مجلس النواب: الاعتداءات الصهيونية على الأعيان المدنية تصعيد خطير وانتهاك لسيادة اليمن
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
واعتبر مجلس النواب في بيان صادر عنه اليوم، العدوان الصهيوني، الأمريكي، البريطاني الذي استهدف العاصمة صنعاء أثناء الاحتشاد المليوني الجماهيري في ميدان السبعين عملًا إجراميًا وإرهابيًا وانتهاكًا سافرًا لسيادة الجمهورية اليمنية وتجاوزًا للقانون الدولي والإنساني وتصعيدًا خطيرًا يهدد أمن المنطقة والعالم.
وأشار إلى أن الاعتداءات الصهيونية، الأمريكية، البريطانية، لن تزيد الشعب اليمني إلا مزيدًا من الصمود والثبات، ومواجهة التصعيد بالتصعيد والرد على العدوان بكل الوسائل المتاحة، مجددّا التأكيد على حق اليمن في الدفاع عن مقدراته وسيادته وقضايا الأمة.
وحيا مجلس النواب المسيرات الجماهيرية الحاشدة التي شهدتها العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية الحرة دعماً للشعب الفلسطيني وما تتعرص له غزة من مجازر مروعة.
وأشاد بثبات الجماهير المحتشدة رغم القصف الهمجي العدواني الذي حدث بالقرب من مكان الاحتشاد بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، والذي يكشف زيف الإدعاء الغربي بالديمقراطية وهو يمارس الإرهاب والإجرام بحق الشعوب المعبرة عن إرادتها في مواجهة الهيمنة والصلف الصهيوني، الأمريكي والبريطاني ضد أبناء الأمة.
ودعا مجلس النواب في بيانه البرلمانات العربية والإسلامية والدولية، ودول وأحرار العالم إلى إدانة التصعيد الصهيوني، الأمريكي والبريطاني وتجاوزه للقانون الدولي والإنساني وسعيه لتأجيج الصراعات والحروب في المنطقة والعالم.
وطالب بإدانة سياسة الكيل بمكيالين وغض الطرف التي ينتهجها المجتمع الدولي تجاه ما يتعرض له أبناء الأمة العربية والإسلامية في اليمن وفلسطين من انتهاكات وجرائم حرب بحق الإنسانية واستهدف ممنهج للحياة العامة.
وأكد المجلس أن الاستهداف الممنهج للأعيان المدنية في محطة كهرباء حزيز، وميناء رأس عيسى والصليف استهدافًا للحياة العامة لزيادة معاناة الشعب اليمني ومحاولة بائسة للنيل من مواقفه المشرفة المساندة والداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وقضيته العادلة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
اليمن صوت الإيمان والنصرة في زمن الصمت والخذلان
في زمن يعلو فيه صوت القهر على أنين المظلومين، ويهيمن فيه صمت الأنظمة على صرخات الجياع المحاصرين من نساء وأطفال غزّة المستضعفين، خرج اليمن بصوته الصداح، وقبضته المرفوعة، وهاماته الشامخة، شعبًا وقيادة، ليؤكد أن الأمة لم تمت، وأن القلوب الحيه ما زالت تنبض بالإيمان والغيرة والكرامة.
لم يكن الحشد المليوني في ميادين المحافظات وميدان السبعين مجرد جموع خرجت لترفع شعارات عابرة، بل كان تجسيدًا حيًا لعقيدة راسخة تؤمن بأن فلسطين ليست قضية حدودٍ ووطنٍ مسلوب فحسب، بل هي اختبار للإيمان والوفاء والوعي. إن خروج الشعب اليمني لم يكن مقتصرًا على هذا اليوم فقط، فهو خروج يتكرّر كلّ يوم جمعة منذ بداية العدوان “الإسرائيلي” على غزّة، تأكيدًا على الثبات والوفاء، غير أن هذا اليوم كان الأوسع والأكثر حشدًا وزخمًا، استجابة لدعوة القائد الذي حمل هم الأمة في صدره وأكد على أهمية هذا الخروج العظيم، لتكون جموع اليمنيين رسالة حية إلى غزّة المحاصرة: لستم وحدكم.
من وسط هذا الزمان الذي ساد فيه الخذلان وعم فيه النكوص، حسب تعبير الرئيس المشاط، في تحيته للجماهير اليمنية اليوم، وقف الشعب اليمني يقول كلمته: إن دماء أطفال غزّة ليست أرقامًا في نشرات الأخبار، وإن دموع الأمهات الثكالى ليست مادة للفرجة، بل هي أمانة في أعناق الأحرار وأبطال الميادين. وفي ميادين اليمن، تردّدت الهتافات تهزّ القلوب: “الجهاد الجهاد.. حيّ حيّ على الجهاد”، “مع غزّة يمن الأنصار.. بجهوزية واستنفار”.
ما فعله اليمن لم يكن شجبًا إنشائيًّا ولا تأييدًا رمزيًّا بل كان تأكيدًا عمليًّا على استعداد واستنفار وتفويض كامل للقيادة في اتّخاذ ما يلزم من خطواتٍ تصعيدية. هكذا يتحول الغضب الشعبي من مشاعر إلى مواقف، ومن مواقف إلى أفعال، ومن فعل إلى عنوان يتجاوز حدود اليمن ليبلغ أسماع من اعتادوا الصمت في قصورهم.
هنا يتجلى الفارق الجوهري بين من يحجبون المعابر ويغلقون الأبواب في وجه المجاهدين، وبين شعبٍ لا يطلب سوى أن يفتح له الطريق ليشد الرحال إلى الجبهات، مستجيبًا لأمر الله، ونصرة للحق، ووفاء لدماء الشهداء.
إن هذا الحشد المليوني بقدر ما كان رسالة للعدو الصهيوني، فقد كان أيضًا صفعة أخلاقية للأنظمة المتخاذلة، واستنهاضًا للضمائر في الأمة التي طوقها الخوف وكبلها الخنوع. فقد برهن اليمنيون أن الشعوب حين تصحو لا تحتاج إذنًا من أحد، وأن الإرادة الشعبية أقوى من كلّ سياج وحدود.
أما حين يهتف الشعب: “فوضناك يا قائدنا”، فإنه يختصر المسافة بين القيادة والقاعدة، ويقول بلسانٍ واحد: نحن معكم في السراء والضراء، في الحصار وفي الجهاد، في القهر وفي الانتصار.
إن الموقف اليمني يخرج القضية الفلسطينية من مربع الشعارات، لتصبح التزامًا ايمانيًّا وعقدًا أخلاقيًّا مع الله والتاريخ. ومن ميدان السبعين إلى غزّة، تمتد خيوط الوعي والصبر والمواجهة، لتقول للعالم إن الدم لا يُقهر إن حمله الأحرار في عروقهم، وإن الحصار لا يقتل الروح إن حملتها قلوب مفعمة بالعقيدة والثقة بوعد الله.
سيبقى اليمن شاهدًا على أن الأمة لم تمت، وسيبقى اليمني البسيط، الذي يدفع من قوت يومه ليمنح ما يستطيع لأجل فلسطين، عنوانًا صادقًا للأمة حين تتجلى في اصدق صورها، أمة الجهاد، أمة العزة، أمة الكرامة.