تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتصاعد التصريحات السياسية في لبنان، خاصة بعد تأكيد رئيس الجمهورية الجديد جوزيف عون على أن السلاح يجب أن يكون في يد الجيش اللبناني فقط، هذه التصريحات فتحت باب التساؤلات حول مدى قدرة الدولة اللبنانية على تنفيذ هذا الوعد في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني.  
حزب الله، الذي تأسس في الثمانينات كحركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، أصبح لاعبًا سياسيًا وعسكريًا قويًا في لبنان، ورغم انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني في عام 2000، إلا أن الحزب استمر في تعزيز ترسانته العسكرية بحجة مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة.

 

ومع الوقت، تحوّل سلاح حزب الله إلى قضية خلافية بين الأطراف اللبنانية، حيث يرى البعض أنه يُقوّض سيادة الدولة ويضعف مؤسساتها، بينما يعتبره الحزب وحلفاؤه "جزءًا من استراتيجية الدفاع الوطني".  

البيئة السياسية والأمنية

تصريحات الرئيس "عون" تأتي في وقت تعاني فيه لبنان من أزمات سياسية واقتصادية خانقة. فإن انعدام الثقة بين القوى السياسية والطائفية يجعل من الصعب اتخاذ قرارات مصيرية دون توافق داخلي واسع. علاوة على ذلك، يُعتبر حزب الله قوة عسكرية تتجاوز قدرات الجيش اللبناني، ما يجعل أي محاولة لنزع سلاحه أمرًا محفوفًا بالمخاطر.  

العوامل الدولية والإقليمية 

ويرى مراقبون على صلة بالمشهد، أن حزب الله ليس مجرد فاعل محلي، بل يتمتع بدعم إقليمي قوي، خاصة من إيران، وأي محاولة لنزع سلاحه دون تفاهم إقليمي قد تؤدي إلى تصعيدات غير محسوبة العواقب في المقابل، هناك ضغوط دولية مستمرة، خاصة من الولايات المتحدة ودول الخليج، التي تعتبر الحزب تهديدًا للاستقرار الإقليمي.  
ويحظى الجيش اللبناني بوصفه المؤسسة الوطنية الوحيدة بإجماع شعبي واسع، لكنه يواجه تحديات كبرى، بدءًا من قلة التمويل وصولًا إلى افتقاره إلى القدرات التقنية واللوجستية التي تمكنه من السيطرة على كل الأراضي اللبنانية. حتى لو أُنيطت به مهمة نزع السلاح، فإن التنفيذ يتطلب استراتيجية شاملة تشمل التفاهم السياسي الداخلي والدعم الدولي.  

السيناريوهات المحتملة 

التفاوض التدريجي: 

قد تلجأ الدولة إلى مفاوضات مع حزب الله لدمج سلاحه ضمن استراتيجية دفاعية وطنية تحت إشراف الجيش.  
ضغوط دولية:  

يمكن أن تُستخدم العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية لإضعاف الحزب تدريجيًا وتقليص نفوذه.  
الصدام العسكري: 

هذا الخيار يبدو مستبعدًا بسبب تداعياته الكارثية على السلم الأهلي.  

وبين التصريحات والواقع، يبقى نزع سلاح حزب الله تحديًا معقدًا يعتمد على توافق داخلي ودعم إقليمي ودولي. النجاح في تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار التركيبة السياسية اللبنانية والهواجس الأمنية والإقليمية، في ظل الظروف الحالية، يبدو أن الوصول إلى هذا الهدف سيظل بعيد المنال في المدى القريب، ما لم تحدث تغييرات جذرية على الساحة السياسية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس اللبناني جوزيف عون نزع سلاح حزب الله عدوان إسرائيلى الطائفية حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد

كشف مسؤول أمني إسرائيلي أن التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد، مؤكدًا أن تل أبيب ستتخذ قراراتها وفق ما تقتضيه مصالحها الأمنية خلال المرحلة المقبلة.

وقال المسؤول إن إسرائيل لا تعتقد أن حزب الله سيقبل بالتخلي عن سلاحه عبر أي اتفاق سياسي أو تفاهمات دولية، في إشارة إلى غياب الثقة في إمكانية الوصول إلى تسوية طويلة الأمد مع الحزب.

توتر متصاعد على الجبهة الشمالية

وفي السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل لن تنتظر إلى ما لا نهاية، في تلميح إلى احتمال اتخاذ خطوات ميدانية إذا لم تتغير المعادلة القائمة على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية.

وتأتي هذه التصريحات وسط استمرار التوتر وعمليات القصف المتبادل، وفي ظل تحذيرات من أن أي خطأ أو تصعيد مفاجئ قد يدفع المنطقة إلى مواجهة أوسع.

وبدأت المواجهة الحالية بين إسرائيل وحزب الله في أعقاب حرب غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، حيث فتح الحزب جبهة محدودة في الجنوب اللبناني دعمًا لحركة حماس، مستهدفًا مواقع عسكرية إسرائيلية عبر الحدود. 

وردت إسرائيل بسلسلة من الضربات الجوية والمدفعية التي امتدت تدريجيًا لتشمل عمق الجنوب والبقاع، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة في لبنان وإجلاء عشرات آلاف الإسرائيليين من بلدات الشمال.

على مدى الأشهر اللاحقة، تصاعدت الضربات المتبادلة إلى مستوى غير مسبوق منذ حرب يوليو 2006، مع استخدام الحزب صواريخ دقيقة ومسيرات انتحارية، في حين نفذت إسرائيل اغتيالات نوعية داخل لبنان، بينها استهداف قادة ميدانيين من حزب الله وفصائل حليفة.

جهود التهدئة

مع ارتفاع المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، دخلت أطراف دولية خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة على خط الوساطة لفرض تهدئة بين الجانبين. 

وتم طرح سلسلة مقترحات لوقف إطلاق النار تشمل:

انسحاب قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وفق القرار 1701.نشر قوات لبنانية ودولية إضافية.ضمانات أميركية–فرنسية لإسرائيل بشأن أمن الحدود.الهدنة الحالية

مع إعلان واشنطن عن "هدنة مؤقتة" في غزة أواخر 2024، خفض حزب الله وتيرة الهجمات نسبيًا من دون توقف كامل، فيما أبقت إسرائيل على طلعات جوية وهجمات، ما جعل الهدنة هشة وغير رسمية. 

وبقي الطرفان في حالة استنفار عسكري واسع، وتبادل تحذيرات دائمة من أن أي خرق كبير قد يشعل حربًا شاملة.

طباعة شارك حزب الله لبنان إسرائيل الليطاني الاحتلال غزة

مقالات مشابهة

  • تقدير إسرائيلي: الجيش يُخطط لعملية عسكرية واسعة النطاق في لبنان
  • شنيكر: اذا لم تنزع الحكومة اللبنانية سلاح حزب الله فإنّ إسرائيل ستكمل بنفسها ذلك
  • عون: لا نستطيع تسليم سوريين قاتلوا الجيش اللبناني إلى دمشق
  • هل يؤيد اللبنانيون حصر سلاح الحزب؟ استطلاع رأي يكشف
  • إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
  • ما الذي يحسم مصير خطة نزع سلاح العمال الكردستاني؟
  • كلام براك: جس نبض الحزب وتهيئة الرأي العام اللبناني لمرحلة مختلفة
  • محاذير سيواجهها لبنان ما لم ينزع سلاح الحزب..شكوى ضد بناء الجدار الفاصل
  • رئيس الكتائب: الجيش اللبناني أولوية وطنية لتنفيذ خطة حصر السلاح
  • من أخطر المطلوبين... الجيش أوقف حسن جرافة