بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي يستقبل الكردينال مار بشارة بطرس الراعي
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، مساء يوم الخميس الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وذلك في مقرّ الكرسي البطريركي، ببيروت.
خلال اللقاء، قدّم البطريرك الراعي التهاني الأخوية إلى البطريرك بمناسبة عيد ميلاد يسوع وحلول العام الجديد 2025 وعيد الدنح، داعياً له بالصحّة والعافية والتوفيق في أعماله وفي رعايته لأبناء كنيسته وبناتها، ومتمنّياً للكنيسة السريانية الكاثوليكية دوام الازدهار.
رحّب البطريرك بأخيه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، معرباً عن سروره باستقباله في بيته، مجدِّداً التهاني بالأعياد المجيدة، ضارعاً إلى الرب أن يمنّ على لبنان والشرق والعالم بالسلام والأمان، وأن يعمّ الاستقرار والطمأنينة جميع الناس، وأن يكون العام الجديد زمن خير وبركة ونهاية للحروب والأزمات في العالم بأسره.
وأعرب عن الفرح والسرور والارتياح الكبير الذي شمل جميع اللبنانيين بانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، وبتكليف القاضي نوّاف سلام تشكيل الحكومة الجديدة، ضارعَين إلى الله أن يوفّقه في قيادة دفّة البلاد ورعاية شؤون المواطنين في خضمّ الظروف العصيبة التي يعانيها لبنان. وتمنّيا للرئيس المكلَّف النجاح والتوفيق في تأليف حكومة تكون على قدر تطلُّعات اللبنانيين وتعمل في سبيل نهضة الوطن وازدهاره، بالتعاون بين جميع مكوّناته.
وتناول الأوضاع الراهنة في سوريا، حيث جدّدا التأكيد على أهمّية الحضور المسيحي فيها وأصالته في عمق أساس البلد، وعلى وجوب المساواة بين جميع المكوّنات في الحقوق والواجبات والحرّيات، وعلى مشاركة الجميع في بناء مستقبل سوريا. كما تطرّقا إلى الأحوال في منطقة الشرق الأوسط والحضور المسيحي فيها وتحدّياته، ولا سيّما في العراق وفي الأراضي المقدسة، حيث عبّرا عن ارتياحهما لاتّفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في قطاع غزّة.
وتطرّق إلى الشؤون الكنسية والعلاقات الأخوية المتينة بين الكنيستين الشقيقتين، وأمور تتعلّق بالكنيسة الجامعة. وجدّد غبطةُ البطريرك دعوةَ البطريرك الراعي للحضور والمشاركة في رتبة الصلاة الافتتاحية لأسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس، والتي سيستضيفها غبطته مساء يوم السبت القادم في 18 كانون الثاني الجاري.
رافق البطريرك الراعي المطران حنّا علوان النائب البطريركي العام.
حضر اللقاء مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السنيودس المقدس، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس
إقرأ أيضاً:
فلسفة نشوء الدول عبر التاريخ.. بحوث أكاديمية للدكتور عزمي بشارة
دمشق-سانا
يقدم المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة في كتابه الصادر بعنوان “مسألة الدولة” بحوثاً تتسم بلغة أكاديمية عالية، تناول فيها فلسفة ونظريات نشوء الدول، منطلقاً من مدارس مختلفة في العلوم السياسية وعلم الاجتماع.
ويأتي الكتاب الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مكملاً لكتاب المجتمع المدني الذي أصدره بشارة قبل ثلاثين عاماً، والذي بحث من خلاله وصف الدولة.
يشمل كتاب مسألة الدولة جزأين تضمن الأول أحد عشر فصلاً، والثاني ثلاثة فصول نظراً لغزارة المعطيات والتفاصيل، حيث حاول المؤلف خلال هذه الفصول تكريس نظرة مختلفة للدولة وفق مفهومٍ نقدي إنساني، مستخدماً رؤى متباينة بين الجماعاتية “الجماعية” والليبرالية والماركسية، مستعرضاً آثار العولمة ومرحلة ما بعد الدولة.
