احتفالات ملحمية في غزة وهتافات مساندة للمقاومة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
غزة- قبل الإعلان رسميا عن اتفاق وقف إطلاق النار، خرج الغزيون للشوارع مهللين ومكبرين، في مشاهد "ملحمية"، يتبادلون الأحضان والتهاني بالنجاة من أتون محرقة عصفت بهم منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2023.
وعمت الأفراح الشوارع والميادين الرئيسية، ومراكز الإيواء وخيام النازحين، وتعالى الغزيون على أوجاعهم وأحزانهم وصدحت حناجرهم بالتكبير، وبالهتافات والشعارات الوطنية.
وأمام مجمع ناصر الحكومي في مدينة خان يونس، وهو الأكبر في جنوب القطاع، تجمهرت حشود من الشبان غالبيتهم من النازحين في الخيام ومراكز الإيواء المجاورة، وسط هتافات تدعو للعودة إلى منازلهم ومناطق سكنهم في شمال القطاع.
"ع الشمال .. ع الشمال" كان الشاب محمد حمد يهتف مع الحشود، وهو الذي نزح من منزله في بلدة بيت حانون شمال القطاع في اليوم الأول لاندلاع الحرب، ويقول للجزيرة نت: "بدي أرجع وأعيش في بيت حانون ولو في خيمة".
وتعرضت هذه البلدة في أقصى شمال القطاع، أسوة بمخيم جباليا وبلدة لاهيا والكثير من مناطق الشمال، لدمار هائل، وقد خسر محمد وأسرته منزلهم المكون من أربع طبقات.
إعلان
وبإصرار ومن دون تردد يقول "سنرجع لبيت حانون، ونعيد اعمارها .."، ولم يكمل حديثه معنا وقد جذبه صديقه وانشغلا بالرقص معاً والاحتفالات مع آخرين.
وأجبرت الحرب زهاء مليون فلسطيني من مدينة غزة وشمال القطاع على النزوح نحو مناطق جنوب القطاع، وعانوا على مدار شهور الحرب من ويلات القتل والجوع والتشرد.
وكانت المقاومة حاضرة وسط هذه الاحتفالات الصاخبة، وعلى وقع إطلاق نار في الهواء هتف شبان بحماس شديد "تحية لكتائب عز الدين"، وهو هتاف شهير في أوساط الحاضنة الشعبية المساندة لكتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وعلى مقربة من محمد ورفاقه، كان آخرون من مدينة رفح يهللون ويهتفون: "ميشان الله ع رفح يلا"، وهم بذلك يتعجلون العودة إلى هذه المدينة الأصغر من بين محافظات القطاع الخمس، وتخضع منذ 6 مايو/أيار الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية واجتياح بري واسع.
ويقول أحمد أبو طه"بعرف أن رفح مدمرة، ولم يعد لنا بيوت ولا ممتلكات فيها، ولكنني أريد العودة إليها الآن قبل الغد".
وتشير تقديرات مصادر في جهاز الدفاع المدني للجزيرة نت إلى أن حجم الدمار الواسع في المدينة يتجاوز 90%، وقد مارست قوات الاحتلال التدمير الممنهج في المدينة، خاصة في المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع مصر والممتد لمسافة 12 كيلو متر من معبر رفح البري في شرق المدينة وحتى شاطئ البحر في غربها.
وبالنسبة لأبو طه، وعائلته من بين الأكبر في مدينة رفح، فإن الدمار في المنازل والممتلكات يمكن تعويضه، ويتساءل بألم "من يعيد لنا أحبتنا وأصحابنا؟"، ويقول إنه فقد عدداً لم يحصه بعد من أقاربه وأصدقائه شهداء خلال المحرقة.
وبحسب الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة في غزة فقد بلغت حصيلة الحرب 46707 شهيد وأكثر من 110 آلاف جريح، نحو 70% من الشهداء والجرحى من النساء والأطفال.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ثابت العمور في هذه المشاهد الاحتفالية الشعبية العفوية "انعكاسا للملحمة الفلسطينية ولتراجيديا الفرح والحزن"، ويقول للجزيرة نت "هؤلاء هم الرافد الرئيسي والحاضنة الشعبية لكل شيء، الناس هنا تبكي فرحا لان الموت والإبادة والجوع والنزوح أخيرا سيتوقف".
إعلانويضيف: "لا توجد لغة أو مفردات يمكنها الإحاطة بمشاعر هؤلاء الناس الذين عاشوا على مدار 467 يوم الموت ووداع الشهداء، والان لحظة فاصلة حاسمة حازمة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وأتمنى على قادة الحركة الوطنية الفلسطينية التقاطها وأن يكون الجميع على قدر المسؤولية وعلى قدر تضحيات هذا الشعب وان تكون الايام القادمة ايام وحدة وطنية وايام اعمار ورفع للحصار".
"لا نريد أن تنتهي الحرب ويستمر الحصار والتراشق والانقسام (..) يجب الذهاب الآن إلى اعادة بناء البيت الفلسطيني بالمعنيين القريب الخاص بالناس والبعيد الخاص بالكل الفلسطيني وأقصد منظمة التحرير الفلسطينية، ولا يجب أن تنتهي هذه الملحمة ببعض الانجازات والمساعدات"، بحسب العمور.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
نشطاء يتظاهرون أمام السفارتين الأميركية والبريطانية في ماليزيا
تظاهر ناشطون ماليزيون، اليوم الأربعاء، أمام السفارتين الأميركية والبريطانية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، واتهموا القوى الغربية بالمشاركة في جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وحمّل المتظاهرون الولايات المتحدة مسؤولية قتل الفلسطينيين في غزة جوعا وقصفهم بأسلحة وذخائر أميركية، مطالبين بوقف الحرب وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني.
وهتف المتظاهرون بشعارات تندد بتزويد الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي إسرائيل بالسلاح والمال والغطاء السياسي.
وقرع المتظاهرون أواني فارغة رمزا للجوع، أمام حراس السفارتين، في تعبير رمزي عن استنكار سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل في القطاع المحاصر.
وانتقل النشطاء من السفارة الأميركية إلى البريطانية، وقالوا إن مطالبهم تتجاوز وقف دعم بريطانيا للاحتلال الإسرائيلي إلى مطالبتها بتصحيح ما نتج عن جريمة تسليم فلسطين للصهيونية، والاعتذار للشعب الفلسطيني عن جرائم الحرب التي ارتكبت بحق الفلسطينيين.
وفي محاولة لتجنب مخالفة قانون التجمهر لم يتجاوز عدد المتظاهرين 15 ناشطا، حيث ينص القانون المثير للجدل في ماليزيا على اشتراط الحصول على إذن من الشرطة قبل أسبوع من تنظيم أي تجمع سلمي.
يذكر أن تجويع الفلسطينيين في غزة جراء الحصار الإسرائيلي وحرب الإبادة المدعومة أميركيا، وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة وفق تقارير محلية ودولية حيث تزايدت الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف، وبلغ العدد الإجمالي 154 شهيدا بينهم 89 طفلا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 146 ألفا وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.
إعلان