الروبوتات تقتحم مجالات أوسع في حياتنا اليومية
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
يقول المشاركون في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا إن الروبوتات باتت تنافس الإنسان في مجالات أوسع من حياتنا اليومية بعد أن كانت تقتصر، إلى حد كبير حتى الآن، على القطاع الصناعي.
وقال مارك ثيرمان، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة الروبوتات العملاقة "بوسطن ديناميكس"، خلال حلقة حوارية، إن التقدم التكنولوجي وانخفاض تكلفة هذه المنتجات "ستمهد على الأرجح الطريق أمام روبوتات المرافقة بحلول نهاية العقد الحالي".
وتوضح كريس غاردنر، نائبة رئيس جمعية المتقاعدين الأميركية (AARP)، وهي جهة نافذة نظمت هذه الحلقة الحوارية، أن "الأفراد سيمتلكون روبوتات شبيهة بالبشر قادرة على فعل كل شيء، بالطريقة نفسها التي يمتلكون بها سيارة".
في لاس فيغاس، قدمت شركة "أوبن درويدز" OpenDroids، الناشئة في سان فرانسيسكو، جهاز "ار 2 دي 3" R2D3، الذي استوحي اسمه من "ار 2-دي 2" R2-D2 في أفلام "حرب النجوم".
هذا الروبوت، الذي يُتوقع بيعه بمبلغ 60 ألف دولار أميركي بمجرد دخوله مرحلة الإنتاج على نطاق واسع، قادر على أداء مجموعة واسعة من الأعمال المنزلية.
يجري بالفعل اختبار هذا النظام في مراكز إعادة التأهيل لتخفيف العبء عن الموظفين المرتبط بالمهام المتكررة.
كما لفتت الانتباه نماذج أخرى لا تتمتع بالمظهر البشري مثل R2D3، ولا سيما الجيل الجديد من المكانس الكهربائية المستقلة، والتي أصبحت الآن مجهزة بذراع ميكانيكية للقيام بمهام تتخطى مجرد إزالة الغبار.
يقول تقرير، صادر عن جمعية رواد الأعمال Abundance360، إن التقديرات المرتبطة بالبعد المركزي الذي سيشغله الروبوت في السنوات المقبلة "مخففة إلى حد كبير".
يشير التقرير إلى أن الاستخدام الواسع النطاق للروبوتات يمكن أن يبشر بـ "عصر من الوفرة غير المسبوقة"، وذلك من خلال خفض التكاليف والسماح للبشر "بالتركيز على الأنشطة الإبداعية والممتعة".
"اضطرابات مجتمعية"
مع ذلك، تعترف جمعية Abundance360 بأن العديد من القطاعات من المتوقع أن تمر بمرحلة من انكماش العمالة بسبب التحول إلى الروبوتات، مشيرة على وجه الخصوص إلى الصناعة والزراعة والجراحة.
وقال التقرير "إن السرعة، التي يتقدم بها الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر، عوامل تنذر باضطرابات في سوق العمل واضطرابات مجتمعية".
وقد لفت الملف الأخير المرتبط بعمال الموانئ الأميركيين الانتباه إلى هذه القضية، إذ حصل اتحاد عمال الموانئ الدولي على موافقة شركات الشحن على تركيب الرافعات شبه المستقلة في الموانئ شرط أن يترافق ذلك مع عمليات توظيف.
كانت الثورة جارية في القطاع منذ فترة طويلة بالفعل، لكن الأمور تتسارع.
عرضت شركة R2C2 من هونغ كونغ في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية روبوتاتها القادرة على القيام بعمليات تفتيش في محطات الطاقة أو إجراء الصيانة في القطارات.
ويقول سان وونغ رئيس الشركة إن روبوتاته ستحل مشكلة التناوب بين فنيي السكك الحديدية، الذين قد يتعبون من "البيئة القذرة والخانقة، حيث تنتشر الشحوم في كل مكان".
كما لجأت شركة "أوشكوش" الأميركية العملاقة لتصنيع المركبات الخدمية، إلى الأتمتة في بعض الأنشطة التي تتطلب مجهودا بشريا، بما في ذلك إنجاز تصنيع شاحنات الإطفاء الذي يسبب اضطرابات في الجهاز العضلي الهيكلي.
ونُقل الموظفون المتأثرون إلى وظائف أخرى، بينها ما يرتبط باللحام، لكن جون فايفر رئيس الشركة لا يستبعد أن تتم أتمتتها أيضا "يوما ما".