يبحر الجزء الأول عميقاً في نشوء الدولة عبر التاريخ، والمراحل التي قطعتها، ففي الفصل الأول يعالج المؤلف أهمية دراسة الدولة وخطورة الاستخفاف بهذا المبحث، ويطرح تعريفات للدولة عبر استقراء واقع عدد من الأنظمة، ثم ينتقل إلى التمييز بين الدولة القديمة بوصفها علاقة بين الحكّام والمحكومين، وبين الدولة الحديثة التي تجمع الحكّام والمحكومين في كيانٍ مشترك.
أما الفصل الثاني فخصص للتمييز بين الفلسفة السياسية والنظرية السياسية التي لا تستغني عن المنهج العلمي، مؤكداً ضرورة تجنب تفسير الظواهر الاجتماعية المركبة وفق مبدأ واحد، لأن ذلك يقود إلى الأيديولوجيا.
ويعتبر الفصل الثالث أن التاريخ لم يبدأ بأفراد، بل بجماعات شكلت الدول القديمة، ويشرح أن الدولة الحديثة لم تنشأ من فراغ، بل من سلطات قائمة توسعت إقليميّاً لتتحوّل إلى سيادة وقانون، وارتكزت شرعية الدولة الحديثة على الحكم.
الفصل الرابع أشار إلى أن منظري الدولة الأوائل هم من دافعوا عن سلطات الملك ضد تدخّل الكنيسة، حيث اعتقدوا أن رفع الدولة فوقها هو الحل، وذلك بتحقيق الإجماع على كيان سياسي مشترك يجسده الحاكم، كما يخصص هذا الفصل مساحة واسعة لمناقشة أفكار روسّو والتي أكدت على العدالة، وعلى أهمية تمثيل الإرادة للمواطنين في تثبيت شرعية الدولة.
ويُفرد الفصل الخامس مساحة للحديث عن آراء هيغل وكانط، حول فكرتَي الحرية والأخلاق، وأن الدولة هي من يجسّد العرف الأخلاقي، فيما يدور الفصل السادس حول السجال الدائر حول اعتبار الدولة شخصاً معنوياً فوق المجتمع.
ويتحدث الفصل السابع عن معايير وحدود سيادة الدولة، وأن وصفها بالمطلقة لا يعني أنها بلا حدود، لينتقل المؤلف في الفصلين الثامن والتاسع لتعريف الدولة وأن المواطنة مكون أساسي فيها.
ويتحدث الفصل العاشر عن استحالة الفصل بين الدولة ونظام الحكم ما قبل الحداثة، فيما يتناول الفصل الحادي عشر والأخير الفرق بين بناء الدولة وبناء الأمة والعلاقة بينهما، وكذلك دور القوميات في نشوء الدول المعاصرة، ودور الدول في تشكيل الجماعات الأهلية وأثرها على المواطنة.
نجد في القسم الأول من الكتاب بحثاً في منشأ ومسار الدول في الحضارة الإسلامية، حيث يلفت إلى تميّز الدولة العثمانية تشريعيّاً عن دول الحضارة الإسلامية الأخرى، ويعرض الانتقال من فكرة “الرعية” إلى مفهوم “المواطَنة العثمانية” في نظام الحكم، وأن غالبية مؤسسات الدول الوطنية في البلاد العربية والمشرق لم تكن نتاج مرحلة الاستعمار بل مرحلة التحديث والإصلاح العثمانيين.
أما القسم الثاني فيحتوي على ثلاثة فصول تناقش قضية السيادة والمواطَنة، وبناء جهاز الدولة، والعلاقة بين النخب القديمة والحديثة، وحالات نشوء الدولة الوطنية في خمسة بلدان عربية، هي مصر وتونس والمغرب وسوريا والجزائر، مبيناً أن البيروقراطية المركزية والحدود الترابية ظهرتا في تونس ومصر قبل الاستعمار.
ويناقش القسم الثالث مهمات الدولة الحديثة التي لم تعرفها الدولة التقليدية كالتنمية، والخدمات، وتوقعات المواطنين منها، كما يبحث انتقال إستراتيجيات الجماعات الأهلية من رفض السلطة إلى المشاركة فيها من دون المرور بمرحلة المواطَنة.
يذكر أن الدكتور عزمي بشارة كاتب وباحث، نُشر له العديد من الكتب والدراسات والبحوث بلغات مختلفة في الفكر السياسي، والنظرية الاجتماعية، والفلسفة، يشغل بشارة منصب المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ويرأس مجلس أمناء معهد الدوحة للدراسات العليا.
تابعوا أخبار سانا على