلى أن دعم إيران للبنان يأتي في إطار العلاقات الجيدة بين البلدين ومبدأ عدم التدخل في السياسة الداخلية.

وأعرب عن دعم طهران للحوار الوطني في لبنان بين الطوائف والمجموعات والاتجاهات المختلفة.

وفي وقت سابق الثلاثاء، وصل عراقجي إلى بيروت في زيارة رسمية غير محددة المدة يلتقي خلالها الرئيس عون ورئيسي الحكومة نواف سلام، والبرلمان نبيه بري، وعددا من المسؤولين اللبنانيين.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: نتطلع لصياغة خارطة طريق لتعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر منخفض التكلفة
  • الرئيس اللبناني: نتطلع إلى تعزيز علاقاتنا مع إيران
  • تنفيذ ورشة تدريبية ضمن مشروع إعداد خارطة طريق لقطاع المياه بعدن
  • الرئيس عون: لِنَبْني معًا الجمهورية الرّقمية
  • الشح: تيتيه ستجتمع مع سفراء دول مؤتمر برلين لوضع خارطة طريق قصيرة الأجل
  • خارطة طريق أوكرانية للسلام بمفاوضات إسطنبول.. غدًا
  • على طريق دبل عيتا الشعب.. استهداف سيارة وسقوط اصابات
  • أوكرانيا تطرح خارطة طريق للسلام في محادثات إسطنبول
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • فيديو لسرقة على طريق المطار.. وصورة تكشف 3 مجرمين