قراءة هادئة في اتفاق وقف النار بين حماس والكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
لنتفق أولا أن المفاوضات حين تجري بين طرفين، فهي تعني الندية بينهما، وأن لدى كل طرف من عناصر القوة والتأثير، التي أجبرت الطرف الآخر على الجلوس لمائدة التفاوض، وإلا لتم حسم الأمر في أرض المعركة، فلما عجز الطرفان عن هذا الحسم، فقد اضطرا للجلوس لمائدة التفاوض.
وهذا يعيدنا للتأكيد على ما أكدتُّ عليه مرارا وتكرارا بأن المقاومة هي المنتصرة في هذه الحرب عسكريا واستراتيجيا.
وبعد مرور 15 شهرا، أي 465 يوما من الحرب المتواصلة، ورغم فارق الإمكانيات العسكرية الهائل بين الفريقين، فإن الكيان لم يحقق أهدافه المعلنة طوال هذه الفترة الطويلة، وهذا هو البعد العسكري والاستراتيجي الذي نتحدث عنه، والذي فشل الكيان في تحقيقه، نعم هو قام بعملية قتل واسعة أغلبها للمدنيين والأطفال في غزة، وعملية تدمير واسعة للبنية التحتية والمنازل والمستشفيات وكل المؤسسات المدنية، ولكن عسكريا واستراتيجيا ليست هذه هي أهداف حربه المعلنة، فما هي إلا عمليات انتقامية تقوم بها عصا بات إجرامية وليس جيش دولة.
ومع ذلك، وحتى على مستوى الضحايا ورغم التفاوت الكبير في العدد، ولكن عدد القتلى في صفوف العدو والذي يعد بالآلاف، يعد مؤثرا جدا، ويتجاوز بكثير جدا عدد قتلاه في حرب 67، بل ويقترب من عددهم في حرب 73، فالكيان هو الآخر ذاق ألم الفقد وصدق الله تعالى إذ يقول: "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون".
وهذه الحقيقة نجدها متجسدة فيما سبقنا من حقائق في السطور السابقة، وأيضا نراها تتجسد في نصوص اتفاق وقف النار، حيث نلحظ فيه ما يلي:
- تضمن الاتفاق الإفراج المتبادل والمتزامن وعلى مراحل لعدد نحو 100 من أفراد العدو، ما بين أحياء وجثث، مقابل آلاف الفلسطينيين، في متوسط فرد واحد من العدو مقابل 30 من السجناء الفلسطينيين، حددتهم حماس.
- تضمن الاتفاق تعليق ثم إنهاء العدوان الص هيو ني، بالتزامن مع انسحابات متدرجة لقوات العد ومن غزة، وتفكيك مواقعه العسكرية، وعودة النازحين إلى مناطق سكنهم، مع حرية تنقلهم في جميع المناطق.
- تضمن الاتفاق دخول المساعدات الإغاثية والأدوية والوقود بأرقام محددة (600 شاحنة إغاثة وأدوية، و50 شاحنة وقود)، مع إعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات التي دمرها الاحتلال كليا أو جزئيا.
- ربط عملية تبادل الأسرى، خلال مراحل الاتفاق، بمدى التزام العد وبشروط الاتفاق، وخاصة فيما يتعلق بالانسحاب ودخول المساعدات وعودة النازحين.
- البدء في إعادة تأهيل البنية التحتية في غزة من كهرباء ومياه واتصالات وطرق، فضلا عن إدخال ما لا يقل عن 60 ألف وحدة سكنية جاهزة وكرفانات مؤقتة، و200 ألف خيمة، والبدء بتنفيذ ترتيبات إعادة الإعمار وتعويض المتضررين.
- يضمن تنفيذ الاتفاق، الأمم المتحدة والولايات المتحدة ومصر وقطر، خلال كل مراحل الاتفاق وما بعدها.
وقد يقول قائل عن حق إن العدو قد لا ينفذ بعض شروط الاتفاق، نعم، لكنه سينفذ مجبرا بعض الشروط الأخرى لا سيما تلك المرتبطة بمراحل تبادل الأسرى، وخلال هذه المراحل التي تمتد لعدة أشهر، سيُجبر على الانسحاب وتفكيك مواقعه العسكرية بشكل متدرج من غزة، فضلا عن عود النازحين، فإذا ما عاد العدو لعملياته العسكرية بعد تنفيذ اتفاق الأسرى، فسوف تعود المقاومة لتكبيده الخسائر في الأرواح والمعدات. وإذا كانت المقاومة توقع الخسائر في العدو حتى ساعات قليلة من بدء نفاذ الاتفاق، فلا شك أنها ستكون أكثر قدرة على ذلك بعد أن تلتقط أنفاسها وتعيد ترتيب أوضاعها على مدى عدة أشهر من إرغام العدو على وقف عملياته العسكرية.
خلاصة الأمر أن هذا الاتفاق يجسد أن العدو منهزم، وأن كل ما استطاع فعله هو قتل المدنيين والأطفال وتدمير المنازل والمستشفيات، بينما عجز عن تحقيق أهداف الحرب التي أعلنها هو منذ بدايتها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات المقاومة غزة الفلسطينيين الاحتلال احتلال فلسطين مقاومة غزة إتفاق سياسة رياضة رياضة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة رياضة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
اوساط عسكرية اسرائيلية: سلوك نتنياهو يعكس بوضوح عدم وجود نية لإنهاء الحرب
#سواليف
ترى #أوساط_عسكرية_إسرائيلية أن سلوك رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو يعكس بوضوح عدم وجود أي نية حقيقية لديه لإنهاء #الحرب، معتبرة أن تصرفاته تقود إلى استنتاج واحد: لا أمل في وقف دائم لإطلاق النار.
فيما لا يزال كبار المسؤولين الإسرائيليين والعرب متفائلين بشأن فرص التوصل إلى اتفاق جزئي بشأن مخطط #ويتكوف في القريب العاجل.
هذا في حين تمارس الدول الوسيطة، مصر وقطر والولايات المتحدة، ضغوطًا على طرفي #المفاوضات للموافقة على تنازلات إضافية.
مقالات ذات صلةلكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن نتنياهو يتصرف كما لو أنه لا ينوي، مرة أخرى، السماح لوقف إطلاق النار المؤقت بأن يصبح دائما و #إنهاء_الحرب في قطاع #غزة.
تجري بعض المحادثات بشأن صفقة محتملة في جزيرة سردينيا ، قبالة سواحل إيطاليا، وقد استضافت الجزيرة سلسلة من الاجتماعات في الأسابيع الأخيرة بين كبار المسؤولين من قطر وإسرائيل والولايات المتحدة، ورغم مغادرة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، البلاد إلا أن المحادثات مستمرة بين كبار المسؤولين من جميع الأطراف.
ونقلت صحيفة يديعوت احرنوت عن مصدر قوله إن القصة برمتها هي أن نتنياهو يُصر على اتفاق جزئي، في المقابل، يحاول الآن الحصول على ما يُمكنه من هذا الاتفاق. ولو أراد اتفاق نهائي لما كانت هناك حاجة للقتال على 800 أو 900 متر وما شابه ذلك”.
واضاف المصدر: “نتنياهو يتخذ جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى استئناف القتال فورًا، ربما ليس قتالًا عنيفًا، بل شيئًا مشابهًا لما نراه اليوم”.
ووفقًا للمصدر ومصادر أخرى في المؤسسة الأمنية، “سيجد نتنياهو دليلًا على أن حماس انتهكت وقف إطلاق النار في مكان ما لانتهاكه بنفسه، ولن يُغلق الملف”.