ويقول "هذه هي الطريقة التي تطور بها الاقتصاد على مدى 250 عاما"، مضيفا "يتطلع الناس إلى تحسين الإنتاجية للمساعدة في النمو".
وفي معرض الإلكترونيات الاستهلاكية أيضا، عرضت شركة "جون ديري"، المصنعة للجرارات والمعدات الزراعية، مركباتها ذاتية القيادة، والتي تقول الشركة إنها تعالج النقص في العمال الزراعيين.
وتقول ديانا كوفار رئيسة قسم الزراعة في شركة جون ديري "نحن بحاجة إلى التأكد من أن مهارات موظفينا وعملائنا تتطور حتى يتمكنوا من الاستفادة من هذه التقنيات، وليس اعتبارها تهديدا".
وتوضح كريس غاردنر من منظمة AARP أن الخدمات الموجهة للأفراد تواجه أيضا نقصا في العمالة، مع احتمال زيادة عدد كبار السن إلى معدلات غير مسبوقة.
وتحذر من أن "الطلب سيكون هائلا"، و"لا يمكن للبشر وحدهم تغطيته".
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الروبوتات الروبوت
إقرأ أيضاً:
بعد التصعيد الأمني في ليبيا .. محلل سياسي لـ “صدى البلد”: إقصاء الأجهزة الأمنية يؤدي لصدامات أوسع
شهدت العاصمة الليبية طرابلس، تصعيداً أمنياً عنيفاً منذ مساء الثلاثاء الماضي وحتى صباح الأربعاء، عقب قرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة حل "الأجهزة الأمنية الموازية" خلال اجتماع أمني حضره كبار المسؤولين العسكريين.
قرار بشأن تبعية المعسكرات والمنشآت العسكرية يشعل ليبياالقرار شدد على أن تبعية جميع المعسكرات والمنشآت العسكرية يجب أن تكون لوزارة الدفاع والجيش الليبي حصراً، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين قوات اللواء 444 قتال التابع لحكومة الدبيبة بقيادة محمود حمزة، وقوات جهاز الردع التابع للمجلس الرئاسي بإمرة عبد الرؤوف كارة، مدعومة بقوات من مدينة الزاوية، واستُخدمت خلالها أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة في مناطق مختلفة من المدينة.
وتزامنت هذه التطورات مع حالة من الفوضى والانفلات الأمني إثر مقتل عبد الغني الككلي (غنيوة)، رئيس جهاز دعم الاستقرار، الذي خلف فراغاً أمنياً في منطقة بوسليم، رغم إعلان وزارة الدفاع سيطرتها على مقرات الجهاز. أعقبت ذلك موجة من السرقات والاعتداءات، فيما تصاعد الغضب الشعبي، حيث أغلق محتجون من سوق الجمعة عدة طرق رئيسية في العاصمة تعبيراً عن رفضهم لقرارات الحكومة. كما نُقل عن تقارير ميدانية قيام جهاز الردع بتحشيد أنصاره وتوزيع الأسلحة، وتعرض منزل الدبيبة لهجوم شعبي رافقته هتافات تطالب بإسقاط الحكومة، بينما استغل عدد من السجناء الفوضى للفرار من معتقل الجديدة.
خطة أميركية لتشكيل قوة عسكرية موحدة لمكافحة الإرهاب والهجرةوتعليقا على ذلك، أكد د. أحمد يونس الباحث الأكاديمي المحلل السياسي اللبناني، أن رقعة الاشتباكات توسعت لتشمل مناطق لم تشهد قتالاً منذ ثورة 2011، ما أبرز عمق الانقسام الأمني والسياسي في البلاد. وقد نجحت وزارة الدفاع في بدء تنفيذ وقف لإطلاق النار من خلال نشر وحدات أمنية محايدة في محاور التوتر، لاحتواء الموقف.
وأضاف الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، في تصريحات خاصة لصدى البلد، أن خطوة الدبيبة تأتي ضمن تنسيق دولي، خاصة بعد زيارة وكيل وزارة الدفاع إلى واشنطن ولقائه بمسؤولين في إدارة ترامب، وعلى رأسهم مسعد بولس، الذي لمح إلى خطة أميركية لتشكيل قوة عسكرية موحدة لمكافحة الإرهاب والهجرة. من هنا ، فإن إقصاء الأجهزة الأمنية القائمة منذ أكثر من 12 عاماً دون رؤية واضحة لمصيرها قد يؤدي إلى صدامات أوسع، ويستدعي مقاربة عقلانية تحقن دماء المدنيين وتخفف من الأعباء المعيشية المتفاقمة.